أفغان.. يأكلون العشب وينتظرون الموت
نهى الإبياري - إسلام أون لاين/ 10-1-2002
الأطقال يأكلون خبز العشب
"يسلقون العشب ليتخلصوا من جفافه، ثم يخلطونه بالرَّدَّة لعمل عجينة، ويتم طهي عجينة العشب على النار؛ لتصير شيئًا مشابهًا للخبز يأكله الصغار، وإذا نضب العشب وشعروا بالجوع يربطون بطونهم بالقماش".. هكذا يصف مراسل أفغانستان بصحيفة "جارديان" البريطانية في عددها الصادر الخمس 10-1- 2002 ما تفعله الأمهات الأفغانيات في قرية "بونافاش" إحدى القرى في شمال أفغانستان ليهربن من الجوع والجفاف الذي حل بقريتهم.
وقرية "بونافاش" هي الوحيدة التي يمكن الوصول لها في أقصى الشمال الأفغاني بمنطقة "عبد الله جان" الجبلية، بينما هناك قرى أخرى داخل المنطقة لا يمكن الوصول لها بسبب عدم وجود طرق ممهدة.
ويقول بعض سكان "بونافاش" لمراسل الجارديان: إنهم لا يمتلكون أي شيء، ويأكلون العشب مباشرة من الأرض، والناس تسقط صرعى في الشوارع من الجوع".
ويقول "ودود" زعيم قرية "بونافاش": "إذا لم نحصل على المساعدات في خلال شهر واحد، فسيصل بنا الحال مثل القرى التي لم يصل إليها أحد".
وقد كانت منطقة "عبد الله جان" خطًّا للنار بين طالبان وقوات التحالف الشمالي؛ الأمر الذي أدى إلى عزلها عن بقية أفغانستان، فلا توجد طرق مؤدية إليها، ووسيلة المواصلات الوحيدة إلى هناك هي ركوب الحمار.
ويعجز برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة عن توصيل المعونات الغذائية إلى هذه المنطقة؛ حيث لا توجد طرق ممهدة لنقل هذه المعونات، وحتى تلك التي تم تخزينها في أقرب قرية للمنطقة وهى "زراى" تعرضت للفساد بفعل الأمطار والثلوج.
وحسب الجارديان، فقد كان من المقرر ل كل أسرة في منطقة "عبد الله جان" أن تتسلم ثلاثة أجولة من الدقيق كمعونة تنقذها من الجوع لثلاثة أشهر قادمة، لكن عمال الإغاثة لا يستطيعون توصيل الغذاء لهم؛ حيث سيتكلف استئجار حمار لنقل جوال واحد 10 دولارات عبر الجبال إلى القرى القريبة مثل "بونافاش"، وسيتكلف الأمر دولارات أكثر للوصول إلى القرى الأبعد.
مأساة إنسانية
ويقول "أحمد إدريس رحماني" عضو لجنة الإغاثة الدولية المسئولة عن شمال أفغانستان لصحيفة الجارديان: "إن منطقة عبد الله جان تمثل مأساة إنسانية؛ فمئات الآلاف من الأفغان يعيشون في ظروف بائسة في المناطق الجبلية".
أما "حسين" أحد المزارعين بقرية بونافاش فيقول: "ليس لدينا شيء آخر غير العشب؛ فلا يوجد زيت للطبخ، ولا أرز، ولا دقيق، ولا شاي، ولو –فقط- استطعنا الحصول على بعض البذور، لكنا قمنا بزراعتها، لكن بهذه الطريقة سنموت".
ويشير "خداباش" -مزارع أفغاني- إلى أنه "في الصيف عندما يكون العشب أكثر طراوة، نشعر أننا بحال أفضل"، ويستطرد خداباش -وهو ينظر إلى أطفاله الأربعة- "منذ ثلاثة أشهر كان لهم أم وأخ رضيع، لكنهما ماتا الاثنان من الجوع".
وكان خداباش يعمل مزارعًا هو الآخر، وبعد أن فقد عمله اضطر أن يبيع الحيوانات التي كان يمتلكها ليشترى لأطفاله طعاما، ثم لم يعد لديه شيء ليبيعه، فأصبح يتسول من الجيران بعض "الرَّدَّة" ليستطيع أن يصنع منها خبز العشب؛ حيث يعطي كل طفل من أطفاله قطعتين في اليوم، ويحصل هو على واحدة.
يُشار إلى أن منظمات حقوق الإنسان تشير إلى أن نصف مليون أفغاني لن يتمكنوا من التزود بالمواد الغذائية؛ بسبب الثلوج التي ستغطي قراهم في فصل الشتاء، وازداد الوضع في مناطق أخرى من أفغانستان بسبب القصف الأمريكي للبلاد الذي بدا في السابع من أكتوبر 2001.

الروائع @alroayaa
عضوة جديدة
هذا الموضوع مغلق.

الروائع
•
اللهم اجعل لنا من اسمك حظاً ونصيباً فتكوني لامتنا أملاً في هذا الزمن الذي ادلهمت فيه الفتن وكثرت فيه المحن فنستنير بكلماتك ونستضئ بعبارتك .
الصفحة الأخيرة
الذي حرك ضمائرنا بعد ان كادت تموت
الله انك انت اعلم بحال المسلمين ومايلاقون من ابتلاء اللهم انصرهم
واراف بحالهم واخزي الشرك والمشركين