الكادي&

الكادي& @alkadyamp

محررة برونزية

وجاء رجب الشهر الحرام

ملتقى الإيمان

الأشهر الحرم

هي أربعة أشهر
كما قال الله: {إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَـٰبِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ
ٱلسَّمٰوٰت وَٱلأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}
وقد فصّل النبي صلى الله عليه وسلم ما أجمله القرآن، وبيَّن أن هذه الأشهر هي:
رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم،
قال صلى الله عليه وسلم:
((إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاث
متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان))

وسُمي رجب
برجب مضر لأن ربيعة بن نزار كانوا يحرمون شهر رمضان ويسمونه رجباً، وكانت
مضر تحرم رجباً نفسه، فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الذي بين جمادى
وشعبان)) ليرفع ما وقع في اسمه من الاختلال
كما كانت العرب تسميه: منْصِل الأسنة، فعن أبي رجاء العطاردي قال: فإذا دخل شهر رجب قلنا:
منْصِل الأسِنَّة، فلم ندع رمحاً فيه حديدة ولا سهماً فيه حديدة إلا نزعناه وألقيناه
وكانوا يسمونه أيضا رجب الأصم لسكون أصوات السلاح وقعقعته فيه
ما جاء في القرآن عن حرمة الأشهر الحرم:
قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَـٰبِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمٰوٰت وَٱلأرْضَ
مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذٰلِكَ ٱلدّينُ ٱلْقَيّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ}
قوله: {عِندَ ٱللَّهِ} قال البغوي: أي في حكم الله، وقيل: في اللوح المحفوظ
قوله: {فَلاَ تَظْلِمُواْ} فسروا الظلم بأنه فعل المعاصي وترك الطاعات، لأن الله سبحانه إذا عظم شيئاً
من جهة واحدة صارت له حرمة واحدة، وإذا عظمه من جهتين أو جهات صارت حرمته متعددة،
فيضاعف فيه العقاب بالعمل السيئ، كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح.

قال قتادة: "العمل الصالح أعظم أجراً في الأشهر الحرم، والظلم فيهن أعظم من
الظلم فيما سواهن، وإن كان الظلم على كل حال عظيماً".
وقال ابن عباس: (يريد استحلال الحرام والغارة فيهن).
وقال محمد بن إسحاق: "لا تجعلوا حلالها حراماً، ولا حرامها حلالاً كفعل أهل الشرك، وهو النسيء".
قوله: {فِيهِنَّ} قال البغوي: ينصرف إلى جميع شهور السنة، ونقل ذلك عن ابن عباس، وقيل: أي
الأشهر الحرم ومال إليه ابن كثير، وقال: "لأنه آكد وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي في
البلد الحرام تضاعف وكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام".
قال ابن العربي: "المسألة السابعة: قوله تعالى: {فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ} فيه قولان: أحدهما: لا
تظلموا أنفسكم في الشهور كلها، وقيل في الثاني: المراد بذلك الأشهر الحرم.
واختلف في المراد بالظلم على قولين أيضا: أحدهما: لا تظلموا فيهن أنفسكم بتحليلهن، وقيل:
بارتكاب الذنوب فيهن; فإن الله إذا عظم شيئا من جهة صارت له حرمة واحدة, وإذا عظمه من
جهتين أو من جهات صارت حرمته متعددة بعدد جهات التحريم, ويتضاعف العقاب بالعمل السوء
فيها, كما ضاعف الثواب بالعمل الصالح فيها; فإن من أطاع الله في الشهر الحرام في البلد الحرام
والمسجد الحرام ليس كمن أطاعه في شهر حلال في بلد حلال في بقعة حلال. وكذلك العصيان
والعذاب مثله في الموضعين والحالين والصفتين; وذلك كله بحكم الله وحكمته.
وقد أشار تعالى إلى ذلك بقوله:
{يٰنِسَاء ٱلنَّبِىّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَـٰحِشَةٍ مُّبَيّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا ٱلْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ} لعظمهن
وشرفهن في أحد القولين

إذا يتضح لنا مكانة هذا الشهر الحرام وكيف تضاعف وتعظم فيه السيئات والحسنات
فلا نظلم أنفسنا بالغفلة عن هذا ..
والله الهادي لسواء السبيل
1
361

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

انا كراميلا
انا كراميلا
جزاك الله خير