دمعات على فراق رمضان ... وداعاً رمضان
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ،
وآله وصحبه أجمعين ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين .
فلقد دار الدهر دورته .. ، ومضت الأيام تلو الأيام .. ، وإذا بشهرنا تغيض أنواره ..
وتبلى أستاره .. ويأفل نجمه بعد أن سطع .. ، ويُظلم ليله بعد أن لمع .. ،
ويُخيم السكون على الكون .. بعدما كان كل الوجود يستعد ،
ويتأهب للقاء هذا الضيف الكريم ..
فقبل أيام معدودات نزلت منا الدمعات فرحاً بدخول شهر الرحمات ،
وابتهاجاً بحلول موسم الطاعات ، واليوم وما أدراك ما اليوم؟
اليوم تتقرح الأكباد على فراق شهرنا الكريم ، اليوم تدمع العيون ،
إنها ليست دمعات الفرح بمقدم رمضان ؛ لكنها دمعات الأسف الشديد ،
دمعات الأسى والحزن على فراق شهر رمضان الذي
قال عنه الله - عز وجل -:
{ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ.. الآية }
،
فما كان أحلاها من أيام ، وأحلاها من ليالٍ ، وأجملها من لحظات ،
إنها تستحق البكاء .
ويبقى أمر مهمٌ حتى تتأكد معالم الخير في الأمة نقول لمن أجهدوا الأجساد
في هذا الشهر ؛ لترتاح الأرواح:
أتبع الحسنة بالحسنة ، واختم عملك بالاستغفار فإن النبي (صلى الله عليه وسلم )
في آخر عمره ، وبعد سنوات من الجهاد ، وزمن من الكفاح والسعي في الله - عز وجل -
والاجتهاد في الطاعات ؛ يقول له الرب - جل في علاه -
{ إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا *
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا }
،
فيكثر المسلم من الاستغفار بعد كل طاعة ؛
علَّ ذلك أن يسد ما فيها من خلل ، ويكمل ما فيها من نقص.
وليس ذلك فقط ، بل لا بد أن يكثر أهل الطاعات - بعد الفراغ منها -
من الدعاء بأن يتقبل الله - عز وجل - الأعمال
{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }
،
وقد جاء أن عائشة - رضي الله عنها -
أنها سألت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عن هذه الآية { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة }
قالت عائشة: ((هم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال:لا يا بنت الصديق ،
ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون ،
وهم يخافون أن لا يقبل منهم ، أولئك الذين يسارعون في الخيرات))
،
وهذا نبي الله إبراهيم - عليه السلام - بعد إكماله لبناء بيت الله العتيق
هو وابنه إسماعيل - عليه السلام - يلهج بالدعاء أن يتقبل الله منهما ما قدما
{ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }
.
نقول هذا الكلام لمن قطع رمضان وهو في صلاة وصيام ، وذكر ودعاء ،
ورجاء وبكاء ، فما عسانا أن نقول لمن فرط في هذا الموسم العظيم؟
ما عسانا أن نقول لمن لم يذق لذة العبادة؟ ولم يعرف لرمضان قدره ،
فأذهب أيامه ولياليه بالبعد عن الله ، واقتراف المعاصي والمنكرات ،
واقتحام الآثام والسيئات.
فهنيئاً لمن كان من أهل رمضان ، وتعساً لمن كان من أعداء رمضان ،
هنيئاً لمن خرج من هذا الشهر الكريم بالعتق من النار ،
والفوز بتقوى الملك الجبار ، وتعساً لمن فارق هذا الشهر
ولم يحصل على ما يتزود به إذا كان يوم الحشر .
أنا لا أدري وأنا أكتب هذه الجمل .. أأهنيكم بحلول عيد الفطر المبارك .. ،
أم أعزيكم بفراق شهر العتق والغفران ..
وقبل الوداع
رويدك رمضان لم نرتوى بعد
يأيها الشهر ترفق فدموعى تتدفق
هل تراني أوفق ومن النار أعتق !؟
إن قلبي قد تشقق عسى توبة تصلح ماتمزق
عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق
عسى اسير الأوزار يطلق عسى مستوجب النار يعتق
وعسانا لرضى المولى نوفق ....
’’
آآآهـ رمضان بالأمس استقبلناك فرحين مستبشرين بنفحاتك
الجميلة .. ونسماتك العليله
وهانحن اليوم نتأمل نجمك يأفِل أمام ناظرينا وخيوط ليلك تُسدل
ترفق بنا ياشهرنا فمازالت نفوسنا تواقة للنهل من معينك الذي
لاينضب
شهرالرحمة .. كيف ترحل ؟!! ومازلنا تلامذة مدرستِك العظيمة .. في البر
والتقى والإحسان والهدى هلاّ أمهلتنا أيام أُخر .؟
كيف لك أن ترحل الآن بعد أن هيضت نفوسنا .. وهيجت
أرواحنا .. وأذقتنا حلاوة الصيام والقيام
كيف لك بعد أن أذقتنا لذة قرآءة القرآن لذة الوقوف بين يدي الكريم المنان
لذة الدعاء ... ولذة الحب والإخاء
ثم هاأنت ترحل أمام ناظرينا محملا بأجور
العباد .. ودموع المنطرحين من يرجون رحمة ربهم ويخشون عذابه
رويدك رمضان ... لم نرتوي بعد
ها نحن بكل غصة وحسرة وألم نودعك ياشهر الرحمات
بقلوب منكسرة وأنفس حزينة
كيف لا ونحن نحس بطعم الإيمان الحق معك..!
سترحل شهرنا الكريم
ولا يبقى لنا سوى ماقدمنا شاهدة لنا أم علينا
فاز من فاز وخسر من خسر
آآآهـ ليت شعري أسيعاودنا رمضان ويتجدد معه اللقاء ونحن أحياء
نعيشه من جديد أم أن أجسادنا قد ووريت الثرى ..!!
مازال هناك فرصة أثمن من أي شيء آخر فرصة جعلها الله لنا في
عشرنا الأخيرة كرما ولطفا منه
ليلة القدر .. خير من ألف شهر
يالهناء من قامها .. وتقبلت منه
ويالهناء من غُفر له ماتقدم من ذنبة
هل ترانا ندركها ..؟؟
لندرك مابقي لنا ولنشمر عن أيدينا فكل ماسوى ذلك من أمور
الدنيا .. تحتمل التأجيل إلا هذه النفحات العظيمة ربما لن تعود
حان الوداع
وأخيراً .. أختي الصائمة ..
إن العيد على الأبواب .. ، وإن رمضان آذن بوادع ..،
وكم هي شاقة هذه الكلمة ( وداع ) .. ،
ولكنني أسأل الله الكريم رب العرش العظيم ..
أن يعيده علينا وعلى سائر المسلمين أياماً عديدة .. وأزمنة مديدة ..
وقد تحقق للأمة الإسلامية ما تصبوا إليه من عز وتمكين ،
.. إن الله وليُّ ذلك ، والقادر عليه ..
ودعااااااااااااارمضان
http://imagecache.****.com/imgcache/dde353a91504afcf2673db07782d08a1.gif
نور نور الدنيا @nor_nor_aldnya
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
نور نور الدنيا
•
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
الصفحة الأخيرة