وسقطت امريكااااااااا

الملتقى العام

للكاتب أوسكار رائعة جميلة كشف فيها زيف هذه الدولة وقرب سقوطها من خلال
تخبطاتها الأخيرة فأبدع وأضاف حقيقة ...





بعد مرور قرابه العام الاول على بداية الحملة الصليبية الأمريكية المعلنة على أمة الإسلام وطلائعها المجاهدة يمكن القول أن أمريكا وحلفاءها لم يحققوا حتى السقف الأدنى للأهداف ولم يحصدوا إلا المرارة رغم الكذب والبهتان الذي تدعيه الآلة الدعائية الغربية.
وفي استقراء سريع للنواحي الاستراتيجية والعسكرية والاقتصادية والسياسية يتبين كيف أن الإدارة الأمريكية في مأزق .
1 - من الناحية الاستراتيجية
ظهر من خلال تحركات أمريكا الأخيرة (غزو افغانستان والتحضيرلغزو العراق) وأنها تهدف لتحقيق أربعة أهداف على الأقل: تكريس وضمان المصالح الاقتصادية الأمريكية في المنطقة خاصة ما يتعلق منها بالاحتياطات النفطية المحتملة في بحر قزوين، زعزعة ثم تفكيك مصدر الخطر الحضاري المنحصر في التيارات الإسلامية الجهادية "المتطرفة!!"في العالم العربي ، إرباك نواة التحالف الآسيوي المرتقب والذي تمثل الصين وروسيا قاعدته الصلبة، وأخيرا ملء الفراغ الأمني الذي تركه تفكك الاتحاد السوفييتي وانسحابه من جمهوريات آسيا الوسطى وقطع الطريق على الصين!! ..
لن أتطرق هنا سوى إلى محاولة أمريكا تفكيك الخطر الحضاري الإسلامي، ومحاولتها تطويق طلائع الأمة كوسيلة لمنعها من التعاون وتبادل الخبرات.
وهي خطوة قد يظن البعض أنها ستأكل الأخضر واليابس وتنال بشدة من قدرات العرب، لكن الحقيقة عكس ذلك.
فالذي يظهر لأول وهلة هو أن الإدارة الأمريكية الحالية عاجزة حتى عن ابتكار استراتيجية شاملة جديدة تحقق لها أهدافها بالنحو الذي تصبو إليه فالإستراتيجية التي تعتمدها أمريكا في محاولة كبح جماح الحركات المجاهدة هي نفسها استراتيجية "الاحتواء" القديمة التي ابتكرها George Kennan سنة 1947 وطبقتها أمريكا ضد الاتحاد السوفييتي السابق.
وهذا بالذات موطن ضعف إذ يدل على انحسار الابتكار في هذه الإدارة وتقادم عناصرها المخططة التي ما زالت تعيش عهد الحرب الباردة لم يفهم مخططو أمريكا أن الوضع مختلف بشكل جذري عما كان عليه الأمر مع الاتحاد السوفييتي فقد كان هذا الأخير دولة مترامية الأطراف يسهل فهم مصالحها الحيوية وبالتالي التصدي لها وكانت الأقمار الصناعية والوسائل التجسسية الأخرى إضافة إلى البعثات الدبلوماسية تتكفل بجس نبض هذه الدولة وإدراك منحنيات التغيير فيها.
لكن اليوم الوضع مختلف فالمقاتلون المجاهدون أ لمنتشرون في أفغانستان وعبر العالم يصعب جدا رصد إمكانياتهم التي يخفونها بشكل جيد، ولا يمكن فهم استراتيجيتهم على الإطلاق ما دام لم يتم التعرف على إمكانياتهم بدقة.
كما أن تحريك الأساطيل البحرية كذلك من مظاهر غباء الأمريكيين فليس هناك قوة بحرية للمقاتلين يمكن القضاء عليها ولا تحركات أساطيل تجارية لهم - كما كان الشأن بالنسبة للاتحاد السوفييتي السابق- يمكن مراقبتهاالا اذا كان توجه الثور التكساسي الاهوج هو الاحتلال المنفردللمنطقة برمتها والبداية العراق ومن بعدها سوريا وايران والجزيرة العربية .
أما عن اختيار أماكن تدخل الجنود الأمريكيين فحدث عن غباء الاستراتيجية الأمريكية ولا حرج.
فعوض الاقتصار على أفغانستان والتركيز على إحراز نصر فيه ؟
تدخل الأمريكيون في مناطق أخرى كجنوب الفلبين وجورجيا وهو ما لن يتسبب سوى في جلب مشاكل إضافية للجيش الأمريكي فجنوب الفلبين بؤرة توتر قديمة جدا قاتل المسلمون فيها الغزاة المتتابعين منذ خمسمائة سنة - ومن بينهم الأمريكيين الذين أتوا في بداية القرن العشرين بعد سيطرتهم على الأرخبيل الفلبيني - دون هوادة، وقتالهم هو قتال من أجل البقاء ولذلك فإنهم لن يخضعوا أبدا لهذا الغزو الجديد.
أما إرسال الجنود الأمريكيين إلى جورجيا فهو كذلك خطأ استراتيجي أمريكي. فالمجاهدون الشيشانيون الذين يخوضون كذلك حربا من أجل البقاء أذاقوا روسيا الويل بعد محاولاتها المضنية للقضاء على كيانهم، لن يضرهم كيد الأمريكيين شيئا بعدما اشتد عود جهادهم المبارك. بل يمكن القول أن التدخل الأمريكي في جيورجيا قد يأتي بآثار معاكسة، إذ أن روسيا تعد دولة جورجيا حديقة خلفية لها، وسعت كثيرا لإخضاعها بعد انفصالها عن الاتحاد السوفيتي السابق، بل ودعمت الأبخاز المسلمين في حربهم الانفصالية عن جورجيا كخطوة لإضعاف نظام الحكم فيها وإرجاعه لصف روسيا. إذن الوضع الجورجي الداخلي هش أصلا، وقد يتسبب التدخل الأمريكي الأرعن في نتائج عكسية لمصلحته وذلك عبر تقوية المحور الشيشاني- الأبخازي وخفض روسيا للتوتر في الشيشان إلى حين يتلقى الأمريكيون درسا لن ينسوه.
أما التركيز على اليمن والصومال فهو كذلك خطأ استراتيجي، فالحمية القبلية في هذين البلدين قوية للغاية والسلاح المنتشر بين سكانها - 60 مليون قطعة سلاح لدى الأهالي في اليمن وحدها - يمنع أي حملة صليبية على ألامه الإسلامية من أن تحقق أهدافها وقد جربت أمريكا التدخل في الصومال وخرجت تجر أذيال الخيبة، وأما اليمن فلم تستطع أي قوة استعمارية إخضاعه عبر التاريخ لصعوبة تضاريسه ومقاومة أهله، والتاريخ سيكرر نفسه لا محالة لمن لم يقرأ التاريخ، وهو حال البنتاغون.
باختصار يمكن القول بأن أمريكا تخبط خبط عشواء فحتى الاستراتيجية التي تدعى "الحرب بالوكالة" وتعد من آثار الحرب الباردة والتي تستعملها أمريكا بكثافة في حملتها الصليبية من خلال تحالف الشمال في أفغانستان أو الجيش الفلبيني ضد مسلمي مورو مثلا، ولاقت استحسان مخططي أمريكا، ليس باستراتيجية ناجحة وسبق وأن أثبتت فشلها في التجربة الأمريكية في الصومال بشكل كبير وستثبت فشلها بالعراق انشاء الله والمتتبع للأخبار القادمة من أفغانستان يجد كيف أن الفصائل المختلفة تلعب بالأمريكيين من أجل إطالة تدفق الدولار قدر الإمكان والسعي لتقوية مصالحها الذاتية دون المساهمة بشكل جدي في الحملة الصليبية الأمريكية.
2 - من الناحية العسكرية
لقد دلت الأرقام الأولية أن الحملة الأمريكية على أفغانستان بدأت بقوات متحالفة تناهز 50000 جندي منهم 6000 من المشاة، بمساندة 600 طائرة ومروحية و50 بارجة حربية ، لكنه من المؤكد أن هذه الأرقام في ازدياد مطرد خاصة بعد الفشل المدوي الذي حصدته أمريكا في تورا بورا ثم في كرديز وباكتيا على يد المجاهدين وقد تبين بجلاء ما كان يقوله بعض المحللين من أن أمريكا قوة بحرية وجوية في الأصل ولا تمتلك تقاليد عريقة في حرب المشاة.
والناظر في تجارب أمريكا الماضية يجد أن هزائمها في كوريا وفيتنام وقعت نظرا لأن أعداءها بذكائهم منعوها من استخدام أساطيلها البحرية والجوية بينما انتصارها على اليابان في الحرب العالمية الثانية تم في الأساس بحريا، أما ألمانيا فقد كانت منهكة أصلا بمعارك على جبهات ممتدة من روسيا إلى شمال إفريقيا مرورا بالبلقان.
ولذلك وجد التدخل الأمريكي المتأخر ضد ألمانيا (ابتداء من 1943) أجواء ممهدة لانتصاره ومع ذلك فيرجع سبب انتصار أمريكا على ألمانيا إلى الاستعمال المكثف للقوة الجوية والتي هدفت إلى تدمير الصناعة الألمانية والنيل من التجمعات السكانية - كما هي العادة الغير المعلنة لأمريكا - وما تدمير مدينة درسدن Dresden الألمانية سنة 1944 والتي لا تمثل أي قيمة عسكرية، سوى دليل إضافي على ذلك.
وقد ظهر عيب المشاة الأمريكيين في المعارك القليلة التي خاضوها ضد الجيش الألماني وخاصة في معركة Bulge سنة 1944 والتي ذاق فيها الجيش الأمريكي الويلات قد يعترض البعض بما حدث ضد الجيش العراقي في حرب الخليج الثانية، وهذا اعتراض باطل لأن انتصار أمريكا في تلك الحرب كان على جيش منسحب لا نية له في خوض القتال، ومع ذلك دمر عن آخره في مجزرة لا شرف فيها لأمريكا على الإطلاق.
ولم تظهر في تلك الحرب قيمة المشاة الأمريكيين لأن أغلب العمليات كانت من نصيب الطيران الحربي. إذن فالمشاة الذين سترتكز عليهم أمريكا ليسوا في المستوى وليس لديهم تاريخ قتالي ولا سيما في الجبال بل إنها المرة الأولى في تاريخ الجيوش الأمريكية التي يتجاوز فيه مسرح القتال ارتفاع 11000 قدم ، وهو ما يعني أن العمليات تختلف 200 مرة عن أجواء التداريب (كما عبر عن ذلك أحد الجرحى الأمريكيين ويدعى Sergeant Jonathan Wightman). وسيزيد من فشل المشاة الأمريكيين أن المقاتلين في أفغانستان أفرغوا التفوق الأمريكي من محتواه فبجر القوات الأمريكية إلى أعالي الجبال الحصينة في تورا بورا وكرديز لم يستطع العدو الأمريكي استخدام طائراته العمودية بشكل مكثف للارتفاع الشاهق ولإمكانية التعرض للنيران.
ورغم القصف المتوحش بطائرات الF-16 وAC-130 واستعمال القنابل المحرمة دوليا بكثافة، صمد الافغان بشكل بارع وأثخنوا في الصليبيين إثخانا كبيرا وقد خطط القادة العسكريون الأمريكيون لجعل كرديز معركة حاسمة تقضي فيها على قوات المقاتلين، لكن القوات الإسلامية قلبت السحر على الساحر وجعلت منطقة شاه كوت أكبر كمين عرفته القوات الأمريكية إلى حد الساعة . وكانت الحصيلة ثقيلة وإن استعمل الأمريكيون كل وسائل الدعاية لإخفاء هزيمتهم. فقد قتل العديد من الأمريكيين وأسقط عدد من المروحيات الأمريكية كما جرح على أقل تقدير 10% من الجنود الأمريكيين المشاركين في معركة كرديز .
إضافة إلى هذا صرح قيادي من حركة طالبان في حوار له مع فضائية الجزيرة يوم 18 مارس 2002 أن عدد الأسرى الأميركيين بلغ ما بين 18 إلى عشرين أسيرا من بينهم امرأتان.
وعلى أي حال ورغم شح الأرقام الواردة عن خسائر التحالف فإن مجرد سحب الجنود الأمريكيين من المنطقة بتلك السرعة واستجلاب 1700 جندي من قوات النخبة الإنجليزية ما هي إلا إشارات على الصعوبات الجمة التي واجهها التحالف، وهي الإشارات التي لا يخطئ فك رموزها المحللون.
3 - من الناحية الاقتصادية
إن الحملة الصليبية تكلف أمريكا غاليا، فبعد أن أعطيت 17.4 مليار دولار للبنتاغون بعد حادثه نيويورك، صرف البنتاغون 11.9 مليار دولار في حدود يناير 2002 منها 5.3 مليار دولار على التدخل العسكري المباشر في أفغانستان، 5 مليار دولار لإجراءات الحماية داخل أمريكا، 1.9 مليار دولار لتعبئة القوات الاحتياطية، 1.1 مليار دولار لتصنيع الصواريخ الذكية التي استنزفت بعدما استعمل أكثر من 18000 صاروخ في أفغانستان، 503 مليون دولار للحراسة الجوية للمدن الرئيسة الأمريكية، 100 مليون دولار لتحسين تعاون الدول العميلة في مجال الأمن، 61 مليون للعمل "الإغاثي"، 19 مليون لمعتقل غوانتانامو النازي. كل هذا يعني أن البنتاغون لا بد وأن يحصل على 12.6 مليار دولار إضافية قبل انتهاء السنة .
وإذا علمنا أن الرئيس الأمريكي طلب ميزانية لهذا العام تبلغ 379 مليار دولار أي بزيادة 48 مليار دولار عن العام السابق فإن كل المتتبعين يستشرفون سنة اقتصادية سيئة لأمريكا خاصة بعد التداعيات الكبيرة لضربه نيويورك وآثارها البليغة على الاقتصاد الأمريكي المريض منذئذ.
ورغم ذلك فإن الإدارة الأمريكية الحالية تريد المضي قدما في برنامجها للدفاع الصاروخي الذي سيكلف حوالي 68 مليار دولار وإحداث طائرة F-22 الجديدة بكلفة 70 مليار وغواصة جديدة بكلفة 65 مليار دولار، وجهاز V-22 Osprey بكلفة 36 مليار دولار وإذا قورنت هذه المبالغ الضخمة أمام ما صرف على الأمـن الداخـلي (11 مليار دولار) منذ 11 سبتمبر، وهو الذي أبان في الحقيقة عن ثغرات ضخمة شهد لها كل المختصين، يظهر بشكل جلي أن هذه الإدارة جمعت بين السفاهة وجشع اللوبيات التي تمثل مصالح الشركات العسكرية المصنعة الكبرى، وبالتالي لا تبالي بشيء أمام أطماعها المادية.
4 - من الناحية السياسية
من التدبير الإلهي أن الإدارة الأمريكية الحالية من أسوإ ما عرفت أمريكا في تاريخها فلفرط غرورها واعتدادها بقوتها ساهمت هذه الإدارة في استعداء قطاعات واسعة من الرأي العام الدولي، ولم يعد العداء لأمريكا مقتصرا على الحركات الإسلامية.
فمن شعوب أمريكا اللاتينية مرورا بالوطنيين اليابانيين والمثقفين الفرنسيين وصولا إلى مناهضي العولمة في كل مكان، لم تتمكن الآلة الدعائية من تحسين الصورة القبيحة للسياسة الخارجية الأمريكية ولو باستغلال المشاعر الصليبية ضد المسلمين.
فقد طفح كيل كل هذه القطاعات الشعبية بل ودوائر رسمية كذلك من الانتهازية الأمريكية، التي تحتاج مساعدة حلفائها عبر العالم بشكل كبير في محاولة تطويق الأنشطة الإسلامية، لكنها تقلب لهم ظهر المجن لهم حينما يتعلق الأمر بقرارات دولية إنسانية كالاتفاق على الحد من استخدام الألغام، معاهدة كيوتو للبيئة الخ.
بل إن أمريكا تنفق 48 مليارا على الدفاع لكنها لم تلتزم بهللة واحدة لمساعدة الدول الفقيرة خلال مؤتمر مونتري لتمويل نمو الدول الفقيرة الذي انعقد بالمكسيك في أوائل مارس 2002.
بل لقد صارت أمريكا مضرب المثل في مخالفة الشعارات التي تحملها كاحترام الحريات وحقوق الإنسان وصار معتقل غوانتانامو - الذي أرادت به أمريكا إرهاب المسلمين- وصمة عار في جبين "الديموقراطية" الأمريكية ونموذجا حيا لتصرفات أمريكا النازية، وهو الأمر الذي دفع المنظمات الإنسانية الدولية للاحتجاج وبشدة هذه التصرفات. كما زاد الطين بلة أن أمريكا التي منعت الدول والشعوب من حماية إنتاجها الوطني أمام الغزو الاقتصادي الأجنبي بحجة "التجارة الحرة"، خالفت عند أول مناسبة هذه العقيدة الاقتصادية، وأطاحت بأول عمود من أعمدة نظام العولمة حين أقدمت على إقامة تعريفة على الصلب تضررت من جرائها الصين، واليابان، وكوريا الجنوبية، وروسيا، وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي الذي هدد بإجراءات مضادة.
كل هذه العوامل وغيرها ساهمت في تأجيج الكراهية لأمريكا وقيمها عبر العالم وما التفجيرات في بيرو وعودة منظمة "الألوية الحمراء" الإيطالية للعمليات المسلحة سوى مؤشرات عن بداية المقاومة لأمريكا ليس فقط في مناطق المسلمين بل وعبر العالم كذلك، بعدما سقطت قناعات أمريكا الايديولوجية وظهر للعيان أنها قوة أنانية استعمارية لا غير.
وسقطت امريكا بفخها العنكبوتي فهيا هاوية وواهيةرغم تصنعها بالصبر سقطت قبل ان تبداء!
صحيح ان الامة تتعرض للعديد من الكبوات، ولكن ما هو صحيح ايضاً انها باتت تكسب الكثير من الجولات والمؤشرات الواقعية - فضلاً عن المبشرات الدينية- تدل على ان الامة مقبلة على مرحلة نهوض لن يؤخرها احباط المتشائمين
1
423

هذا الموضوع مغلق.

مجاهدة
مجاهدة
أمة مصنوعة من الكراتين ضعفاء مهما فعلوا وجبناء قاتلهم الله
جزاك الله خيراً ياأخي وبورك فيك