

﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ﴾
لنذّكَركُم أخَوَتيْ و أخَواتِي الكِرامْ فمَن إتبَع سُنَة النَبِي صلى الله عليَه وسَلم إقتَدى بهِ نَال على مَحَبة الله ،
و نيَل معيَة الله تَعالى أيْ لا يَصَدر من العَبدْ شيئاً مِن جَوارِحَه و إلاو يُرضِي الله لأن مَن نال مَحبَة الله نال
معيتَهُ بلا شَكْ ، فيَنال بِذّلكْ مَرتَبة الدُعَاء المُستجابْ المُترتبَة مِن حُب الله لَه .. و مَا أرَوَع أنْ نحضَى
بَمرتبَة " أحَباء للواحِد الصَمَدْ و الذي لا بعده و لا قبله شَيئ" .
اعلم أيها المفضال أنَّ اتِّباع هديه rيشمل اتِّباع أخلاقه، وتعامله، وأدبه مع ربه، ومع سنته، ومع الناس، فلا تغفل
- أيها المبارك - عن هذا المطلب المهم، فالأخلاق عماد مهم يحتاجه واقعنا اليوم كثيرًا، نسأل الله أنْ يهديَنا
لأحسن الأخلاق، ويصرف عنا سيئها، واعلم أن التقرُّب لله – تعالى - بالفرائض مقدم على النوافل وأعظم أجرًا،
فالله - عزَّ وجلَّ يقول:وما تقرَّب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه.
الوُرَيْقَه الأولىْ

نقصد بالسنن الموقوتة: هي السنن المؤقتة بأوقات في اليوم والليلة، فهي سنن تسن بأوقات مُعينة، وقسمت
الأوقات إلى سبعة أوقات: ما قبل الفجر، ووقت الفجر، ووقت الضحى، ووقت الظهر، ووقت العصر،
ووقت المغرب، ووقت العشاء ، لذلك سنبدأ اليَوم ما قَبل الفَجرْ و ما السنن المعلومه و المهجوره
التي كان يقوم بها النبي صلى الله عليه و سلم ، و النهج التذكيري لن يسلط فقط على السنن موقوته لكن
ضمن الحديث سيسلط الضوء على السنن الأخرى التي يستطيع الإنسان القيام بها في أي وقت كاللبس
و المأكل و هلم جرى .



عَنْ حُذّيفَه قَال كَان النبي صلى الله عليه و سلم إذا قام في الليل يشوص فاه بالسِواكْ متفق عليه .

ومن ذلك ما جاء في "صحيحِ البخاري" من حديث حذيفة قال: "كان النبي إذا أراد أن ينام، قال: ((باسمك اللهم
أموت وأحيا))، وإذا استيقظ من منامه، قال: ((الحمدُ لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور))"؛ ورواه مسلم
من حديث البَرَاء - رضي الله عنه.

وهذه ثلاث سنن جاءت في حديث ابن عباس t المتَّفق عليه: "أنَّه بات ليلةً عند ميمونة زوج النبي r وهي خالته،
فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله r وأهله في طولها، فنام رسولُ الله r حتى إذا انتصف
الليل - أو قبله بقليل، أو بعده بقليل - استيقظ رسولُ الله r فجلس يَمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر
الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي.
وفي رواية لمسلم: فقام نبي الله من آخر الليل، ثم خرج فنظر إلى السماء، ثم تلا هذه الآية في آل عمران:
﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾ .
- "يمسح النوم عن وجهه بيده"؛ أي: يَمسح عينيه بيده ليمسح أثر النوم، و"الشن" هي القربة، وفي رواية مُسلم بيان
لما يقرؤه مَن أراد تطبيق هذه السنة، فإنَّه يبدأ من قوله - تعالى -: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ﴾ .
إلى خاتمة آل عمران، وفي قراءته r لهذه الآيات قبل الوضوء دليلٌ على جواز قراءة القرآن على غير طهارة
من الحدث الأصغر.

لحديث أبي هريرة tأنَّ النبي r قال: ((إذا استيقظ أحدُكم من نومه، فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثًا،
فإنه لا يدري أين باتت يده))؛ متفق عليه.

لحديث أبي هريرة tأنَّ النبي قال: ((إذا استيقظ أحدكم من منامه، فليستنثر ثلاث مرات، فإنَّ الشيطان يبيت
على خياشيمه))؛ متفق عليه، وفي رواية البخاري: ((إذا استيقظ أحدكم من منامه فتوضأ، فليستنثر ثلاثًا...)).
يتبــــــــع
﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ﴾
لنعتاد على اقتفاء هدي المصطفى r فشد العزم أخي، لنجعل أيامنا قريبة من هدي نبينا r لنعمرها بطاعة ربنا،
ولنحيي قلوبنا بها؛ لننال مَحبَّة الله - جل في علاه - وما في السنن من ثَمرات .
و لنَكُن مِنْ اهِلْ اليَمِينْ
حديث عائشة الذي في البخاري ومسلم و الذي سيذكر فيما بعد: "أن النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه
التيمن في تنعله، وترجله، وطهوره، وفي شأنه كله"؛ فكان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ باليمين،
ويقدمها للأشياء الطيبة، ويؤخرها لما سوى ذلك؛ فكان إذا انتعل قدم اليمنى، وإذا لبس القميص قدم
اليمنى، وإذا دخل المسجد قدم اليمنى.
ويقدم الشمال لما سوى ذلك, فيقدمها عند دخول الخلاء، وعند الخروج من المسجد، ويقدمها عند
خلع النعلين، والقميص، ونحو ذلك.
2- وكان يخص اليمين في الأكل، والشرب، والمصافحة، وتناول الأشياء الطيبة، ويخص الشمال للأوساخ، والأشياء
المستكرهة، هذه هي سنته صلى الله عليه وسلم التي يستطيبها، ويعجبه فعلها.
3- وكان في الطهارة يقدم غسل اليد اليمنى، والرجل اليمنى، وفي حلق النسك يقدم الجانب الأيمن
من رأسه على الأيسر؛ وهكذا شأنه صلوات الله وسلامه عليه.
4- أن تقديم اليمنى في الأشياء المستطابة، وتخصيصها لها، وتخصيص الشمال للأشياء المستقذرة:
هو الأفضل شرعاً وعقلاً وطباً؛ ولذا صارت القاعدة الشرعية المستمدة من سنته هي تقديم اليمين نفسها
في كل ما كان فعله من باب التكريم، وما كان ضدها استحب له الشمال.
5- البداءة باليمين مشروعة في جميع الأعمال الصالحة؛ لفضل اليمين حساً في القوة، وشرعاً
في الندب إلى تقديمها.
و إنما يبدأ بالشمال عند الخلع؛ لأن اللباس كرامة، ولأنه وقاية، فلما كانت اليمين أكرم من اليسرى، بدئ
بها في اللبس، وأخرت في الخلع؛ لتكون الكرامة لها أدوم، وحصتها منها أكثر.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ
بِالْيَمِينِ، وَإِذَا نَزَعَ)؛ أَيْ: نَعْلَهُ ( فَلْيَبْدَأْ بِالشِّمَالِ، وَلْتَكُنِ الْيَمِينُ أَوَّلَهُمَا تُنْعَلُ، وَآخِرَهُمَا تُنْزَعُ).
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ إلَى قَوْلِهِ: ((بِالشِّمَالِ))، وَأَخْرَجَ بَاقِيَهُ مَالِكٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ.
الدعاء عند لبس ثوب جديد: عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله ـ صلى الله عليه
وسلم ـ إذا استجد ثوبا سماه باسمه : إما قميصا ، أو عمامة، ثم يقول: (( اللهم لك الحمد ، أنت كسوتنيه ،
أسألك من خيره ، وخير ما صنع له ، وأعوذ بك من شره، وشر ما صنع له )) .
يتبــــــــــــــع