والذين للزكاة هم فاعلون

الزكاة
الحمد لله الواحد الأحد العزيز الغفار القائل : { الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور }

وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم

وبعد يا عباد الله روى الجماعة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى اليمن قال : (إنك تأتي قوما أهل كتاب فادعهم إلى شهادة أن لا اله إلا الله وأني رسول الله , فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله عز وجل افترض عليهم خمس صلوات في كل وليلة , فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله تعالى افترض عليهم صدقة في أموالهم تأخذ من أغنيائهم وترد إلى فقراءهم , فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم , واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)


عباد الله : اعلموا أن الزكاة فريضة على كل انسان مسلم ولكن مع الأسف لقد تساهل بعض المسلمين عن إخراج الزكاة وغفلوا عنها مشتغلين .... أموالهم واللهث وراء حطام الدنيا غير مؤدين زكاة هذه الأموال إلا من هداهم الله , لذا فليعلم الذين لا يؤدون زكاة أموالهم أنهم سوف لا يتركون بل سوف تكون عليهم خزي وندامة وعذاب أليم كما قال تعالى : { والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ماكنتم تكنزون }

وجاء يا عباد الله في تحذير من لم يؤدي زكاة ماله سواء كانت ذهبا أو كانت فضة أو كانت نقود حيث أن النقود الموجودة معنا هي تقوم مقام الذهب ومقام الفضة لأنه إن صرفناها ذهبا صارت ذهبا وإن صرفناها فضة صارت فضة
حيث جاء الوعيد لمن لم يزكي ومن لم يخرجها بنفس سامحة طيبة ما جاء في ذلك يا عباد الله في الحديث الصحيح قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنه حتى يقضى بين العباد ))

وجاء في الحديث الثاني قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوق به يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه يعني شدقيه ثم يقول : أنا مالك أنا كنزك ))
عباد الله يجب على الانسان المسلم أن يخرج زكاة ماله بنفس طيبة وبال سامح ويجب على المسلم أن يحاول أن يخرج زكاة ماله في هذا الشهر المبارك شهر رمضان حيث أن الله يضاعف فيه الحسنات ولأن فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر

عباد الله لقد تكاثرت في هذا الزمن المصالح والخيرات والأموال وليعلم الناس أن الأموال ماهي إلا ودائع في أيدي بعض الناس وهم الأغنياء حيث أنها امتحان لهم وفتنه لينظر أيشكرون أم يكفرون , لأنه مع من أخرجها فهو من الشاكرين ومن لم يخرجها فهو من الكافرين

عباد الله يقول تعالى في سورة الحديد : { آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين ءامنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير }
عباد الله إن من الحكمة في تشريع الزكاة مواساة الأغنياء لإخوانهم الفقراء فلو قام الأغنياء بهذه الفريضة حق القيام وصرفوا الزكاة في مصرفها الشرعي لحصل للفقراء والمساكين ما يكفيهم ولا يحتاجون معه إلى غيره ومن سؤال الناس

عباد الله : أما إذا امتنع الأغنياء ما أوجب الله عليهم فلم يخرجوا فريضة الزكاة فإنه ينشأ من هذا أضرار ومفاسد كثيرة من تعريض العبد نفسه للعذاب ومنها كراهية الله والناس له ومنها أي عدم اخراجها تسبب هلاك المال وانتزاع البركة منه ومن ماله ففي الحديث قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( ما خالطت الزكاة مالا قط إلا أهلكته ))

ومنها أي المضار أنها ظلم للفقراء والمساكين وإيصال الضرر إليهم ودعوة لهم إلى ارتكاب شتى الحيل في الحصول على لقمة العيش

عباد الله إن لأهمية الزكاة في الإسلام أن قرنها الله بالصلاة التي هي عمود الاسلام في اثنين وثمانين ايه من كتاب الله وذلك لعظم شأنها وقد فرضها الله تعالى بكتابه الكريم وسنه نبيه صلى الله عليه وسلم وإجماع أمته وهي طهرة للانسان المسلم وتزكية لهم ودليل ذلك ما جاء في سورة التوبة حيث يقول الله تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها }

ويقول تعالى مادحا من نفذ ما أمر الله به : { الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور }
حيث أن من أدى الزكاة يكون له التمكين في الأرض
وروى الترمذي عن أبي كبشه الأنماري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ثلاثة أقسم عليهم وأحدثكم حديثا فاحفظوه : (ما نقص مال من صدقة, ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله بها عزا ,ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر )
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
---------------------------------------------------



الحمد لله رب العالمين, الواحد الاحد ,العزيز الغفار, مكور الليل على النهار
,المعبود بحق ,الرحمن الرحيم ,
و أشهد أن لا اله إلا الله البر الرحيم الكريم الرؤوف اللطيف

وأشهد أن محمدا عبده ونبيه صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وكرمك يا رب العالمين وبعد

يا عباد الله اعلموا أن الزكاة من الفرائض التي أجمعت عليها الأمة واشتهرت شهرة جعلتها من ضروريات الدين بحيث أنه لو أنكر وجوبها أحد من الناس خرج عن الإسلام وقتل كفرا إلا إذا كان حديث عهد بالإسلام فإنه يعذر لجهله بأحكام الإسلام , أما من امتنع عن أداء الزكاة مع اعتقاده وجوبها فإنه يأثم بامتناعه ذلك
ويجب على الحاكم أن يأخذها قهرا ويعزره ولا يأخذ من ماله أزيد منها

عبادا لله اعلموا أنه لو امتنع قوم عن أدائها مع اعتقادهم وجوبها فإنهم يقاتلون عليها حتى يعطوها ودليل ذلك يا عباد الله في الحديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم لما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله ))

وكذلك الحديث الذي رواه أبو هريرة قال : (( لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم : وكان أبو بكر أي خلافة أبو بكر – وكفر من كفر من العرب , فقال عمر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله إلا الله فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله تعالى ؟ فقال : والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة , فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها , فقال عمر فوالله ما هو إلا أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق ))

عباد الله اعلموا أنه لاتجب الزكاة إلا أن يكون فاضلا عن الحاجات الضرورية التي لا غنى عنها كالمطعم والملبس والمسكن والمركب والات الحرفة وأن يحول عليه الحول أي بعد تمام السنة فيجب عليكم يا عباد الله الاهتمام بأداء الزكاة في وقتها لتنالوا رضى ربكم ودخول جنته وذلك والله هو الفوز العظيم


اللهم وفقنا لأداء الزكاة في وقتها
, اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ,
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين ,
اللهم جنب عن بلادنا وبلاد المسلمين الزلازل والمحسن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن
اللهم اكتب لنا صياما في صيام الصائمين وقياما في قيام القائمين
واجعلنا من الذين تدخلهم الجنة من باب الريان باب أهل الصيام يا رب العالمين
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار برحمتك يارحمن
اللهم أعز الإسلام والمسلمين في كل مكان وفي كل زمان ,
اللهم أبرهم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويخذل فيه أهل معصيتك ,
اللهم وفق أئمة المسلمين لما فيه صالح الإسلام والمسلمين ,
اللهم وفق إمامنا لعزة الإسلام والمسلمين وارزقه البطانة الصالحة التي تعينه على الخير
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين

, عباد الله اغتنموا ما بقي من هذا الشهر بفعل الطاعات وكثرت الصلوات وقراءة القران فإنها عشر يعتق الله فيها من أطاعه من النار

عباد الله إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ويقول عليه الصلاة والسلام من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم
اللهم ارض عن الأربعة الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعلى بقية الستة المشهود لهم بالجنة وعنا معهم برحمتك يا رب العالمين
عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون
فاذكروا الله العلي الكريم يذكركم واشكروه على عموم نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر والله يعلم ماتصنعون