في مجلس الوزير العالم ابن هبيرة – من وزراء بني العباس – توفي 560هـ حصل التالي :
ذكر الوزير ابن هبيرة في مجلسه مفردة للإمام أحمد تفرد بها عن الثلاثة ، فادعى أبو محمد الأشيري المالكي أنها رواية عن مالك
ولم يوافقه على ذلك أحد ،
وأحضر الوزير ابن هبيرة كتب مفردات أحمد وهي منها ، والمالكي مقيم على دعواه .
فقال له الوزير ابن هبيرة : بهيمة أنت ؟ أما تسمع هؤلاء الأئمة يشهدون بانفراد أحمد بها ، والكتب
المصنفة وأنت تنازع !!
وتفرق المجلس .
فلما كان المجلس الثاني – وكانت مجالس الوزير كلها للعلم والعلماء – واجتمع الخلق للسماع أخذ ابن
شافع في القراءة فمنعه الوزير ابن هبيرة ، وقال :
قد كان الفقيه أبو محمد - الأشيري المالكي- جرى في مسألة أمس على ما لا يليق به من العدول عن الأدب
والانحراف عن نهج النظر ، حتى قلت له تلك الكلمة ، وها أنا فليقل لي كما قلت له
فلست بخير منكم ، ولا أنا إلا كأحدكم ، فضج المجلس بالبكاء ، وارتفعت الأصوات بالدعاء والثناء .
وأخذ أبو محمد الأشيري المالكي يعتذر ويقول :
أنا المذنب والأولى بالاعتذار من مولانا الوزير .
والوزير ابن هبيرة يقول : القِصاصَ القِصاصَ .
فقال يوسف الدمشقي مدرس النظامية : يامولانا إذا أبى القصاص فالفداء .
فقال الوزير ابن هبيرة : له الحكم .
فقال أبو محمد الأشيري المالكي : نعمك عليّ كثيرة ، فأي حكم بقي لي !؟
فقال الوزير ابن هبيرة :
قد جعل الله لك الحكم علينا بما ألجأتنا به إلى الافتيات عليك .
فقال أبو محمد الأشيري المالكي : علّي بقية دين منذ كنت بالشام .
فقال الوزير ابن هبيرة : يعطى مائة دينار لإبراء ذمته ، ومائة دينار لإبراء ذمتي .
ثم قال له الوزير بعد إعطائه المال : عفا الله عنك وعني ،وغفر لي ولك .
( لمراجعة القصة أنظر كتاب الإفصاح عن معني الصحاح للوزير ابن هبيرة . الصفحة التاسعة )
اللهم إنا نسألك بطانة لولي أمرنا مثل ابن هبيرة - رحمه الله -
الذي رغم أعباء الوزارة إلا أنه أكرم العلم والعلماء ؛ وكان من الزهاد .
قال فيه الخليفة المقتفي : ما وزر لبني العباس مثله .

المضياني @almdyany
عضو جديد
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
الوزير ابن هبيرة - رحمه الله - مات مسموماً وكان كثيراً ما يسأل الشهادة .
وعندما حضرته الوفاه كان يصلي فمات وهو ساجد .
رحمه الله .