نجح فريق طبي سعودي في إنقاذ حياة طفل رضيع ، أصيب بتليف كبدي نتيجة خطأ في تشخيص الأطباء الأولي لحالته .
وما إنْ بلغ محمد "أ.خ"، المولود لأبوين من المنطقة الجنوبية، شهوره الأولى حتى لاحظ أبواه اصفراراً في جسمه؛ فنقلاه إلى عدد من المستشفيات والمراكز الطبية في رحلة استمرت أكثر من أربعة أشهر تم خلالها تشخيص الحالة بشكل خاطيء ، انتهت باكتشاف معاناة الصغير من ضمور خِلْقي في قنواته الصفراوية.
وتدهورت الحالة حتى وصلت إلى مرحلة متأخرة؛ ، حيث بلغ كبده مرحلة خطرة من التليف، وأضحى يصارع الموت، فيما رأى الأطباء أنه لا بد من تدخل جراحي حاسم.
وخضع محمد لفحص وتقييم لحالته بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، تم التأكد من خلالهما وجود ضمور في القنوات الصفراوية الخارجية، ولا بد من العمل على استبدالها من خلال عملية جراحية دقيقة لإبقائه على قيد الحياة.
بعد ذلك أوضح فريق زراعة الكبد والأعضاء بالمستشفى أنه، إضافة إلى التليف المتقدم عند الطفل محمد، كان هناك اشتباه بوجود تجلط كامل بالوريد البابي، وهو الوريد الأساسي لدفع الدم للكبد، معتبراً الحالة من الحالات الصعبة جداً، خاصة أن وزن الطفل لم يتجاوز 7.5 كيلوجرام؛ ما يعني أن أوعيته الدموية صغيرة جداً، وبجانب ذلك كان مستوى المادة الصفراوية في الدم يفوق 30 مرة المستوى الطبيعي؛ ما يؤثر في جميع أجهزة الطفل محمد، ويقوم بتوقفها عن العمل.
واتضح أن محمد بحاجة إلى نسيج وريدي؛ فتقدمت أم محمد للتبرع بجزء من كبدها لطفلها الوحيد، وتبيّن بعد إجراء الفحوصات أنه ملائم، وتم الاتفاق على أخذ ما نسبته 25 % من حجم كبدها الأصلي، ولكن بقي الطفل محمد ينتظر توافر نسيج وريدي من متوفَّى دماغياً؛ حتى يتم الشروع في عملية الزراعة له.
وبعد طول انتظار دام قرابة سبعة أسابيع توافر لدى المركز هذا النسيج الوريدي، وشرع الأطباء في زراعة الكبد لأصغر طفل على مستوى الشرق الأوسط بأيدٍ سعودية؛ حيث قاد العملية الدكتور محمد الصفيان فريق زراعة الكبد للطفل محمد، التي استمرت قرابة عشر ساعات.
وبعد استئصال الكبد المتليفة ظهرت مشكلة تجلط الوريد البابي، ولكن تم تخليص الوريد من التجلطات المزمنة، وتمت عملية الزراعة بنجاح كامل، وبدأت الكبد المزروعة بالعمل بشكل ممتاز، وبدأ الطفل محمد الآن يتماثل للشفاء بشكل جيد.
