أحمد أميري
خطوة مباركة قامت بها دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي بإصدار فتوى تحرّم كتابة الأسماء التي تتضمن لفظ الجلالة كعبدالله وعبدالعزيز أو أسماء الأنبياء والملائكة على عبوات التحاليل الطبية التي تحتوي أموراً مستقذرة، لأن فيها استهانة بقداسة هذه الأسماء الواجب تعظيمها، وهو لا يجوز شرعاً ويتنافى مع الأدب والذوق.
وإذا فكّرت، أقول "إذا" إحدى الدول العربية أن تدخل في مجال إنتاج الأجهزة الطبية، مثل جهاز يفحص تلك المواد المستقذرة، فعليها التأكد من عدم وجود أي أسماء عربية عليها، وكذلك إذا أنتجت تلك العبوات بنفسها.. أو عليها درءاً للمشكلات وعدم الوقوع تحت طائلة الفتوى عدم الإنتاج أصلاً والاكتفاء بالاستيراد من الغرب والشرق وكفى الله المؤمنين القتال.. والاختراع.
ولوّحت الشؤون الإسلامية في دبي بسيف التكفير، وهو سيف قاطع لكنه ما زال في غمده في الإمارات ولم يستغله فقهاؤنا بالشكل المرجو والمطلوب، حين أضافت في فتواها نقلاً عن الموسوعة الفقهية الكويتية أن من يلطّخ ورقة فيها اسم الله أو اسم نبي أو مَلَك بالنجاسة، "حُكم بكفره إذا قامت الدلالة على أنه قصد الإهانة للشرع". وتذكير الناس بهذه الفتوى التي لا علاقة لها بموضوع وضع الأسماء على عبوات التحاليل الطبية التي ليس فيها قصد إهانة ولا هم يحزنون، تذكير ينفع المؤمنين.. والغافلين.
وتتضح النية التكفيرية حين تضيف الفتوى أن "كثيراً من العلماء عدوا الاستهانة بمثل هذه الأمور ردة تحبط عمل المسلم إذا فعل ذلك قاصداً متعمداً ويجب عليه أن يتوب، وأن لا يكرر مثل هذا الفعل". وواضح أن المقصود هنا هم جماعة العبوات الطبية وليس الذين يتعمدون تلطيخ الأوراق التي تحمل أسماء مقدسة بالنجاسات.. وهذا يعني أن الذي لا يتفق في الرأي مع صاحب الفتوى في فتواه، أي المستهين بالموضوع لأنه يعتبره تنطعاً وتشدداً لا معنى له، وإقحاماً لأمور دينية في إجراءات طبية، فهو مرتد، كما يرى "كثير من العلماء".
وأضافت الفتوى، التي أضافت الكثير لإنجازات الأمتين العربية والإسلامية، أن بعض العلماء "ذكروا أن الحروف العربية في حد ذاتها ينبغي أن تحترم حيث تركب منها كلمات القرآن الكريم والحديث الشريف".
وهذا يفتح الباب للقيام بخطوة مباركة أخرى بإصدار فتوى تحرّم وضع ملصق يحمل اسم الوزارة المعنية أو المستشفى على عبوات التحاليل، فحتى لو اكتفى المستشفى بوضع رقم المريض على العبوة الخاصة به، كما طالبت الفتوى المباركة، فإن وجود اسم الوزارة أو المستشفى بالحروف العربية على ملصق العبوة فيه استهانة ويتنافى مع الأدب والذوق.
ومطلوب كذلك فتوى تحرّم وضع بعض الأدوات الصحية وأدوات التنطيف المُصنعة في الإمارات والدول العربية في الحمّامات، باعتبارها أماكن للنجاسات، فكثير من المراحيض وأحواض السباحة وعلب المحارم ومعجون الأسنان والشطافات والصابون مكتوب عليها اسم المنتج أو مكان الصنع بالحروف العربية.. وليس أمام تلك المصانع والشركات إلا أن تقول "وداعاً أيتها اللغة العربية" و"بلا صدعة رأس"، وتكتفي باللغة الإنجليزية التي تفرض نفسها في كل مكان لأنها "مرتاحة" لا يفتي فيها أحد.
*نقلا عن جريدة "الاتحاد" الإماراتية
رانيا80 @ranya80
عضوة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الاميرة ياقوت
•
up
الصفحة الأخيرة