ورود لا تذبل ومياه لا تنضب ........

الأدب النبطي والفصيح





جلست مع نفسي أسائلها عن الورد لأن نفسي تهواه بل تهواه كل البشر بل يستحيل أن يكون هناك من يكره الورد
فقلت لها : يقولون أن الورد لا يذبل وأوراقه لا تسقط فهل هذا صحيح ؟




قالت مستغربة وهل عندك شك نعم أرأيت إن قطفت باقة ووضعتها في مزهرية ووضعت لها ماء به سكر ضنا منك أنها لا تذبل ربما ستصمد لأيام لكن بعدها ستشرع في الذبول وأوراقها بالتساقط





تابعت حديث نفسي ثم خالفتها وأردت أن أقنعها أن الورد يستحيل أن يذبل حتى ولو قطفناه من حقله وأرضه وجعلناه أسير مزهرية
وقلت لها : لا يذبل إن حافظنا على جماله ورونقه ورقته ونضارة أوراقه وقوة عطره لن يذبل إن قابلنا كل الناس بباقة ورد مختلفة اللون والجنس


لن يذبل إن جددنا للورد ماء حياته حتى لا يغدو كدرا
لا يذبل إن لم نتركه عرضة للأيادي الغريبة تعبث به
لن يذبل إن تعهدناه دوما بالنماء وجددنا له التربة والماء




استوقفتني نفسي قائلة مهلا ...مهلا ...
كلامك قد يبدو معقولا لكن رغم هذا أخالفك وأصر أن الورد يذبل مهما اعتنينا به
قلت لها : أتدري أي ورد أقصد ؟
قالت : أوا هناك ورد غير الذي ينبت على الأرض ويشتمه البشر ويزينون به الدور والقصور ويتهداونه فيما بينهم ؟


قلت لها : أجل هناك ورد لا يذبل ولا يتغير لونه ولا عطره إن حافظنا عليه
تعالي أخبرك وأفصح لك أكثر
تأملي حياة البشر أليست باقة ورد مختلفة النوع واللون والريح ؟
بل حياة المسلمين بالأخص


فلنتحدث عن أنفسنا كوننا مسلمين لقد شرفنا الإسلام ورفع قدرنا وحررنا من قيود وهمجية الجاهلية وبعث فينا سيد البشرية محمد صلوات ربي وسلامه عليه ليعلمنا ويبصرنا ويهدينا باقة من القيم والأخلاق والمثل العليا ؟




هذه هي باقة الورد التي كنت أعنيها والتي لا تذبل إن حافظنا عليها
الأخلاق هي وجه الإنسان ولونه وعطره فلنحافظ على هذه الورود كي لا تذبل ولا تدوسها الأقدام لتبقى نضرة ما حيينا وليبقى شذاها يعطر الكون حتى بعد مفارقتنا لهذا البستان الكبير


قالت نفسي : صدقت ورب الكون فلنعتني بالورود ونسقيها دوما بماء الأخلاق وقيم وآداب
فإن ماء السقي لا ينضب بل ستبقى نوا فير الحياة تضخ ماء الحياء ليصون المرء دينه وعرضه ليبقى أثره طيب في الحياة وبعد الممات


لهذا أختاه تعالي نجمل بواطننا ونعلق على صدورنا باقة من الورود



تعالي نعتني بظواهرنا ونجمع أحجارا كريمة من الأخلاق الفاضلة نزين بها ملامحنا لنغدو أجمل وأبهى وليرضى عنا رب البرية ثم لنكسب قلوب البشر ونتسلل إليها عبر مفتاح واحد أسنانه جملة من الأخلاق الحميدة التي دعا إليها الإسلام


أختاه لا شك ولا خلاف أن كل واحدة منا تحرص على الاعتناء بهندامها وأناقتها لتبدو في قمة الحسن والرونق والبهاء ولتبدو كذالك تحتاج لملابس أنيقة وعطور فواحة وحلي رنانة وأحذية جذابة وبراقة وألوان ناعمة تضفي لمسة فاتنة لوجهها الجميل وتكمل أناقتها بحقيبة تواكب صيحات العصر قد لايهمها ثمنها المهم أنها مصنفة من بين أشهر النوعيات الصارخة في هذا العصر
ثم هاتف ذو لمسات سحرية وفي نفس الوقت صار مرآة لها تتطلع فيه لوجهها بين الفينة والأخرى


أسدلت على جسدها الممشوق عباءة حريرية كأنها ليل دامس بحلكته أرخى سدوله ليكون للناس لباسا


قد لا أعيب عليك كل هذا الحرص من الجمال والأناقة لأن الأنثى بفطرتها مجبولة على ذالك لقوله تعالى (أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ )




أشار القرآن الكريم إلى الطبيعة الخاصَّة والملازِمة للمرأة منذ أوَّل نشأتها، في عهد الطفولة حتَّى تبلغ وتصبح مسؤولة عن أسرة، إذ تظلُّ طبيعتُها كما هي لا تتغيَّر ولا تتبدَّل: امرأة تنعم بالتَّرف والرفاهية تُغْريها الحلية والزينة، مهْما بلغت من العفَّة ومهما بلغتْ من التَّقوى لله - تعالى - بما يفوق الرِّجال، سوف تظلُّ المرأة كما هي تحبّ الزينة والحلية والترف والنَّعيم.


لكن قد أعنف عليك إن كانت كل هذه الزينة خارج بيتك ولغير نفسك وزوجك وإن كانت جل همك ومبلغ قصدك فهذه مصيبة قد وقعت في شراكها فاتقي الله وعودي لرشدك


لكن جميل بل جميل جدا إن كانت في بيت ولبعلك
وأعيدي النظر في عباءتك فليست على المقاس والشرط الذي حدده لك الشرع الحنيف ولم تعد سترا ضافيا ولا درعا واقيا


قد لا أعيب عليك كل ما ذكرت من مقومات الأناقة خاصة وأنت في مملكتك وتقدمين هذه اللوحة الجميلة لقلب زوجك لكن قد أعيب عليك حرصك على تجميل مظهرك وترك باطنك خراب وكأنه صار عش للجوارح الكاسرة



عودا على بدأ......
أقول ارعي ورودك من الذبول تعهديها بالسقي والعناية كي لا تموت فتصيري جسدا بلا روح وحقلا بل زهور
فأنت باقة ورد جمعت كل الألوان الجميلة والعطور الشذية لتعطري العالم بتقديم أرقى العطور وهي جيل رباني تنتظره الأمة
فكوني حقا ورودا لا تذبل ومياه لا تنضب




بقلم : أم حازم
مغرب يوم الأربعاء 20جمادي الثانية1432هـ
الموافق لـ :23-05-2012مـ

14
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أم حازم الجزائرية
عندك ورود لا تذبل؟؟؟؟؟
أم حازم الجزائرية
تمنيت أن أجد من يشتم هذه الورود :44:
ربا بنت خالد
ربا بنت خالد


..
هناك من يستنشقها ..
فـ أعذري المتأخرين في ذلك ..

..
أثر هنا يناغي القلب ودوح أحرف
تسقي الفؤاد ..
بارك الله فيك أم حازم ..
وسلم النبض والفكر ..
أم حازم الجزائرية
.. هناك من يستنشقها .. فـ أعذري المتأخرين في ذلك .. .. أثر هنا يناغي القلب ودوح أحرف تسقي الفؤاد .. بارك الله فيك أم حازم .. وسلم النبض والفكر ..
.. هناك من يستنشقها .. فـ أعذري المتأخرين في ذلك .. .. أثر هنا يناغي القلب ودوح أحرف...

هلا ومرحبا بأول من تشتم هذه الورود
ونعذر المتأخرين فالكل في بستان الحياة مشغول بجمع ورود من هنا وهناك والله يعين الجميع
بارك الله فيك حبيبتنا ربا سعيدة بطلتك أسعدك الباري أينما كنت
أعطر تحية لك بشذى كل الورود
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
دخلت روض ورودك فتخلل الشذى مسام روحي فانتشت ....!!

زهور منثورة .. وكلمات رائعة .. وتشبيهات موفقة .. وحلل من ألوان الزهور لبست ثياب الخلق الرفيع فزهت به !! وفاح بها!!

قد نتأخر عن دخول روض بهي كهذا ... ولكننا لانغادر دون أن نزور ..

وهل تستطيع الروح أن تتنشق عبقاً كهذا ... ولا تمتع ذاتها برؤية الزهور ؟!!...

حاشا....!

سلمت ... ! بما قدمت .. !!