اغتنام الأوقات
عبدالملك القاسم
الحمد لله الذي هدانا للإسلام، والصلاة والسلام علي خير الأنام وبعد:
فإن من الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله عز وجل في كل وقت وخاصة هذه الأيام المباركة:
1- الإكثار من قراءة القرآن : فإن القرآن كما وصفه الله عز وجل هدى للمتقين ({ ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }
وبه السعادة والنجاة قال تعالى: { إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) وأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }
وقد ورد في فضل قراءته الأجر العظيم قال صلى الله عليه وسلم: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " رواه البخاري .
وقال عليه الصلاة والسلام: " من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول: الم حرف، ولكن: ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف " رواه الترمذي .
قال ابن القيم- رحمه الله -: " وهجر القرآن أنواع : هجر سماعه والإيمان به، وهجر العمل به، وهجر تحكيمه، وهجر تدبره ، وهجر الاستشفاء به في أمراض القلوب والأبدان ".
فاحرص- أخي المسلم- على اغتنام هذه الأيام في قراءة القرآن، وليكن لك في هذه العشر ختمة أو ختمتان، وهذا يسير على من يسره الله عليه وقد رأينا ذلك في رمضان. ونهار هذه الأيام أفضل من نهار رمضان فبادر إلى ذلك وسارع إلى كتاب الله عز وجل.
2- الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة- أي الفجر- جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس. أخرجه مسلم،.
وأخرج الترمذي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة" رواه الترمذي. هذا في كل الأيام فكيف أيام العشر المباركة؟
3- الصدقة: وهي من أبواب القربات المشروعة طوال العام وقد أجزل الله عز وجل العطية للمنفقين فقال تعالى: { مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ } . وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة ولو بالقليل، ووعد بالأجر الجزيل للمتصدقين فقال صلى الله عليه وسلم : " اتقوا النار ولو بشق تمرة" متفق عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم : " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " وذكر منهم : " رجلا تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه " متفق عليه.
قال ابن القيم رحمه الله: " وقد دل النقل والعقل والفطرة وتجارب الأمم- على اختلاف أجناسها ومللها ونحلها- على أن التقرب إلى رب العالمين وطلب مرضاته والبر والإحسان إلى خلقه من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير، وأضدادها من أكبر الأسباب الجالبة لكل شر، فما استجلبت نعم الله تعالى، واستدفعت نقمه بمثل طاعته، والتقرب إليه، والإحسان إلى خلقه ".
وقال رحمه الله: " فإن للصدقة تأثيرا عجيبا في دفع البلاء ولو كانت من فاجر أو ظالم بل من كافر، فإن الله يدفع بها أنواعا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرون به لأنهم جربوه ".
وأعظم أنواع الصدقة على ذوي القرابة والرحم فإن الأجر مضاعف قال صلى الله عليه وسلم : " الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان، صدقة وصلة " رواه الخمسة.
ومما يُنبه له المسلم وهو يعمل الأعمال الصالحة من ذكر وقراءة قرآن وصيام وصدقة وأضحية، أن يقوم بها وهو يشعر بتقصيره في حق الله عز وجل، وأنه لو لم ييسره لهذا الخير لما قام به، وأنه لن يدخل الجنة بعمله وإنما برحمة الله عز وجل ومنه وفضله.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، والحمد لله رب العالمين.
@الاموورة@ @alamoor_2
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
لكن ارجو الانتباه ان صلاة التسابيح لم ترد عن الرسول واقرأي مايلي من فتاوي ابن عثيمين :
897- سئل فضيلة الشيخ: عن صلاة التسبيح؟
فأجاب فضيلته بقوله: صلاة التسبيح لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الإمام أحمد – رحمه الله تعالى – في حديثها لا يصح، وقال شيخ الإسلام بن تيميه – رحمه الله -: "إنه كذب، ونص أحمد وأئمة أصحابه على كراهتها ولم يستحبها إمام، وأما أبو حنيفة، ومالك، والشافعي فلم يسمعوها بالكلية"، هذا كلام شيخ الإسلام ابن تيميه – رحمه الله – وما ذكره – رحمه الله تعالى – فهو حق، فإن هذه الصلاة لو كانت صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم لنقلت إلى الأئمة نقلاً لا ريب فيه لعظم فائدتها ولخروجها عن جنس الصلوات، بل وعن جنس العبادات فلا نعلم عبادة يخير فيها هذا التخيير بحيث تفعل كل يوم، أو في الأسبوع مرة، أو في الشهر مرة، أو في الحول مرة، أو في العمر مرة فإن ما خرج عن نظائره اهتم الناس بنقله، وشاع فيهم لغرابته، فلما لم يكن هذا في هذه الصلاة علم أنها ليست مشروعة، ولهذا لم يستحبها أحد من الأئمة.
898- سئل فضيلة الشيخ: عن صلاة التسبيح؟ وعن حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بن عبد المطلب: "يا عباس، يا عماه... إلخ" في فضل صلاة التسابيح؟
فأجاب فضيلته بقوله: وأما صلاة التسبيح فالصواب أنها ليست بسنة بل هي بدعة، والحديث الذي ذكرت عنها في سؤالك غير صحيح، قال الإمام أحمد – رحمه الله -: لا تعجبني صلاة التسبيح، قيل لم؟ قال: ليس فيها شيء يصح، ونفض يده كالمنكر، وقال النووي: حديثها ضعيف، وفيها تغيير لنظم الصلاة المعروفة، وقال العقيلي: ليس فيها حديث يثبت، وقال أبو بكر ابن العربي: ليس فيها حديث صحيح ولا حسن، ونقل في الفروع عن شيخه أبي العباس شيخ الإسلام ابن تيميه أنه ادعى أن الحديث فيها كذب، قال كذا، قال: ونص أحمد وأئمة أصحابه على كراهتها ولم يستحبها إمام أهـ.
وعلى هذا فصلاة التسبيح غير مشروعة ولا يتعبد لله تعالى بها لعدم صحة الحديث الوارد فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
المصدر :
http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=353&CID=327