وجدت في شنطة السيارة حقيبة فتحتها، لأجد فيها عقد زواجه!!

الأسرة والمجتمع

قبل أن أبدأ،


لا تنقلوا هذه الحكاية لأي مكان و لا لأزواجكن أبدا، ..............


لأن شخصية باربي جذابة جدا،


وقد تلهم زوجك وتجذبه نحو غيرك


فلا تسردوا له أية تفاصيل عن الحكاية،


للمصلحة العامة....!!!



من النادر جدا أن تجتمع كل هذه المميزات في شخصية واحدة،

شخصية تشعرين معها بالحياة والتجدد والتوقد والحرية والحماس والفرح الدائم، والشغف والإنبهار ....

شخصية تجعلك لا تصدقين أن تري دموعا في عينيها،

وإن رأيت فإنك على استعداد لفعل أي شيء لكي تمسحي تلك القطرات الصغيرة........

لأنها عندما تحزن، تحزن كالأطفال.... وعندما تبتسم تبتسم كالملاك الصغير،

وتصرف دائما باندفاع لكنها فوق كل هذا حادة الذكاء ....... رغم براءتها التي تشعرك بأنها ساذجة.....

إنها من الجيل الجديد، الصغار جدا في كل شيء، ......

حتى أجسامهم، ملمومة وصغيرة وجذابة،

هي من النمط التفاحي، لكنها ليست بدينة أبدا، بل في قمة الرشاقة،

ولها شعر كستنائي دائما مسشور ومصف

ومرفوع للأعلى كذيل الحصان العصري،

وأظافر مبرودة منمقة ملونة كالكرنفالات،

وغرة جميلة، أما عينيها فكل مرة تصطبغ بلون

عندما تتحدث: يس، نو، ياه آي نو، امبوسيبل، بليز..... أوه ماي جاد.

وتطقطق بفمها في دلال بالغ، وتمايل باستغراب واستفسار عندما تندهش،

وعندما تبتسم تشرق غمازتان غاية في الرقة على وجهها البيضاوي الممتليء

شفتيها صغيرتين لكنهما ممتلأتان بعد أن حقنتهما لتكبرهما فظهرتا غاية في الجمال،

تفضل الإستماع لنانسي وإليسا،
وتشاهد ستار أكاديمي
وتشترك دائما في الترشيح

بكل سطحية تتابع وتتاثر وتبكي


باربي شخصية شقية كالزئبق يصعب الإمساك بها إنها تتحرك في كل الإتجاهات في وقت واحد

تحدثني وتلعب بسلسلة لماعة في موبايلها

تشكو لي وتطقطق بشفتيها

تشرح مشكلتها بينما تنظف حقيبتها


إنها مرحة نشطة مزعجة

هل ترغبين في معرفة السبب الذي قلت من أجله احذري أن تصفيها لزوجك؟؟

لأننا كنساء نرى أن هذه الشخصية سطحية لا يمكن الإعتماد عليها

بينما عند الرجال، المنبهرون بكل جديد فهي


لقطة لا تعوض

وامرأة ليس لها مثيل

وأنوثة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى


ينبهرون بتلك الأساور البراقة في معصمها

والمشابك الملونة على طرف غرتها

والملابس المكشكشة والمليئة بالتفاصيل المعقدة

والبودي الرقيق المحفور



لأن الرجل بصري، والبصر لماح، والبريق جذاب

والجاذبية إعجاب

كنت قد انهيت للتو دورة بعنوان من أجل حياة أفضل، .......... لأجد إحدى السيدات الحاضرات تناديني: لو سمحتي أستاذة أرغب في الحديث معك على انفراد، كانت السيدة تبدو في الثلاثين بينما أسرت لي بأنها في أواخر الأربعين، جلست معي في مكتب منفرد: وتحدثت حول معاناتها، مع ابنتها :باربي،
(( لقد يأست منها يا أستاذة كل مرة أقول بأنها ستعقل، لكن لا أمل، كلما كبرت كلما ازدادت سوءا، إني محتارة في أمرها لم أعد أعرف كيف أتصرف، تعبت وأريد أن أرتاح وأنتبه لنفسي قليلا، لقد أهملت زوجي وبيتي وصديقاتي بسبب انشغالي الدائم بمشاكلها المتجددة لا أعرف كيف تفكر هذه المخلوقة، لم أترك دكتورة أو أختصاصية اجتماعية أو نفسية إلا وأخذتها إليها علّي أجد حلا لديهم لكن أبدا، ............ دائما تحرجني مع الناس، في آخر مرة أخذتها عند الدكتورة فلانة الفلانية هل تعرفين ماذا قالت لها: دكتورة شو هالقميص إلي لابسته هذا موضة جديمة، غيري بدلي الناس تطورت)) تخيلي لقد أحرجت الدكتورة بقصد لكي لا آخذها لها مرة أخرى، تتهمنا جميعا بالتخلف والرجعية، ولا تستمع لنا أبدا،

............ عندما يئست منها تحدثت لأختي واقترحت علي أن أزوجها من ابنها لكي نرتاح منهم ومن مشاكلهم، وفتحنا لهم شقة فخمة، وأثتها أنا وأختي، ورتبنا لها حياتها، لكن لم يتغير شيء إنها متمردة وسطحية وغبية، ولا تفهم شيء في الحياة الزوجية، كل ماتعرفه المرآة والصالونات، تعبت .............ساعديني رجاء فحتى بعد أن زوجتها من ابن أختي لم تفلح، لازالت على حالها،

بدأت مشكلتي معها قبل أن تولد، فبعد أن تزوجت بوالدها اكتشفنا أن لدينا مشاكل في الإنجاب، هو لديه ضعف في الحيوانات المنوية، وأنا لدي انسداد في الأنابيب، ولهذا كنا طوال الوقت نجوب المستشفيات بحثا عن علاج أو حل، وانتظرنا كثيرا حتى رزقنا الله بها، هي الوحيدة، ولم نحاول مجددا لأنها كانت معجزة أن أنجبناها، وحمدنا الله عليها، وشكرناه، فقد جاءت متأخرة جدا، فأعطيناها جل وقتنا، وكل اهتمامنا، ودلناها وعاشت بيننا كالملكة، نلبي لها رغباتها ونستجيب لأوامرها دونما جدال، وهكذا كبرت بشخصية متسلطة عنيدة ومدلة، هي تتمتع بثقة عالية في نفسها لدرجة مخيفة، فهي لا تسمع ولا تتنازل ولا تغير رأيها لأي سبب، وعندما ترغب في شيء تصر على الحصول عليه مهما كانت النتائج، .....آآآآآآآآآآآه يا أستاذة أشعر بأننا السبب، وأريد أن أعيد تربيتها من جديد لكن كيف، ........

تخيلي رزقها الله بفتاة جميلة، ........... إنها تعتني بها كما تعتني بلعبتها، تحب التسوق لها، وتشتري كل ما قد يخطر في بالك من اكسسوارات تخص الأطفال، وتحب أن تصبح طقما في ملابسها مع طفلتها كلفت انتباه، ........ لكن لا تحب أن تتحمل مسؤوليتها، فهي لا تأخذها معها حينما تسافر، ولا تغير لها الحفاظ أبدا أبدا، ولا تطعمها تتركها للخادمة، لهذا تدخلت أخيرا وأخذتها منها فتخيلي ماذا قالت: جيد، الآن يمكنك أن تعوضي غيابي عنك و غيابي عنها، أنا سعيدة بقرارك يا أمي تعلمين لا زلت صغيرة وعلي أن أستمتع بحياتي،...........

هي لم تقر الإنجاب بل حدث هكذا صدفة، ومن ذلك الحين وهي تضع لولبا لتمنع الحمل، وتقول بأن الأطفال يسرقون شباب الأمهات.............!!!!!


لا أستطيع أن أقول لك بأنها أنانية فهي طيبة في أحيان كثيرة، لكنها ....... صنف مختلف من الفتيات،........ ليت الأمر يتوقف على ذلك ............


قبل أن تتزوج وحتى الآن لازالت تشكل خطرا متنقلا لكل فتيات العائلة، فعندما نوي الخروج في رحلات أو سفرات عائلية ترفض معظم الفتياة المتزوجات الإنضمام إلينا، هل تعلمين لماذا ............؟؟ لأنهم يقولون إنها تتعمد إثارة مشاعر أزواجهن، وتحاول دائما لفت الإنتباه لها، ..........

قبل أن تتزوج كانت تذهب للكلية مع بنت خالها المتزوجة، وفجأة رفضت بنت خالها أن تأخذها معها، وعندما سألتها لماذا ؟؟ قالت: لأن زوجي أصبح يهتم بها كثيرا، وأشعر أنها تتعمد أن تلفت انتباهه لها، إن هذا الأمر يهيني ويؤلمني لأنها لا تحترم مشاعري...........!!!!!

أنا أمها لم أعد أحب الخروج معها للسوق، .......... أو حتى المستشفيات، إنها تثير عاصفة من النظرات المعجبة أينما ذهبت، الكل ينظر لها مع أنها تمشي بهدوء، لكن مشيتها تثير الأنظار، فهي تمشي بقامة مرفوعة وصدر متقدم، وكأنها تقول انظروا لي كم أبدو امرأة مميزة، ........ هذا فضلا عن المكياج الجذاب والألوان التي تختارها لملابسها، وعباياتها ذات الموديلات المبتكرة،،،،،،،،،،، تعبت والله العظيم تعبت، لم أعد أعرف كيف أتصرف معها............

كم من مرة شرحت لها، أن أنظار الآخرين لك لا تعني أنك الأجمل، لكن قد تعني أنهم يستهجنوك، فتضحك مني وتقول: هل تغارين مني يا أمي........؟؟؟!!!!!!!!

كيف أتصرف مع هذه الفتاة.................؟؟؟

سألتها............ ماذا عن زوجها.................؟؟؟؟


قالت: طينة، نعم إنه طينة، فهو يحبها بجنون، ويكاد ينتحر لأجل عينيها، لا يستطيع أن يقول لها كلمة واحدة خوفا عليها، .......... لا يطيق زعلها يا أستاذة وإن حدثته ليشد عليها قليلا في موضوع تبرجها، يقول: لا تسببوا لي المشاكل معها، أنا أحبها كما هي، وكل واحد حر في زوجته.......!!!


وتكمل أم باربي: هو لا يعلم أنها تخونه، أقصد خيانة سطحية،........... هي تحدث الكثير من الشباب عبر الماسنجر وأشك أنها تقابلهم، ....... لو علم ابن أختي سيموت فهو لا يستحق ...... وكم مرة حدثتها وقلت لها لا يجوز، تقول لي: أنت متخلفة هذه ليست معاكسات هذه مجرد صداقة، .......!!!!
لكنها كاذبة يا أستاذة في بعض المرات عندما تفتح الماسنجر في بيتنا ألاحظ ماتكتب، ........ كلمات فيها حب وغرام، ......... والعياذ بالله ، ......... وهنا تبكي الأم...!!!


هل تتقني استخدام الماسنجر.........؟؟؟؟


قالت: نعم أنا مدرسة متقاعدة...............!!!!!!!!


لكن لماذا......؟؟؟

عزيزاتي لا أقصد من خلال الحكاية أن نركز على شخصية ( باربي) على أنها شخصية حميدة،


فشخصية باربي فيها الكثير من العيوب كما سأذكر لكن لاحقا،


لكن إن كنت ترغبين في معرفة حقيقة بعض الأمور عن عالم الرجال، فنعم تبهرهم المظاهر كثيرا،


ولو كانت باربي تلتزم بإبراز كل تلك المفاتن لزوجها وحده فلا مشكلة لكن المشكلة أنها كانت تثير به الزوابع


والمشاكل أينما حلت.


لم تتحدثي عن مراهقتها .................؟؟؟


(( ماذا اقول لك..؟؟ .... جننتني، ....... مراهقتها بدأت في سن مبكرة جدا، فأول مرة علمت أنها تعاكس كانت في الثالثة عشرة، كانت ترسل بقصاصات صغيرة لابن عمتها، ..... كانت ترسم فيها القلوب وتكتب عبارات عن الحب،.. لكني لم أعر الأمر أهمية فهي طفلة في نظري هذه حركات أطفال لا معنى لها، ........ بعد ذلك تغير الوضع وصارت تغضب إن تحدثنا عن خطبتها لابن عمتها وتسبه وتقول عنه إنه بلا شخصية ولم تعد تريده، مع أنها لم تتجاوز السابعة عشرة، وأحسست أن هناك سر تخفيه، فحاولت أن أفتش في موبايلها الخاص، لأجد أكثر من 15 رقما للشبا.!

وبعد يومين وأنا أيضا أراقبها وهي تطيل الجلوس في الحمام، وتقول لي أسترخي وأستحم، ...... فتجست عليها ( وضعت أذني على الباب) فسمعتها تتحدث، وبقيت أطرق الباب حتى فتحت بعد أن أخفت الجهاز، ...... في صندوق السيفون، ...... تخيلي دهاءها ..!!!
وضعته في كيس نايلون يغلق بالضغط، وترميه في صندوق السيفون لكي لا يتأثر بالماء، ....... هذه البنت مافيا يا أستاذة ........ شاب رأسي منها، ......... !!!!

وليتها كانت تتحدث مع شخص واحد، بل تحدث أكثر من شخص في وقت واحد،



ومرة أخرى كانت تتمشى في حديقة البيت، وأحسست وأنا أراقبها بأن شفتيها تتحركان، فأدركت أنها تتحدث من خلال السماعة، ...... والتي تخفيها تحت شعرها ، ...... فنزلت لها بهدوء حتى اقتربت منها وأمسكتها، هل تعلمين أين كانت تخفي جهاز الموبايل هذه المرة، ......... لن تصدقي.......... وتضحك بحسرة وتكمل...... تخفيه في سروالها الداخلي..........!!!!!!

هل أنت متأكدة أنها لم تكن تخرج معهم ......؟؟

أبدا، لأني قرأت بعض المسجات لهم يترجونها لتخرج معهم لكنها تقول لهم مستحيل....!!!!

من هم الرجال الذين تحدثهم.......؟؟

لا أعرفهم، كانت هناك أسماء كلها مستعارة على ما أعتقد، لكن من بينهم شاب كانت تحدثه أكثر من الآخرين وتعتبره حبيبا، فقلت لها إن كان صادقا فليتقدم، لكنها صدمتني عندما قالت إنه متزوج......!!!!

طبعا اتصلت به وهددته أن يبتعد عنها، ........ وشاب آخر أيضا كان يلح عليها بالخروج اتصلت به وهددته، تعبت (وتبهدلت) أنا سيدة مجتمع لي مكانتي وهذه البنت مرمطتني..........!!!!

لم تتحدثي عن طفولتها........؟؟


طفولتها كانت سعيدة، سعيدة جدا، فكما أخبرتك كنا ندللها ونسعدها، ........


ألم تعاني من أية مشاكل وهي صغيرة، مشاكل صحية نفسية غيرها........؟؟


لا لا أبدا، بالعكس لم تكن تمرض كثيرا كباقي الأطفال، ماشاء الله عليها، وصحتها دائما بخير، ...... لكن ماذا تقصدين بالمشاكل النفسية..........؟؟


أقصد إن كانت قد تعرضت لضغوط معينة أو مواقف مؤلمة....... أو تحرشات جنسية......؟؟


لا لا ، أبدا كنت حريصة عليها كما حرصت على عيوني، ....... لم أغفل عنها يوما، ولم ألاحظ عليها أي شي غير طبيعي وهي صغيرة، ......... بل بالعكس كما قلت لك فهي تتمتع بشخصية قوية وثقة في النفس، .......


المشكلة يا أستاذة هي كيف أقنعها بالحضور إليك..؟؟ إنها عنيدة ولا تستمع لي مطلقا، لكني سأحاول،


قبل أن أقابلها أريد أن أطلع على بعض ملفات المحادثات التي أجرتها عن طريق الماسنجر، ........ حاولي طباعتها لو سمحت أريدها في أقرب وقت.....


وبوقت قياسي قامت والدتها فعلا بطباعة كل ملفات المحادثة المتوفرة لديها، ........



وفي اليوم التالي


دخلت والدتها المكتب، وهي تهم بالحديث: آآآآآآآآآآآآه يا أستاذة على البلاوي التي رأيتها في المحادثات، هذه ليست إنسانة طبيعية، ........ لم أصدق أنها كانت تفعل ذلك، ......... هذه شيطانة يا أستاذة شيطانة، ....... ماذا أقول لك...... تخيلي فقط ماذا كانت تفعل...........؟؟؟




تكمل الأم: إريد أن أفهم لماذا ....؟؟ لماذا تفعل ذلك......؟؟ هذا مرض... شيء غير طبيعي، ......... أرجوك ساعديني فأنا مشتة و في حيرة من أمري، ........ لست أصدق ما أرى، ومدت يدها نحوي برزمة من الأوراق، ....... خذي اقرئي بنفسك فكل ما كتبته يثير الرعب، ........!!!!


أخذت منها الأوراق، وعدتها أن اطلع عليهن وحددنا موعدا لمقابلة باربي الغامضة.......


هل ترغبن في معرفة ماذا كانت تفعل ..............؟؟؟


لن أخبركن أبدا......... :d



يوم اللقاء


قبل أن تدخل إلي، طلبت من السكرتيرة أن تتركها تنتظر في الخارج، نصف ساعة قبل موعدها، لأني علمت أنها تكره الإنتظار، ............!!

( لأن الإنتظار يستفزها، وهذا يجعلها أقل عنادا حينما تدخل لي)

ثم حاولت أن أصبح تقليدية كثيرا في ملابسي، .......... وهادئة تماما، .........

عندما دخلت باربي إلي، كانت نشطة كما تخيلتها، عيناها تسبقانها لتفحص المكان، وخطواتها الواثفة تتجه مباشرة نحوي، حيتني وجلست، وضعت حقيبتها الملونة التي لا نشاهد لها مثيلا سوى في مركز وافي والإمارات مول، وضعتها على الطاولة من الجهة الأخرى فهمت أنها صاحبة ذوق عالي وتمرست على فنون الإتكيت،


رمت بشيلتها ( غطاء رأسها ) على كتفيها، لتظهر إكسسواراتها الجميلة التي تزين أذنيها، وياقة قميصها المرتفعة ( هاي نك) المزركشة،......... بينما كان شعرها مرفوعا بطريقة مبتكرة، كأنها كانت في الصالون قبل لحظات، رائحة عطرها غمرت المكان، واستولت على الأجواء، جلست على الكرسي بنهاية أردافها، وبقيت مستقيمة بذوق، لم تفعل كما تفعل معظم النساء لم تبحث عن الكرسي بظهرها، بل بقيت في استقامتها بينما لامست بمؤخرتها سطح الكرسي، وهذه أيضا من دروس الإتيكيت المهمة، ....... ناظرتني بعينيها البراقتين، بلونهما العسلي الخمري ( عدسات) وأزالت خصلات غرتها المتناثرة عن عينيها، وقالت: هلا دكتورة كيف حالك......... ،، وبدت لهجتها غريبة، فهي لا تشبه لهجتنا الإماراتية........ بل لها لكنة خاصة عميقة وجذابة.


_ كيف حالك أنت يا باربي..؟؟

_ بخير، ....... ثم نظرت لي من جديد، وهي تميل برأسها للجهة اليمنى ( حركة جسدية تعني الشك) وقالت: طبعا تعتقدين أني شخصية مجنونة، لأني أتوقع أن أمي قد قامت بالواجب، وأبلغتك عن كل ما يمكن أن يجعلني الفتاة غير الطبيعية،

_ بالعكس، لقد أخبرتني كل ما يجعلني أتوق لرؤيتك والتعرف عليك، .. أردت أن أكتشف الشخصية التي أثارت إعجاب الجميع....!!!

اعتدلت في جلستها، وابتسمت باستغراب: حقا، ....... هههههه، تريدين أن تتعرفي علي، ....... طيب أستاذة تفضلي تعرفي علي، ههههههه.

_ كيف تستطيعين أن تصبحي بهذا الجمال كل يوم، .....؟؟ إني أستغرب، أريد أن أصبح مثلك، علميني، ....... ما رأيك في ملابسي هل هي مناسبة..؟؟

_ ههههههه، هل تمزحين، أعلمك ماذا، لقد فهمت أني هنا لكي أعالج مشاكلي كما تقول والدتي، لكن أن أعلمك فهذا شيء لم يخطر على بالي، ....... ( فنظرت لها بجدية وقلت: بلى أنا جادة ) فضحكت من جديد: ههههه، حقا أنت جادة..؟؟، .... حسنا دعينا نرى، ....... بصراحة وبدون زعل، استايلك وايد جديم، ههههههه، أستاذة هل أنت متزوجة........؟؟

_ نعم،

_ إذا عليك السلام، هههههههههه، المتزوجات أمثالك لا أمل لهم في الأناقة والشباب، ........ أوه ..... أعتذر منك، لكنها الحقيقة،...


_ كيف اشرحي لي.......؟؟

_ هههههههههه، أنت أستاذة غريبة، والله العظيم غريبة، أين أمي..؟؟ عليها أن تسمع ما تقولين لتصدق، ..... هل أنت جادة، أنت راغبة في أن أعلمك كيف أفعل هذا بنفسي، ....... حسنا سأخبرك،....... لكن عديني أنك ستحاولين ... هههه،
أولا: أنا لا أحمل الهموم أبدا، ...... لكن أنت تعملين مع الهموم، ....... ستعجزين قبل أوانك هههههههههههه، هههههههههههه، وتقهقه بعمق.
ثانيا: لدي برنامج تجميلي من الصباح وحتى المساء، وتغمز بعينيها، برنامج سري، ....... كم تدفعين لتعلميه..........ههههههههه أمزح معك فقط، .. اسمعي، إن كنت جادة سأشرح لك بالتفصيل، لكن لا أعتقد أنك قادرة على تنفيذه فلا وقت لديك على ما أعتقد، ...... أنت تحلين مشاكل المتزوجات، ههههههههه، مشاكلهم لا تنتهي، ..ههههههه،
ثالثا: أحب الجمال، بل مدمنة على الجمال، شرهة، ....... يم يم يم.

وتحاول أن ترتاح أكثر في جلستها، ثم ترمقني بنظرة شك وتقول: أنت تستدرجيني، ..... نعم تحاولين استدراجي، ....... لكن لا مشكلة محاولة جيدة، ....... !!!



وتنهد، ....... ثم تكمل: لم أتوقع أنك مواطنة...... تخيلتك من جنسية أخرى، فإسمك غريب، ..... أين سرير المعقدين....!!!؟؟ ههههههه، ألن أنام عليه وأسرد لك مذكراتي الشيقة....... أين مسجل الصوت، ..... ؟؟

اسمعي أستاذة كي لا أضيع وقتك ولا تضيعي وقتي، أنا لا توجد لدي أية مشاكل، .... أمي معقدة، تريدني في جلبابها، أرتدي ما ترتديه، وأفعل كما كانت تفعله، لكن هذا غير منطقي، أنا فتاة شابة، وهي كبيرة كبيرة إنها دهرية، هههههههههه، بيني وبينها سنوات، لا يمكني أن أكون في جلبابها، ...... أمي هي المريضة المعقدة، مشكلتي الوحيدة أني وحيدة، بلا أخوات، لذلك هي تركز على حياتي، ...... أتعبتني، تتدخل في كل حياتي، هذا الشيء لا أطيقه، ..... أكبر دليل، أنها جلبتني لك، .. ماذا قالت لك عني، ........ أجيبيني ... إنها تبالغ في كل شيء، كل شيء تعبت منها ....... كم تعبت،


_ ما الذي يجعلك ترفضين أفكار أمك.......؟؟؟ ( سألتها هذا السؤال لأني علمت أشياء مهمة عندما قرأت ملفات المحادثات)...

_ لأنها أفكار أمي، أي إنسانة مختلفة عني في الزمن والعمر والأفكار،..

_ نعم ، هي أكبر منك، إذا تفهم أكثر منك، وتعرف كيف تقودك للنجاح، ألست معي في ذلك ( وقصدت أن أستفزها بهذه الكلمات)

_فثارت بالفعل واشتدت قبضتها على طرف الطاولة وقالت بإصرارا: لا ليس كذلك، إن كانت هي فاشلة في حياتها على أي أساس ستدلني على النجاح، إن كانت قد عجزت عن حماية نفسها كيف ستحميني..........؟؟؟



وأمسكت هذه العبارة فهي ما كنت أبحث عنه :
أمك فاشلة...... ؟؟ لماذا تقولين عنها فاشلة، إنها امرأة ذات مكانة اجتماعية وكانت مدرسة في يوم ما، والدك يحبها وسعيدة في زواجها........... فلماذا تصفينها بالفاشلة......

_ هي فاشلة وكفى، ........ أمي لم تكن أبدا سعيدة، أبدا لم تكن ناجحة في زواجها........ أبدا،

_ اشرحي لي لماذا تقولين عنها أنها فاشلة......؟؟

_ هكذا....... وبدأت ترتجف من شدة الغضب، ...... اعذريني، أريد أن أرحل، لا أحب هذا النوع من الأحاديث، ..... أريد أن أترك المكان، يا ناس افهموني لست معقدة لست مجنونة إني أختار طريقة حياتي التي تحميني،

_ تحميك من ماذا ......؟؟؟

نظرت لي بألم: لن تفهميني، ........ أرجوك أريد الرحيل، وصدقوني جميعا أنا بخير وأعرف كيف أدير حياتي، ....... فرجاء اتركوني في حالي.....

_ نعم، يمكنك الرحيل عزيزتي، ...... لكن حينما تصبحين راغبة في الحديث عن ((حنق السماء))، خبريني،.......

نظرت لي باستغراب، وحقد، وقالت: كيف ..؟؟ كيف علمت عن حنق السماء، ......... كيف ؟؟


فأخرجت رزمة الورق من درجي وضعتها أمامها على الطاولة وقلت لها: أعتقد أن من يقرأ هذه الأوراق لا يمكن أن يعتقد بأنك انسانة طبيعية، ....!!!
_ ليس من حقك الاطلاع على خصوصياتي، كيف تجرأت هذه خصوصياتي وحدي، أمي هي التي جلبتها نعم، ...... لن أسامحها....... ( ومرت في ثورة من الغضب ثم هدأت وجلست أمامي)


_ والآن ماذا تريدين مني، ..... نعم أنا صاحبة هذا الاسم ( حنق السماء) إنه شعاري، ..........لكن صدقيني لست مجنونة، إني أتسلى فقط،


_ تتسلين بتحطيم حياة الآخرين.......!!!!


_ لا أحطم حياتهم، إني أنقذهم بطريقتي، .......!!!


_ تقصدين أنك تنتقمين منهم......؟؟


_ لا ....... نعم قليلا، ألا يستحقون ذلك..؟؟ إنهم مجموعة من الخونة، ألا يستحقون ما أفعله بهم، .......
_ ألست أنت من يقوم بإغوائهم منذ البداية، ....... إذا فأنت تتحملين جزءا كبيرا من الذنب، ........


_ لكن نيتي تختلف عن نواياهم،


_ بل أنت واحدة منهم لست سوى خائنة لشخص طيب غافل عما يحدث..!!


_ صدقيني لا، أبدا، الخيانة هي أن أحب أحدهم على حساب زوجي، لكني لا أحب أيا منهم، إني ......
_ لا تحبين أي أحد منهم، أنت غير صادقة، فكل أحاديثك معهم تتحدثين فيها عن الحب .....


_ نعم لكي يصدقوني فقط....!!


_ لماذا تفعلين بهم هذا...؟؟ ما الهدف الذي تحققينه من وراء تلك العلاقات..؟؟


_ ألقنهم درسا، ........ نعم أنا أنتقم منهم


_ لماذا.....؟؟


_ لأنهم خونة، كلهم خونة، ألم تلاحظي، إنهم جميعا متزوجون، وخونة وساقطون، إنهم يستحقون ما يحدث لهم، لأنهم يخونون زوجاتهم...!!!


_ وأنت المصلحة العامة !!، أهكذا تعالج الأمور، ....... إنك تقضين على بيت كامل من أجل نزوة قد تكون عابرة، ........


_ هذه طريقتي، وهذا أسلوبي، ثم لا تعقدي الأمر فهو ليس بهذه الأهمية، إنها مجرد تسلية يومية أقوم بها، وصديقيني لا أحد يهتم، الحياة تمضي على كل حال،


_ لقد أسأت التصرف، ودمرت حياة أسر، وتقولين بأنها مجرد تسلية، ..... ماذا فعلت بأحمد، الذي صار يرسل لك في اليوم الواحد عشرات التوسلات، لتوقفي عن إرسال سجلات المحادثات لزوجته، ...... كيف تجرأت على ارسال تلك المحادثات لها، ..... وأنت تعلمين تمام العلم أنه لا يمكن لأية امرأة أن تتحمل ما ورد فيها، ..........







حولت عينيها بعيدا في عناد وقالت: يستحق، ....... وهي أيضا تستحق، فأنا أكره النساء الغافلات المغفلات،..... أردتها أن تعرف حقيقة ذاتها، ونظرة زوجها لها، ......... أستاذة كان يحدثني على الماسنجر بينما يقول لها إنه يعمل على مشروع خاص بالعمل، ويطلب منها أن تنام، ........


_ وأنت تحرصين كل الحرص على أن يكتب تعليقاته السلبية الجارحة بحقها لتقومي بجمعها وإرسالها لها فيما بعد،.......


_ نعم، ( وتبتسم بشقاوة وقناعة غريبة) نعم أفعل ذلك، ولا تعرفين كم أستمتع وأنا أفعلها، أشعر بالراحة، والسعادة الغامرة، لأني أنتقم منه، .. لها...!




كانت باربي تشعر بالذنب الكبير، والعميق لأجل أحداث جرت في الماضي، تحاول أن تعوض عنها اليوم بطريقتها، اعتقدت أن ذلك الأسلوب سيريحها، وفعلا كانت تحصل على ارتياح مؤقت فقط، فيما تحمل في قلبها مشاعر الذنب والألم من جديد بعد كل ارتياح، .......



ولأنها تعقتد أن عليها أن تكفر عن ذنبها بطريقة ما،..... عليها أن تفعل ما لم تكن قادرة على أن تفعله وهي صغيرة، ...... لجأت لتلك الممارسات الغريبة،



سجل المحادثات الذي اطلعت عليه لم يكن وافيا تماما، فبعض المحادثات كانت بالنسبة لي غامضة، لأنها غير متسلسلة وليست كاملة بما أنها تتحدث غالبا من الكلية أو بيت زوجها، لكني استطعت أن ألم بعدد من القصص، أو العلاقات التي كانت تتعاطى معهم، فقصتها مع أحمد تقريبا كانت واضحة، ...... تعرفت عليه في أحد المنتديات الإلكترونية، وكان هو من بدأ بعبارات الإعجاب، وانتقلا بعد ذلك للماسنجر، علمت هي منذ البداية أنه متزوج، فباربي لا تتحدث سوى مع المتزوجين، هكذا تقتضي خطتها،





في الأحاديث التي قرأتها، وجدت أنه كان يبالغ في تشنيع صفات زوجته، وكنت باربي تشجعه على ذلك، ........ لخدمة أهدافها،



بعض المقتطفات من علاقتها بأحمد:


في إحدى المحادثات كتب لها يقول: (( مسويتلي حفلة عيد الزواج، يغربلها ويغربل اليوم ياللي شفتها فيه، ولا بستلي كندورة مخصرة والبطن في صوب والخدجة في صوب، غربلها الله، لا عت جبدي منها))
فترد عليه باربي: (( نمت معها))
فيرد عليها: (( لا وغلاتج، ما يت صوبها ))











في محادثة ثانية لفت انتباهي هذا الحوار أيضا مع أحمد....
(( حودي حياتي وين الدجة)) ( الدجة هو اللقب الذي يطلق على الأرضية في الإمارات أي مداس القدم، وهذا اللفظ اطلقه بنفسه على زوجته كما فهمت)
(( وديتها بيت أهلها، غصب عنها، قلتلها عازم شباب في البيت))
(( أها))
(( حبيبتي عيوني أنت،، سمورتي متى بشوفج الغالية تراني والله تعبت)) ( سمورة اسمها الكاذب الذي تستخدمه مع أحمد)
(( قلت لك لا تضغط عليا، بتشوفني في الوقت المناسب، والعملية للحين تعورني))


( لأنها أفهمته أنها أجرت عملية جراحية لانتزاع الزائدة الدودية، لكي تتهرب من لقائه)


كانت كل المحادثات تقريا مع أحمد تحمل انتقادات لزوجته، وكانت باربي تحثه على ذلك،


(( وينج..... مين تكلمين))
(( ماعندي غيرك بس كنت أصبغ أظافري..))
(( حبيبتي والله ..... بأي لون))
(( بنفسجي، ...... وبحط عليهم كريستال بعد ما ينشفون))
(( كيف بعد، شو سالفة الكريستال))
(( هههههههه، أسكت لا حد يسمعك، ما تعرف كيف...؟؟ أنت وين عايش))
(( فديتج، عايش مع الدجة، لا تذكريني بس))
(( سمورتي أوصفيلي نفسج.......))
(( أنا حلوة موت موت هههههههه))


(( صج والله وايد؟؟، الله يخليج تراني بذوب))
(( عيل ذوب...!! نعم حلوة وايد))
(( أنت طويلة ولا قصيرة .....))



وتستمر السيدة باربي في وصف نفسها بإغراء وبدقة مثيرة للسيد المغفل أحمد، ........
لتجدينه يكتب لها بين كل وصف وآخر (( الله الله، متى بشوفج))
(( الله ياخذ الدجة))
(( وأنا المسكين مجابل هالدجة))
(( لا تخليني الحين أروح أذبح الدجة وأسويها عصيدة تاكلها الغربان))


وطبعا باربي سعيدة بما تحصده من كلمات، فكل غايتها أن تجمع عبارات الإهانة الموجهة لزوجته،



وفي محادثة لها معه تقول له: (( حودي حبيبي جم باسورد ايميلك))
(( ليش سمورتي))
(( علشان وحدة ربيعتي قالتلي اسألك واذا خبرتني الباس ورد يعني تحبني وإذا ما خبرتني يعني تخوني وعندك غيري))
(( وغلاتج ما عندي غيرج))
(( اثبتلي))
(( والله ما أردج، هذا هو ********* بس واللي يابج يالغالية خليه سر، لا تعلمين اربيعتج))



وفي محادثة أخرى مع أحمد:
(( أنا ما أقدر أشوف إنسان ما أعرف عنه شي))
(( علمتك عني كل شي))
(( أرسلي صورة من بطاقة العايلة علشان أتأكد))
(( برب))


وذهب أحمد سريعا، وعاد وبدأ في تحميل صورة بطاقة العايلة،
(( والحين، ........))
((أحبك حودي ... ))


كانت علاقتها بأحمد عبر الماسنجر، والهاتف أيضا،.......!!!


فماذا فعلت باربي السمورة بأحمد زوج الدجة.............؟؟؟


بعد أن جمعت باربي كل المعلومات الخاصة بأحمد وزوجته قامت بتغليف هدية كبيرة جميلة جدا، أرسلتها مع باقة ورد إلى مقر عمل الزوجة، كتبت عليه خاص وسري،


- على ماذا احتوت الهدية؟؟
- على مجموعة من الصور أرسلها لي زوجها، كذلك صورة لها هي،
أرسل لي صورة زوجته وجهها خالي من المكياج، وكأنها مريضة، وربما قام بتصويرها وهي لازالت مستيقظة من النوم، كذلك أرسلت لها مجموعة من المحادثات التي جرت بيني وبينه،


والأهم من كل هذا كتبت لها: كنت مغفلة طوال الوقت، فأتمنى أن لا تستمري كذلك،
هذا هو رقم الباس ورد الخاص بعنوانه الإلكتروني، يمكنك الدخول إليه وتصفحه على راحتك.


وضعت جدولا زمنيا، كنت أرسل بموجبه ظرف كل أسبوع لزوجته لكي تقرأ ما كان يكتب عنها حينما كان يحدثني على الماسنجر،............


- ولماذا لم ترسليها دفعة واحدة.......؟؟
- أحب أن أعيد فتح الجرح لكي لا تنساه........!!!!



كان أحمد يرسل لباربي توسلات كثيرة بأن توقف عملية إرسال الرسائل لزوجته، لكنها قامت في النهاية بإغلاق العنوان الإلكتروني نهائيا، وافتتحت واحدا جديدا.


_ ما الذي حدث مع أحمد...؟؟
- لا أعلم........ لكني أعتقد أنها هجرته وذهبت لبيت أهلها.......!!!
_ ألا تشعرين بالذنب......؟؟
_ لم أفعل شيء يشعرني بالذنب، فهي غفلت، وزوجها خانها، وأنا لست سوى فاعل خير، وإن لم أحدثه أنا لكان حدث غيري، وكان من الممكن أن لا تعلم عن خيانته شيء وتبقى مغفلة مدى الحياة لولا أني ساعدتها وقدمت لها الأدلة....!!!


سألتها : ماقصة صالح............ ؟؟؟؟ أنا لم أفهم من المحادثات أي شي،لكني أحسست أنه رجل عاقل، ...... كيف فعلت به مافعلت......؟؟


_ لا يوجد رجل عاقل، ........ كلهم مهوسون هذه الأيام بالعلاقات والحب، والرومانسيات ....!!!


كنت زميلة زوجة صالح في الكلية، وكانت تهيني يوميا بمناسبة وغير مناسبة، وأعلم السبب فهي تغار مني لأني جميلة وأهتم بنفسي بينما هي لا، كانت تأتي للكلية بوجه سادة، وأعتقد أنه غير مغسول، ولا تعرف أي شيء عن الأنوثة والأناقة، ولأننا كنا شلة، تجمعنا الصديقات في الكافتريا ومقاهي الكلية، فكانت كلما رأتني تعلق على ما أرتديه، وتقول لي: اتقي الله، ....... أو البنت التي تضع الروج هي فتاة بايعة نفسها...!!! ، الفتاة التي تكثر من المكياج يدل على عدم ثقتها في نفسها، أنت بلا مكياج لا شيء، ........ وهكذا طوال الوقت، حتى تجرأت ذات يوم وقالت: الله يعين زوجك عليك، ...... أنا درة زوجي المكنونة لا يرى تبرجي وحسني سواه، لكنك معروضة للجميع. !!!

وهنا حقدت عليها بحق، وبدأ عقلي النشط يحيك لها المكيدة بساطة لألقنها درسا لا تنساه مدى الحياة، وبحكم اجتماعنا مع الصديقات كنت أتحين الفرصة التي ألتقط فيها رقم هاتف زوجها من موبايلها، لكني لم أستطع، وفي مرة من المرات، رأيتها تدخل الحمام، فتبعتها، تركت حقيبة يدها قرب المغسلة، فاقتربت منها وأخرجت الموبايل وبدأت أبحث عن رقم زوجها في آخر الإتصالات، وسجلته في ذاكرتي فورا، وقمت بتدوينه بعد ذلك في هاتفي............. وبدأت اللعبة.........

اتصلت به من رقم هاتفي السري، وكأني أخطأت في الرقم، وقلت له: خالي الحبيب كيف حالك، وحشتني، .....
لكنه قال: عفوا الرقم غلط، ....... فاعتذرت له وبدأت أضحك أمامه على نفسي، وأقول: يا إلهي أشعر بالخجل، .... سامحني، ....، قال: العفو الغالية مهي بمشكلة، أشكر الفرصة إلي سمعتنا صوتج،
وتعلق بي، واصل الحديث معي، طبعا تفاجأت لأني لم أتصور أنه مستعد هكذا لكن عندما تعمقت معه في المكالمات علمت أنه يحدث الكثيرات، وزوجته المصون نائمة في العسل، كما أنه يعاشر بعضهن، ....... وبحكم أني جديدة فقد كان متعلقا بي تعلقا كبيرا، وكان يحب المحادثات الهاتفية أكثر من الماسنجر، وهذا بالطبع يزعجني لأني لا أستطيع أن أرسل لزوجته أو لأي شخص المحادثات الهاتفية حتى لا ينكشف أمري، فكل من أحدثهم وأتعرف عليهم لا يعرفون عني أي شيء، ........سوى الأكاذيب، التي أنسجها لهم.







بدأت أخبره أني امرأة متزوجة ولا أستطيع الحديث معه عبر الهاتف، وأن الماسنجر بالنسبة لي أفضل، ودفعته ليقضي الساعات معي على الماسنجر، ............ لكني كنت أفكر أيضا في هاتفه النقال، أحسست أني قد أجد فيه الكثير من المعلومات...........




( جريئة وخطيرة)


تقول: واعدته قرب أحد المراكز التجارية، وهناك ذهبت لأقابله بنقاب......!!! لكي لا يرى وجهي، وتحسبا للظروف غيرت ملامحي، وشرطت عليه أن لا يطالبني بخلع النقاب حتى اطمئن له، .........


(( مغامرة مجنونة))



وبعد أن أصبحت معه في السيارة طلبت الأيس كريم، فنزل تاركا هاتفه النقال في السيارة، ....... فقمت سريعا بإخفائه في حقيبتي،........... وفتشت هنا وهناك بحثا عن أدلة أخرى لكني لم أجد، ........ثم تركت السيارة وهربت، في سيارة أجرة................. (( داهية))


- لماذا فعلت ذلك..........؟؟
- أحسست أن في هاتفه الكثير من الأسرار...........؟؟


بمجرد أن ركبت سيارة الأجرة بدأت أفتش الموبايل فكانت هناك الكثير من الرسائل الغرامية بينه وبين عدة بنات، بعضهن زميلاتنا في الكلية، والبعض الآخر من جنسيات مختلفة، كما أن له علاقة مع الفلبينية التي تعمل في أحد بيوت أهله حسب ما فهمت، ....... كانت له صور مخلة معها، ......


- ألم يتصل بك...؟؟
- بلى لكني أغلقت الهاتف..؟
- والشريحة.........؟؟
- باسم ((بتاني))، يعمل بياع جرايد، أعطيته مئة درهم ليستخرج لي البطاقة، دون أن يعلم عني أي شي.
- ألم يبلغ صالح الشرطة...........
ضحكت بطريقتها الشرسة الفنية، وقالت : كيف وماذا سيقول، أركبت امرأة غريبة في سيارتي فسرقت الموبايل......!!!! كنت حتى ذلك الوقت قد جمعت كمية كبيرة من المحادثات عبر الماسنجر، وهاتفي النقال بالشريحة الخاصة بالبتاني، والموبايل الذي سرقته من سيارته، .......... وأرسلتها في هدية مغلفة جميلة تعبق بالرائحة العطرة لزوجه الصون، للدرة المكنونة......... لعلها تفيق من غفلتها..........!!!!
- على ماذا كانت تحتوي المحادثات...؟؟
- ألم تقرئيها،
- المجموعة التي معي ليس فيها الكثير من الإنتقاد لزوجته،
- هاه، لأننا كنا في البداية، لكن المحادثات المتقدمة، كان فيها الكثير من الإنتقاد ......
- مثل ماذا........؟؟
- ما رأيك أن أطبعها لك..؟؟
- جيد........ بأسرع وقت.........


في الحقيقة أردت أن أعرف ما الذي يعيبه الرجل في زوجته،........

واكتشفت أنه كان طوال الوقت ينتقد فيها جديتها الكبيرة، ويقول بأنها تتصرف بطريقة أكبر من عمرها، وأنها لا تصلح للحب، ولكنها معدة للأبناء. والتربية فقط......!!!
واتهمها أيضا بأنها غبية وثقيلة دم، وباردة، وتعتقد أنها فاهمة الدنيا وهي لا تفهم أي شيء، وأنها تتحدث أمامه كثيرا عن مبادئها وأنها أفضل امرأة، وأنه يقول في خاطره كلما سمع كلامها ( شو هالغث)...!!!


- لم تتحدثي كثيرا عن الرسائل في موبايله،.......
- كانت رسائل كثيرة ومتنوعة بيني وبينه، أحيانا يرسل لي ( حبيبتي أنا مشغول بكلمج بعد ما أرمي الهم بيت أهلها) ( صدري ضايق لأني ما سمعت صوتج، ليتج عندي ، ياعسى اللي محاصرتني ومانعتني عنك الحرق) بما معناه.
- وأرسلت لها بكل هذا.......؟؟؟


- نعم كله.......... !!!!
- وماذا حدث بعد ذلك،


تضحك من جديد، وهذه المرة بثقة وسعادة وتقول: تغيبت عن الكلية عدة أيام، ثم جاءت وهي في كامل زينتها، نعم، تغيرت مئة وثمانين درجة، ...............!!!!


- هل تعتقدين أن ما قمت به صحيح......؟؟
- على الأقل أنا أفكر .........!!!!


كانت باربي تتصرف بهمة عالية، فقد كانت تخط وتنظم عملها بهدوء بالغ وإرادة نافذة، هذا الأمر كان محيرا، فلا بد أن هناك قوة ما تحركها، لا يمكن أن يتصرف أي شخص بهذه الطريقة بدون أسباب قوية، ودوافع شديدة تمده بالطاقة للقيام بكل هذه الأعمال،

وقد تذهلون وهذا حقكم، فكيف تجرأت على الركوب مع رجل غريب لكي تسرق هاتفه النقال.....؟؟؟


لكنها فعلت ذلك بقلب بارد، ميت، .......... لم تخف، ولم تت،. ترى ماهو السر الذي تخفيه هذه الإنسانة في حياتها............


في جلسة أخرى سألتها......


- هل أنت دائما هكذا سعيدة....... ألا تمرين بحالة من الإكتئاب....؟
- بلا، أشعر بالإحباط والإكتئاب، عندما تفشل بعض خطي، عندما يعطيني أحد الرجال معلومات كاذبة عن نفسه فلا أعرف كيف أصل إلى زوجته، أو عندما يرفض أن يتحدث عن زوجته بالسوء
- أشعر بالإختناق والقهر ويصعب علي التنفس، وأجهش في البكاء، لأني لم أعد قادرة على إنقاذ امرأة أخرى، لأن زوجها يعاكس وأنا لا أستطيع أن أخبرها......!!!


- تعانين من هذا الشعور في كل مرة تفشلين فيها.....
- نعم.....! لدي علاقات كثيرة لكن نسبة النجاح في خطتي تكون محدودة........ تعتمد على نوعية الشخص الذي أتعامل معه، ......
- هل قمت بعمل علاقة جسدية مع أي من هؤلاء....
- لا أبدا، أعوذ بالله، أنا أكرههم جميعا، ولا أقصد من علاقاتي شيء كهذا.......
كانت تبدو صادقة تماما، في حديثها............
- ألا تشعرين بالذنب فيما يخص زوجك......
تصمت، تت، تفكر وتقول: لا أعتقد........



- صباح الخير.........؟؟


- أهلا صباح النور...؟؟


- كيف حالك أستاذة؟


- بخير الحمد لله كيف حالك أنت........؟؟


- بخير......... وتنهدت، ....... كنت أفكر اليوم إن كان من المهم أن أستمر في زيارتي لك أم لا، فأنا لا أعرف ما هو الهدف من هذه الزيارات.......


- لا تعرفين، ........... متأكدة.........


- نعم لا أعرف، أمي هي التي أجبرتني على مراجعتك، بينما لا أجد أن لدي أية مشكلة أبدا،
- متأكدة،......... إن كنت متأكدة، يمكنك أن تغادري الآن.......
- لماذا تتعاملين معي هكذا.....


- كيف علي أن أتعامل معك، ..... أنت تقولين أنك لا تحتاجين المساعدة، ......
- تنهدت من جديد........ لست أفهم ما الهدف من هذه المراجعات، ...... لقد مللت، فلا هدف منها،
- ما الهدف الذي تبحثين عنه...؟؟
تصمت تفكر، تطأطئ رأسها، وتنزل دموعها،



وتقول: أنا لا أعرف، لم أعد أعرف أي شيء، متعبة جدا، أشعر بالألم.......إني تائهة يا أستاذة، (( وتنفس بعمق، وتجر الغبنات وتبكي بكاء مخنوق )) تعبانة، أحس أني لست كل النساء، أريد أن أكون كغيري لكني لست مثلهن، ....... أعلم أني غير طبيعية، كم أتمنى أن أحيا حياة طبيعية، ........




- هل هناك حدث ما..؟؟


- زوجي، ......... أنا...... ابنتي...... نحن لا نعيش حياة طبيعية.


- أجل...... وماذا بعد..؟؟


- كنت أزور صديقة لي ....... رأيت الفرق....... أريد أن أنعم بأسرة، .......... لا لا ليس تماما، لكني أرغب في أن يكون لي بيت حميم كبيتها......... لا أعلم..........


- ومالذي يمنعك........؟؟



- لا يوجد لدي الوقت، ومشاعري المتضاربة لا تشجعني......


تصمت، تلتفت، ....... تنظر إلي......... تسألني: هل تشعرين أني طبيعية، .... رجاء لا تخدعيني.......



- نعم أعتقد أنك إنسانة طبيعية جدا، أنت لست مجنونة، لكنك تتعرضين لضغوط نفسية بسبب أمور غامضة حدثت في الماضي..........


تصمت، ......... تغمض عينيها وتنهال دموعها من جديد،......... ثم يبدأ صوت بكائها يزداد علوا... وتضع رأسها على الطاولة، وتدسه بين ذراعيها، ........... وتستمر في البكاء..........


أصمت، ........ وانسحب بهدوء للخارج، .......... أغيب للحظات، وأعود ومعي العصير البارد والشيكولا، ....... كانت تمسح دموعها.........


- شكرا......


- هل تحبين تناول اسنكرز.......



تبتسم من خلف دموعها.......... وتشير برأسها بالموافقة.......... بدأت تأكل ....... وصارت تتحدث معي كالصديقتين.........


- لدي بعض الأسرار في حياتي......... وأعلم أنك تلمحين لها..... وترغبين في سماعها، ..... لكني لا أريد أن أخبرك بها...... لأني خائفة مما قد يحدث إن أخبرتك.........



- ما الذي تتوقعينه، ما الذي قد يحدث...؟


- ربما ............ ربما، بل متأكدة أنك ستخبرين أمي بالأمر.........


- لا أنفي ذلك،... إن كان الأمر يتطلب إخبارها فقد أخبرها.......


نظرت لي بشك، وقالت: لكني أريد أن أخبرك، شرط أن لا تعلم والدتي بالأمر............


قلت لها بحزم: أنت لا تشترطين، أفعل ما أجده مناسبا............


نظرت بغضب، وقالت: لكن ما سأخبرك به، لا يصح أن تعلم عنه أي شي..........


قلت: دعيني أحكم بنفسي..........


- إذا لن أخبرك بأي شيء.....


- على راحتك........... (( بكت من جديد ))
- ما الذي يبكيك الآن..........


- لا شيء أستأذن.........


- مع السلامة، ........


حملت حقيبتها بتثاقل، ....... ونظرت لي بشك واستغراب، .......... وسارت باتجاه الباب، التفت بتردد ثم خرجت............

مضى وقت طويل قبل أن تزورني باربي من جديد، ............ لكني كنت متأكدة أنها ستعود، فمثل هذه الشخصيات، تضعف كثيرا، وتبكي كلما ضعفت، وتنهار سريعا، .........


- مدام باربي اتصلت وتقول بأنها تريدك ضروري، في أقرب موعد.........


- هل لدينا وقت.....


- سأرى......


- إن وجدت لها وقتا، دعيها تأتي......

- ودخلت باربي، ........... باربي الجميلة الأنيقة بكامل زينتها من جديد، ....... مشرقة كعادتها،........ لم يبدُ عليها الإنهيار، بل كانت تبتسم.......... وما أن جلست..... حتى انفجرت من الضحك: أستاذة .. معقول، هذا الخاتم في يديك، إنه ........ خاتم قديم الطراز......


- أعلم.... إنه هدية ..... لها معزة خاصة عندي......


- أعتذر، لكن لو كان هدية لا يعني أبدا أن ترتديه ........


(( وتضحك))



- لا بأس، ....... أنا لا أجده مضحكا، بل كلاسيكيا، ...... إنه ماسي،


- لا يمكن...... هذا الخاتم.......ماسي!! على كل حال لم أقصد أن أسخر منك، .........
- تسخرين مني، .......... لم أشعر أنك سخرت مني........


- استغرب لماذا تتمسك المرأة بعض العادات مع أنها قادرة على تغييرها.......
- وهل علينا جميعا أن نصبح مثلك تماما، باربيات ...........


- ولم لا........


- لأن الجاذبية متعددة الوجوه، فأنا إن حاولت أن أصبح باربي سأفقد
الكثير من مميزاتي، ...... وأعتقد أن مظهري الأن يعبر عن شخصيتي........



- نعم يعبر عن السيدة التي تعطي النصائح.....


- بل عن امرأة ............ تعرف ما تريد.........


- كفي رجاء، شعارات في شعارات، وكل هذا مجرد كلام في كلام............ الحياة أصعب من الأحاديث....
- وماهي الحياة في نظرك.......


تصمت........... ثم تجيب بتردد: أن أحيا.........



- كلنا نحيا............... ما المشكلة كلنا يحيا الحياة بطريقته........... المهم أن أعرف كيف أحيا سعيدة..... فهل أنت سعيدة.......


- تجيب بقهر، نعم سعيدة، أنا سعيدة، لأني لا أتعرض للإستغفال مثلكن.............


- وما المشكلة أليس الله نصير الغافلات، .......... المستغفلات، ....... أحيانا بعض الحقائق لا نحتاج لها،


- أنت تحاولين أن تقنعيني...... تحاولين أن تجعليني مغفلة مثلكن جميعا وأنا لا أريد أن أصبح نسخة عبيطة منكن، كلكن، ....... كم أكره الإستغفال، ........ أكرهكن جميعا، لأنكن مغفلات، نائمات، أكرهكن،......... واندفعت في نوبة غضب، ..........




- لسنا مغفلات، .......... الرجال طيبون، أبوك إنسان طيب، ..... لم يستغفل والدتك أبدا.....
- بلى، ....بلى كان يستغفلها، كان يهينها في الخفاء، كان يلوك سيرتها عند عشيقته، أبي لم يكن يوما صادقا مع أمي، كان يخونها، .... وهي نائمة غافلة غبية أمي غبية..........!!!

وأخيرا تحدثت، وأخيرا انهار الجبل



واختارت هذه المرة أن تسترخي على كرسي الإسترخاء، وتعود برأسها للوراء لكي تتحدث، عما أسمته قائمة الذكريات، ...........

وبدأت تتحدث:

كنت أميرة متوجة، بين والدي، فأمي تعاملني كملكة، وأبي يدلني ولا يرفض لي طلبا، ......... وكنت أشعر أنهما خلقا فقط لكي يجعلاني سعيدة، لهذا شعرت طوال حياتي بالأمان، وحبهما لبعضهما، وعلاقتهما الزوجية القوية تمثل لي حزام الأمن والسلامة، .......... لكني عرفت القلق رغم ذلك لأول مرة في حياتي، عندما تسلت إلى حياتنا سيدة غريبة، .......

لست أعرف عنها الكثير، لكنها كانت سببا في الكثير من الألم الذي سببه والدي لأمي، وكانت سببا في انهيار سعادتي، نظرتي لوالدي، .......... كما أني أصبحت بعد ذلك لا أحترم والدتي مطلقا، لأنها جسدت أمامي شخصية المرأة المغفلة .......!!!


لا أذكر في أي عمر بدأ الأمر، لكنه بدأ ........... و أذكر كيف كان والدي يصطحبني معه لبيت آخر، إنه بيت تقيم فيه امرأة جميلة........ ترتدي ملابس تختلف عما ترتديه والدتي، ..... وتضع الكثير من المكياج، والإكسسوارات، كانت تبدو كالممثلات التي نراهن في التلفاز،.............. كان يأخذني معه إلى بيتها، ويطلب مني أن أجلس أمام الفديو حيث يدير لي فيلم ( توم آند جيري) ......... وآبقى أنا هناك أطالع لكن عقلي مشوش، وقلقي يزداد، وأنفاسي تتقارب، كلما سمعت صوتهما يضحكان في غرفة النوم، و أسمعه وهو يغازلها، ويلاطفها، .............. كنت أشعر بالغربة، والخوف، وكأن هذا الرجل ليس والدي، ....... حتى أني خفت على نفسي منه،.......... لقد كان معها رجلا آخر، مختلف، لم يعد والدي الذي أعرفه،...............

كانت تخرج بعد ذلك وتنظر إلي بنظرة فيها الإستفسار، والإستهزاء، ......... وأحيانا الحسد....!!!

بينما يخرج والدي من عندها سعيدا منتشيا، .......... كان في قمة السعادة معها، ........ لم أكن أفهم في البداية ما الذي يحدث، فهو شخص طيب في بيتنا، ملتزم بصلاته، خلوق، ......... إنه كيّس مع والدتي، وكل معارفنا، لكنه يتحول لطفل ذليل بين يديها تلك المرأة........... كان اسمها دلال، ...... كانت من جنسيتنا، لكنها بيضاء جدا، .....، جميلة كثيرا، كنت أراقبها وهي تمر قربي، وتقع عيناي على قدميها البضاوتان، الرقيقتان الدقيقتان، ........ في حياتي لم أرى قدمين رائعتين هكذه، .......... كنت أشعر بالغيرة منها، لأنها جعلت والدي يحبها كل هذا الحب، لقد كان متيما بها، وكان يتحدث معها عن أمي، ........ في بعض المرات.
أحيانا يقول: مسكينة حرمة كبيرة ما تعرف عن الدنيا شي،.......


لكن أمي لم تكن امرأة كبيرة، بل شابة، الفرق هو أنها لم تكن تعرف كيف تصبح أجمل، ........ كما أنها لم تكن امرأة عصرية في ذلك الوقت فهي متقيدة بارتداء الملابس التقليدية، السروال والمخور، كما تعلمين.......!!!
بينما كانت دلال مختلفة كل الإختلاف، فهي تتحرك أمام والدي بساقين عاريتين، وصدر مكشوف براق، وتضع في شعرها الكثير من الإكسسوارات الملونة، التي كنت أراها وأنا طفلة مميزة ورائعة، .........

(( وتسيل دمعة من عينها................. حتى أذنيها، فتمسح دمعتها، لتنزل الدمعة التالية...................))

وكان والدي في كل مرة يشتري لي الأيس كريم، والحلويات، ويطلب مني أن لا أخبر والدتي، عن أي شيء.....

وتكمل: وبمجرد عودتنا للمنزل، كان يلاطف والدتي ويكيل لها الكلمات الحلوة الكاذبة، كلمات يخدعها بها، لكي لا تشعر بما يفعله في الخفاء، ......... ولكنه يدعي المرض كثيرا، كنت أراها وهي تتقرب إليه، وهو يصدها بحجة المرض، والدتي المغفلة تسأله: (( شو فيك ...؟؟ أخاف عين صكتك يا الغالي، .... خل أبو سعيد الإمام يقرا عليك......))

كنت أشعر بالقهر، والظلم، ............. وبأني مجرمة لأني أشارك والدي في خداع والدتي، .......... لم أكن قادرة على أن أخبرها بأي شيء، .... كنت أخاف عليها، ....... لم أخف منه قط، ولم أشعر يوما بأن علي أن أكتم سره لأجله، بل لأجل والدتي، .......

أشعر يوميا بالإختناق كلما تذكرت كيف كان يعاملها، ....... بسطحية ولا مبالاة، بينما يتعامل مع الأخرى، بطريقة مختلفة تماما، إنه يصبح خاتما، بل خادما تحت قدميها........!!!

كان يذهب للأخرى محملا بالهدايا والعطايا، بينما يدعي الإفلاس عند والدتي ويحاسبها على المصروف، ...... مما اضطر والدتي لإكمال دراستها لتعمل وتساعده في المسؤولية،،،،،،،،

كرهته كثيرا وكرهت ضعف والدتي وغباءها، ولازلت أتساءل حتى اليوم، كيف لم تشعر به، لقد استمر على ذلك سنوات ............. صحيح أنه توقف بعد ذلك عن اصطحابي معه، لكني كنت أشعر به عندما يزورها يبدو عليه الإنتعاش...!!!

كم مرة اصطحبك والدك لزيارة تلك المرأة..........؟؟

- أأأأأأوه، كثيرا، كان يزورها يوميا على ما أعتقد، لكنه يأخذني بين يوم وآخر، .....

- استغرب أن يقوم والدك باصطحابك لزيارة امرأة غريبة، بينما ينام معها في الغرفة ويستبقيك أمام التلفاز....!!

- نعم أنا أيضا عندما أفكر في الأمر أستغرب، ........ الآن بشكل خاص، بعد أن كبرت، بدأت أستغرب الأمر أكثر...... لكن والدتي كانت تلح عليه أن يأخذني معه، كان يقول لها سأزور الحلاق، لكنها تصر على أن يصحبني معه، ...... لا أفهم لماذا ........ وفجأة توقفت عن ذلك .........

هذه العبارات، جعلتني أعتقد اعتقادا راسخا، أن الأم لا بد من أنها تعلم شيئا، فإصرارها على مرافقة ابنتها لزوجها، يدل على أنها كانت تشك به، ....... لكن لماذا ....... هل لمست منه الخيانة........؟؟؟

وقمت ياستدعاء الأم من جديد،..........

- كيف حالك......... ؟؟

- متعبة، لقد عدت لدور الأم، إني أعتني بحفيدتي خلال هذه الفترة، وتعلمين كم يتطب الأمر من وقت وجهد، وأنا في هذا العمر....... لكني سعيدة بها، فقد ملأت علي حياتي........ وشغلت لي وقتي......... كيف حال باربي معك، هل حدثت أية تطورات.........؟؟!!

- هناك الكثير من التطورات، ......... لكن الأمر الآن أصبح يخصك أنت..........

نظرت إلي باستغراب: أنا، ........ هل تقصدين أنه علي أن أشارك في تغييرها، لقد حاولت كثيرا في السابق.........

قاطعتها: لا أبدا، ......... لكن الأمر يتعلق بالماضي.......... أريد أن أسألك عدة أسألة، وأن تجيبي عليها بصراحة مهما كانت خاصة، لأن الأمر يتعلق بصحة ابنتك النفسية............

- نعم......... إني مصغية.........

- هل عانيت من مشاكل مع زوجك في الماضي..............؟؟

_ مشاكل من أي نوع.......

- أقصد علاقات .... مع نساء..............

تغير وجهها ، وبدا عليها الإستياء، وابتلعت ريقها........... ثم قالت: لا، فزوجي إنسان محترم ويخاف الله، ......... لكن لماذا تسألين.......؟؟ وماعلاقة هذا الأمر باربي، ... ........لقد كنت أجنبها طوال الوقت أي خلاف ينشأ بيني وبين والدها.........

- هل أنت متأكدة، أن زوجك لم يكن على علاقة بامرأة غيرك..............

ترددت ثم قالت: نعم متأكدة.............

- إذا لماذا كنت تصرين على أن ترافق باربي والدها عند خروجه............... هل كنت تشكين به.............

- لا ولكني كنت أحب أن أجعلها قريبة من والدها...........

- بل كنت تشكين به، .......... هل كنت تعلمين بأن زوجك كان على علاقة بامرأة اسمها دلال.........

امتقع لون وجهها، وبدت محرجة، وصارت تنظر إلي كمن اخترقت سور منزلها عنوة........ : زوجي لم يكن على علاقة بأي امرأة ..... أقصد لم يكن له علاقات محرمة...........

ثم اطرقت تفكر، واستسلمت أخيرا وقالت: كيف علمت باربي عن دلال...........؟؟

- وماذا تعلمين أنت عنها..........؟؟ هل كنت تعلمين............؟؟

- نعم، ........... كنت أعلم............... ولكن أرجوك أخبريني كيف علمت باربي عن حكاية دلال،...........

وبدأت أحكي لها ما قالته لي باربي عن حكاية اصطحاب والدها لها لزيارة دلال.



ماذا أقول لك عن دلال، ....... إنها ذكرى تعيسة شائكة لا أحب أن أتذكرها،أو أستعيد آلامها....... رغم أن هذه الحادثة هي التي جعلت مني شخصية نسائية جديدة، وقلبت حياتي وطورت أفكاري،....... لكني لا زلت أكره أن أتذكر أيامها،

إن ما سأسرده لك، سيثير استغرابك وقد يجعلك تستنكرين كلامي، وقد لا تصدقين أن هناك رجل يمكن أن يفعل بزوجته التي ضحت من أجله ما فعله زوجي بي، ...........

كنا أنا وهو زوجين عاشقين، وكان كلما اجتمعنا مع الآخرين يمطرني بالإهتمام والكلام المعسول، حتى بات قصة حبنا مضرب الأمثال، وصارت النسوة يحسدني عليه، ويسألني كيف استطعت أن حافظ على حبه لي كل تلك السنوات، في البداية لم أكن أعلم أن لديه مشكلة في الإنجاب، كان يصر على أن المشكلة تخصني وحدي، مما جعلني أدخل الكثير من العمليات الجراحية للعلاج، فيما كان الأطباء يؤكدون أنه ليست لدي موانع كبيرة للإنجاب، ...... المهم أنه في النهاية رزقنا الله باربي................ وبعد ولادتها استمر الحب مشتعلا بيننا ........ واستمرت حكاية حبنا تثير الإستغراب،

كانت كل قريباتي يحذرني من أن يفكر في الزواج من أخرى بهدف الإنجاب، وعندما أفاتحه في الأمر يقول لي لا يمكن أنت عندي بالدنيا، أنت حياتي وروحي,,,,,,,,,, وكلام كثير يجعلني أثق به ثقة عمياء..........

وبعد عدة سنوات، بدأت أشعر بتغيره نحوي، و قلة رغبته بي، وأصبح يتحج كثيرا للخروج، وبدأت أشك به بفراسة الأنثى، وصرت أبحث عن شيء يجيب على تساؤلاتي، وجدت في شنطة السيارة حقيبة سوداء مغلقة برقم سري، لكني فتحتها، لأجد فيها عقد زواجه من دلال.................. وكان يوم انهياري، ولا أستطيع أن أصف لك ما أصابني في تلك اللحظات، فقد كان الأمر بالنسبة لي كالكارثة، كالمصيبة، شيء لا يصدق......

أخذت عقد الزواج، واجهته به، .............بينما كنت أبكي وأصرخ، لكن باربي في ذلك اليوم كانت في بيت أختي،......


سألته لماذا تزوج علي، لماذا فعل بي ما فعل، لماذا غدر بي هكذا...........؟؟

كان مذهولا ومرعوبا، فلم يكن يتخيل أني قد أكشفه، وبدأ يرجوني أن أهدأ، وصار يتحدث عن الأمر بطريقة مضحكة، فمرة يقول لم أتزوج إنها مزحة، ومرة يقول إنها نزوة، ومرة يقول تزوج بحثا عن الإنجاب، ............

وبقينا نتناقش في الأمر حتى الصباح، ......... وقلت له أني لن أبقى على ذمته، وأرغب في الإنفصال، ولكنه كما اعتاد دائما، قال لي: أحبك ولا غنى لي عنك، وهذه الإنسانة تزوجتها من أجل الإنجاب، وأنه حقه ولا حق لي في رفض الأمر، وأني حبه الأول والأخير، وأنه لا يذهب لها أبدا، وأنه يقرفها ولا يحبها، ......... وأنها لا تساوي شيء، وبشعة وكلام كثير كثير.............. جعلني أهدأ وأطمئن وأصدق، ........... تخيلي صدقته............

صدقته لأنه تزوجها سرا، وأبقاها سرا، وكان يخشى جدا من افتضاح أمره، لدى عائلته، ورجاني أن أكتم الأمر، حتى يحسم العلاقة، ......

سألتها: كيف تزوج منها لينجب، وأنت تقولين إنه عاجز...............؟؟

قالت: في البداية لم أكن أعلم عن عجزه ، هو كان يعلم وأخفى الأمر عني،......... كان عاجزا تماما، بينما كنت قادرة بنسبة 70% على الإنجاب الطبيعي.......... لكنه خدعني وجعلني أعتقد أنه بخير، وأني أنا المريضة تخيلي.......!!!

واشترطت عليه أن يعدل بيني وبينها في المبيت، حتى يحسم أمره، فوافق، لكني لا حظت أنه حينما يكون عندها لا أراه أبدا، وعندما يكون يومي يكثر الخروج، فصرت أصر على أن لا يخرج إلا وباربي معه، لكي لا تسول له نفسه بزيارتها، لم أكن أعلم أن حتى وجود باربي معه لن يمنعه من زيارة حبيبة قلبه دلال...............

_ لكن كيف وافقت دلال على الزواج في السر............؟؟

_ دلال يا أستاذة، إنسانة مسكينة، نشأت في أسرة مفكة، والدها توفي باكرا، والدتها كانت سيئة السمعة، ولها أخ مدمن طوال السنة مسجون بسبب السرقات، التي يقوم بها، ............ تزوجت في سن مبكرة من رجل في سن جدها استمتع بها لعدة أشهر ثم أجبره أولاده أن يطلقها، وبعد ذلك تزوجت من رجل كان يضربها ويهينها وكان سببا في إجهاضها حملها، ثم طلقتها المحكمة منه، وزوجي كان زوجها الثالث، ............ أي أنها كانت مستعدة لأية تنازلات لكي تحيا حياة كريمة بعيدا عن حياة والدتها المهينة.......

المهم أني اتفقت مع زوجي أن تبقى سرا في حياته، إلى أن تنجب، وإلا فسيطلقها، ......... لكنه كان خائفا طوال الوقت من اكتشاف أمره، كان يخجل من أن يواجه بها المجتمع، ....... لأنها لا ترقى لمستوى عوائلنا..........

- ولماذا حفظت أنت سره..........؟؟

- لم يكن أمامي من خيار آخر، أبدا، لأنها لو خرجت للمجتع فسوف تأخذ حقها كاملا، ستدخل العائلة وتأخذ مكاني هناك، وتزرع نفسها بينهم، فكرت أن علي أن أتركهها هكذا في الظلام، ....... لكي لا تتسبب في انهياري أمام الآخرين، ماذا سيقول عني الناس، كم امرأة ستشمت بي،........ كنت محصورة في زاوية لم أتمكن من الخروج بحل أفضل.

إن زواجه من دلال، جعلني أصر على معاودة المحاولة للإنجاب، ......... وبدأت من جديد في رحلة العذاب، ومنها اكتشفت، أن زوجي أجرى بعد ولادتي لباربي عملية جراحية خطيرة في كيس الصفن، وأنه بعد هذه العملية أصبح غير قادر على الإنجاب من جديد، بسبب تدهور حالته الصحية، وانعدام معدل النشاط والحياة في حيواناته المنوية، ............

وهل أجرى العملية بدون علمك..........؟؟

كنت أعلم وكنت أزوره في المستشفى، لكنه أخبرني أنها عملية فتاق.............!!!

لم أفهم الأمر، كيف وأنت تقولين إنه منذ البداية لم يكن قادرا.........؟؟

لم أقل ذلك، في البداية كان مثلي كان لديه قدرة ضعيفة على الإنجاب عن طريق التلقيح، لكنه بعد العملية أصبح عاجزا نهائيا، وعلى ما يبدو فقد أجراها بهدف زيادة فرصته في الإنجاب لكنه حصل على نتيجة عكسية........

وتكمل كلامها: أصابتني هذه الحقيقة بصدمة، فإن كان لا ينجب، ويعلم أنه لم يعد قادرا على الإنجاب، إذا لماذا تزوج من دلال....؟؟؟، واجهته بالحقيقة، ................. ولم يستطع أن ينكر هذه المرة، .......... واعترف لي بالسبب الذي دفعه للزواج بها، .......... السبب الذي هز كياني تماما...........

ماذا قال لك..؟؟

(( نظر إلي برود شديد، وقال: اشتهيتها، .......... هكذا فقط....!!!

تخيلي، يتزوج من امرأة أخرى وهو يعلم أن الأمر قد يسبب الدمار لحياتنا، ويقول فعل ذلك لأنه اشتهاها، أوَ كل شيء نشتهيه نقتنيه...... شعرت بمدى سخفه، وشعرت أني لا شيء في حياته، وأنه لا يقدرني، وكان يخدعني طوال الوقت.......!!!

ولم أجد ما أرد به عليه سوى سؤال واحد.......؟؟

لماذا اشتهيتها، ما الذي وجدته فيها ولم تجده عندي، .........؟؟

فقال: كل شيء، ......... أنت مميزة في نظري وجميلة وأحبك، لكنها مختلفة عنك، ..... في كل شي، أردت أن أتذوق طبقا مختلفا من الفاكهة، ......... لم أقصد أن أهينك، لكني رجل واشتهيت التغيير.......!!!

دار بيني وبينه حديث طويل حول الأمر، .... كل ما سمعته منه حطم فؤادي، وأذلني، ........ وقررت أن أطلب الطلاق، ...... وأصرت على طلبي، وهددته أني سأفضح أمر زواجه، ....... لكنه وعدني أن يطلقها، وطلب مني أن أعطيه مهلة لكي يرتب وضعه معها..........

في هذه الفترة عملت المستحيل لكي أراها، وصرت أراقبه، ... ورأيته بأم عيني وهو يتأبط ذراعها ويشدها إليه، ويتمشى معها، ويأخذها لأماكن جميلة لكن حيث لا يراهما أحد، ورأيت زينتها واهتمامها بنفسها، وطريقة لبسها، ولعلمك أني قبل الزواج كنت أفضل منها في كل شيء، لكني منذ تزوجت أصبحت نسخة من أمه، فقد كان غيورا، هو الذي منعني من التبرج حتى في المنزل، ومنعني من كل ما كنت أفعله أيام الشباب، وصنع مني عجوزا متخلفة، ...... كنت ألبس وأهتم بنفسي فأنا إنسانة متعلمة، لكني اعتقدت أن رضاه فوق كل شي، وأنه ما دام يعجبه أن أصبح هكذا، فسأصبح، لكني حينما رأيتها وحينما رأيت تعبه النفسي ومعاناته قبل أن يقدم على طلاقها، فهمت أي شيء فعلته بنفسي للأسف، ........ ومن أكون في حياته، ........

لقد أصيب بعد أن طلقها بحالة اكتئاب شديدة، وكان يجمع أخبارها أول بأول، وكاد يموت عندما علم بنبأ زواجها من آخر، ........ وأصبح معي قاسيا متبلدا، تعيسا، كرهته، وكرهت تلك الأيام.

حملني مسؤولية طلاقها، مع أني لم أطلب منه أن يطلقها، بل طلبت أن يطلقني أنا، لكنه اختار أن يطلقها خوفا من عائلته، ولأنه يعلم أن علاقتهما بلا مستقبل، ......... بعد هذه الحادثة قررت أن أتغير، وأن أعتمد على نفسي، وأن أصبح شخصية جديدة وأكملت تعليمي وتوظفت، واهتممت بنفسي، وكما ترين من يراني يعتقد أني أصغر سنا مما أنا عليه في الحقيقة.


مررت بكل هذا ولم تخبري أحدا.........؟؟

لم يكن لدي الجرأة لأواجه الناس بالحقيقة، زوجي تزوج علي، كيف، يتزوج علي وأنا لا أترك مناسبة إلا وأتحدث فيها عن حبه وهيامه وعشقه لي، كيف وكل الناس تعتقد أننا زوجان مثاليان، لم أستطع أن أضع نفسي في هذا الموقف، لا يمكن، لن أحتمل الشماتة ونظرات الشفقة من الأخريات، حتى أقرب الناس لي أختي لم أخبرها بالأمر...!!

لكنك تقولين بأن باربي تعلم جزءا من الحقيقة، إنها لا تعلم أنها كانت زوجة والدها , هي تعتقد أنها عشيقته، ......... لم أتصور يوما أن يبلغ به الحد إلى جر ابنته لهكذا موقف، .... ألهذه الدرجة كان عاجزا عن فراقها، .....

لا أريد أن أتذكر، لقد كانت أياما تعيسة مرت بسلام، .... وطويتها وسامحته فقد عاد محبا، ومتيما بي، وها نحن نقضي حياتنا في السفر والتنزه معا، ولا يطيق فراقي، ......

إذا فأنت مدانة لباربي باعتراف، عليك أن تخبريها بكل ما حدثتني به، فذلك هو علاجها، عليها أن تعلم أن الأمر لم يجري بسبب غفلتك، وأنك كنت على علم بكل ما يحدث، رجاء حاولي أن تخفي عنها موضوع كذبه عليك فهذالأمر سيزيد حالتها سوءا،


وحددنا يوما للمصارحة بينها وبين والدتها، ..........

جلست باربي في مواجهة مع والدتها التي بدأت بالحديث: لم أتصور أنك تخفين عني أمرا مهما كهذا، كنت أتوقع أنك ستخبريني حينما تعلمين بأن والدك يحاول خيانتي، لكن المفاجأة التي لم تخطر لك على بال، أني كنت مطلعة على كل شي، دلال، هي زوجة والدك الثانية تزوجها بعد أن استأذن مني، ولحقه في أن ينجب المزيد من الأبناء لكنه لم يستطع الإستمرار معها فقد كان يحبني كثيرا وتخلى عنها سريعا،....................... إلخ.

هل تقولين الحقيقة، أم أنكما اتفقتما على خداعي.......

- بل أقول الحقيقة، سأسرد لك تفاصيل كثيرة لا تعرفينها، ............

وبدأتا تتحدثان، بينما خرجت من الغرفة، وعندما عدت، كانت باربي تبكي منهارة، والدتها تحتضنها،

- ما سبب كل هذا البكاء.........

أجابت والدتها بحيرة: لا أعلم، لقد انهارت فجأة وبدأت تبكي كما ترين..........؟؟

- ما بك يا باربي.........؟؟
- لا شيء، أريد أن أرحل.......... أخذت حقيبتها الملونة، وشدت شيلتها المزركشة ( غطاء شعرها ) من على الكرسي، وهمت بالخروج...........


خرجت باربي من المكتب، دون أية كلمة، بينما اسمترت والدتها بزيارتي،

- لا تزورني مطلقا، ......... حتى إنها لا تتصل لتسأل عن طفلتها...... لا أعرف ماذا أفعل أو كيف أتصر ف معها،

- هل حاولت زيارتها........

- لا، مترددة، إني أتصل بها يوميا لكنها تتجاهل اتصالي،

- لا مشكلة اتركيها براحتها هي بحاجة لفترة من الهدوء لتراجع ذاتها، وتستعيد توازنها، اتركيها ولا تضغطي عليها خلال هذه الفترة.

وبعد ما يقارب الشهر تقريبا حسبما أذكر، اتصلت أخيرا بي، .......
كان صوتها أكثر نضجا، وأسلوبها في الحديث أكثر وعيا،
- كيف حالك أستاذة،
- بخير ولله الحمد، كيف حالك أنت...؟
- جيدة، .... الحمد لله،
- هل أستطيع التحدث معك الآن........
- طبعا تفضلي
- هل تعتقدين أني الغافلة، المغفلة.........
- لا أبدا، لم تقولين هذا..
- أشعر أن والدي والدتي خدعاني، أشعر أني ضحيتهما......... هذا ما كنت أفكر فيه طوال الوقت.
- وكيف ......... اشرحي لي،
- لا تحتاجين لشرحي أنت تعلمين، كيف خدعاني، فوالدي استغلني، والدتي أخفت عني..........
وصارت تبكي بهمسات صغيرة متقطعة: هل تعلمين، أشعر أني أهدرت حياتي في لا شيء.........

قبل أن أزورك كنت سعيدة واثقة بنفسي، كنت أعرف ما أريد، حتى ولو كنت على خطأ كما تروني، لكني على الأقل كنت أعرف من أنا وماذا أريد، أما الآن لم أعد أعرف أي شيء عن نفسي........ أشعر بأني تائهة، ممزقة، لا أفهم نفسي، وقواي خائرة......... ( وبكت من جديد)
أريد أن أعرف من أنا من أكون...............
- أنت ضائعة لأنك اليوم بلا هدف، في الماضي كنت تعيشين لهدف ما، وكنت تشعرين بالتقدير والثفة لأنك تحققين ما تسعين له، على الرغم من أن هدفك لم يكن نبيلا حقيقة لكنه كان هدفا، اليوم بعد أن رأيت بنفسك كيف انهار هدفك وكل مبراته وكل دوافعه، لم يعد لديك ما تسعين لأجله..........
- نعم هذا هو ما أشعر به، بأني بلا هدف، أشعر بالضياع..........

- وهذه مؤشرات الشفاء عزيزتي، ..........
- كيف..........
- لو كان هدفك يستحق العناء لو كان جادا، لو كان إنسانيا، لما انهار عندما بزغت شمس الحقيقة، لكن هدفك كان شيطانيا مرضيا، لهذا انتهى، .......... أنت كإنسانة من الله عليها بالكثيرمن النعم، يجب أن تستثمر ذاتها وكل طاقتها فيما هو أسمى وأرقى من ملاحقة العابثين، ..... أتركي الخلق للخالق.
أنت لديك مهمة أكبر، لديك واجب أجمل، لديك طفلة هي أشد حاجة لك من حاجتها لوالدتك، فلا شي في الدنيا يعوضها عن حنانك، وصدقيني أنك ستستقرين نفسيا عندما تحتضنيها يوميا فشعورك نحوها سيعالج جزءا كبيرا من فراغك العاطفي.........
لديك عزيزتي زوجك أيضا، ......... إنه هدف سام ٍ جدا أن تسعديه وتسعدي نفسك به، ......هو أولى بالإستمتاع بمفاتنك التي من الله بها عليك، ...... أليس خسارة كبيرة أن تفني كل هذا الجمال في ملاحقة من لا يسوى ولا يستحق...........

أنظري لنفسك يا باربي، أنت شخصية ذكية جدا، ويعجبني فيك كل شيء إلا عقدتك، أجدك امرأة مميزة، يمكنك أن تكوني أفضل النساء...........

ولا تفكري في أن كل امرأة تعتني بيتها وأطفالها وزوجها هي غافلة، .......... بل بالعكس، الغافلة غافلة حتى وهي خائنة، ......... والواعية واعية حتى وهي مؤمنة،........ الوعي عزيزتي نعمة، ........إلخ،

قاطعني صمتها التام، حتى اعتقدت أنها أقفلت الخط، .......: باربي، ...... هل أنت معي،
جاءني صوتها مبحوحا مشروخا: نعم.......... لقد تذكرت طفلتي......... وأجهش صوتها معبرا عن بكاء مرير،
لا أعرف متى آخر مرة رأيتها فيها، كم أحتاج لها، أشعر بحاجة ماسة لاحتضانها، أريد أن أعوضها ........ عن أيام غفلتي عنها، لقد كنت غافلة بحق، ........ لا أعرف كيف لم أرَ من قبل كل هذا، ..... طوال الأيام الماضية كنت أفكر في نفسي، لم أفكر فيما فعلته بها، وبزوجي،.........
- هل تعتقدين أني بحاجة لجلسات إضافية........؟؟
- أنت تحددين ذلك، إن رغبت فمكتبي مفتوح لك، في أي وقت، .......

وبعد ساعتين فقط، اتصلت والدة باربي: لن تصدقي ما حدث، جاءت باربي، وأخذت طفلتها، إني قلقة عليها، أخشى أن تفعل بها شيء، قد تؤذيها.......
- لا لن تؤذها، فقد اتصلت بي، و......................

- الحمد لله، لكني سأشتاق للطفلة، وبكت الجدة، ...... سأشتاق لها كثيرا.........
- لا بأس، اتركيها الآن وبعد فترة سيصبح بإمكانك زيارة الطفلة وباربي في أي وقت تشائين، فقط اتركيها وحدها هذه الأيام.
69
19K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ريم الريم 20002
ريم الريم 20002
رووووعه

هم بعد انا بصير باربي خخخخخخخ
أم ري 1405
أم ري 1405
قصه روووووووووووووووعه
يعطيك العافيه
كان عندك هم
كان عندك هم
قصه رائعه جداً
سلمت يداك
arab_rose
arab_rose
سبحان الله .. هالحياة مليئة بالقصص الغريبة والبشر ابطالها
اذا خلت حياة الانسان من مخافة الله والاهداف النبيلة يفعل الكثير والمؤلم
حمانا الله واياكم وسدد خطانا للحق والصواب
وما دام الانسان في طاعة الله فلن يخشَ ان يصيبه اي مكروه ... قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون
فعلا .. دع الخلق للخالق ودع الرزق للرازق
جزاك الله كل خير وبارك فيك على نقل القصة والعبرة منها
لاتغرك ضحكتي2050
أستغفرالله