وداعا لكرشتي التي كانت أكبر من رأس الفيل ..
في أيامي السابقة ..
كل من يراني يقول لي " كل مالك تصيرين مدوره " ..
لم أكن أهتم لكلام أحد ..
فكان كل ما يؤرق تفكيري هو بطني ..
فلم تمر ساعة بالبيت لم آكل فيها شيئا ..
فكل من عرفني لم يرني الا و انا آكل ..
حتى أن احدى قريباتي قالت لي مره " انتي كنك بعير ما اشوفك الا و انتي تحركين فمك " ..
مرت تلك الايام بلمح البصر ..
و اصدقكم القول عندما اقول انني لم اعد استطيع رؤية الأرض اثناء سيري ..
فبطني كبير بشكل يفجع الناظرين ..
و فخذي لا يستطيع أي بنطال الدخول فيه ..
فهو ممتلئ بـ " الشحم " ..
و قدمي و ما ادراك ما قدمي ..
آخذ مقاس " 50 " من المحلات الرجاليه ..
و عندما يراها احدهم يقول ساخرا " هذي رجل والا برغر " ..
فأصابع قدمي لم تكن تلامس الأرض لشدة انتفاخها ..
نحن في العائلة تؤرقنا منطقة البطن فهي المكان الذي تجتمع فيه الدهون ..
تمنيت طيلة حياتي ان تكون سمنتي في زندي بدلا من " كرشتي " ..
صحيح ان زندي " منتفخ " ..
لكن بشكل معقول ..
لا احد في المنزل يشكو من السمنة سواي ..
فكل من يراني مع امي لا يصدق انها امي فأنا ابدوا اكبر منها بـ 10 مرات ..
و عندما اصعد الدرج في المنزل للجلوس مع العائلة استغرق ربع ساعة ..
فـ أنا غرفتي في الأسفل لأن عمتي قالت لأبي " ألبنت انتفخت و قعدت ولا تقدر ترقى مع الدرج حط لها غرفة تحت " ..
فكانت محقه ..
الدرج متعب جدا خصوصا لمن تعاني من الـ " الدبه " أو كما يسميها البعض " ألكرشه " ..
أواجه صعوبة في دخول باب الغرفة لانه ضيق ولم يعد يكفيني ..:09:
و كذلك صعوبة في السياره لان كرشي يحتل المساحة الأعظم ..
ومن يجلس بالمقعد الذي أمامي يضطر أيا كان لكي يفسح لبطني المجال ..
فمن يصدق أنني في العشرين من عمري !!:(
فمن أحد المواقف التي تعرضت لها ..
انني ذهبت للمطعم مع اختي و أكلت ما لذ و طاب ..
الى ان قالت معدتي " بس تراني بنفجر " ..
و بعد ان اكلت و شبعت خرجنا من المطعم عائدين للمنزل ..
و عندما دخلت للبيت كان هناك ضيوف جاءوا لرؤية جدتي ..
و لم يكن في الصالة مكان يكفيني للجلوس عليه ..
فطلبت امي من الخادمة ان تحضر لي كرسيا من المطبخ لم اجلس عليه منذ عام كامل بكل صراحة ..
و ما ان جلست عليه لم أشعر الا و انا ملتصقة في الأرض ..
و جسمي كله " يختظ " ..
فقامت أمي و ابنتا خالتي و عمتي بمساعدتي على النهوض ..
و ما ان نهضت حتى كانت الكرشة قد بانت ..
و بانت معها تلك الخطوط التي تزين كرشتي لشدة السمنة ..
لم انتبه الى ان ملابسي كانت ضيقة لدرجة اني بالكاد اتنفس ..:44:
فكانت جميع تضاريس جسدي واضحة للناظرين ..
رأتني ابنة عمتي الصغيرة فقالت لامها " ماما ليش هي لها كرشات ؟؟ "
كان بطني منقسما لأنصاف لاني كنت ارتدي تنورتي لنصف بطني دائما منذ طفولتي ..
و مع ارتداء الملابس الضيقة على البطن دائما بانت القسمات ..
بطني كان طبقات من شدة امتلائه بالشحوم ..
فكانت صديقاتي و بنات اعمامي و بنات خالاتي و عماتي ينادينني بـ " أم كرشتين " ..
رأيت في أعين الجميع نظرات الشفقة و السخرية ..
فانزويت في غرفتي حتى خرجوا ..
فبدل أن اتعظ مما حدث ..
طلبت من أخي الذهاب للسوبر ماركت ..
فذهب ولم يمانع ..
أعطيته 70 ريال قلت له " جيب 4 ليز كبير و ثنين برينقلز و الباقي جب بهم جالكسي و غرشتين كولا كبار " ..
فلقد كنت وقتها في اشد اوقات الحزن ..
فعندما أتى دخلت غرفتي و جلست على سريري الذي لا اعرف كيف استطاع تحمل كتل الشحم كل يوم ..
فأختي دائما تعلق " ما شالله سريرك للحين عايش و انتي عليه !! " ..
و فتحت التلفاز على احدى قنوات الأفلام ..
طلبت من الخادمة ان تضع الشبس في صحن كبير و تأتي به مع المشروبات الغازية و الشوكلاته ..
يومها كانت اختي تسهر معي ..
فكانت تنظر إلي بشفقه لاني كنت آكل و أبكي ولم أتابع أي فلم عرض ..
حتى انهيت كل ما امامي ..
و من بعدها لم استطع التنفس بسبب التخمة التي أصابتني ..
بكيت و تألمت من شدة التخمة التي عانيت منها ..
في ذلك اليوم لم يكن والدي ولا احد من اخوتي موجودا في المنزل ..
فقط امي و اخواتي ..
اضطررن للاتصال بالاسعاف و حملي للمستشفى ..
و عندما وصلت سيارة الاسعاف مشيت لها بمساعدة اخواتي الأربع و أمي ..
فركبن معي جميعا فنزل سائق السيارة قائلا بلهجته المصريه " حد ينزل يا اخوات المدام تخينه ومش عايزين وزن زياده معاها في السياره " ..
فنزلت اخواتي الاربع و بقيت أمي معي ..
فكنت طوال الطريق أبكي من شدة تخمتي ..:icon33:
وصلنا للمستشفى و حملتني خمس ممرضات كي يضعنني على سرير المستشفى ..
فلا يمكن لاحد تخيل المنظر ..
جميع الممرضات الخمس اضطررن لدفع السرير لغرفة الكشف
و كل من كان في ذلك الممر ينظر لي بشفقة ..
طلب مني الطبيب ان اكشف عن بطني لتفحصني الممرضه ..
فأخبرته أمي بحكايتي فقال لامي " لازم تبدى علاج من دي الوئت " ..
أعطاني الطبيب علاجا ..
و كان العلاج عباره عن تدليك لمنطقة الكرش ..
كان يقول لأمي " بنتك دي كرشها هايل قدا .. إزاي كانت تتحرك منو " !!
أخجلني ما قاله ..
فكلامه صحيح فأنا اواجه صعوبة اثناء المشي بسبب ثقل كرشي ..
فحصني الطبيب فأخبرني انني يجب ان ابيت في المستشفى ..
بت تلك الليلة مع امي ..
لانني كنت بحاجة لمرافق لانني لا اقدر على الحركة بسبب تخمتي ..
في صباح اليوم التالي اتت الممرضة لتبدأ التدليك ..
فطلبت مني الكشف عن بطني ..
كان شكلي مضحك لحد كبير ..
فعندما طلبت مني ذلك كنت مستلقية على جنبي الايسر و بطني يأخذ المساحة التي بجواري ..
فواجهت صعوبة اثناء الاستلقاء على ظهري ..
فعندما رأت بطني صرخت قائلة " Good fat Belly " ..:mad:
بدأت بالتدليك ..
استمريت على هذا العلاج مدة أسبوع فقد اخبرني الطبيب انه من الممكن علاج كبر الكرش عندي بالتدليك ..
لكنني بدأت أشعر بالملل ..
لانني سئمت كلام الممرضة التي تدخل علي كل صباح لتدلكني ..
فكانت تجمع كرشي بين يديها و تقول " واو .. نايس نايس " ..
فمللت و تركته ..
اعطاني الطبيب عكازة لاستند عليها كي تساعدني على السير ..
كانت جدتي كلما رأتني بها " و انتي بهالعمر بك كرشه و معك عكازه .. يا بنتي وراك العيال شلون بتجيبينهم بهذي الكرشة اللي اكيد مع كل بطن لك بتكبر و الله يستر لكبرتي وشلون بتصيرين ؟؟ بيوصل بطنك لرجلك اللهم يا دافع البلا ؟؟ " ..
مرت 4 أشهر خلالها وصل وزني الى اكثر من 250 كيلو بعد أن كان 190 ..
صرت أشعر بأن جسمي قد أكتفى بقوة من الشحوم ..
أصبحت لا استطيع الحركة كليا و التزمت فراشي فكرشي أعاقني عن الحركة بسبب كبره ..
و لشدة السمنة المفرطة يداي لم تكونا قادرتين على لمس بعضهما ..
و باب غرفتي اعاقني عن الخروج منها ..
فإذا اردت الذهاب للمستشفى يقوم والدي و اخي بدفعي من الباب حتى استطيع المرور ..
الى ان جاء ذلك اليوم ..
اتصلت عمتي و قالت انه يوجد طبيب فرنسي مؤقت في سوريا متخصص بأمراض السمنة ..
فطلب والدي ارسال اوراقي الى سوريا حيث تقيم عمتي بسبب عمل زوجها ..
و لصعوبة صعودي للطائرة ..
اضطر والدي ان يأخذنا الى هناك بالسيارة ..
ذهب معنا اخوتي الكبار في السيارة ..
حتى اذا تعب احدهم من القيادة أخذ الآخر مكانه ..
كان معنا في الرحلة فقط أمي و اختي الكبرى و الخادمة و اخوتي اما اخواتي فبقين عند جدتي ..
كان المشوار صعبا جدا ..
فمن مدينتنا التي نقيم فيها الى سوريا 18 ساعة ..
أشفقت على أبي ..
فقد منع نفسه من الراحة لاجل ان ينقذ حياتي ..
من يومها اقسمت على ان لا اعود من سوريا الى ان افقد من وزني 190 كيلو .. حتى لو تطلب بقائي هناك سنة كاملة ..
وصلنا الى سوريا بصعوبة بالغة ..
في اليوم الأول لنا هناك نمنا اليوم كله فقد وصلنا الساعة الثامنة صباحا ولم نستيقظ لشدة التعب الا في العاشرة مساءا ..
في اليوم التالي ذهبنا لتلك المستشفى ..
رآني الطبيب و كشف علي ..
قال مصرحا لوالدي ان علاجي يتطلب عملية تحوير المعدة و لكن هناك خطورة على حياتي بسبب ارتفاع ضغط الدم و الكولسترول ..
طلب ابي استشارتي في الموضوع فوافقت من فوري ..
اريد ان افقد اكوام الشحم التي ارقت جسدي ليالٍ طوال ..
اريد ان اعود كما كنت قبل 9 سنوات .. تلك الفتاة الرشيقة التي تلفت الناظرين لشدة جمالها و رشاقتها ..
تمت الاجراءات اللازمة لتلك العملية ..
تم دخولي للمستشفى في اليوم الثالث لوصولنا لسوريا ..
بكت :icon33:أمي يومها ولم تستطع النوم خوفا علي ..
اخذت من شدة خوفها تدلك جسمي و وضعت رأسها على بطني و بكت بشدة ..
و عندما حان وقت العملية شعرت بقلق شديد ..
:44:قال اخي الأكبر مازحا : كلها كم شهر ولا عاد بتشوفين هالكرشة قدامك بعد ما كانت توأمك الملتصق " ..
استمتعت بتعليقات أخوتي
لم استيقظ بعد العملية الا بعد مرور 24 ساعة بعد ان كنت في غيبوبه ..
شعرت بالتعب بعدها لاني لم آكل شيئا ..
كنت اعيش على السوائل فقط ..
لكن مع مرور الوقت اعتدت على ذلك ..
و مرت تلك الشهور بصعوبة بالغة ..
بعد عملية التحوير بستة أشهر قام الطبيب بعملية شفط الدهون و إجراء عملية لشد و إزالة الجلد بعد الترهل ..
لم تمر السنة الا وقد أصبح وزني لا يصدق ..
فقد أتبعت حمية كتبها لي الطبيب و كانت حمية قاسية جدا بشكل لا يصدق ..
لكن مع إرادتي لا شيء مستحيل ..
كنت استمتع كلما وقفت على الميزان ..
كان وزني 70 كيلو غراما ..
و أكملت المشوار الى أن وقفت عند وزن 54 كيلو ..
عدت للوطن بحلة جديدة ..
عدت للوطن بالطائرة ..
عدت لوطني محملة بشوق لا يضاهيه شوق ..
لجميع اهلي و اقاربي ..
أقام أعمامي تلك الحفلات فرحا بشكلي الجديد ..
أبناء اعمامي الصغار و أبناء خالاتي لم يعرفوني ..
كنت فرحة جدا ..:)
عدت للجامعة بعد ان انقطعت عنها ..
عادت حياتي أفضل من قبل ..
اغلقت تلك الغرفة السفلية التي عشت فيها افظع لحظات حياتي ..
عدت لغرفتي المشتركة مع اختي ..
عدنا لشجاراتنا المستمرة التي كنا نستمتع بها ..
و هكذا فقدت وزني بعد أن كنت على حافة اليأس ..
:26:
منفول للفائدة
خوخه و مشمشه @khokhh_o_mshmshh
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
تذكرت دينا كرزوون كانت دبه وبعد عمليات التجميل والشد طلعت تهبل
اعطتنا امل اننا نحف
ربي يسعدك اننا نحف ويفرج همك