((((((وسائل استمرار الحكة الجهادية في الأرض المبارك

ملتقى الإيمان

((((((((وسائل استمرار الحركة الجهادية في الأرض المباركة ))))))))
مضى على الحركة الجهادية الفلسطينية ما يقارب ثمانية أشهر ذهب فيها أرواح الآلاف ممن نحسبهم شهداء عند ربهم يرزقون ، وجرح فيها عشرات الآلاف ، ويتم أطفال وترملت نساء ، وتعوق رجال ... وقد هزت هذه الحركة ضمائر الناس مسلمهم وكافرهم : المسلم زاد يقينه بأن الإيمان يفجر طاقات المسلمين عند الشدائد ، فيبذلون في سبيل الله كل غال ونفيس ، بما في ذلك أرواحهم رغبة في رضا الله تعالى عنهم ، وكم شاب يتمنى أن يقف في صف المجاهدين في الأرض المباركة ، ولكن الأنظمة في بلدان المسلمين تحول بينه وبين ما يتمنى ، وقد بذل كثير من المسلمين ما يقدرون عليه من المال لنصر إخوانهم العزل المظلومين من العدو اليهودي الدخيل .
وقد شعر أعداء الله من الكفار بخطر هذه الحركة الجهادية المباركة التي زلزلت أقدام اليهود بالحجر والمقلاع ، وبوسائل ضعيفة جدا ، مقابل الترسانة العسكرية والقوة الغاشمة التي يملكها اليهود.
وعندما يشعرالأعداء بأن الأرض تضطرب تحت أقدام هؤلاء الأعداء ، يتداعون من كل حدب وصوب ، ويجمعوا أمرهم مع تباين مصالحهم ، على إجهاض هذه الحركة ، لأن ذلك يحقق مصالحهم جميعا ، وهو ضرب المسلمين وإضعافهم والْحَوْل بينهم وبين عزهم وكرامتهم التي يحققها لهم الجهاد في سبيل الله ، فتحرك موسكو – الموتورة من الجهاد الشيشاني - وواشنطن وبروكسل ، وبعض أذنابهم في كثير من الحكومات في الشعوب الإسلامية ، ليدعموا المهزومين المستسلمين في فلسطين الذين يركضون ركضا وراء التفاوض المذل ، وينقذوا الدولة اليهودية ذات القوة التي لا تقهر والتي أرعبت الحكام العرب ، وأذلت بذلك عواصم الفتوحات الإسلامية المحيطة بالأقصى والتي أرغمت جيوش قيصر وكسرى على الاستسلام ، وحطمت عروشهم، مع أن هذه القوة التي لا تقهر ، أرعبها أطفال الحجارة الشجعان .
ولا شك أن الشرطة الفلسطينية تتعطش لاستغلال هذه الحركة لتحقق بدماء شهدائها مكاسب سياسية ، لتكمل مشوار الهزيمة ، وأن اليهود ومن شايعهم يريدون التخلص من رجال الجهاد وشبابه ، وإذا أجهضت هذه الحركة ، فسيتعاون على ضرب المجاهدين اليهود ورجال السلطة و(cia)كما كانوا يفعلون ذلك قبل قيام هذه الحركة ، بتأييد ممن يحاربون الإسلام في بعض البلدان الإسلامية ، ويخشون أن ينتصر المجاهدون وتكون لهم الكلمة العليا على العلمانيين أولياء اليهود وأمريكا وغيرهما من الدول الغربية المعادية للإسلام والمسلمين .
لذلك يجب على كل مسلم قادر أن يبذل كل ما في وسعه لمناصرة الفئة المؤمنة المجاهدة في سبيل الله ، بالمال والإعلام والدعاء والتشجيع ، فإن العاقبة ستكون لهم بإذن الله .
إن الجهاد في سبيل الله هو الوسيلة الوحيدة لانتصار المسلمين في فلسطين ، على الأعداء اليهود ، وما عدا ذلك من الوسائل فهي لا تخلو من أحد أمرين :
الأمر الأول : استمرار هيمنة اليهود وإذلالهم لجميع الفلسطينيين بالقتل والجرح وهدم البيوت والمساجد ، وتخريب الممتلكات ، سواء كانوا في الضفة الغربية وغزة ، أم فيما يسمى بالخط الأخضر الذي اعترف به حكام العرب دولة لليهود ، بالطرق الرسمية التي أصبحت بها السفارات بين اليهود وبعض الدول العربية متبادلة ، أو من حيث الواقع ، وهو أن جميع الدول العربية لا يطالبون الآن إلا بدولة فلسطينية تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة ، كيفما كانت تلك الدولة ، ما دامت مقبولة من قبل الشرطة الفلسطينية .
الأمر الثاني : أن يمن اليهود على الفلسطينيين – بالاتفاق مع الشرطة الفلسطينية – بِقِطَعٍ من أرض غزة والضفة الغربية ، تسمى الدولة الفلسطينية ، تنتشر فيها المدن اليهودية – المسماة بالمستوطنات – التي تمتلئ بها مخازن بالسلاح المعد للاعتداء على الفلسطينيين في الوقت المناسب ، مع كتائب من الجيش اليهودي مدججة بالسلاح بحجة حماية تلك المستوطنات ، وهي في الواقع معدة لمحاصرة قطع الدولة المزعومة .
إضافة إلى نزع السلاح - الصالح للدفاع الكافي عن النفس – من أيدي الفلسطينيين ، وحصار تلك الدولة في المعابر والحدود والجو …. وبتلك الدولة يخدر المسلمون ، فلا يعودون يطالبون اليهود بشيء ، وتصبح الأرض المباركة ، في حقيقة الأمر ، دولة يهودية.
وقد يعطون الفلسطينيين مكتبا إشرافيا في باحة الأقصى يسمونه بأي اسم يسلون به المسلمين ويخدرون مشاعرهم مؤقتا ، حتى يأتي اليوم الذي لا يعلم المسلمون إلا بهدم المسجد بعد أن يكونوا قد فرغوا من إقامة أساس الهيكل اليهودي المزعوم في أسفله .
ولا يبعد أن يطردوا الفلسطينيين من فلسطين بأكملها أو يقضوا عليهم ، اقتداء بالأوربيين الذين طردوا السكان الأصليين من الأمريكتين ، ومن أستراليا .
بل لقد صرح نيتانياهو رئيس وزراء اليهود الأسبق، في كتابه الخطير (بلدة تحت الشمس) أن الأردن هي امتداد لدولة إسرائيل، واليهود يخططون لطرد الفلسطينيين إلى الضفة الشرقية لنهر الأردن والاستقلال التام يأرض فلسطين كلها، وهذه هي الخطوة الثالثة.
الأولى احتلال سنة 1948. والثانية احتلال 1967 .
وهناك الخطوة الرابعة، وهي إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل، بل إلى أرض أخرى هي أشد خطرا من غيرها.
هذا باختصار هو شأن أي وسيلة تتخذ د اليهود ، غير وسيلة الجهاد في سبيل الله .
و بدت السوءات
ولكنا نحمد الله أن خيب سعي دعاة السلم المذل ، والتطبيع المهين ، من أعداء الجهاد والحل الإسلامي الذي لا حل سواه ، لقضية الأرض المباركة " فلسطين " ، فكشف اليهود عن طبيعتهم – وهم مكشوفون لمن له إلمام بتاريخهم وبصفاتهم التي أبانها الوحي الإلهي ، ومواقفهم من كل من ليس منهم ، من الغدر والخيانة ونقض العهود – كشفوا عن طبيعتهم في هذه الفترة التي رأى الناس كلهم وسمعوا وقرءوا ما عاملوا به السكان العزل ، من الأطفال والنساء والشيوخ وغيرهم ، من قتل وتمثيل وتشريد … ورأى الناس كلهم أطفال الحجارة الذين يرمون الجيش المدجج بالسلاح بكافة أنواعه الخفيف ، والثقيل من دبابات وطائرات وصواريخ …..
وقد تجاوب المسلمون في كل أنحاء الأرض ، ولا زالوا ، مع الفلسطينيين المعتدى عليهم ، وطالبوا حكامهم بنصرتهم ، وموقف الفلسطينيين المشرف وتجاوب المسلمين معهم بهذا الزخم القوي ربح عظيم ، يجب اغتنامه وتغذيته واتخاذ كل وسيلة ممكنة مشروعة لاستمراره ، لتبقى الروح الجهادية عند الفلسطينيين وكافة المسلمين مشتعلة ، لا تخبو .
أسباب استمرار الروح الجهادية في نفوس المسلمين .
وهناك أسباب يجب اتخاذها لاستمرار الكفاح الجهادي في داخل فلسطين وخارجها :
السبب الأول : اجتماع الشعب الفلسطيني على كلمة واحدة ، وهي الاعتصام بحبل الله ، والوقوف صفا واحدا ضد العدو الغاشم ، والتعاون على إعداد العدة المتاحة للدفاع عن النفس والأرض والعرض ، والاتفاق الصادق على الأدوار اللازمة : سياسية كانت أو اقتصادية أو عسكرية .
وهذا يقتضي أن تكف السلطة الفلسطينية عن الاعتداء على المجاهدين بالسجن والاعتقال ، وعن التعاون مع المخابرات اليهودية والأمريكية على شباب الجهاد، والانضمام إلى صفوفهم في الجهاد والكفاح .
والأصل أن يبقوا جميعا مجاهدين عدوهم، ولا بفاوضوه على أي شيء، ما لم تقض الضرورة بالتفاوض، ويشترط في هذا التفاوض الذي تقضي الضرورة به، أن يصدر عن اتفاق وتشاور بين جميع الفلسطينيين، وإذا دعت الضرورة إلى صلح – كأن يكون المسلمون في حال لا طاقة لهم بقتال العدو - فيجب أن يكون الصلح مؤقتا ( أي هدنة حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا ) والهدنة المؤقتة أمر مشروع للضرورة، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع قريش في غزوة الحديبية، وأذكر أنه قد نادى بذلك الشيخ أحمد ياسين .
ولكن الهدنة اليوم –ولو كانت مؤقته – قد تطفئ حماس هذه الحركة الجهادية المباركة التي زلزلت أقدام اليهود، فلندعمها ولنقوها لتبقى مستمرة حتى يحكم الله بيننا وبين أعدائه بالفتح المبين.
وهذا يبقي الروح الجهادية عند المسلمين حية في نفوسهم ، بخلاف الصلح الدائم الظالم ، فإن يحلب اليأس ويثبط الهمم …ومع الهدنة المؤقتة يكون الإعداد، ويستعد الفدائيون للرد على أي اعتداء طارئ .
هذا ما يتعلق بالفلسطينيين .
السبب الثاني : مقاطعة جميع الدول العربية وحكومات الشعوب الإسلامية للعدو اليهودي ، سياسيا ، ودبلوماسيا ، واقتصاديا ، وثقافيا ، واتصالا ومواصلات ، بحيث يشعر بالعزلة التامة ، وهذا من أوجب الواجبات على هذه الدول ، لأن عدم مقاطعتها فيه ولاء محرم ، لأنهم محاربون تنطبق عليهم معاني الآية الكريمة في سورة الممتحنة : ( إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون )
وفي الآية دليل على أن من يعين المحارب ويظاهره على المسلمين يأخذ حكمه في وجوب مقاطعته وعدم توليه . ولا شك أن التعاون مع العدو المحارب اقتصاديا وسياسيا بما يحقق مصالحه يعد تقوية له ومناصرة على المسلمين .
ونحن نعلم ما فعله المشركون من قريش من مقاطعة الرسول صلى الله عليه وسلم وبني هاشم وبني المطلب ، وحصارهم لهم في الشعب ، ونعلم ما يفعله أعداء الإسلام اليوم من الحصار والمقاطعة للبلدان الإسلامية التي لا تخضع لها ، كما تفعل أمريكا وبريطانيا وغيرهما مع السودان وليبيا وغيرهما ، فالمسلمون أولى بذلك .
بل نعلم علم اليقين ما يفعله اليهود الآن من المقاطعة الظالمة للمسلمين في فلسطين ، حيث يغلقون الطرق والمعابر ، ويمنعون عنهم الطعام والشراب والدواء والغطاء .
فكيف يفعل ذلك أعداؤنا معنا ، ونحن نمد هؤلاء الأعداء بأكثر مما يتاجونه من طاقة وغيرها بأرخص الأسعار ، ونشتري منهم أكثر مما نحتاج من البضائع بأغلى الأسعار ؟!
السبب الثالث : أن تجتهد الدول العربية وكافة حكومات الشعوب الإسلامية ، في جمع التبرعات من أجل دعم المجاهدين الفلسطينيين ، والتحقق من أن تلك التبرعات تصرف في مواضعها ، من طعام ولباس ودواء ومسكن ، وعُدَّة جهادية ، ولا يقتصر على تسليمها لمن قد يتصرف فيها تصرفا غير مشروع .
السبب الثالث : أن تستمر وسائل الاتصال في عرض قضية فلسطين وجعلها دائما حية في نفوس المسلمين ، بحيث تعد البرامج المتنوعة : اجتماعيا ، وثقافيا ، واقتصاديا ، وتاريخيا ، وإعلاميا وجهاديا ، ولا يخلو يوم من الأيام من تلك البرامج في جميع الوسائل الإعلامية ، من كراتين الأطفال إلى أناشيد الجهاد … بحيث لا يغفل المسلمون يوما واحدا عن هذه القضية .
وإنه لمؤسف كل الأسف ، أن ترى في بعض الفضائيات الأطفال يقتلون ويجرحون في الأرض المباركة ، وترى غالب الفضائيات العربية المحيطة بفلسطين تبث في نفس الوقت المسلسلات الغرامية والرقص الفاجر ، والعري الفاضح ، والأغاني الماجنة ، والشباب والشابات يرقصون ويصفقون . إنه والله الهلاك والدمار الذي كان من أهم أسباب بعد المسلمين عن معالي الأمور ، وسقوطهم في حمأة الذل والمهانة والاستعباد !
السبب الرابع : استمرار الأئمة والخطباء في كل الشعوب الإسلامية ، في تذكير الناس بقضية فلسطين وواجبهم نحوها ونحو أهلها المظلومين المضطهدين .
السبب الخامس : عقد الندوات والمؤتمرات في المساجد والنوادي والجامعات والإذاعات والفضائيات في الأمور المتعلقة بقضية فلسطين .
السبب السادس : إدخال تاريخ اليهود في المناهج الدراسية ، وبيان ما تضمنه القرآن الكريم عنهم مع الله ومع أنبيائه ورسله ، وبخاصة الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم ، وإعادة النظر في المناهج التي استجابت بعض الدول العربية لمطالبة اليهود بحذف ما يبين عوارهم فيها ، فتجهيل الأجيال المسلمة بتاريخ اليهود ومفاسدهم من أعظم الجرائم في الإسلام .
السبب السادس : تذكير المدرسين والأساتذة في جميع المراحل الدراسية طلابهم بأهمية القضية الفلسطينية ، وتعريف الطلاب بتاريخ فلسطين والمسجد الأقصى وما انتابها من استعمار في القديم والحديث ، وواجب المسلمين نحوها .
هذه بعض الأسباب التي إذا توافرت أبقت الروح الجهادية ضد أعداء الله اليهود في نفوس المسلمين عامة ، وساعدت المسلمين في فلسطين على استمرار حركتهم الجهادية ن وإذا فقدت أو فقد شيء منها فقدت روح الكفاح أو ضعفت .
نسأل الله أن يوفق ولاة أمر المسلمين وشعوبهم للتعاون على البر والتقوى والعمل بما يرضي الله تعالى ، إنه على كل شيء قدير ز
وصلى الله وسلم على سيدنا ةنبينا محمد وعلى آله وصحبه .
0
537

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️