وا إسلاماه - إصلاح القلوب - قطع نفسي أ حب إلي من قطعها

عند عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من غزوة ذات الرقاع ، عسكر

في شعب من الشعاب وقال عليه أفضل الصلاة والسلام :


" من يحرسنا هذه الليلة "

فقام عباد بن بشر وعمار بن ياسر فقالا : نحن يا رسول الله ..

فقال عباد : أي شطري الليل تؤثر أن تنام ، أوله أم آخره ؟

فقال عمار بل أنام في أوله ..

ثم اضطجع على بعد مسافة من عباد ..

وبعد فترة قصيرة وفي أثناء هذا الليل الذي أسدل هدوءه على تفكير عباد بن بشر ..

أخذت نفسه تحدثه بقيام الليل .. يالها من فرصة .. وياله من جو يعبق بالروحانية ..

وهكذا ( رضي الله عنهم ) ما إن يجدوا فرصة حتى يتجهوا إلى الواحد الأحد

يتلون آياته .. تنهال دموعهم .. وترتجف قلوبهم .. وشرع عباد بن بشر بالصلاة

وبعد الفاتحة بدأ بقراءة سورة الكهف .. وبينما هو كذلك إذ ترصّده أحد الكفار ..

فأخرج سهما من كنانته ثم رماه فأصابه السهم في جسده ..

فماذا فعل عباد ؟؟

لا ليس هو مثل حالنا عندما نرى حشرة صغيرة نقطع الصلاة .. لا ..

إنه الإيمان الحقيقي الذي احتضنته تلك النفوس .. انتزع السهم من جسده ومضى

في قراءة سورة الكهف .. فرماه الرجل بسهم آخر .. فانتزعه عباد ومضى في القراءة ..

ثم رماه بسهم ثالث .. فانتزعه حتى أثخنته الجراح .. فزحف عباد بن بشر

إلى عمار بن ياسر فقال له : انهض .. لقد أثخنتني الجراح ..

فلما رآهما الرجل فر هاربا ، فرأى عمار الدماء تنزف غزيرة في ثلاث مواضع

من عباد .. فقال له : يا سبحان الله ، هلا أيقظتني من أول سهم رماك به ..

فقال عباد : كنت في سورة أقرؤها فلم أحب أن أقطعها حتى أفرغ منها

وأيم الله لولا خوفي أن أضيّع ثغرا أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم

بحفظه لكان قطع نفسي أحب إلي من قطعها !!

أخي الحبيب : بأي شيء نكافئ هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم ..

هل بتسمية المدارس .. أم التمثيليات .. أم بالقراءة فقط !!!

إنهم رجال ورب العباد .. آمنوا بالرسول صلى الله عليه وسلم عندما

كذبه الآخرون .. ونصروه عندما خذله الكفار .. ووضعوا أكفانهم بين

أيديهم لرفع راية لا إله إلا الله محمد رسول الله .........


منقووول