وحدها المرأة تدفع ثمنه.. الطلاق

ظاهرة جديدة أخذت تنخر داخل مجتمعاتنا التى تصطبغ بنزعة ذكورية قوية والتى تعطي الرجل الحق فى تحديد مصير حواء ، ليكون الآمر الناهى الذي بإمكانه إشهار سلاح الطلاق فى وجه زوجته حين يشاء ، ليبقي السؤال من يضمن حقوق آلاف المطلقات اللآتي مازلن في ريعان صباهن ؟

طلاق وظلم واقع على المرأة
-------------------------

وفى إحصاء للجنة التنمية البشرية في مجلس الشوري أكد أن مصر تشهد وقوع نحو 6حالات طلاق كل ساعة ، وأن هناك مماطلة في حصول المرأة الطلقة علي حقوقها ، خصوصاً النفقة بسبب تعنت بعض الرجال وشهوتهم في الكيد لزوجاتهم .

وطالبت اللجنة كما ذكرت جريدة " الراية " بتعديل قانون الأحوال الشخصية والنص علي عقوبة حبس الزوج بعد مهلة شهر واحد فقط إذا لم يسدد النفقة ، أو منعه من السفر.

وبينت اللجنة أن الإحصاء الأخير للجهاز المركزي للمحاسبات أظهر وقوع نحو 60 ألف حالة طلاق في العام 2006 فقط ، ما ينعكس بشكل سلبي علي أوضاع الأسر المصرية وأبنائها.


ولم يقتصر الأمر على مصر فقط ولكن هناك حكايات وحكايات من جميع الدول العربية توضح مأساة واحدة وهى عدم نيل المرأة حقوقها فى المجتمع وعدم الحصول على المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة .

شكوك واختلال نفسي
--------------------

بمرارة شديدة تحكي " سارة " 23 سنة قصة طلاقها قائلة : " تزوجت بعد إنهائي للسنة الأولى في الجامعة ، كان أهلي سعداء جداً بهذا الزواج ، ولكن بعد الزواج وبعد عودتنا من شهر العسل بدأت ألحظ عليه تصرفات غريبة ، فهو يمنعني من الخروج إلا للضرورة القصوى وحتى عند ذهابي لأهلي كان يتصل كل فترة ليتأكد من وجودي هناك ، ويمنعني حتى من الخروج معهم إلى أي مكان ، ورغم أنني حاولت أن أجاريه وأطيعه في كل ما يريد ، إلا أنه استمر في شكه وحرصه غير الطبيعي، حتى وصل به الأمر لأن يغلق نوافذ المنزل بالمفتاح بحجة أنه لا يريد الغبار، لكني فهمت أنه يخشى أن أطل منها "
وتضيف سارة : " ذات مرة عندما خرج زوجي ، صادف أن مرت والدتي قرب منزلي وأرادت زيارتي ، فلما أردت فتح الباب لها ، اكتشفت أنه مقفول بالمفتاح، فاكتشفت أنه يقفل علي حتى الأبواب ، وتعللت لأمي بأن المفتاح ضائع ، وما أن عاد حتى صارحته بما اكتشفته وأنا أبكي ، ففوجئت به يضربني كالمجنون، وعلمت عندها أنه إنسان غير طبيعي ، فأسرعت بالاتصال على أهلي الذين أتوا مسرعين لينقذوني منه، رغم هيجانه الشديد ، وعندما أنهرت تماماً وصارحتهم بكل شيء منذ البداية.. فما كان منهم إلا سارعوا بإنهاء إجراءاتي والتفاهم مع أهله حتى طلقني .

هناك أيضاً فئة من المطلقات تختلف معاناتهن ، حيث أنهن لم يعشن تجربة الزواج أساساً ، وانتهي الزواج بهن عند مرحلة عقد القران ، لتصبح المحطة الأخيرة قبل الانضمام إلى قائمة المطلقات

شكلي لم يعجبه
-------------

تقول السعودية "ن.ز" كما ذكرت جريدة "الوطن" : " تم عقد قراني على رجل متزوج لم يطلب أن يراني النظرة الشرعية ، ولم يطلب حتى صورة لي، وكنت متخوفة أن يرفض شكلي كوني سمراء، ليلة عقد القران تفاجئت به شارد الذهن ، دار في رأسي وقتها كثير من الأسئلة منها: هل أنا لم أعجبه؟ ، في اليوم الثاني من عقد الزواج قمت بدعوته إلى الغداء، وجاء ولكن طوال جلوسه كانت عينه في الأرض، ولم يتحدث معي بأي كلمة، بعد ذلك خرج ولم يعد يتواصل معي نهائيا، ثم أرسل رسالة يطلب مني الانفصال لأن شكلي لم يرق له، و أنه توقع أن شكلي أجمل، فطلقت منه، بعدها أصبحت مطلقة ولكن لم أتزوج، بعد ذلك لم يتقدم لخطبتي أحد إلى الآن".

حالة نفسية سيئة
--------------

وتؤكد الاختصاصية الاجتماعية ندى العمودي : " أن واقع الفتيات والسيدات اللاتي لم يكملن تجاربهن الزوجية تلقي بأعباء نفسية ضاغطة عليهن تؤثر على سلوكهن الاجتماعي، خصوصا إذا ما كان هناك تشدد من قبل أسرهن في المراقبة والمتابعة".

وتضيف العمودي " مطلوب من هؤلاء التكيف مع الواقع الجديد ، بأمل في استعادة ما فقدنه من تجربة عابرة في حياتهن، دون أن يتوقفن عندها كثيرا، فالحياة أمامهن، ويمكن أن يتغلبن على وضع الطلاق، بالنظر إلى أنهن ما زلن عازبات ومؤهلات لزواج آخر، ربما يكون فيه الخير لهن، فهذا الأمر في النهاية قسمة ونصيب، ولا علاقة له بتجربة استثنائية كهذه ".
وأكدت على "أن عدم صمود المطلقات واستسلامهن للهواجس وسد أبواب الأمل يجعلهن مصدر خطر على أنفسهن وعلى المجتمع، بما يمكن أن يتولد من أحقاد تتسبب في إلحاق الضرر بغيرهن ، ومطلوب من الآخرين التعامل بشكل اعتيادي معهن، وعدم إشعارهن بأنهن مثل القنابل الموقوتة يمكن أن يتسببن في مشاكل في أي لحظة".

وبعد إصدار قانون الخلع اعتقد البعض أنه الحل السحري لجميع مشاكل حواء ولكن بحثاً ميدانياً لمركز قضايا المرأة أشار إلى أن التغيرات التي شملت قانون الأحوال الشخصية بما فيه مادة الخلع وإصدار قانون محاكم الأسرة ليس هو الحل الأمثل لمشاكل ومعاناة المرأة.