( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حسبه )
أن تثقي بالله وتستعيني به في كل الأمور فذلك عين اليقين وكمال الإيمان ..
أن يسلم قلبك لحكمه ويعتمد عليه في جلب المنفعة ودفع المضرة
فذلك هو حسن التوكل ..
كوني على يقين وثقة أن كل شيء يجري بمشيئة الله،ويخضع لحكمه ..
دعي توكلك مقرونا بالسعي و الحركة إلى مقصدك، وعند مبادئ الأمور، و في سائر الأحوال..الله تعالى يحب من يسلم مقاليد قلبه إليه موقناً به ومعتمداً عليه ..
واثقاً أن الله لايريد به إلا الخير .. فتراه يحيا هادئا مطمئناً إلى رحمته ورعايته وقدره ..
***
والتوكل على الله لايعني أن يلزم المرء داره.
. وينتظر أن يهبط عليه رزقه دون تعب متوكلاً على الله
فإن السماء لاتمطر ذهباً ولا فضة ..
هذا الموقف يسمى تواكلاً وليس توكلاً ..
إنما المتوكل من يأخذ بالإسباب وتلك فريضة..
ثم يسعى فيما عزم عليه بكل مايستطيع من جهد .. مستعيناً بالله ..!
فإذا انقطعت الأسباب فعند الله الجواب .
***
فإذا عليك أن تتوكلي أولاً وتأخذي بالأسباب ثانياً .. ثم تفوضي الأمور إلى الله ..
يوصلك إلى حيث يشاء .. فإما أن يجيبك إلى ماأوكلت إليه من أمرك ..
أو يمنعه عنك لحكمة هو أعلم بها وقديكون في ذلك الخير لك ..
أو يرزقك خيراً مما سألتِ ..!
وفي كل الأحوال كوني على يقين أن الله لايقدر لك إلا الخير . ***
قيل لأبي محمد سهل :
متى يصح للعبد التوكل ؟
قال : إذا علم أن تدبير مولاه خير من تدبيره لنفسه ..
فإن نظر مولاه أحسن من نظره لنفسه ..
فيترك التفكر فيما كان والتمني لما يكون ..
فيترك التدبير ولله عاقبة الأمور وهو على كل حال محمود مشكور .
***
التوكل نهج الأنبياء :
في الخطاب القرآني للأنبياء ولمن اتبعهم نقرأ صور التوكل.. ت
ذكر الآيات الكريم موقف التوكل في الذين استجابوا لله ورسوله :
( إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل). والمقصود بالناس هنا أبو سفيان وأصحابه من قريش ..
الذين كانوا معه بأحد وقد خرجوا في طلب الرسول والمؤمنين بعد منصرفه عن احد إلى حمراء الأسد
حيث تبين الآيات عدم خوف وثبات المؤمنين الواثقين والمتوكلين على الله ...
ونعم المولى لمن وليَه وكفَله ..!
***
وهذا نبي الله موسى يخاطب قومه :
( وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ )
إن كنتم أقررتم بوحدانية الله، وصدقتم بربوبيته ،
(فعليه توكلوا) ، فبه فثقوا، ولأمره فسلموا.
***
وهذا إبراهيم الخليل يواجه قومه وهم يهمون بإلقاءه في النار
وقد فقد الأخذ بأسباب الدنيا ووكل أمره إلى الله يقول :
حسبنا الله ونعم الوكيل .
***
في معنى الوكيل..
في كلام العرب، هو المسنَد إليه القيام بأمر من أسنِد إليه القيام بأمره.
فالقوم الذين قد كانوا فوَّضوا أمرهم إلى الله، ووثِقوا به،
وأسندوا الأمر إليه، وصف الله تعالى نفسه بقيامه لهم بذلك،
وتفويضِهم أمرهم إليه بالوكالة فقال: ونعم الوكيل .
***
التوكل الاعتماد على الحق والتخلي عن الخلق ..
وللشيخ الشعراوي مثل جميل في تقريب معنى التوكل ..يقول:
وهب انك سائر في الطريق ، وفي جيبك جنيه واحد ، وليس عندك غيره وضاع منك .. هل تحزن ؟
نعم سوف تحزن ..!
ولكن إن كان في بيتك عشرة جنيهات فحزنك يكون خفيفاً لضياع الجنيه ..
أما لو كان رصيدك في البنك ألف جنيه ، فلن تحزن على الجنيه الذي ضاع منك ،
ومن له رب ، وهو يبذل الجهد في الأخذ بالأسباب ..
سيجد الحل والفرج من أي كرب مما هو فوق الأسباب .
***
أخيراً ..
لاتقولي بلسانك : توكلت على الله وقلبك غائب !
لا تقوليها وقلبك منصرف إلى غير الله ..
فالتوكل ليس مجرد كلمات تردديهاويخالفها عملك
التوكل يصح إن صدر من القلب فقط حتى وإن سكت اللسان ..
ومن يتوكل على الله يورثه الله القوة المعنوية ،
ويزرع في قلبه الشجاعة
ويبارك له في كل عملٍ يوكله إليه .
بالتوكل على الله تصفو النفوس حين تستكين الى خالقها
بارك الله بك فيض الغالية على تلك الكلمات القيمة
🌺🌼🌺