وداعاً أيتها العصافير ( فعالية احلام نجمة )

الأدب النبطي والفصيح

أن احلامي اصبحت معلقة بخيوط واهية في سماء مفتوحة من التوقعات الخاطئة والخيبات المتواصلة
وادعو الله لأن امتلك الشجاعة يوماً ما لاقطع تلك الخيوط الرمادية ، دون أن يأكلني الندم فيما بعد ..
لا استطيع التحدث عنها كثيرا ،أو حتى الاشارة اليها دون أن أعوم في محيط هلامي بالكاد استطيع التحرك فيه ،
لاجل ان اوصل فكرة مفهومة عنها!!
لقد احلامي تحولت من منافذ وردية لروحي التواقة دوماً للطيران في أرجاء هذا الكون الفسيح ،
ولقلبي الذي يحب أن يغامر ويرى الجمال الكامن في كل نقطة ماء وفي كل ذرة هواء على هذه الارض ،
إلى أوراق متغضنة منكمشة بين يدي قبضة وحشاً مدمر ، وحشاً له احياناً هيئة بشر ،
واحياناً لا هيئة له سوى شعوراً بضيق خفي يحيط بك من كل جانب ،
ويعصرك متى ما أراد ذلك، تاركاً إياك جثة لا حياة فيها ..
كل الأمنيات التي أصبحت تلح علي في أيامي هذه ،هي أن احظى بلحظات من السلام الداخلي مع نفسي ،
أن أنام وأستيقظ وأنا أشعر بأن صحتي جيدة و حواسي تعمل جيداً،
أن أعرف ما علي أن أفعله في حاضري دون الشعور بالضياع والقلق وتأنيب الضمير .
لم اعد انظر كثيراً الى سماء احلامي التي تبدو كنجوم بعيدة جداً عني ،
والتي لن اقدر يوماً على أن المسها بيدي هاتين المجردتين ،
لأنني نفسي اصبحت معلقة على حافة سؤال متعب و قاسي لا استطيع الفرار منه :
(( هل استحق حقاً ان احلم وارغب بتلك الاحلام و الامنيات العظيمة ؟))
اتعبني الانتظاركثيراً
ويحزنني أكثر منه الذي يأتي بعد بعده من حرائق عبثية تدمي قلبي
وتجعل من روحي رماداً يصعب جمعه وتكوينه من جديد على هيئة شجرة خضراء كبيرة،
متعددة الأغصان و الوريقات مملوءة بالحياة والأمل والبهجة وبالجمال البديع الذي يسعدها و يسعد كل من حولها .
لذا ابتكرت لي جدولاً صغيراً بهي المنظر أمر بجواره دائماً كلما شعرت بانني افقد نفسي ،
له خرير يملأ أذني نغمات وألحان محببة لقلبي ، في داخله الشفاف مخلوقات بألوان زاهية و جذابة ،
أرى علي مرآته الصافية نجمات معدودة وصلت انعكاساتها من الصورة العالية لسماء احلامي البنفسجية ،
تلك النجمات وصلت إلى جدولي الصغير لانها بقيت تتلألأ بقوة رغم سنوات الخوف والخيبات المؤلمة
تلك هي أحلامي التي تشبه السراب ، التي لا يمكنني البوح لأن جزء من الاحلام يظل سراً ...
وكأنها ميثاق عهد وأمانة بين طرفين اثنين لا غير، هي و أنا ، لا يحق لي إدخال طرف ثالث الا بعد ان تحقق تلك الاحلام القليلة المتبقية لي .

لقد فاضت من العين امطاراً من الدموع الساخنة ،
وانتحب القلب الصغير في صمت مؤلم يشبه وجع السكين حين يمر بسرعة على الجلد الناعم ،
وضاقت الروح لأجل تلك الأحلام المعلقة ، ولكن لأن أحلامي تلك الوردية الآن
أصبحت كالطيور الحرة التي لا تحب الأقفاص الاسرة مهما كانت بديعة ومريحة .
لذا وجب علي أن أطلق سراحها ، فما عدتُ اليق بها..ولا اصلح لها
لقد انتهت صلاحية احتفاظ روحي لها ، فقد احتفظت بها طويلاً واثبت لي هذا الزمان القاسي استحالتها ...
يحق لها ان ترتاح هي الاخرى من كابوس الانتظار و حلقات الوهم المتكرر








وداعاً أيتها العصافير
أيتها الصديقة الجميلة التي جعلت من الحياة أمراً يستحق العيش والمحاولة
شكراً لكل ترياق حياة اعطتني اياه دون ان اطلب ذلك منكِ
احببتك وسابقى احبك دائماً
وداعاً.
ــــــــــــــــــــــــــــ


بقلم / هديل ماكينزي
12
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
ماأروع أحاسيسك ياعبير...!
تعابير فائقة الجمال
جياشة بالعاطفة .. لكنها مبصومة باليأس !!
انت حتماً تستحقين أن تحلمي ..
لاتشكي في ذلك ..
ولاتيأسي ..!!
فرب غد يأتيك بالأمل ويكون ذلك البداية
لتحقيق احلامك ..!
أرى روحاً شفافة وحساً عميقاً و قلباً محباً
بين السطور يتحدث !
دعي مؤقتاً. جدولك الصغير الهامس يرطب جفاف الحلم
وينعش النفس الظامئة
فهذا الخيال ماهو إلا اعتراف غير معلن عن ترك الباب مشرعاً
أمام الحلم الكبير ..
وخيراً فعلت إذ صنعت لك عالماً صغير اً تسيحين فيه
ومادام الحلم يعكس نجومه على صفحة جدولك
فلن تموت الأحلام
وستعود العصافير ..
وتتآلق النجوم في سمائك
بوركت ياجميلة الروح .
المحامية نون
المحامية نون
كم هي جميلة كلماتك رغم كل
ما أحبط تحقيق احلامك
فقد صنعتي عالماً لك تسبح فيه عصافيرك الملونة
لتعطيك الأمل بغد جديد ....
بارك الله عطاء قلمك ياهديل
ذوق واحساس 1
ذوق واحساس 1
حقاً ، أفهم مشاعرك جيداً ..!
في لحظات التخبط ، والإنهيار
نحدث أنفسنا ، هل نستحق ؟! لماذا نرهق أنفسنا
الأحلام جزء من الخيال ..!
من الصعب جداً أن تتحقق..
لكْن كلّ هذا هراء ، نحن بشر ميزنا الله بالعقل
كيف اجتاز كل هذا غيرنا ، كيف وصلوا ..!
كل إنسان يستحق أن يحلم ويجتهد حتى يحقق
فقطف الثمار بعد الجهد سيكون لذيذاً ..
أنتِ قادرة وتستطعين ..!
يكفي بأن هناك "حلم " كان يحلق ..
لا تجعلي من العثرات ومن اليأس أن يسلب الإرادة
قلمك جميل ، مبدعة بحق ..
سلمت يمينك
هديل ماكينزي
هديل ماكينزي
اسعدتني ردودكنّ الجميلة كثيراً ، ولساني عاجز على أن أبادلكنّ بمثل لطفكنّ في اختيار تلك الكلمات التي تشبه النسيم البارد في فصل الصيف
عزيزاتي المبدعات اشكركن من كل قلبي على مروركنّ المشجع و الجميل ، وادام الله لنا هذا التفاعل الصادق ..
اردت فقط الاضافة ان كل نص عاطفي نكتبه يكون جزء منا وليس الجزء الكلي فينا ، يعبر فقط عن حالات شعور مُتلقبة و مختلفة وجدنا أنفسنا فيها اكثر و اوضح واسعفتنا الكلمات والحروف في رسمها و إخراجها من داخلنا .
ليس علينا أن نركز دائما على كاتب النص ، بل على النص ذاته ، لكي نرتقي أكثر في عالم الكتابة الحرة .
ومني لكنّ كل الود والتقدير :)
حنين المصرى
حنين المصرى
غاليتي هديل
جميل حقا أن نكتب في لحظة ما لنترجم حالة شعورية نمر بها
وفي هذه اللحظة يأتي شعور اليأس وتوديع الأحلام والتخلي عنها ولكن يدوم الامل للابد مادامت الروح في الجسد
وحتما ستتحقق ما دمنا لم نتخل عنها
حتى ولو بعد حين
جميلة كلماتك ورقيقة ومعبرة
سلمت يداك حبيبتي ودمت بود وحب دائمين