dalya119

dalya119 @dalya119

عضوة مميزة

وايقظتها طـفلـه ..! ( لفعالية قبل وبعد )

الأسرة والمجتمع

بسم الله الرحمن الرحيم

الحياة التي يعيشها الإنسان يمر فيها بمراحل مختلفه فيها جميع االمشاعر الإنسانيه وقد لاتسير حياته على وتيرة واحده وإنما يتخللها أنواع شتى من تقلبات الأجواء فيها الأفراح وفيها الأحزان بجميع أنواعها.




قبل

كانت الأسره المكونه من الأب والأم والأبناء والبنات يعيشون حياة هادئة الأب في عمله الطويل والأيناء في مدارسهم والأم في المنزل تعمل على راحة زوجها وأبنائها وبيتها بإخلاص وتفاني وتحب أبناءها وتخاف عليهم وتعمل جاهده لتهيئة سبل الراحه لهم ظاهريا وأمام الآخرين كانت الأسره من الأسر المثاليه والسعيده وهي كذلك و كان الأب حنون يحب زوجته وأبناءه وأيضا بيته ولكنه هداه الله شديد العصبيه يثور لأتفه سبب وبدون سبب وإذا غضب صب جام غضبه على أسرته وخاصة وقت فراغه ليلا إذا نام الأبناء وما يعكر صفو حياتهم سوى عصبيته التي تجعله يتلفظ أحيانا بكلمات نابيه.

كانت الأم تعيش حياتها الزوجيه والعائليه بإخلاص وتفاني مضحيه براحتها ومتحمله مايواجهها من أجل أبناءها ومن أجل إستقرار أسرتها وتحاول قدر إستطاعتهاأن لايلحظ الأبناء شيء من معاملته ومن أسلوبه أو يسمعو شيء من الكلمات التي يتفوه بها وخاصة ليلا وقت الهدوء والسكينه والنوم الهانيء.

تحاول ان تظهر امامهم بأن كل شيء على مايرام وأنه لايوجد شيء يستحق أن نقف عنده للبحث عن لما يحدث ذلك تحاول أن تظهر لهم أن هذا طبعه وأن عصبيته نتيجة للضغوط التي بواجهها في العمل وغيره تريد الأم أن تحافظ على مسيرة الحياة العائليه وقد حاولت الأم مرارا وتكرارا إصلاح الوضع بالنقاش وبالحوار وبالنصيحه وبالإعتراض وبالصمت وبالصبر لعل وعسى ولكن هيهات لأنها تشعر أنه طبع فيه وصعب يتغير.

كان الأبناء في مراحل دراسيه مختلفه تحاول الأم تهيئة الأجواء المريحه لهم بالمتابعه لأحوالهم الدراسيه والصحيه والغذائيه والدينيه ومتابعة متطلباتهم وما يحتاجون إليه من ضروريات وكماليات أولا وأخيرا.

أهم شيء بالنسبه لها المحافظه على حياتهم النفسيه بأن لاتتاثر بشيء مما يحدث من والدهم قد يكون مدرك أو غير مدرك لعواقبها عليهم جميعا كان النهار يمر سريعا ثلاث ارباعه يكونون في المدارس وبعد عودتهم ساعه للغذاء وساعتين للمذاكره والواجبات والمدرسين إن وجدووبعد صلاة المغرب جلوسهم أمام التلفاز مع تناول العشاء وبعد صلاة العشاء الذهاب إلى غرفهم إستعدادا للنوم.

هذا هو جدولها اليومي المنظم بخلاف نهاية الأسبوع الذي يختلف كل أسبوع عن الآخر في كيفية قضاءه ولكن من بعد التاسعه يبدأ موال جديد من الإنتقادات ومن المعامله المتعجرفه وتمتد إلى وقت متأخر بدون سبب أو لأتفه سبب وترجع الأم السبب أحيانا لإدمانه على التدخين الذي لايفارق إصبعيه ولا أحد يعلم من المقربين بتصرفه هذا في بيته.

الأم تشعر في قرارة نفسها أنها أدت نحو أبناءها كل شيء يهيء لهم أسباب الراحه والسعاده وتشعرهم بالراحه والإطمئنان ولا تثير هلعهم كانت تتوقع أن كل شيء يسير على مايرام وأنها تؤدي مسؤليتها نحو الجميع لأنها مسؤلة أمام الله عن رعيتها،


ولكن في يوم من الأيام كانت تمر قريبة من غرفة إبنتها وسمعت بكاء وشهيق وعبرات بصوت منخفض يصدر من جهة إبنتها إقتربت منها خفق قلبها خوفا عليها قبلتها وأحتضنتها وجدتها ترتجف هدأت من روعها وذكرت الله وسمت بإسم الله الرحمن الرحيم وقرأت عليها ماتيسر من القرآن إلى أن هدأت قليلا وبادرتها باالسؤال:

مابك ياحبيبتي لماذا تبكين ما الذي أزعجك أو يزعجك، هل تريدين شيئا أو هل رأيتي حلما كدرك رمت برأسها على صدر أمها وأجهشت بالبكاء ، وأستمرت الأم بالتسميه وقراءة القرآن إلى أن هدأت قليلا وأعادت عليها الأسئله ذاتها.

قالت الإبنه أنت ياماما. قالت الأم بدهشه ماذا أنا ماذا فعلت ياإبنتي لك. قالت لم تفعلي شيء ولكن لماذا ياماما تتحملين كل ذلك ولماذا تصبرين على مايواجهك من بابا ولماذا يفعل ذلك بك ولماذا يعاملك هذه المعامله نحن ياماما نرى ونسمع أنت ياماما تعاملينه أحسن معامله وهو لايعاملك مثلها لماذا ولماذا ولماذا وتركتها والدتها تكمل وتخرج مافي نفسها.

وبعد أن أنتهت، قالت الإبنه: أنا ياماما في المدرسه دائما أكثر من السرحان ولا أنتبه للشرح أفكر في بابا وفيك لماذا يعاملك بهذه الطريقه ولماذا أنت تصبرين إلى غيرها من العبارات التي أخرجتها إبنتها بحرقه من داخلها.

حاولت الأم أن تبسط الأمر على إبنتها وحاولت أن تضرب لها الأمثال من الصبر والتحمل وغيره وحولت أن تحسن من صورة زوجها أمام إبنتها ولكنها لم تنجح لحظتها.

قالت الإبنه: أتدرين ياماما ماذا فعلت المعلمه اليوم عندما رأتني أكثر من السرحان أثناء الدرس وأفكر كثيرا.

قالت الأم ماذا فعلت.

قالت لقد أخذتني إلى الأخصائيه الإجتماعيه في المدرسه وأخذت تسألني أسئله مختلفه ووجدت نفسي أبكي أمامها وأخبرتها بما أعاني.

ذهلت الأم وسألتها ماذا أخبرتيها.

قالت أخبرتها عن والدي وعنك .

فأسقط في يد الأم لم تتوقع في يوم من الأيام أن تواجه هذا الموقف وأخذت تسأل إبنتها عن كل ماقالت للأخصائيه الإجتماعيه ثم سألتها الأم ماذا قالت لك الأخصائيه.

قالت لقد سألتني لماذا والدتك متحمله كل ذلك ولماذا هي صابره ولماذا لم تجد حل .

قالت الإبنه كلمات أذهلت الأم وشعرت أنها لاشيء أمام الرد الذي أجابت به أبنتها للأخصائيه.

قالت لأن أمي ضعيفة الشخصيه لاتستطيع مواجهته.

أصابت الأم الدهشه و الإستغراب سألت إبنتها هل قلت لها ذلك.

قالت الإبنه أجل قلت لها ذلك وهذه هي الحقيقه وهذا الذي نراه منك وأكملت الإبنه ياماما أنا لم أكن أريد أن أقول شيئا في المدرسه ولكن ذلك بدون إرادة مني أنا ياماما تعبت لاأستطيع أن أتحمل هذا الجو و هذه الحياة.

قالت الأم لماذا لم تكلمني الأخصائيه.

قالت الإبنه لأنني طلبت منها عدم إخباركم.

أكملت الأم تهدأة إبنتها إلى أن أستغرقت في النوم .شعرت الأم بصدمه عنيفه من كلام إبنتها ذات الإثنى عشر عاما والتي تدرس في السنه الأولى المتوسطه وخاصة عند آخر كلمه قالتها للأخصائيه.


أصاب الأم الذهول وأخذت تحادث نفسها هل أنا ضعيفة الشخصية كما تقول إبنتي ولكن.....أنا التي كنت أتوقع أنني قريبه من أبنائي وملازمة لهم الليل والنهار وأشعر انني أديت نحوهم كل شيء كاملا . هم أمامي في المنزل أعرف عنهم وأمنحهم كل شيء من حنان وعطف ومحبه وغيرها.ولكن عند ذهابهم إلى المدارس..لاأعرف كيف يتصرفون وكيف يتحدثون وماهي مشاعرهم في أرض الواقع أمام الآخرين وماذا يحملون في أذهانهم وفي أنفسهم من المنزل إلى المدرسه وهل يشعرون بالثقه وبالإعتداد بالنفس وهل هناك طاقه يحملونها تدفعهم إلى الأمام. أظهرت الأم تنهيده قويه من صدرها وتألمت وشعرت بحزن قوي يتحرك في أعماقها وشعرت بخوف شديد على مستقبل إبنتها ونفسيتها. وشعرت بأن ناقوس الخطر قد أزف ويجب أن تتحرك وتنقذ مايمكن إنقاذه وتثبت نفسها ووجودها أمام إبنتها أولا وأخيرا.

أصابتها الحيره وأخذت تفكر مليا وتفكر في أبناءها واحد واحدا تفكر في شخصية كل واحد على حدى وفي تصرفاتهم وطريقة سيرهم في الحياة وتحاول أن تتذكرشيء مما قيل عنهم في المدرسه ووجدت أن جميعهم شخصياتهم جيده ومحترمه من الآخرين والجميع يشكر فيهم وجميعهم تقديراتهم إمتياز ولهم دوما شهادات شكر ودوما مبتسمون ويلعبون ويضحكون ..ولكن..لماذا حدث من إبنتهاذلك ماهو الشيء الذي قصرت فيه الأم جعلت الإبنه تعاني .




بعد.

صارحت الأم الأب بأن إبنته لاتنام وأصبح يعتريها الخوف عند سماع صوته وأن ذلك أثر على نفسيتها.

وواجهته هل تريد أن تققد إبنتك وشرحت له بعض من معاناة إبنته .ثم أكملت لقد تحملت أنا الكثبر من طريقتك ولكن الأبناء لايتحملون أنظر ماذا حدث لإبنتنا وكيف تعاني.وأخذت تذكره بالله سبحانه وتعالى وأنه رأع ومسؤل عن رعيته أمام الله .وأنه يجب أن ينتبه لنفسه وقت الغضب والعصبيه وذكرته بالحديث الشريف أن رجلا قال للرسول صلى الله عليه وسلم أوصني قال لاتغضب فردد ذلك مرارا قال لا تعضب. وفي حديث آخر عن الرسول صلى الله عليه وسلم((ليس الشديدبالصرعه وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)).


وطلبت منه أن يتحلى بالحلم وهي من الصفات التي أحبها الله سبحانه وتعالى وذكرته بحديث الرسول أن الرسول قال لأحد الصحابه( إن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة).

وأ كملت حديثها معه بأن ذكرته بان العصبيه قد تجعله عرضه للأمراض وقد يؤثر على صحتك ويجعلك دوما قلقا وأهم شيء مخافة أن تهتز ثقة أبناءك بك وتجعلهم يتغيرون تجاهك .

تنبه الأب لتصرفه ولم يتوقع أنه سيؤثر على أبناءه .قال لها أنت تعرفين أنني لا أعني ماأقول قالت له أنا أعرفك جيدا وأعرف شخصيتك وأفهمك كثيرا وأعرف أن قلبك حنون وطيب وأعرف أن العصبيه بدون إرادة منك ولكنك لاتستطيع كبح جماح نفسك وقتها وهذا سيولد الدمار لنا وهذه البدايه يجب أن تصحو إلى نفسك وتعمل حساب لنا جميعا ماهو شعورك لو لاسمح الله أصاب إبنتنا مكروه وأصبحت مريضة نفسيا وأخذنا نبحث لها عن علاج في جميع المستشفيات أو فقدناها في لحظه.

تعرف الأم أن الأب يحب أبناءه ويخاف عليهم من نسمة الهواء وكان يشعر دوما بالسعاده لنتائجهم المدرسيه المشرفه التي على حد قوله تبيض الوجه وعلى حرصهم على واجباتهم الدينيه وأن الآخرون ينظرون لهم نظرة الإعجاب والإحترام والتقدير ويعتبرونها من الأسر المثاليه .

غير الأب أسلوب معاملته إلى الأفضل ولم يعد يسمع في المنزل الصوت العالي وأصبح يأخذ


حذره ويراعي الآخرين .



كانت الأم في الماضي تعطيه من هذه الكلمات والنصائح ولكنه لم يكن يلقي لها بال.

ولكن الآن عندما خاف على إبنته وعلى أسرته أصبح لها وقعا آخر.






أخذت الأم تركز إنتباههاتجاه إبنتها دون أن تشعر وتوليها إهتمام أكثر.. وعن بعد وبالنظره العامه للأم يتضح أن كل شيء يمريسير على مايرام ..ولكن ..بالمتابعه والإهتمام الخاص وبتحليل الأمور وجدت أن إبنتها خجوله جدا جداأمام الآخرين وتفتقد إلى الثقه بالنفس أثناء مواجهتها لهم سواء في المدرسه أو غيرها وكانت كتومه لاتصرح بما يجول في خاطرها وأيضا حساسة جداوالأهم من ذلك كله شعرت أن إبنتها تخاف كثيرا من والدها وخاصة إذا سمعت صوته عاليا تركض لتختبيء في غرفتها ويمتد ذلك إلى وقت طويل.

تنبهت الأم لهذه النقطه وأن الذي جعلها تعاني هو الخوف..أجل الخوف هو الذي أثر على نفسيتها وأعصابها وحرمها الهدوء والسكينه وحرمها النوم الهانيء والإستقرار التفسي وجعلها مذبذبة المشاعر والأحاسيس .وأخذت تفكر كيف تبعده عن (الخوف) إبنتها.

أقتربت الأم من إبنتها..أكثر.. وشعرت أنها تفتقد إلى الحنان وإلى الأمان ..وإلى الإهتمام الخاص.. وقد راعت أن إبنتها تمر بمرحلة مراهقه وفيها يكون تغيرات هرمونيه مختلفه للفتاة تجعل مشاعرها دائما مضطربه لاتستطيع تحديد نوعها وتكون الفتاة في هذه المرحله تتخبط في الفهم والإستيعاب وماهو الصح وما هو الخطأ وتكون في حيره من أمرها وفي صراع مع نفسها فكيف إذا كان المنزل الذي تعيش فيه لاتشعر فيه بالأمان وأصبحت الأم توليها العنايه وتضاعفها لها لأن إبنتها بحاجه إليها ..تشعربما تعاني وتتلمس إحتياجاتها النفسيه والعاطفيه والماديه والإجتماعيه وكل شيء شعرت أن إبنتها بحاجه إليه .

وأدخلت في نفسها الشعور بالثقه والإعتداد بالنفس وبشخصيتها وأنارت لها الطريق لتلمس خطواتها المستقبليه بالثقه والإقتناع وفهم الأمور وفهم الناس...

أدخلت في قلبها الأمن والأمان أعطتها الكثير من التجارب والعبر قرأت عليها الكثير من الآيات والأحاديث أنارت لها طريق الإيمان وجعلتها تتقرب من العبادات .

وأستطاعت الأم في خلال سنه تقريبا أن تجعل إبنتها تجتاز المرحله التي مرت بها وعانت منها

والحمدلله رب العالمين إستطاعت إبنتها أن تتخلص من معاناتها وأصبحت تنظر إلى أمها نظره أخرى مختلفه
وتفتخربها أمام الآخرين
أ صبحت تبتسم في وجه والدتها وتقبلها عند الدخول وعند الخروج ولو كانت مغادره غرفتها أو داخله إليها أصبحت نظرتها للأمور وللحياه تختلف عما كان قبل وفهمها

للأمور وللواقع و للمواقف التي تحدث أمامها وأصبحت تعرف كيف تميزها وتغيرت شخصيتها

كليا عن قبل .أصبحت الإبنه ماشاء الله تبارك الله ذات دين وخلق وحريصه جدا على واجباتها الدينيه من صلاة وصدقه وصيام وغيرها من الصفات التي أمر بها ديننا الحنيف .

تهيأت نفسيا لمواجهة المستقبل بثقه وبشجاعه ولإكمال مسيرة حياتها وهي تحمل في داخلها أسس صحيحه من القيم ومن الإستقرار النفسي والثقه التي تدفعها للأمام.

19
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

قمر امها
قمر امها
جزاك الله خير
dalya119
dalya119
....................................
شيفون 2009
شيفون 2009
بارك الله فيك ووفقك للخير
شُغٌفْ ـالفَرَحْ
موووفقـه عزيزتي ,,

لي عووده بإذن الله : )
أخت تيرانا
أخت تيرانا


ما شاء الله لاقوة الا بالله

قصه مؤثره ..

بارك الله فيك.. وبالتوفيق عزيزتي