
القرآن الكريم منهج الحياة ونور القلوب...
من تمســك به واتخذه صاحباً صلحت سريرته
وصغرت الدنيا في عينه وهانت عليه الشدائد ....!
حين أستمع أحياناً إلى بعض الآيات من أحد القراء...أشعر وكأنها رسالة موجهة لي
لموقف معين أمر به..فأكررها لنفسي تذكيراً لها . ..
***
آية أثرت بي ...
في أحد المرات وأنا أقرأ سورة طه ..
وصلت الى قوله تعالى:
( وخشـــعت الأصوات للرحمن فلاتســمع إلا همساً)
وكأنني أقرأها لأول مرة ، وكأنها لم تمر عليّ من قبل ..
ربما أنني لم أقف عندها موقف المتأمل ...
لكنها شدتني هذه المرة إليها فانتبهت !
أقشعر بدني ودمعت عيناي وشعرت بغصة ..
وأنا أتخيل هذا الموقف العظيم..
كل المخلوقات في أرض المحشر يعلوها الصمت ..
إلا همساً ..!!
فياله من يوم عظيم يشعر فيه الإنسان بمدى ضعفه وفقره
وخوفه وخشيته .. !!
يشعر بحاجته إلى رحمة خالقه وعفوه ليبسط الأمان على قلبه
في ذلك الموقف الذي يقرع على الأفئدة ..
ويذهل الإنسان عن نفسه !! ...
بكيت كثيراً حينها وناشدت الله أن يرحمني..
من هول تلكم الساعات!!
وأن يرزقني الطمأنينة والسكينة .
***
وذهبت الى تفسيرها فإذا هي :
خشعت الأصوات : أي سكنت أصوات الخلائق للرحمن ..
فوصف الأصوات بالخشوع ...
أي خضع الجميع لربهم...
فلا تسمع لناطق منهم منطقا إلا من أذن له الرحمن
ورضي له قولاً .
***
تفسير آخر :
يوم القيامة ينتشر الناس فيدعوهم الداعي :
هلموا الى أرض المحشر فلا يميلون عن صوته يمنة ولا يسرة
وهو معنى لا عوج له .
وقوله تعالى : { وخشعت الأصوات للرحمن }
أي ذلت وسكنت
{ فلا تسمع إلا همسا } وهو صوت خفي كأصوات خفاف الإبل إذا مشت
وقوله تعالى :
{ يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا }
أي يخبر تعالى انهم يوم جمعهم للمحشر لفصل القضاء
لا تنفع شفاعة أحد أحدا إلا من أذن له الرحمن في الشفاعة ،
ورضى له قولا أي وكان المشفوع فيه من أهل التوحيد
يؤمن أن لا إله إلا الله.
***
اللهم اجعلنا ممن تنفع الشفاعة لهم برحمتك و بحق القرآن
تعبير مؤثر. وكلمات خاشعة تدل على عمق الشعور الإيماني
أجدت توصيل مشاعرك ياغالية
فشاركناك الشعور
ومن لطف الله بنا ان تقرع آيات ما على قلوبنا فتنبهنا
وتشدنا إليها وتؤثر في حياتنا
جعلنا الله وإياكم ممن يشمله لطف الله وعطفه ورحمته
في الموقف العظيم .
بارك الله بك وجزاك خيراً .