سوار542

سوار542 @soar542

عضوة نشيطة

(وسارعوا الى مغفرة من ربكم)

ملتقى الإيمان

مقتطفات من محاضرة الداعيه د- اسماء الرويشد في ملتقى ربوة الرياض لهذا العام


عنوان المحاضره

(وسارعوا الى مغفرة من ربكم)


الحمد لله غفار الذنوب لمن تاب وآمن واستغفر، وتواب رحيم لكل من تاب واسترحم، فارج الكرب كاشف الهم مزيل الغم، لا شريك له في عبادته كما لا شريك له في ملكه، والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين، من تبعه غفرت له ذنوبه حيث قال ربه عز وجل : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31) ،وبعد :
فإن كلاً منا قد واقع الذنب واستكثر وناء بحمله الذي ارتكب، ونحن نعلم ونؤمن أن الله غفار الذنوب.. يغفر الذنوب جميعاً .. ولكن كيف السبيل لذلك ؟
قال الله تعالى الغفور الرحيم :( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ *وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ *وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ *أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ *أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ *أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ )(الزمر53-58)
إنها دعوة للأوبة، نداء للعصاة المسرفين الشاردين في تيه الذنوب، دعوتهم إلى الأمل والرجاء والثقة بعفو الله ومغفرته، إذ ليس بين العبد المسرف في معصيته وبين رحمة الله الندية إلا التوبة وحدها، الأوبة إلى الباب المفتوح بلا حاجب دونه ولا حسيب.
فها هي سعة رحمة الله ومغفرته مع من قتلوا أولياءه وأحرقوهم ثم يقبل من تاب منهم فيقول عز وجل : (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ) (البروج:10)
وكذلك يفتح باب المغفرة أمام اليهود الذين قالوا :( إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ)(المائدة: من الآية73)فيقول لهم بعد ذلك كله: ( أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المائدة:74)
)وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له ... ( ، هذا هو السبيل والطريق إلى ساحات المغفرة وظلال الرحمة، إنها الإنابة والاستسلام أي : الإقبال بالقلب على المولى الكريم مع العودة إلى فيء الطاعة والانقياد، هذا هو كل شيء بلا قيود أو مراسيم ولا وسطاء ولا شفعاء، إنه إقبال بالقلب وانقياد بالجوراح.
فآدم لما عصى ربه ندم واستعتب، فعلمه ربه كلمات قالها فتاب عليه وقبله، أما إبليس فأبى واستكبر فلم يرجع وسار في غيه، فالسعيد من وعظ بحال أبيه فتاب واستغفر، والشقي من دعاء إبليس فصار مثله وأصر واستكبر.
( مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ)(الزمر: من الآية55) .


إنه نداء قبل فوات الأوان، فإنها نفس تخرج فلا تعود، وعين تطرف ثم لا تطرف أخرى إلا بين يدي مولاها.
دعوة قبل التحسر على فوات الفرص، وعلى التفريط وعلى الضحك واللهو والسخرية..
) أن تقول نفس يا حسرتى ...()أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة ... (
هي أمنية عند الموت وفي القيامة لا تنال ولا تطال، وإنما دماء العين بعد الدموع، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن أهل النار ليبكون حتى لو أجريت السفن في دموعهم جرت، وإنهم ليبكون الدم".
فالبدار.. البدار إلى الفرص قبل فواتها، فإن فيها النجاة وفيها أيضاً المنزلة كما قال الحسن البصري: لا يجعل الله عبداً أسرع إليه كعبداً أبطأ عنه .
وقال شميط بن عجلان : الناس ثلاثة : فرجل ابتكر الخير في حداثة سنة ثم داوم عليه حتى خرج من الدنيا فهذا المقرب، ورجل أبكر عمره بالذنوب وطول الغفلة ثم راجع بتوبة فهذا صاحب يمين، ورجل ابتكر الشر في حداثة سنه ثم لم يزل فيه حتى خرج من الدنيا فهذا صاحب شمال.
والله تعالى يقول: ( فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً) (مريم:84)
نعم يمهلنا الله عز وجل ولا يعجلنا بالعقوبة على الذنب، ثم يفتح لنا أبواب المغفرة والتوبة، ويعد علينا ويحصى أعمالنا وأعمارنا، وآخر العدد خروج الروح وفراق الأهل ودخول القبر وفتنته، وعرصات القيامة وأهوالها، والصراط وهلكته.
إن مغفرة الذنوب شيء عظيم ونعمة كبيرة يتفضل بها المنعم الغفور جل وعلا على من يشاء من عباده، وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم.. وهذا الذي جعل الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول : لوددت أن الله غفر لي ذنباً من ذنوبي وأني دعيت عبد الله بن روثة.
وقال : وددت أن الله غفر لي ذنباً واحداً ولا يعرف لي نسب.
مغفرة ذنب واحد تعادل عند هذا الصحابي كل هذا !! لقد صدق رضي الله عنه فقد قال تعالى : )لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ( (آل عمران: من الآية157) .
عجيب غفلتنا هذه .. فهل بعد غفلتنا هذه غفلة؟ ذنب واحد يغفر خير من الدنيا وما فيها، فيكف إذا توافرت أسباب المغفرة من الله تعالى وتعددت تفضلاً منه وكرماً ثم لا نسارع إليها .
فهؤلاء خير الأمة من الصحابة رضوان الله عليهم يسألون الله المغفرة مع ما هم عليه، قال تعالى )َوالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (الحشر:10).
والصالحون وأهل الإيمان يستغفرون وأشد ما يكونون استغفاراً عقب الطاعات وذلك لشهود التقصير من أنفسهم في تلك العبادات، وتركهم للقيام بما يليق بجلال الله وكبريائه جل وعلا.


إننا سنتناول في هذا الموضوع بعضاً من أسباب المغفرة وموجبات الرحمة وذلك :
1-لبيان فضل الله ورحمته ببني إسرائيل، قال تعالى( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة:54) ، فكان تطهيرهم وقبول توبتهم مقابل أن يقتل كل رجل منهم كل من لقى من ولد ووالد وأخ.
2-مع كثرة ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وتورطنا بالذنوب، فلا يجعلنا ذلك نيأس من رحمة الله، فنستقل بعض الطاعات ونستهين بالإتيان بوجوه القربات الميسرة مقارنة بكثير من الذنوب وعظيم الأوزار .. وهذا من عمل الشيطان، فإنه يقول: ما ينفعك هذا العمل وأنت قد فعلت كذا وكذا، ويذكر بقبيح العمل.
والحقيقة أن الحسنات مهما كانت فإن لها أثراً في محو السيئات. قال المناوي في " فيض القدير" وأياً كان فالحسنات تؤثر في السيئات بالتخفيف منها، فلا يعجزك إذا فرطت منك سيئة أن تتبعها حسنة كصلاة .
ويقول ابن القيم في " مدارج السالكين " : فلأهل الذنوب ثلاثة أنهار عظام، يتطهرون بها في الدنيا، فإن لم تف بطهرهم طهروا في نهر الجحيم- إذا لم يشأ أن يغفر لهم – يوم القيامة ، نهر التوبة النصوح، ونهر الحسنات المستغرق للأوزار المحيطة بها، ونهر المصائب العظيمة المكفَّرة، فإذا أراد الله بعبد خيراً أدخله أحد هذه الأنهار الثلاثة، فورد يوم القيامة طيباً طاهراً ، فلم يحتج إلى تطهير رابع.
إلى جانب أن للحسنات تأثيراً مضاداً ودافعاً للسيئات، فتفتح للعبد باباً إلى التوبة والإقلاع عن الذنب فمثلاً كلما أكثر من سماع القرآن وتلاوته ضاد سماع الغناء وطرد رغبته من قلبه، لأن القرآن ومزمار الشيطان ضدان لا يجتمعان في قلب عبد أبداً .
والمرض يعالج بضده، فكل ظلمة ارتفعت إلى القلب بمعصية لا يمحوها إلا نور يرتفع إليه بحسنة تضادها.
3-للحذر من الذنوب جميعها؛ لأن لبعض الذنوب خواصاً وأثاراً قد يحرم بها الإنسان المغفرة وأسبابها، فمن ذلك : الكبائر، والمجاهرة بالمعاصي، والبدعة،والتباغض والقطيعة، والإصرار على الذنوب، ودليل ذلك :
أما الكبائر : ففي قول النبي صلى الله عليه وسلم : " الصلوات الخمس ورمضان إلى رمضان، والجمعة إلى الجمعة ، مكفرات لما بينهن ما لم تغش الكبائر" .
قال ابن القيم في " طريق الهجرتين" فتكفير الصغائر يقع بشيئين: أحدهما :الحسنات الماحية، والثاني: اجتناب الكبائر، قال تعالى : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً) (النساء:31)
المجاهرة بالذنب : وفي ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : " كل أمتي معافى إلى المجاهرون " .
التباغض والتشاحن : روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تعرض أعمال العباد في كل جمعة مرتين يوم الاثنين ويوم الخميس ، فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبداً بينه وبين أخيه شحناء ، فيقال: اتركوا هذين حتى يفيئا " وفي رواية أخرى : " فيقال : انظروا هذه حتى يصطلحا " .
الإصرار على المعاصي والاستهانة بها والاستمرار عليها : فيكون الاستكثار منها وزيادة كميتها؛ لأن الذنوب تعظم بكميتها وعددها كما تعظم بنوعها وجنسها. وكما قال بعض السلف لا صغيرة مع إصرار، ولا كبيرة مع استغفار.. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لأمته: " إياكم ومحقرات الذنوب" .
فليست المعصية بالنظر المحرم في موطن واحد كمعصية من يطلق نظره في كل الأحوال والمواطن، فالأخير عظم ذنبه ووزره بتكرار ذنبه وبالإصرار عليه... وفي ذلك يقول ابن حجر – رحمه الله تعالى : وليس ذلك – أي عدم دخول النار مطلقاً – لكل من وحد وعبد بل يختص بمن أخلص ، والإخلاص يقتضي تحقيق القلب بمعناها، ولا يتصور حصول التحقق مع الإصرار على المعصية.
وقد قال تعالى : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)(النور: من الآية63)
ثم إن من المعاصي ما لا يقبل الزوال بسرعة بل ببطء، وكلفة، ومنها ما يستمر حكمه إلى الموت فيكفر بسكرات الموت، ومنها ما لا يزول إلا في البرزخ بما يحصل في القبر من الفتنة والضغطة والروعة، فهذا كله مما تكفر به الخطايا، ومنها ما لا يزول إلا بعد دخول النار وهي الكير التي تخلص طيب الإيمان من خبث المعاصي؛ لأن الحائل بين العبد وبين دخول الجنة ذنوبه، ولو كان ذنباً واحداً فإذا ذهبت دخل الجنة، ثم لا يبقى في النار من في قلبه أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان، بل من قال لا إله ولم يعمل خيراً قط، وقد نبهت الشريعة على ذلك كله،وقد ذكر ذلك ابن تيميه في " مجموع الفتاوى 7/501".
فلنسارع إلى التوبة والاستغفار محواً لآثار الذنوب وصفاتها التي تتعدى من باطن الإنسان إلى ظاهره والعكس كذلك ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم " نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضاً من اللبن فسودته خطايا بني آدم " .. سبحان الله !! سودت الخطايا الحجر وهو صلد من الجنة ؟ فكيف بقلب الإنسان الذي هو من لحم ودم ؟ !
وقبل أن نستعرض بعض أسباب المغفرة أحب أن أنبه إلى قضية خطيرة، وهي الحذر من إطلاق اللعن، لأن اللعن دعاء بالطرد مطلقاً من رحمة الله تعالى المقتضي عدم المغفرة، أو إخبار بذلك، وفي ذلك تقوُّل على الله بغير علم، وحجب عن الرحمة والمغفرة بغير دليل على ذلك، وهو كثيراً ما يقع من النساء بل إنه من أعظم أسباب دخول النساء النار كما ثبت بذلك الحديث، وقد جاء في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم " إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة " .
أسباب المغفرة:
هناك أعمال يكون النص فيها واضحاً جلياً بالمغفرة، وقد تفهم من النص بفهم العلماء مثل : " حرمت عليه النار " وجبت له الجنة " ونحوها .
1-إسباغ الوضوء: عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من توضأ هكذا، غفر له ما تقدم من ذنبه، وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة" وقال صلى الله عليه وسلم : " من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من أظفاره"
2-الصلاة : وفي ذلك أحاديث كثيرة منها :
قول النبي صلى الله عليه وسلم : " ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة ، وذلك الدهر كله".
وقوله صلى الله عليه وسلم : " إن كل صلاة تحط بين يديها من خطيئة " .

وقوله صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد يذنب ذنباً فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له " .
وقوله صلى الله عليه وسلم :" اعلم أنك لا تسجد لله سجدة إلا رفع الله لك بها درجة، وحط عنك بها خطيئة " .
وقوله صلى الله عليه وسلم : " لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها" أي : صلاة الفجر والعصر، وذلك لشدة التثاقل في النوم والتشاغل بأعمال النهار؛ ولأنهما وقتان مشهودان تشهدهما ملائكة الليل والنهار وترفع فيهما الأعمال... وقوله صلى الله عليه وسلم : " من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرم على النار " .
وفي قيام الليل فضل في تكفير السيئات ومغفرة الذنوب كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم : " عليكم بقيام الليل ، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد" .
3-الصيام : وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً " ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم " الصوم جنة " أي : وقاية من النار .
ويتأكد في ذلك صوم رمضان كما جاء في الحديث المتفق عليه : " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" .
4-الصدقة: قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار " . وسأل أبو ذر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم : " دلني على عمل إذا عمله العبد دخل الجنة ، قال : " يؤمن بالله " قلت : يا رسول الله ، إن مع الإيمان عملاً؟ قال : " يرضخ مما رزقه الله".
5-الحج والعمرة : قال صلى الله عليه وسلم : " العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" والطواف خاصة له أثر في تكفير السيئات ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من طاف بهذا البيت أسبوعاً – أي سبعة أشواط ، فأحصاه كان كعتق رقبة، لا يضع قدماً ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة، وكتب له بها حسنة " .
6-ذكر الله تعالى ومصاحبة الذاكرين: قال صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بخير أعمالكم،وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من أن تنفقوا الذهب والفضة، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ " قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : " ذكر الله " .
وقال صلى الله عليه وسلم في فضل مجالس الذكر ومجالسة الصالحين وأنها سبب المغفرة: " ما اجتمع قوم على ذكر فتفرقوا عنه إلا قيل لهم : قوموا مغفوراً لكم " . وفي الذكر دبر كل صلاة مغفرة للذنوب كما قال صلى الله عليه وسلم : " من سبح في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر" .
ومنه التسبيح عموماً كما في قوله صلى الله عليه وسلم : " إن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها" .

ومن أعظم الذكر وأجله قراءة القرآن وتعلمه، قال تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ* لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ) (فاطر:29، 30)
وقال صلى الله عليه وسلم : " تعلموا القرآن فإنه يكتب بكل حرف منه عشر حسنات، ويكفر به عشر سيئات" وقراءة آية الكرسي سبب لحسن الخاتمة المفضية إلى المغفرة، قال صلى الله عليه وسلم : " من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت" .
7-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: قال صلى الله عليه وسلم " فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " .
8-بر الوالدين: عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة فقلت : من هذا ؟ قالوا : حارثة بن النعمان، كذلكم البر، كذلكم البر" .
9-صلاح الزوجة وحسن التبعل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود الولود العئود، التي إذا ظلمت قالت : هذه يدي في يدك لا أذوق غمضاً حتى ترضى" ، ,وقوله: " إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت" .
10-من ذب عن عرض أخيه المسلم: قال صلى الله عليه وسلم : " من ذب عن عرض أخيه بالغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار" وفي رواية : " رد عن وجهه النار يوم القيامة " .
11-عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من جلس في بيته لم يغتب إنساناً كان ضامناً على الله " أي: ضامناً على الله أن يدخله الجنة تفضلاً منه وتكرماً جل وعلا،وقال صلى الله عليه وسلم : " من يتوكل لي ما بين لحييه، وما بين رجليه، أتوكل له بالجنة" .
12-إطعام الطعام وصلة الأرحام: عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال : أول ما سمعت من كلام النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام" .
13-الحمد عقب الأكل واللبس: قال صلى الله عليه وسلم : " من أكل طعاماً ثم قال : الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه، من غير حول مني ولا قوة؛ غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن لبس ثوباً فقال: الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة؛ غفر له ما تقدم من ذنبه".
ما أكرم الرب الكريم يطعم عباده ويلبسهم، وبكلمة واحدة يغفر لهم، فلك الحمد ربنا .
هذا ما تيسر جمعه من أسباب المغفرة، وإن كانت تفوق الحصر والعد، فالحمد لله الذي يسر لنا سبيل مغفرته، ونوع لنا موجبات رحمته.
اللهم إن مغفرتك أوسع من ذنوبنا، ورحمتك أرجى عندنا من أعمالنا ، فاغفر لنا وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

8
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عاشقة الحرمين11
جزاك الله خيرا وجعله في موازين حسناتك
شذى الورد...
شذى الورد...
جزاك الله خيرا
سوار542
سوار542
عاشقة الحرمين11

شذى الورد...


اشكرككم على المرور ياحلوين
الغلا كله لك وبس
جزاك الله خيرا
وثبتك على الحق
سوار542
سوار542
جزاك الله خيرا وثبتك على الحق
جزاك الله خيرا وثبتك على الحق
الغلا كله لك وبس

وياك ياقلبي. امين يارب وكل مسلم