بسم الله الرحمن الرحيم
لســانك لا تذكـــر به عــورة امرىء
فكلك عـــورات وللنـــاس ألســـــن
نرجو قراءة هذا المقال
كنت في أتم استعدادي لحضور الحفل الكبير
ذهبت بكامل زينتي وحرصت اشد الحرص على النظافة والاناقة وجمال المظهر
لبست ثيابي البيضاء النقية
وتعطرت باجمل الروائح
تقنعت بابتسامة المجامله وذهبت ...
اجتمعت مع النساء في مجلسهن الانثوي الراقي
بعد السلام بدأنا بعكس كل برتوكولات الحفلات والاجتماعات!! قبل شرب القهوة الترحيبية
قبل الشاي قبل المقبلات بدأنا مباشرة وبدون وعي بتناول اللحم!! بدأنا بنهش لحم!
واي لحم ؟ لحم ني مليء بالدماء لحم تفوح منه رائحة الموت نمضغ اسوأ طعم وأمر نكهة
وكأننا خرجنا للتو من احدى قصص مصاصي الدماء هو داء بالتأكيد! وقد اصابت عدوى الداء كل من في مجلسنا بدون ان ندري عن شيء!
اخرجت من حقيبتي مرآة صغيرة كنت اريد بها اصلاح زينتي والتأكد من ترتيبها وذهلت لما رأيت صرخت فجأة فقد رأيت الدم يلطخ وجهي ويسيل على ثيابي! ملأني الذعروعندما تصفحت وجوه رفيقاتي رأيت نفس الدماء تملأ وجوههن! دم من ياترى؟ ماذا فعلنا واي جرم اقترفناه واي عقوبة سنستحق رحماك يا الله
.
هذه ليست فقرة من فلم رعب بل هي واقع نعيشه للأسف الشديد وجميعنا الا من رحم الله يأكل اللحم الني الكريه بدون ان يعي ما هو عليه
قال الله تعالى يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ
الاسلام مليء بمكارم الاخلاق رفع المسلم ويكرمه حافظ على ماله ونفسه وعرضه حث على التسامح و يمنع الغيبة والنميمة يأمر بالستر و حفظ العورات يوجب الامر بالمعروف النهي عن المنكر
الغيبة
هذه الآفة عادة ذميمة وعمل لئيم جريمة أخلاقية منكرةلا يحسنها إلا الضعفاء والجبناءولا يستطيعها إلا الأراذل والتافهون لا ينتشر هذا العمل إلا حين يغيب الإيمان هي اعتداء صارخ على الأعراض ظلم فادح وإيذاء ترفضه العقول تأباه النفوس الكريمة
قال الشاعر
نزه لسانك عن قول تعاب به.... وارغب بسمعك عن قيل وعن قال
"" تعريف الغيبة والنميمة ""
الغيبة لغة: من الغَيْب "وهو كل ما غاب عنك"
واصطلاحا كما بيَّنها رسول الله صلى الله عليه و سلم بقوله : "أتدرون ما الغيبة؟ قالوا : الله ورسوله أعلم، قال : هي ذكرك أخاك بما يكره،
قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟
قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته"رواه مسلم
والنميمة هي نقل الكلام بقصد الافساد بين الناس
قوله تعالى { ولا تطع كل حلاَف مهين ، همَاز مشَاء بنميم ، منَاع للخير معتد أثيم ، عتل بعد ذلك زنيم }
النمام هو من ينقل الحديث بين الناس بغرض اشاعة الفساد بينهم
وذلك لتحريض الناس بعضهم على بعض والإيقاع بينهم
«و يقطعون ما امر الله به ان يوصل و يفسدون في الارض»
واثمها عظيم حيث قال عليه الصلاة والسلام : { لايدخل الجنة نمَام } متفق عليه
بكل اسف اصبحت
الغيبة والنميمة هي " فاكهة المجالس" تساهل فيها كثير من الناس الا من رحم الله انشغل بها الناس عن عيوبهم بعيوب غيرهم وتناسوا انه لا كامل إلا الله
"حكم الغيبة "
"حرام"
لقوله صلى الله عليه و سلم : "كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه" رواه مسلم
و هي باجماع العلماء من "الكبائر"
لما جاء بها من الوعيد الشديد في القرآن ( ويل لكل همزة لمزة )والنهي الصريح الواضح قال تعالى (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا)وهي حرام للقائل كما هي حرام للسامع الراضي بها ..!
""صور الغيبة ""
منا للاسف الشديد من نصب نفسه جلادا ينتقد الناس ولا يصف سوى عيوبهم ويتناسىمحاسنهم وهذا من ردائة النفس وسوء المزاج عيب فلان وينتقد فلان ويشتم فلان ليظهر قوته وانه بهذا افضل منهم! تكون الغيبة في القول والإشارة والإيماء والغمز واللمزوالكتابة والحركة
وكل ما يفهم المقصود فهو داخل في الغيبة .
تقول عائشة رضي الله عنها : دخلت علينا امرأة فلما ولَّت أومأت بيدي أنها قصيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "اغتبتيها".
و للشيطان في هذا الباب مداخل و مخارج على جميع المستويات و الطبقات دخل على الصالحين من باب التحذير او انكار المنكر
و يدخل على الطالحين من باب السوالف و ما قلنا شيء! و هذا الأمر فيه!
واحنا ما كذبنا! و ما إلى ذلك
يغتاب الانسان مجاراة لرفقائة ولعلمه بانه لو انكر عليهم صنيعهم سيبتعدون عنه و يستثقلونه!
ولو لم يجد المغتاب اذنا صاغيه لما تمادى في عمله الدنيئ
فمن يرضى بسماع الغيبه كمن ينطقها
ويغتاب ايضا في قالب ديني بان يقول ليس من عادتي ان اذكر احدا الا بخير
ولا احب الغيبة ولكن فلان مسكين به كذا وكذا!
ثم يقول دعونا منه الله يغفر لنا وله! ويقصد بذالك انقاصه بطريقة غير مباشرة..!
كما تأتي في اطار تعجب كأن يقول استغربت من فلان ان به كذا او انه فعل كذا!
او تأتي في قالب الرحمة كأن يقول مسكين فلان تكسر قلبي على حاله فبه كذا وكذا وفي قلبه قالها من باب التشفي به وانقاص قدره
او من يغتاب بقصد انكار المنكر ويعمل على التشهير بالناس وقلبه يبطن عكس ما يظهر
وانما الأعمال بالنيات
او من يغتاب وهو يريد رفع نفسه بتنقيص غيره ! فيقول مثلآ فلان جاهل !
وغرضه من ذلك أن يثبت فضل نفسه .
او في التشفي واظهار الغيظ من شخص يكرهه ! حيث يغتابه لشعوره انه حين يشتمه يرد له شيئا من السوء اللذي يصيبه او من الحسد بقصد الشر
كما تكون الغيبة ايضا بالقلب وهي الظن السيء بالناس وان لم يتلفظ بها لأنها تجر إلى تتبع العورات لإثبات سوء الظن ثم الغيبة وهي بهذا الترتيب كما قال سبحانه (يا أيها الذين امنوا اجتنبوا كثير من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا)
إن بعض الناس قد يغتاب شخصاً فإذا قيل له : اتق الله ولا تتكلم في أعراض المسلمين!
أجاب بقوله : أنا مستعد أن أقول ذلك أمامه!
أو أن فلاناً لا يغضب مما أقول !
فما يدريك يا أخي أنه لا يغضب؟ فلعله يجامل عندك ولكن في قرارة نفسه يتألم كثيراً من ذلك القول ويكرهه .
وقد تتطور الغيبة إلى القذف والعياذ بالله
قال تعالى : ( وَ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَ لا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )
وهو االقذف الذي يوجب الحد هو الرمي بالزنا أو اللواط أو ما يقتضيهما كالتشكيك في الأنساب و الطعن في الأمّهات تصريحا
"غيبة بغير اللسان"
قال الله تعالى ( ويل لكل همزة لمزة )
أي الهماز بالقول واللماز بالفعل كأن يقلد مشيته او يشير إلى صفة من صفاته
وتأتي الغيبة ايضا في اطار اضحاك من معك في تقليد شخص والسخريه والاستهزاء به
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ
وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ
وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ
بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ
وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ »
كل ما سبق احاديث للأسف دارجة في مجالسنا !
ويستسهلها الاغلبيه والقاسم المشترك فيها هو
(ذكرك أخاك بما يكره)
قال الشاعر
إذا شئت أن تحيا سليماً من الأذى
وذنبــك مغفـــور وعـرضـــك صيــــِّن
لســانك لا تذكـــر به عــورة امرىء
فكلك عـــورات وللنـــاس ألســـــن
"مواضع تجوز فيها الغيبة"
1-التظلم في ان يذهب شخص الى القاضي ويصف مشكلته ويقول فلان فعل كذا وكذا
2-الاستعانه على تغيير المنكر كأن يقول لمن لديه السلطه فلان مفسد فعل كذا وكذا اردعوه
3-الاستفتاء وذالك في عرض فتوى على الشيخ وقول فلان فعل كذا وكذا فما الحكم
4-التحذير من اصحاب الشر كأن يأتيك من يستشيرك برجل تقدم للمصاهره او المشاركة او ايداع الامانة
5- من يجاهر بالمعصية كمن يجاهر بشرب الخمر او من يجاهر بسرقة اموال الناس
او بالرشوة يجوز ذكر ما يجاهر به ولا يجوز ذكره بغيره
والقصد منها التحذير منهم وتجنبهم
كما انه لا يجوز التساهل في غيبة العاصي
لأنه لا يوجد من هو معصوم عن الخطأ (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون).
6-التعريف كقولك عن رجل انه اعمى او اعرج صفة به وبقصد تعريفه
وليس انقاصه وان كان تعريفه بغير ما ينقصه افضل!
والغيبة المباحة "يجب" فيها اخلاص النية لله ومحاولة عدم تعيين الشخص باسمه ما امكن
"اثمها " الغيبة "خسارة فادحة" ولا ربح فيها ابدا..!
فيها يخسر المرئ حسناته ولا يربح سوى الذنوب!
قال صلى الله عليه وسلم : (( أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع
قال : المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام ،
وقد شتم هذا وضرب هذا وأكل مال هذا ،
فيأخذ هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ،
فإن فنيت حسناتهم أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار))
وعن أبي هريرة قال : قال صلى الله عليه وسلم : (( من أكل لحم أخيه في الدنيا قرِّب إليه يوم القيامة
فيقال له: كُله ميتاً كما أكلته حياً فيأكله ويكلح ويصيح)) .
كما أن كثيراً من الناس يهولون أمر الربا ويستعظمون أمره - وهو كذلك -
ويتساهلون بما هو أعظم منه وهي الغيبة!
قال رسول الله : "إن أربى الربا استطالة المسلم عرض أخيه المسلم".
كثير منا بعد استشعار فداحة هذا الفعل يفضل السكوت واعتزال الناس!
ويندم
ويتمنى لو صمت في اوقات كثيرة مضت
قال الشاعر
إن كان يعجبك السكوت فإنــه
قد كـان يعجب قبلك الأخيـارا
ولئن ندمت على سكوتك مرة
فلقد ندمت على الكلام مـراراً
إن السكوت ســـلامة ولربما
زرع الكــلام عــــداوة وضـــرارا
"الذب عن العرض"
وكما أنك أيضاً لا تقبل أن يكون عرضك حديث المجالس!
مثلك الناس لا يقبلون ذلك لأنفسهم، فطهر لسانك وطهر مجلسك من الغيبة
ولا تسمح لأي شخص أن يغتاب أحداً عندك في مجلسك
ولو تكلم أحد فأسكته وبيّن له حرمة ذلك!
ودافع عن أعراض إخوانك المسلمين إذا اغتابهم أحد عندك
فإن في ذلك أجرًا عظيماً ....
كما قال صلى الله عليه و سلم : "من ردَّ عن عرض أخيه المسلم كان حقّاً على الله عز وجل أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة"
وتذكروا
ان افضل المسلمين هو من قال به رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من سلم المسلمون من لسانه ويده)
" التسامح"
علينا جميعا التوبة عن هذا الذنب و العزم على عدم العودة إلية والاستغفار لنا ولجميع من اغتبناهم ل الله يعفو عنا ويصفح من اغتبناه يوم الحساب
وكفارة الغيبة هي التوبة والاستغفار لمن اغتبته والثناء عليه والدعاء له
قال الله تعالى
:وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)
الصفح قوة ونبل خلق وعند عفوك عن كل من اخطأ عليك تكتب لك صدقة لك بها الأجر العظيم من الله سبحانه
( وَجَزَاءُ وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ )
وتذكرو انه من افضل الجهاد جهاد النفس عن المعاصي والنفس عن هواها
كما قال صلى الله عليه وسلم: (أفضل الجهاد أن تجاهد نفسك وهواك في ذات الله )
نقلته لكم
rafeqat aldrb @rafeqat_aldrb
محررة ذهبية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
اختي لينا
جزاك الله خيرا علي المرور و الرد الطيب
بارك الله فيك و وفقك لكل خير
اختي بقايا جروح
جزاك الله خيرا علي الرد و وفقك لكل خير
جزاك الله خيرا علي المرور و الرد الطيب
بارك الله فيك و وفقك لكل خير
اختي بقايا جروح
جزاك الله خيرا علي الرد و وفقك لكل خير
جزاكي الله خيرا على هذا الموضوع الروعة الله يعيننا على أنفسنا ، بصراحة أختي الحبيبة أفدتينا وبينتي لنا كثير مالأمور كانت تخفي عنا وكنا نسويها بدون مانشعر أو نتهاون بها على إنها ليست من الغيبة الله يجيرنا من الغيبة والنميمة ويستر على عيوبنا ويصلح لنا عيوبنا ويجعلنا كما يحب ويرضى إنه على كل شئ قدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته :26: :26: :26:
الصفحة الأخيرة
ويجعل ذلك في موازين أعمالك00
تحياتي:26: