الاميرة الشهري @alamyr_alshhry
كبيرة محررات
......&& وانصرمـــت الأيــــــــــام وانصرمنــــا &&.......
أورث الله الخلق على هذه البسيطة ليعمروها بعبادته لاسيما البشر.فقه هذه الغاية قليل ,وجهلها الكثير(عافانا الله),
وربما يعود جهلهم للتناسي قبل النسيان إذا كانوا لا شك مسلمين..
إن في تصرم الأيام وانقضائها ملفت للمؤمن في وضوح سنة الله القاضية على الجميع بالفناء:"كل من عليها فان",
وهذا الفناء لم يعد سلفنا الصالح ,وعلى رأسهم المصطفى –صلى الله عليه وسلم-والأنبياء –عليهم الصلاة والسلام-له ذاك الاهتمام لعلمهم وتيقنهم بأنه كأس لابد من شربه..
القضية الكبرى هي الختام الحسن,وإعمار الآخرة والاستعداد للرحيل!
نعم قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل على أصحابه وهم يتسامرون ويتضاحكون فيقول:"والله لورأيتم ما أرى لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً"
إنه الاستعداد الحقيقي للقاء الرب ..وهو بذاته عليه الصلاة والسلام ضرب أروع الأمثلة في قيامه في الليل حتى تتفطر قدماه,وكانت تقرب عائشة –رضي الله عنها منه-ويقول:(( يا عائشة ! ذريني أتعبد الليلة لربي ، قلت : والله إني أحب قربك ، وأحب ما يسرك . قالت : فقام فتطهر ، ثم قام يصلي..))
الحديث,
و ها هو أبوبكر الصديق –رضي الله عنه- الذي ضرب أروع الأمثلة في الاستعداد حين عمل أربعة أعمال ما اجتمعت على مؤمن في يوم إلا دخل الجنة,
وهذا عمر الفاروق يحاسب نفسه دوماً,ويقول رضي الله عنه-:"وددت أني أخرج كفافاً لا لي ولا علي",وقد ورد عن جل السلف المواقف المؤثرة والتي تنبئ عن وجود قلوب حية متيقظة للاستعداد للآخرة.كيف لا؟
والنبي-عليه الصلاة والسلام- يقول:"الموت أقرب إلى أحدكم من شراك نعله".
قال ابن مهدي : بت عند سفيان الثوري فجعل يبكي فقيل له عن سبب بكائه، فقال: لذنوبي عندي أهون من ذا -ورفع شيئاً من الأرض- ولكني أخاف أن أسلب الإيمان قبل أن أموت! وورد عن بعضهم أنه يفزع في الليل حين يذكر النار,ويقوم ليصلي.وآخر يلمس فراشه فيرى أنه وثير فيقول :"أن فراش الجنة أوثر ثم ليقوم فيصلي".وهذا آخر وهو رؤي على ظهره آثار حمل الطحين وقد افتقرت بيوتاً حين موته من فقدانهم الطحين فعلموا أنه ذاك الحمال وهو زين العابدين-رحمه الله-.
نجد في بذلهم بأرواحهم وأموالهم روح اليقين بالبقاء الأخروي ,وأنه أبقى وأدوم..
ولكن لماذا نجد اليوم حب الدنيا والاتكاء عليها,ومحاولة إعمارها والتخطيط المكلف في استثمارها ,نجد أن أحد السلف حين أراد الانتقال إلى بيت آخر فلم يحمل معه شيء,فسئل عن ذلك,قال:لست باقياً حتى آخذه,واكتفى بمفرشه,ومايَجلس عليه..ألا نرى من أنفسنا من الآن خيراً نقدمه لها,واستعداداً حقيقياً للقاء الله ,ومن لايحب لقاء الله؟!,ولكن ماهبناه إلا لما قال الأول:"لأنكم عمرتم دنياكم,وأخربتكم آخرتكم".
.لنستعد أخوة الإيمان ولنتخلص من المظالم وحقوق الناس,ولنكتب وصايانا,ونجعلها كما ذكر الرسول تحت وسادتنا,وكأنه يشير إلى أنها تذكر بالعمل الصالح,وتكون أقرب إلى الإنسان في مكانه الذي قد تكون نهايته فيه..ولنعلم أن من أتى الله يمشي أتاه هروله,
وهكذا الحسنة تقول أختي أختي,ولاتغتر بالدنيا ونسيان الموت الذي جعل الله نسيانه نعمة ليعمر البشر حياتهم,ولكن التمادي في هذه تنقلب مباشرة نقمة وغفلة..
أسأل الله البركة في الأعمار والأعمال,وأن يختم بالصالحات أعمالنا,ويجعل خير أيامنا آخرها,وخير أيامنا يوم نلقاه.
10
901
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
يا باعث النور .. يا باني البيت المعمور
يا سامع من في القبور ..
اللهم
زد وجهها نورا..
واجعلها في يومها مأجورا..
وادخلها الجنه مسرورا
اللهم امين
جزاك الله خير
وجعله الله في موازين حسناتك