وداعاً .. لكلِّ كلمة أنطقها ولكن لا تترجمها أعمالي لأنَّ الأعمال
لا الكلمات هي التي ستعبِّرُ عني ..
وداعاً .. للتسويف في حلِّ ما يواجهني من أزمات لأنَّ أهم شيءٍ
في حلِّ أي مشكلة هو البدءُ في حلِّها ..
وداعاً .. لبذلِ جهدي في تحقيق عملٍ لا أحبه لأنَّ الطريقة الوحيدة
للشعور بالرضا الحقيقي هي القيام بما أراه عملاً عظيماً والطريقة
الوحيدة للقيام بالعمل العظيم هي أن أٰحبَّ ما أعمل ..
وداعاً .. لاعتمادي على غيري لتحقيق أي رغبةٍ في نفسي لأنَّها حياتي
وأنا فقط من سيحقق الأشياء الهامَّة فيها؛ واعتمادي الكُلِّي على غيري
يجذب الإحباط والخيبة لحياتي؛ بل يجب علي أنْ أشقَّ طريقي بنفسي
لتحقيق أهدافي وفي الوقت ذاته لا أغفل عن الإستفادة من غيري ..
وداعاً .. للتركيز على تحقيق هدفٍ ما دون خُطَّة؛ لأنَّ هدفاً دون خُطَّة
لا يزيد عن كونه مجرد حلم ..
وداعاً .. لعدم الإستفادة من دروس الحياة؛ لأنَّ الحياةَ تقدِّمُ لنا دروساً
جديدةً كلَّ يوم، ولنا الخيار في حضور أو عدم حضور هذه الدروس ..
وداعاً .. للتقاعس والتردد في تحقيق عملٍ أراه عظيماً؛ لأنَّ الأعمال
العظيمة لا تتمُّ بالقوة؛ ولكن بالإصرار والمُثابرة ..
وداعاً .. لشخصيةٍ لا تملك سوى أن تحلم بالنجاح؛ ولكن سأكون
بعون الله وتوفيقه ممن يستيقظ من غفوته ليعمل جاهداً لتحقيق حلمه ..
وداعاً .. لانتظار معرفة حقيقة نفسي من الآخرين؛ لأني لن أدرك حقيقة
نفسي وعزيمتي إلاَّ بما أستطيع إنجازه من أعمال ..
وداعاً .. لقراءة فصول الماضي؛ لأني لن أتمكَّنَ من البدء بالفصل الجديد
من حياتي إذا استمريت بإعادة قراءة الفصول السابقة ..
وداعاً .. لكل الأشخاص الذين يحاولون التقليل من شأن طموحاتي
لأنَّ صغار الشأن يفعلون ذلك ويتفننون فيه؛ ولكنَّ العظماء في أفعالهم
يجعلونني أشعر أنني أيضاً في يومٍ ما سوف أصبح عظيمة الأفعال ..
وداعاً .. لعدم المحاولة مرةً أخرى بعد تجربة فاشلة؛ لأنَّ الفشل هو الفرصة
التي ستتيح لي البِدْءَ من جديد ولكن بحذرٍ أكبر وذكاءٍ أكثر .. الفشل هو
مجموعة التجارب التي تسبقُ النجاح .. والنجاح هو الإنتقال من فشلٍ
إلى فشل دون أن نفقد الأمل .. لا بدَّ أن يسبق النجاح المرور بمحطات
التعب والفشل وربما اليأس ولكنَّ صاحب الإرادة القوية لا يُطيلُ الوقوف
في هذه المحطات ..
وداعاً .. لهدر الوقت فيما لا ينفع؛ لأنَّ الوقت هو عُملةُ حياتي وهذه العُمْلة
هي العُمْلة الوحيدة التي أملكها وأنا فقط من تستطيع أن تحدد كيف يمكن
إنفاق هذه العملة ..
وداعاً .. لتبرير أقوالي وأفعالي؛ لأنَّ الأصدقاء الحقيقيون ليسوا بحاجة
لذلك؛ كما أنَّ أعدائي لن يصدقوني ..
وداعاً .. للتشاؤم؛ لأنَّ المتشائم هو من يصنع من فرصه صعوبات
والمُتفائل هو من يصنع من صعوباته فرصاً ..
وداعاً .. للإصغاء لبعض البشر؛ لأنَّ أعظم متعة في الحياة أن أفعل
ما يقول الناس أنِّي عاجزة عن فعله ..
وداعاً .. لإضاعة الوقت بحثاً عن الذات؛ لأنَّ الحياة ليست بحثاً
عن الذات ولكنها رحلة لصنع الذات .. ومن نجح في صنع ذاته
فقد جعل من نفسه شيئاً يصعب تقليده ..
وفي الختام هديتي .. دعوة من القلب ..
