ورحل كوكب الشهداء إلى حيث يريد ....!!!

الملتقى العام








كن كالصحابة في زهد وفي ورعٍ القوم هم ما لهم في الناس أشباهُ


عُبَّاد ليل إذا جنَّ الظلام بهم كم عابد دمعه في الخد أجراهُ


وأُسْدُ غابٍِ إذا نادى الجهاد بهم هبوا إلى الموت يستجدون رؤياهُ


يا رب فابعث لنا من مثلهم نفراً يشيِّدوا لنا مجداً أضعناهُ






مصعب ابن عمير


قال عنه صلى الله عليه وسلم : ( لقد رأيت مصعبا , وما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه,

ثم ترك ذلك كله حباً لله ورسوله)





رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم , غرة فتيان قريش , وأوفاهم بهاءً وجمالاً وشباباً

يصف المؤرخون والرواة شبابه , فيقولون ( كان أعطر أهل مكة ) ...

ولد في النعمة وغذي بها وشب تحت خمائلها ..

بالله ماأروعه من نباء .. نباء مصعب ابن عمير أو مصعب الخير كما كان لقبه بين المسلمين..!!

إنه واحد من أولئك الذين صاغهم الإسلام ورباهم محمد عليه الصلاة والسلام ...

ولكن أي واحد كان ....؟؟






قصة إسلامه رضي الله عنه


لقد سمع الفتى ذات يوم , ما بدأ أهل مكة يسمعونه عن محمد الأمين ...

( محمد) الذي يقول إن الله أرسله بشيرا ونذيرا , وداعيا إلى عبادة الله الواحد الأحد .

ولقد سمع فيما سمع أن الرسول ومن آمن معه , يجتمعون بعيدا عن فضول قريش وآذاها ... هناك على الصفاء

في دار ( الأرقم بن أبي الأرقم ) تسبقه أشواقه ورؤاه ...

هناك كان الرسول يلتقي بأصحابه فيتلو ا عليهم من القرأن , ويصلي معهم لله العلي الكبير ..

ولم يكد مصعب يأخذ مكانه , وتنساب الأيات من قلب الرسول متألقة على شفتيه , ثم أخذةً طريقها إلى الأسماع

والأفئدة , حتى كان فؤاد ابن عمير في تلك الأمسيه هو الفؤاد الموعود ..!!

ولقد كادت الغبطة تخلعه من مكانه , وكأنه من الفرحة الغامرة يطير ..

ولكن الرسول بسط يمينه المباركة الحانيه حتى لا مست الصدر المتوهج , والفؤاد المتوثب , فكانت السكينه العميقه

عمق المحيط ... وفي لمح البصر كان الفتى الذي آمن وأسلم يبدو ومعه من الحكمة مايفوق ضعف سنه وعمره

ومعه من التصميم ما يغير سير الزمان...!!






موقف الثبات والصمود على الحق


كانت أم مصعب تتمتع بقوة فذة في شخصيتها , وكانت تُهاب إلى حد الرهبة ...

ولم يكن مصعب حين أسلم ليحاذر أو يخاف على ظهر الأرض قوة سوى أمه , ولقد فكر سريعا , وقرر أن يكتم إسلامه

حتى يقضي الله أمراً .

وظل يتردد عل دار الأرقم , ويجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهو قرير العين بإيمانه , وبتفاديه غضب أمه

التي لا تعلم عن إسلامه خبرا..

ولكن مكة , وفي تلك الأيام بالذات , لا يخفى فيها سر , فعيون قريش وآذانها على كل طريق

ولقد أبصر به عثمان بن طلحة وهو يصلي كصلاة محمد , فسابق ريح الصحراء إلى أم مصعب , حيث ألقى عليها

النباء الذي طار بصوابها..

ووقف مصعب أمام أمه , وعشيرته , وأشراف مكه المجتمعين حوله يتلو عليهم في يقين الحق وثباته , القرآن الذي

يغسل به الرسول قلوبهم , ويملؤها به حكمة وشرفا , وعدلا وتقى .

ومضت به أمه إلى ركن قصي من أركان دارها , وحبسته فيه, وأحكمت عليه إغلاقه و ظل رهين محبسه ذاك ,

حتى خرج بعض المؤمنين مهاجرين إلى أرض الحبشه , فاحتال لنفسه حين سمع النبأ , وغافل أمه وحراسه , ومضى

إلى الحبشه مهاجرا أوابا...


ولقد كان آخر عهدها به حين حاولت حبسه مرة أخرى بعد رجوعه من الحبشه , فآلى على نفسه لئن هي فعلت

ليقتلن كل من تستعين به على حبسه ..

وإنها لتعلم صدق عزمه إذا هم وعزم , فودعته باكيه , وودعها باكيا...






إستشهاده رضي الله عنه


عندما جأت غزوة أحد ... وعبأ المسلمون أنفسهم , وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وسط صفوفهم

يتفرس الوجوه المؤمنه ليختار من بينها من يحمل الراية .. ويدعو مصعب الخير , فيتقدم ويحمل اللواء ...

لندع شاهد عيان يصف لنا مشهد الختام في حياة مصعب العظيم ...!!!

يقول ابن سعد أخبرنا إبراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري , عن أبيه قال

حمل مصعب الخير اللواء يوم أحد , فلما جال المسلمون ثبت به مصعب , فأقبل ابن قميئه وهو فارس , فضربه

على يده اليمنى فقطعها , ومصعب يقول : وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ...

وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه , فضرب يده اليسرى فقطعها , فحنا على اللواء وضمه بعضديه

إلى صدره وهو يقول : وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ...

ثم حمل عليه الثالثه بالرمح فأنفذه واندق الرمح , ووقع مصعب , وسقط اللواء ..

وقع مصعب ... وسقط اللواء ..!!

وقع حِليه الشهادة , وكوكب الشهداء ..!!

وقع بعد أن خاض في إستبسال عظيم معركة الفداء والإيمان ...


وبعد إنتهاء المعركة المريرة , وُجد جثمان الشهيد الرشيد راقدا , وقد أخفى وجهه في تراب الأرض المضمخ بدمائه


الزكيه ...

لكانمأ خاف أن يبصر وهو جثه هامدة رسول الله يصيبه السوء , فأخفى وحهه حتى لا يرى هذا الذي يحاذره ويخشاه ..!!

أو لكأنه خجلان إذ سقط شهيدا قبل أن يطمئن على نجاة رسول الله , وقبل أن يؤدي واجب حمايته والدفاع عنه ..!!

لك الله يامصعب .. يامن ذكرك عطر للحياة ..!!

وقف الرسول صلى الله عليه وسلم عند مصعب ابن عمير وقال وعيناه تلفانه بضيائهما وحنانهما ووفائهما

( من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه )

ثم ألقى في أسى نظرة على بردته التي كفن فيها وقال

( لقد رأيتك بمكه , وما بها أرق حلة منك , ولا أحسن لمة منك , ثم هأنتذا شعث الرأس في بردة )

ثم هتف رسول الله وقد وسعت نظراته الحانيه أرض المعركة بكل من عليها من رفاق مصعب وقال

( إن رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله يوم القيامة)

ثم أقبل على أصحابه الأحياء حوله وقال

( أيها الناس زوروهم , وأتوهم , وسلموا عليهم , فوالذي نفس بيده , لا يسلم عليهم مسلم إلى يوم القيامه

إلا ردوا عليه السلام )



ياأيها الشهيد ***** ياطاهر الدماء

أبشر بيوم عيد **** للروح في السماء

نم نومة هنيه **** يازينه الرجــــال

دماءك الزكيه**** تعطر الرمــــال



من هنــــــــا




اللهم إجمعنا مع حبيبنا المصطفى وصحابته الكرام في الفردوس الأعلى من الجنه ... يارب ... يارب
29
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ماااارية
ماااارية
جزاك الله خير

اللهم اجمعنا بهم في الفردوس الاعلى
نسائم الاقصى
نسائم الاقصى
جزاك الله خير اللهم اجمعنا بهم في الفردوس الاعلى
جزاك الله خير اللهم اجمعنا بهم في الفردوس الاعلى
وإياك أختي الغاليه

اللهم آآآآآآآآآآآمين

شاكره مرورك الطيب
*أحاسيسـ أنثى*
جزاك الله خيرا
بنيتـون
بنيتـون
موضوع رااائع ..
نسائم الاقصى
نسائم الاقصى
لا يمكنك مشاهدة هذا التعليق لانتهاكه شروط الاستخدام.
جزاك الله خيرا أختي الغالية شيماء

أسعدني مرورك الطيب