السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت من أكثر الناس إدمانا للوجبات السريعة وخاصة مطاعم ماكدونالدز وكنتاكي وهارديز
بس بصراحة زاد وزني بطريقة ملحوظة وكانت صحتي دائما متدهورة على طول مريضة الله يشافي الجميع وطول الوقت بالمستشفيات لاني فعلا كنت مدمنه بطريقة غير طبيعية على ها الوجبات والحمد لله من تركتها وانا كثير مرتاحة
بس من بدأت أقراء عن سلبيات ها الاكلات الي ناكلها عرفت ليش كل ها الامور كلها تصيبني وخاصة اني كنت اقول ببالي الناس مبالغين شفيها يعني الوجبة عبارة عن بطاطس وبرجر لحم وخضار بالسندويتش وجبنه يعني كلها امور مفيده
بس فعلا احنا ناكل فضلات اللحوم وبلاوي واحنا ما عندنا خبر
المهم اتمنى تقرأوا ها الموضوع الرائع الي موضح لنا
وجبات الأمراض السريعة…مطاعم الوهم الغذائي تبيع السم في الدسم!!
أن تلمح بعدًا سياسيًا واجتماعيًا في وجبة غذاء هو من الصعوبة بمكان.. على الرغم من أن بعضهم يستخدم تعبير «سلاح الغذاء» للتدليل على أهمية هذه السلعة الاستراتيجية، إلا أن الوجبات السريعة تقدم في أصنافها ومنها الهامبورغر دعوة مفتوحة لكل ذي بصيرة للوقوف على ما أحدثته من تغيير في الأنماط الغذائية للمجتمعات، وكيف استطاعت أن تؤثر عميقًا في أذواقها، وتفرض ثقافة جديدة للغذاء غير مسبوقة في كل المقاييس.
بإمكان الدراسات العديدة التي أجريت في أمريكا أن تتحدث عن خطورة «الوجبات السريعة» (Fast Foods)، وأن تلقي باللائمة على شركات تصنيع الأغذية، ولكنها لن يكون لها تأثير في تغيير عادات الناس؛ لأنها تفتقد إلى عرض البديل الذي يرضي المستهلك في ظل الضغوط الاجتماعية التي تقود هذا التوجه، فصناعة الغذاء تقوم على إرضاء السوق فقط، والسوق اليوم يستجيب للطعام السابق الإعداد الجاهز للتناول. ثم إن عادات العمل عامل مؤثر يقود رغبات الناس؛ فالعمالة التي تعمل في وظائف تدر القليل مضطرة إلى أن تعمل في وظيفتين أو ثلاث، والمحترف العالي المرتب مضطر إلى أن يعمل (60) ساعة في الأسبوع على الأقل.. وهذا يفسر لماذا تميل هذه الأنماط الوظيفية لأن تتناول طعامًا يساعدها في اقتصاد الوقت. أضف إلى ذلك أن هناك تيارًا جامحًا نحو تناول الطعام خارج البيت، فهو إحدى وسائل الترويح المفضلة عند الأمريكان ويناسب نمط حياتهم الحديثة، إلا أن هذا الأمر بدأ في الآونة الأخيرة يأخذ منحى آخر بعد تزايد التحذيرات من الاستمرار في هذا الأسلوب الغذائي وما يشكله من أضرار صحية تمثلت في زيادة أمراض القلب والكوليسترول والتحول الكبير نحو السمنة جراء تناول الوجبات السريعة المشبعة بالدهون.
طعام أكثر.. مال أقل
ويتحدث أحد التقارير الذي أعد لهذا الغرض أن سياسة صناعة الغذاء الأمريكية القائمة على تشجيع الجهود للحصول على طعام أكثر مقابل مال أقل يشجع في الواقع على الإفراط في الطعام ويساهم في «تسمين» الناس. فتناول «بيرغر» من الحجم الكبير مع شرائح البطاطس والكوكاكولا يضيف إلى الجسم حوالي (600) سعرة حرارية جديدة، وفي كتاب: «الأكلات السريعة: الجانب الخفي للوجبة الأمريكية التقليدية»، يصف خبير التغذية «إيريك شلوسير» الأخطار الكامنة في الوجبات السريعة بأنها تلك التي لا تظهر إلا في المتوسط من العمر «بعد الأربعين». لكن الخطر عند الأطفال يبدأ من الروضة...
فبغية تشكيل العادات الطعامية لدى الشعب الأمريكي، فإن مطاعم الوجبات السريعة الكبيرة تسوق منتوجاتها بشكل مكثف للأطفال، ويذكر في هذا الخصوص أن (96%) من الأطفال في سن المدارس يعرفون مهرج ماكدونالدز الشهير (رونالد ماكدونالدز) أكثر مما يعرفون أي رمز شعبي آخر ما عدا البابا نويل.
حماية المستهلك
ويبدو أن الدعوات التي تطلقها الحكومة وهيئات حماية المستهلك إلى ضرورة كشف شركات صناعة الغذاء لكمية الدهون في لحومها قد بدأت تؤتي أُكلها، فقد بادر مطعم «راتش ـ1» للوجبات السريعة في نيويورك إلى عرض عدد السعرات الحرارية في سندويتشاته من الدجاج المشوي واتبعت مطاعم «ماكدونالدز» و«بيرغركينغ» هناك الطريقة نفسها. وعلى الرغم من أن هذه المبادرة تبدو في ظاهرها مناورة تسويقية، إلا أن المسألة بدأت تأخذ بعدًا آخر بعد إصابة الجسم الأمريكي بالسمنة المفرطة. وتقول آخر الدراسات حول ذلك إن السمنة في الولايات المتحدة من جراء تناول الهامبورغر المشبع بالدهون واعتماد نمط غذائي يعتمد على الوجبات السريعة، قد وصلت إلى مستويات خطيرة، خصوصًا أن تكاليف علاج السمنة يحمّل كاهل النظام الصحي الأمريكي فوق ما يحتمل. فحسب أرقام وزارة الصحة فإن تكاليف علاج السمنة بلغت (117) مليارًا من الدولارات في عام (2000) فقط. وتقدر دراسات حكومية أن ثلث حالات السرطان وأمراض القلب وحوالي (80%) من حالات السكري يمكن الوقاية منها إذا تخلى الناس عن تناول الوجبات السريعة وغيروا من عاداتهم الغذائية..
ثقافة غذائية جديدة
ويبدو أن الأمر لا يقتصر على ضرورة مراجعة قائمة ما يتناوله الناس من أطعمة، بل برزت مسألة التحول إلى ثقافة غذائية جديدة قد تحافظ على تقليد الوجبات السريعة، ولكن تطرح نمطًا جديدًا في طريقة تقديم هذه لوجبات ومراعاة نظافتها وفائدتها.. فقد أوردت مجلة «فاست كومباني»أن مطعم بريه مونجيه (Pret A Manger) وهي كلمات فرنسية تعني (جاهز للأكل) وله من الفروع (118) فرعًا في بريطانيا وحدها و(5) فروع في أمريكا بدأ في تقديم خدمة جديدة للوجبات السريعة تعتمد على الأطعمة الطازجة، ويراعي متطلبات الأكل الصحي ورغبات الزبائن المتغيرة. وقد أدى إعلان المطعم عن اعتزامه نقل تجربته الجديدة للولايات المتحدة إلى إثارة حفيظة المطاعم الأمريكية التي تقدم الوجبات السريعة..
وقد ازداد قلق ماكدونالدز وبيرغركينغ من هذا التطور في الوقت الذي تشهد فيه هذه الشركات تراجعًا في مبيعاتها وأرباحها. وتعاني ماكدونالدز ركودًا انعكس على أسهمها التي فقدت (42%) من قيمتها عما كانت عليه عام 1999. وبسبب مرض جنون البقر والجمرة الخبيثة وارتفاع الأسعار فمن المتوقع أن تزداد الأمور سوءًا، خصوصًا بعد أن أعلن الاتحاد الأوروبي حظرًا على اللحوم الأمريكية في الفترة الأخيرة نتيجة تأثير اللحوم الأمريكية المعالجة بالهرمونات على صحة الإنسان. والمختلف عليه يتعلق بستة هرمونات تستخدم في خلائط مختلفة في إطعام (90%) تقريبًا من المواشي في الولايات المتحدة لكي تجعلها «لاحمة» بشكل سريع.. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار طريقة إعداد الهامبورغر وما يطرأ عليه من مواد دخيلة لا تشكل اللحوم سوى (40%) من نسبته، والباقي «فضلات» من أطعمة أخرى (Junk Food) فإننا سنصل في النهاية إلى ما يمكن اعتباره ثقافة الفضلات (Junk Culture).
ميكروبات في اللحوم :09:
وفي أحدث التقارير التي وضعت حول سلامة اللحوم في أمريكا صدر عن وزارة الزراعة الأمريكية جاء فيه أن قرابة (80%) من اللحم البقري المفروم يحوي ميكروبات تنشرها في الأساس بقايا روث الحيوانات التي تختلط باللحوم عند ذبحها ملوثة إياها ببكتيريا السلمونيلا وإي كولي (E-Coli) وهما من النوع الخطير المسبب للتسمم الغذائي.. والمعروف أنه يستعمل لتحضير «الهامبورغر» لحوم من مئات الماشية، وهو ما يضاعف من أخطار الإصابة بالتسمم الذي يصعب علاجه حتى باستعمال المضادات الحيوية.
ويموت كل سنة (500) شخص في الولايات المتحدة من جراء الإصابة بتسمم الوجبات السريعة في محلات الهامبورغر، وقد استعادت إحدى الشركات الضخمة للغذاء ما يقرب من (17) مليون رطل من اللحوم مؤخرًا خوفًا من نشر التسمم عن طريق «الليستيريا».
بلاد الوجبات السريعة
وقد فضح صحفي أمريكي إمبراطورية الوجبات السريعة في الولايات المتحدة وعلى رأسها سلسلة مطاعم شهيرة، إذ أورد في كتاب له بعنوان «بلد الوجبات السريعة» تفاصيل زيارة سرية ليلية قام بها لأحد مسالخ اللحوم، وشاهد في أثنائها قذارة وإهمالاً وفوضى ودماء تغمر أحد المسالخ، في حين يقوم العمال بنحر قطعان من الماشية وإفراغ أحشائها وتقطيعها وفرم (300) منها في وقت واحد!
ويرى ـ مؤلف الكتاب ـ أن مئات الملايين من الناس يتناولون الوجبات السريعة كل يوم دون أن يفكروا في المصدر الذي تأتي منه. ولا في الكيفية التي تصنع بها، ولا في النتائج التي تتركها على مجتمعهم. ولك أن تتخيل أثر هذا التوجه الغذائي الأمريكي ومدى انتشاره ومساحة تلويثه للذائقة الغذائية إذا ما علمت أن هناك أكثر من (30) ألف مطعم ماكدونالدز عبر العالم، تجعله أكبر مالك لمبيعات المفرق عالميًا.
وقد تضمن الكتاب استراتيجيات التسويق غير المنضبطة التي تستهدف الأطفال والمدارس، والمغالطات في نظام منح الامتياز الذي تعتمد عليه معظم سلاسل مطاعم الوجبات السريعة. كما يستطلع الكتاب العلاقة المشبوهة بين صناعة الوجبات السريعة وصناعة التسلية، وعلاقات الترويج المتبادلة بين ماكدونالدز وديزني وهوليود على سبيل المثال، إذ يجرى تقديم الطعام نفسه كنوع من التسلية أو الترفيه من أجل كسب ولاء المستهلك وجعله يعتمد على ذلك النوع من الطعام. ومن بين الجوانب الصادمة التي يكشفها الكتاب، استغلال هذه الصناعة للشباب كمستهلكين وكأيد عاملة رخيصة وقابلة للاستبدال.
ويكشف الكتاب عن حقائق مرعبة تتعلق بالممارسات الخطرة والفاسدة في صناعة المجازر والماشية، يبعث بعضها على الغثيان، ويتعلق بحالات الإصابة بجرثومة (E- Coli) التي تنتشر فجأة بسبب المكونات المشبوهة من اللحم الذي يصنع من الهامبورغر. ووفقًا للدراسات والإحصائيات فإن عدد الحالات الناجمة عن التسمم الغذائي بسبب تناول الأطعمة الغربية في مطاعم الوجبات السريعة تفوق (80) ألف حالة مرضية كل عام.
غير أن لوبي الوجبات السريعة وشركات تصنيع الزراعة الكبرى يتمتع بنفوذ هائل غالبًا ما يستخدم في الحيلولة دون إصدار التشريعات وأنظمة الإنتاج المطلوبة، إلا أن ذلك لم يحل دون تسجيل بعض النقاط من قبل هيئات حماية المستهلك على شركات التصنيع الغذائي.
علامات تحذيرية
ففي خطوة هي الأولى من نوعها في الولايات المتحدة سيتم وضع علامات تحذير صحية، شبيهة بتلك التي توضع على علب السجائر، على بعض المنتجات الغذائية الواسعة الانتشار مثل رقائق البطاطا أو الذرة المحمصة (المقرمشات) وعلى البسكويت بالشوكولاته.
وتتأهب كبريات الشركات العالمية للمنتجات الغذائية السريعة للقيام بحملة دعائية ضخمة لتوعية المواطنين بمخاطر الإقبال الشديد على المأكولات السريعة خصوصًا من قبل الأطفال بين سن (9 أعوام و12 عامًا).
وتتخوف الشركات من مقاضاتها على غرار ما حدث لشركات التبغ، خصوصًا بعد الازدياد الملحوظ في أعداد الأشخاص المصابين بالبدانة في الولايات المتحدة.
ومن المقرر أن تنطلق الحملة الدعائية بكلفة (2.4) مليون دولار داخل الولايات المتحدة التي ينفق فيها الأفراد (110) مليارات دولار على المأكولات السريعة.. ولعل الضجة المثارة حول هذه القضية لا تنفي الآثار الأخرى المترتبة عليها.. فإذا كان الجانب الغذائي هو المهم.. فإن هناك بعدًا آخر لا ينبغي إغفاله.. ألا وهو أن هناك ثقافة غذائية جديدة بدأت تفرض نفسها بقوة على كل المجتمعات، وتحدث من التغييرات العميقة في «الذوق الغذائي» العالمي ما يثير الدهشة إلى حد كبير، وليس غريبًا أن تنطلق العناوين العريضة لاختصار تفاصيل هذه «الموضة الغذائية» المتمثلة في الوجبات السريعة.. والتي من بينها: هيمنة اقتصادية، عولمة سياسية.. تسميات وتوصيفات ألفت الآذان سماعها.. ولكن ما رأيكم في «التوسع الغذائي».. وهو على ما يبدو الأخطر من نوعه حيث لا يحتاج إلى جيوش وأسلحة.. كل ما عليك إذا أردت أن تسلب إرادة الناس وتشكل أذواقهم وتتدخل في سعراتهم الحرارية أن تبادر فقط إلى صنع توليفة غذائية جديدة (صرعة) وافتتاح أحد المطاعم لترويجها.. على غرار الاختراع الأمريكي الشهير «الهامبورغر» مع مشروب غازي مناسب مثل (الكوكاكولا) وتصبح السيادة الغذائية حكرًا خالصًا لك.
تغيير أذواق الناس
لقد قيل الكثير عن التدخين والسجائر.. واستخدمت كلمة الإدمان تعبيرًا عن صعوبة الإقلاع عن هذه العادة الضارة، وتسربت على استحياء بعض النتائج التي تقول إن شركات التبغ تضيف إلى سجائرها مادة بعينها تجعل من المدخنين أسرى لهذه العادة البغيضة.. وفي السياق نفسه يجري الحديث حاليًا داخل أكثر من منبر علمي على أن صناعة الأغذية التي تقوم على «الهامبورغر» تؤثر في أذواق الناس وتجعلهم من زبائنها الدائمين.. وهاكم سلسلة التحذيرات التي انطلقت من الولايات المتحدة نفسها والتي نبهت إلى خطورة الأكلات السريعة وتأثيرها على الصحة، وآخر من تطرق إلى هذا الموضوع السياسي الأمريكي العربي الأصل رالف نادر (Ralph Nader) الذي دعا إلى وضع خطة عمل وطنية من أجل مكافحة وباء السمنة الذي ينتشر بين سكان الولايات المتحدة نتيجة النظام الغذائي الذي يتبعونه في تناول الأكلات السريعة. وعلى وجه الدقة فإن حوالي (60%) من البالغين في أمريكا مفرطون في الوزن، وهو تيار يسير نحو «الانتفاخ» الذي تتحمل جزءًا كبيرًا منه صناعة الوجبات السريعة بحملاتها الدعائية التي لا ترحم.
الغزو الغذائي
لقد أثار الجدل الدائر حاليًا بين أنصار تناول الوجبات السريعة وبين أنصار «الوجبات البطيئة» الاهتمامَ مجددًا بما تنتجه شركات الغذاء الكبرى وضرورة مراقبة ما تقدمه من أطعمة قد تحمل تلوثا وإشعاعًا وأخطارًا مجهولة تمثلها المحاصيل المعدلة وراثيًا التي لا تحمل أية علامات تدل على تعديلها الوراثي. ويذكر تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن هناك وباء عالميًا يسمى الوجبات السريعة (Junk Food) أخذت تحل مكان الغذاء التقليدي الذي يتناوله الناس في كل أنحاء العالم، وأن مطاعم الوجبات السريعة الكبيرة أضحت تنشر شبكتها من الأطعمة ذات الذوق المتدني في كل دول العالم. وحسب مجلة «الإيكونومست» The Economist فإن هذا «الغزو الغذائي» الذي تمثل قوته الضاربة شركة ماكدونالدز تفتح في فرنسا وحدها ما بين (30) مطعمًا و(40) مطعمًا جديدًا كل سنة بحيث بلغ العدد الإجمالي (900) مطعم أي بمعدل يفوق ما في معظم الدول الأوروبية المجاورة بما فيها ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا ما عدا بريطانيا التي ما زالت في المقدمة.
هذا الواقع يطرح فرضية على قدر كبير من الأهمية، وهي أنه إذا كانت الدول الأوروبية قادرة على أن تستوعب هذا «الغزو الغذائي» من قبل الدولة ذات القطب الواحد، فهل الدول النامية، وخصوصًا الدول العربية، قادرة على مواجهة هذا «التدفق» الغذائي؟ إن المسألة تحتاج إلى الكثير من الدراسات التي ينبغي أن تراعي أن «الهجمة الغذائية» يرافقها في الوقت نفسه «هجمة ثقافية» أوالتعبير الأكثر دقة (الغزو الثقافي) الذي يأتي إلينا عبر الأقمار الصناعية وتستقبله الصحون اللاقطة ويدخل بيوتنا من غير استئذان. وخطورة «الغزو الغذائي» أنه أصبح جزءًا من نمط حياة وطريقة للعيش بأبعادها الثقافية والاجتماعية لا الغذائية فقط. هذا الغزو يستعين بسلاح بسيط أحد أدواته سندويتش «هامبورغر» وقارورة «كولا» فقط. بالإضافة إلى وجود مطعم لتقديم الوجبات السريعة، والباقي ماثل أمامنا وما نراه يتمثل في قدرة هذه المطاعم على فرض ثقافة غذائية جديدة، والعمل بطريقة ذكية على تغيير العادات الغذائية لشعوب العالم.. والمفارقة أن الدول الكبرى التي تفرض منطقها الغذائي على العالم بالطريقة نفسها التي تفرض فيها منطقها السياسي تقيس تقدم حضارة الأمم وتقيّم دولها بعدد ما لديها من مطاعم وجباتها السريعة، بحيث أصبح ميزان العلاقات الممتازة يتطلب رضوخًا للعادات الغذائية التي تفرضها الدول الكبرى، وخير مثال على ذلك ما حصل في الاتحاد السوفيتي سابقًا.
القطب الغذائي بلا منازع
لقد كان غريبًا أن يصطف الناس طوابير طويلة أمام أول مطعم «ماكدونالدز» افتتح في موسكو بُعَيد سقوط النظام الشيوعي مباشرة، وهي إشارة لافتة تظهر شغف الروس بالأسلوب المعيشي الأمريكي إضافة إلى إشارة أخرى ذات مغزى، وهي «رأسملة» العادات الغذائية في عقر دار النظام الذي فشل في إشباع شعبه.
وبذلك تتبلور ثنائية المبدأ الذي يقوم على معادلة أنه كما أن الدولار يتحكم في أسواق النقد العالمية، فإن «الهامبورغر» أصبح القطب الغذائي بلا منازع، ومن غير المستبعد أن نشهد في المستقبل القريب سحب «الشيف» احتجاجًا من أحد مطاعم الوجبات السريعة مثلاً إذا تأزمت العلاقات.. على غرار ما يحدث من توتر العلاقات السياسية بين الدول!..
ولكن ما يهمنا في الجانب العربي.. أي عندنا.. هو معرفة مدى تأثير هذا المنطق الغذائي على عاداتنا في تناول أطعمتنا.. وحتى لا نخوض في تعقيدات هذه المسألة، يكفي أن نشير إلى أن المنطقة العربية موضع اهتمام عالمي متعدد الجوانب، وهذا الاهتمام للأسف أسبابه ليست ودية إلا في الجانب الذي يحقق المصالح للدول الكبرى، ولهذا لم يكن مستغربًا أن يُلقي «الانتفاخ» الأمريكي من أكل الهامبورغر بثقله أيضًا على المنطقة العربية.
وجبات الأمراض السريعة
لقد أصبح الداء في منطقتنا من جراء تغيير عاداتنا الغذائية وباء لا يمكن السكوت عليه.. فالإحصاءات الصحية في الدول العربية تشير إلى ارتفاع كبير في نسبة الإصابة ببعض الأمراض، كالسرطان، والقلب، والضغط، والكوليسترول، والسكر.. وفي السعودية وحدها ارتفعت معدلات الإصابة بالسكر إلى (40%)، وهذا «الانتشار الغذائي» ـ حتى لا نستخدم عبارة أخرى ـ أفضى بالتالي إلى تغيير جذري في العادات الاجتماعية والتقاليد الأسرية.. حيث كانت فترة الغداء أو العشاء مناسبة لاجتماع عائلي يفتقده كثير من منازلنا في الوقت الراهن.. ناهيك من «نظافة» الوجبة المنزلية المعدة بأيدي أمهاتنا.
انحسار في الداخل
وهكذا فمن الملاحظ أنه في الوقت الذي تشهد فيه موجة الوجبات السريعة انحسارًا داخل أمريكا بسبب الدعوات الكثيرة لمكافحة السمنة، نجد أن العكس هو الذي يحدث في الخارج.. ففي أغلب بلدان العالم يجري فتح المزيد من مطاعم الوجبات السريعة.. لا بل إن هناك ثقافة جديدة بدأت تتبلور في طريقة تغيير العادات الغذائية.. ويبدو الأمر أكثر وضوحًا في الدول العربية كافة والخليجية خاصة حيث تغيير أنماط الحياة استتبع تغييرًا في أنماط الغذاء، ففي السوق السعودية تطورت وانتشرت مطاعم الوجبات السريعة إلى حجم يصل إلى (750) مليون ريال، وهناك مثلاً المئات من المطاعم، بالمملكة العربية السعودية، في ظل غياب وعي شبه كامل بالآثار الصحية الضارة التي تنتج عن هذا الأسلوب الغذائي الطارئ على عاداتنا الغذائية.
ولم يعد من العجيب أن نسمع أحد الشباب وهو يتحدث بفخر عن تناوله يوميًا ما بين ست وجبات إلى سبع وجبات سريعة، وأن ذلك أغناه عن تناول أي أطعمة بالمنزل، وهذا الأمر يثير حفيظة الأمهات اللاتي يتذمرن من عزوف أبنائهن عن تناول أي وجبات غذائية في المنزل ما عدا تلك التي يطلبونها من المطاعم ويتناولونها بصحبة أصدقائهم.. لذلك فإن أي زائر لأي من مطاعم الوجبات السريعة لابد أن يلاحظ أن ما يجمع عليه رواد هذه المطاعم ينحصر في تزايد وتيرة الحياة العصرية والتعلل بكثرة المشاغل والهموم، فلم يعد هناك فرصة لتجمع أفراد الأسرة على مائدة واحدة كما كان يحدث من ذي قبل، بحيث أصبحت المأكولات السريعة تمثل مقررًا يوميًا عند الكثيرين رغم علم بعضهم بأخطارها الصحية على حياتهم!
منقول:22:
malaak2 @malaak2
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
<<عاد انا مدمنة وجبات يييييييخ