وجنيت ثمار صبري

حدث ذات يوم أن كلفت بعمل في مكان ما , في ذلك المكان التقيت انسانة لا أدري

لماذا , و على مدى ثلاثة أسابيع شعرت بأنها لا تحبني و تضمر لي العداء, فتصرفها

و تعاملها معي كانا يوحيان لي بذلك , فجلست يوما في غرفتي أحدث نفسي : كيف

لي أن أغير معاملتها لي؟ و هل أنا السبب في تلك المعاملة؟ و دعوت الله جاهدة

أن ينير لي بصيرتي و يعينني على كسب ودها, خاصة أننا نعمل معا , و عدم التآلف

يبننا يؤثر في عطائنا.

و في لحظة بلغ الحزن بي مبلغه بسبب ما كنت ألقاه من زميلة العمل و جفائها أو

عداوتها , أمسكت بالقرآن الكريم و فتحته فوقعت عيناي على قوله تعالى

((ادفع بالتي هي أحسن فاذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم)) *فصلت:34*

بكيت بعد قراءتي لهذه الآية التي شعرت بأنها رسالة من رب العباد تنير لي الدرب

وأيقنت بها , ثم تذكرت على الفور قول رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه :

(( المؤمن الذي يخالط الناس و يصبر على أذاهم أفضل من الؤمن الذي لا يخالط
الناس ولا يصبر على أذاهم ))

و أيضا قوله صلوات الله و سلامه عليه : (( أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه))
و شددت العزم منذ تلك اللحظة على معاملتها بالاحسان و عدم رد الاساءة و عسى

ذلك يفيد في تحسن العلاقة بيننا , وجدتني ألتمس لها الأعذار في عدم ردها على

حينما كنت أستقبلها بالتحية

و تدوم الأيام , و اجني ثمار صبري حينما وجدتها يوما تستقبلنب بالتحية و تصافحني

بحرارة لتقول : سامحيني يا أختاه فلقد كنت قاسية معك , واعلمي بأنني أحبك في الله

لصبرك و طيب مقالك و حسن صنيعك معي .






*******منقول من مجلة النور ********



و الله المستعان