السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه مشاركة أرجو أن تكون فيها الفائدة
تمر بالمسلم فترات إيمانية ونفحات ربانية حال صلاة أو عقب مناجاة في سجود أو خلوة وكثيرا ما تهب رياح الهوى وملهيات الدنيا فتزيل سحابة الطمأنينة وفي السعادة وملهيات الحياة وصوار فها تراوح المؤمن في كل حين لكنه يجاهدها خاصة في أوقات العبادة المفروضة ولحظات التعبد المندوبة ومع هذا الجهاد والمصابرة فهي تفارقه سريعا وتحتاج منه ربطها إليه بوثائق من الدعاء والانكسار والذلة والمسكنة لله عز وجل حتى تكون قرينته في كل حين وما حل الإيمان بقلب إلا ذاق لذته ونعيمه وقدمه وفضله على لذات الدنيا ونعيمها الزائل كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة
وفي رصد سريع ومتابعة لواقع عجيب أصبحت فيه أمة من قوم فرعون ضلالا فجرة وسحرة كفرة ثم أمسوا بعد أن رأوا الإيمان وصدقوا به مؤمنين صابرين قدموا في مقابلة كل شيء ، فها هم في ذاك الصباح قد أتوا إلى فرعون راغبين في المال والجاه والقرب من السلطان { قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم لمن المقربين } وما انتهى النهار وغربت شمسه إلا وهم أشد أعدا فرعون وألد خصمائه بعد أن عمر الإيمان قلوبهم وتعدى بهم الحال إلى تحدي فرعون ومعاندته وقالوا بلسان المؤمنين الواثق بإيمانه القوي بربه { فأقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا } علموا يقينا أنه لا يملك جزءا من هذه الدنيا الزائلة وهي أيام معدودة فحسب ثم النعيم المقيم في جنات الخلود { إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر } هذه الإشراقات الإيمانية هبت عليهم فوقر الإيمان في قلوبهم ونزل التصديق على ألسنتهم وتركوا الدنيا والأموال والقرب من الملك وعلو الجاه ومنزلة السلطان بل وقالوا في احتقار لجميع الأمر { فأقض ما أنت قاض } فأحرق إن شئت أو عذب إن أردت فلن تثنينا عن إيماننا لقد لُنا معالم الآخرة والله خير وأبقى .
<FONT color="#0B00FF">السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه مشاركة أرجو أن تكون فيها الفائدة </FONT>
أم جمانة @am_gman
عضوة
هذا الموضوع مغلق.
الصفحة الأخيرة