تتردد هذه العبارة على لسان الرجل عندما يتم الطلاق بينه وبين زوجته ( أم أطفاله ) ..
لن أتحدث هنا عن الطلاق ومدى تأثيره السلبي على الطفل ، وحتى الأبناء في سن الشباب ، ولكني سأتطرق لأمر أكثر خطراً من الطلاق على الأبناء ..( ما بعد الطلاق ) .
إنتقام الرجل ( الأب بالذات ) ..
(الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ )البقرة229
تعددت طرق انتقام الرجل من طليقته ( خاصةً عندما تكون الزوجة من طلبت الطلاق لأمر لا تطيقه في زوجها ) وقد ينتقم أيضا الرجل الذي طلق باختياره وإرادته !!!
يسيطر على الرجل تفكيرا ملخصه : أن هذه الطليقه تستحق القتل لأنها انفصلت عنه واختارت حريتها ، فيرسم له الشيطان والعياذ بالله أنها أهانته بطلب طلاقها ، أو أنها نغصت عليه فاختار الطلاق ..
بغض النظر عن السبب في الطلاق ، ودور المرأة في حدوثه ، سواء كان حقا لها لسوء عشيرها ( وهو الغالب ) أو أنه اختياره الطلاق لأمر نفسي يخصها..
تبدأ بعد الطلاق عند الرجل مراحل الكره ، والحقد، والرغبة في الانتقام من طليقته بأي شكل وبأي صورة يزينها له الشيطان :
إما بسلب المال وابتزازها لشراء حريتها ..
أو بالتشهير بها والكذب عليها ، وقذفها في عرضها أو أو ..
ومن طرق الانتقام أيضا التشويش عليها بطرق متعددة ، وقد يتعاون معه رفقة الشيطان للتنغيص عليها وإثارة الرعب في نفسها والخوف على نفسها ( كتهديد أو نحوه ) ..ويتناسى هذا الرجل أنها كانت في يوم من الأيام زوجته وحليلته وأم لأولاده !!!
ما يزيد الموضوع حسرة هو التركيز على الانتقام من الطليقة من خلال أطفالها ، وبصور متعددة ، ويتصور الرجل بذلك أنه حقق مايريد ؛ متجاهلا أنه بذلك قد أتى على الأخضر واليابس وأول الضحايا هم أطفاله الضعفاء ، فتراه مثلا يطالب بأطفاله وهو على يقين بأنها ( الأم ) الأصلح لتربيتهم والتفرغ لهم ، ويصر على انتشال الطفل من أمه في سن صغيرة لمجرد تحقيق الإنتقام منها ، مع علمه المسبق بأنه غير مؤهل أو قادر على متابعة الطفل ، فيرمي به عند خادمة ولا يعلم عن طفله شيئا ، وكل تركيزه على جرح الأم وطعنها في مقتل ، وهو لا يدري بأنه قتل الاثنين ( طفله الغالي وأمه في آن واحد ) ..
ومن طرق الانتقام أيضا وقد يحدث ذلك من الطرفين ( الزوج والزوجه ) بعد الإنفصال ، وهو زرع الكره للأم في نفس الطفل ، ورسم صورة سيئة عن أمه الحبيبه ، وتدمير نفسيته بشكل متواصل في تشويه صورة أحب الناس إليه بأكاذيب ، مما قد يوصل الطفل لمرحلة خطيرة من التذبذب والكره لكل شيء في الدنيا ، وتتعاقب الأخطاربعدها على المجتمع بفعل الأب الحاقد ..
أي أب هذا ؟ الذي يقبل أن يسيء لطفله ويقهره ويدمره لتحقيق شهوة الانتقام ؟
أي رجل يقبل أن يجعل من أطفاله درعا بشريا لإطلاق نيرانه وقنابله المدمره ؟
أي إنسان يقبل أن يكون مرتعا للشياطين تفصّل في مستقبل أطفاله النفسي ، وهو يخيط ويلبسهم !!
لم لا تكون العلاقة بين الطليقين علاقة مسؤولية مشتركة يلزمهم متابعتها ؟
لم لا يُنحر العداء ويحل مكانه الهدف النبيل وهوتربية الأبناء وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد الطلاق ؟
لم لا يتحول الطليق إلى أخ ينبه وينصح طليقته لأجل أولاده وأولادها ؟
لم لا يكون الطلاق حل عندما تستحيل العشرة ، وهو أيضا إنقاذا للأطفال في حالة إنفصل الأبوان ؟
لم يحقد الرجل على طليقته ، حتى لو كان يعلم علم اليقين أنها لم تقترف ذنبا سوى أنها أرادت الطلاق ؟ أليس حقا لها ؟
لم يحقد الرجل لو تزوجت طليقته ، ويعتبرها ملكا له حتى بعد طلاقه لها ؟ أمر عجيب !!
قد تطوى صفحة طلاق تم بين زوجين بلا أطفال ، أما الطلاق بوجود الأطفال يفتح صفحة جديدة بين الطليقين ، إن لم يحكمها التفاهم والتضحيات والصدق في حمل المسؤولية فستكون صفحة سوداء في عالم الأبناء !! ، وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ..
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
منقول
% هروب % @hrob_3
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
مشكووورة اختي