ورود بـــلا رائـــحـــة...(فـعـالـيـة كـلـنـا أخـوة)...

أختي الغالية أراكِ وردةً زاهية اللون، جذابة المظهر ولكن أين عبق الورود الذي اعتدنا على شمه

عندما تتفتح بتلاته معلنةً تفتحها برائحة زكية تبهج النفس الحزينة وتؤنس القلب الوحيد...

يا ترى ما هو سر اختفاء هذه الرائحة الزكية العبقة؟؟؟...

الرائحة الزكية هي نفسك التي بين جنبيك، هي روحك التي تجذب الناس حولها وترغمهم بلطف

وأدب على التقرب منك والتودد لك رجاءً في مجالستك وتبادل أطراف الحديث الشيق معك...

أحسني إلى هذه النفس وأعيدي لها رائحتها الزكية بتواضع نفسك واحترام غيرك قريباً كان أو

غريباً...صغيراً كان أو كبيراً...فقيراً كان أو غنياً...ذا جاهٍ وسلطة أو شخصاً عادياً...

حتى في الأحلام تفسر الرائحة الطيبة بالسمعة الطيبة بين خلق الله...

أختي وغاليتي أنتِ وردةً مميزة بين كل الورود ولكن تنقصك رائحة الورد الزكية...تعلمين لماذا

حرمتِ من حولكِ شمّ هذه الرائحة الزكية؟؟؟...لأنك استبدلتيها بالتكبر والغرور لأسبابٍ عديدة قد

يكون منها سلطة والدك أو رفعة شأن قبيلتك أو الثروة التي منّ الله بها عليكم...ولكن هل أديتي

شكر هذه النعم أم تماديتي في تكبرك على خلق الله...كلنا من أبٍ واحد وأمٍ واحدة تختلف الألوان

والجنسيات واللهجات والطبقات الاجتماعية ولكن نشترك جميعاً في شيءٍ يوضح قدر هذه الدنيا

الفانية عند رب العرش العظيم...إنه القبر أو كما يقال صندوق العمل...كل القبور متشابهة لا فرق

بين قبر الغني وقبر الفقير...لا فرق بين قبر الأمير وقبر الشخص العادي...لا فرق بين قبر خادم أو

عامل وقبر من يعمل عنده بأجرة...الفرق الوحيد ما الذي أعددتيه لهذا الصندوق؟؟؟...هل كنتِ هينةً

لينة مع كل شخصٍ تقابلينه فقيراً كان أو غنياً...هل تخلقتِ بأخلاق خاتم الرسل والأنبياء في

تواضعه مع كل من كان حوله رجالاً كانوا أو نساءً، صغاراً أو كباراً...لم يفرق في تعامله مع

صحابته عليه أفضل الصلاة وأزكى وأتم السلام كلهم رجل واحد لافرق بينهم بالقبيلة ولا باللون

ولا بالمكانة الإجتماعية...الجوهرة التي كان يحرص على أن تكون في صحابته هي نفوسهم

الطيبة المتواضعة التي تدل على مرقابتهم لله سراً وعلانية فهم من بعده دعاة لدين الحق...

أختي الغالية كوني وردةً بين الورود ولكن تميزي برائحة زكية تدل على نفسٍ متواضعة تعامل

خلق الله بمثل ما تتمنى أن تكون معاملتهم واحترامهم لكِ...تميزي بسمو روحك في عالم التواضع

لكل المحيطين بك أقرباءً كانوا أو غرباء...كوني دوماً وأبداً وردةً جذابة المظهر زكية الرائحة مع كل من

تقابلين وتتعاملين ولكن في حدود التعامل المحترم الراقي لا تبتغين بذلك مدحاً ولا تكريماً بل

تبتغين سمعةً طيبة كرائحة الورد الزكية بين البشر...تبتغين رضا الله عنك في تعاملك مع خلقه دون

تفريق بين أبيض وأسود، أو بين ذا سلطة وشخصٍ عادي، أو بين غني وفقير...

فكري في صندوق العمل الذي سيضم جسداً لا يبقى له أثر في الدنيا إلا سمعته الطيبة وحسن

تعامله مع غيره...عندها صندوق العمل سيكون روضةً من رياض الجنة لأنكِ حرصتي كل الحرص

على أن تنتقي من الأقوال والأفعال ما يرضي الرحمن ويسكنك الجنان...