إلى الجنة

إلى الجنة @al_algn_1

عضوة نشيطة

{وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّة}

ملتقى الإيمان


الحمد لله وكفى والسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد:

فإن القران لما حث أتباعه على المسارعة في الخيرات والمسابقة في الطاعات طمعاً في دخول جنات الرحمن ما
أراد الله بذلك وما أراد رسوله صلى الله عليه وسلم أن يسابق الإنسان إلى الموت وأن يسرع إلى التخلص من
حياته فإن الأجل امراً لا يُكلف العبد به هذا أمراً قدري خارج عن التكليف والله يقول
{ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ
يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }الأعراف 34
ولم يرد في الشرع ما يد فع المؤمن إلى أن يتمنى الموت إلا في
حالات يذكر فيها دعاء مخصوص أما الأصل في المؤمن أنه يسارع في الخيرات ويسابق في الطاعات ويعمل
العمل الصالح هذا الذي كلفناً الله به
أخرج الأمام أحمد في المسند من حديث أبي أمامه رضي الله عنه وأرضاه
قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرققنا أي اثر فينا حديثه فبكى سعد رضي الله عنه وأرضاه فأكثر من
البكاء ثم قال سعد ابن أبي وقاص قال ياليتني مت فقال صلى الله عليه وسلم( يا سعد لا تقل هذا فإنك إن كنت قد
خلقت للجنة فمهما طال من عمرك وحسن من عملك فهو خيراً لك )
وهذا توجيه نبوي كريم منه صلوات الله
وسلامه عليه ،
المؤمن مطالب في أن يسارع في الخير ويعمل الصالح وليس مطالب في أن ينهي نفسه ويقتلها
،يظن أن وراء ذلك الجنة
قال صلى الله عليه وسلم (بادروا في الأعمال سبعاً فهل تنتظرون إلا فقراً منسيا أو
غنى مطغيا أو مرضاً مفسداً أو هرماً مفندا أو موتاً مجهزا أو الدجال فشر غائبٍ ينتظر أو الساعة والساعة أدهى
وأمرّ )
فقوله صلى الله عليه وسلم بادروا في الأعمال أي سارعوا في الأعمال الصالحة قبل أن يمنعكم عنها مانع
ثم ذكر عليه الصلاة والسلم جملة من الموانع فالفقر ينسى لأن الإنسان إذا كان فقيراً أنشغل بقوته ورزقه ودفع
دينه ومنعه ذلك من أن يعبد الله على الوجه الأكمل والنحو الأتم في الغالب وإذا كان غنياً طغى عليه غناه فأنشغل
بعقاراته وتجاراته وأسهمه وأرباحه وشغله ذلك عن طاعة الرب وتعالي على الوجه الأكمل والنحو الأتم وإن كان
مريضاً عجز عن الحج والعمرة والصيام وأمثال ذلك من الطاعات لمرضه وإن كان هرماً دخل في الخرّف فلا
يدري الليل من النهار فكيف سيصلي ويصوم وإن كان الموت هو مُجهزٌ قاض ٍ عليه وبه تطوي صحائف
الأعمال إلا ما استثناه الشارع منه، والدجال لا فتنة أعظم منه، والساعة نهاية الأمر وقيام الحساب، وكل ذلك لا
عمل فيه فهذا جزءٌ من التوجه النبوي للمسارعة للخيرات
وقد نقل الأخيار عن معاذ ابن جبل رضي الله عنه
وأرضاه أنه لما حضرته الوفاة بكي فقيل ما يبكيك ياصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبكي على ظمأ
الهواجر أي أبكي أنني لم أستطيع أن أصوم بعد اليوم أبكي على قيام ليل الشتاء لأنني بعد موتي لا أستطيع أن
أقوم بعد اليوم ، أبكي على مزاحمة العلماء بالركب
لأن حضور مجالس العلماء وحضور مجالس تدارس القران
كل ذلك مما تغشى به السكينة وتنزل به الملائكة ويعظم به الأجر فلا يتأسف معاذ رضي الله عنه على دينار ولا
درهم ولا على زوجة ولا على ولد ولكن يتأسف على ما سيفوته من عملٍ صالح رغم أنه رضي الله عنه
وأرضاه من أعظم الصحابة قدرا ًوأجلهم مكانتاً وأكثرهم علماً رضي الله عنه وعن أصحاب محمدٍ صلى الله عليه
وسلم أجمعين.



نقلاً عن الشيخ / صالح بن عواد المغامسي حفظه الله

3
296

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

جوزفينا
جوزفينا
بارك الله فيك
مرة عبدالرحمن
ربي يجزاك الجنان
ويرضى عليك دنيا واخره
ام الكتكوتين
ام الكتكوتين
جزاكي الله خير