. . بسم الله الرحمن الرحيم . .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
/
سألنا أبي : مستعدين ؟
أجبنا كلنا بصوت واحد : نــعــم!
و الحماسة تتملكنا في أقصى حدودها ..
سنذهب للتخييم .. اشتقنا لرحلات البر هذه ..
انطلق بنا أبي و عند أول منعطف أشارت أمي إلى سيارة أخرى تسير في الإتجاه المعاكس لنا و قالت لأبي : انظر هذا عبد الرب !
أشار إليه أبي بيده لكنه ما انتبه له .. فاستدار أبي عائداً ..
ينوي اللحاق بـ عبد الرب هذا الذي لا أعرف عنه شيئاً!
أوقف عبدالرب سيارته في مكان ليس بعيد و نزل ينوي الدخول إلى أحد البيوت حتى ناداه أبي ..
التفت عبدالرب إلى أبي ..
فإذا به رجل عجوز ..
تملأ التجاعيد وجهه ..
و تغطي لحيته البيضاء نصف وجهه ..
عبدالرب هذا رجلُ فقير و أكاد أقول مُعدم لشدة فقره ، من جنسية آسيوية كان يأتي ليسقي حديقتنا الماء .. أو ما شابه
هكذا أخبرتني امي ..
لم يتذكر عبدالرب أبي و لكنه سلّم عليه ..
فرد عليه أبي و سأله عن أخباره و كيف صار .. و لمَ لم يعد يأتي إلى هُنا ..
قال عبدالرب بلغة عربية فصحى و ما هو بعربي ، و ابتسامة الرضا مرتسمة على وجهه ..
-أنا صرتُ آتي إلى هُنا ؛ فلأني رجل كبير فإني أصدر أصواتاً و
أنا نائم دون أن أشعر فصار زملائي في السكن ينزعجون مني
و من شخيري .. لهذا سمح لي صاحب هذا المنزل أن أبيت في
حديقته بعد أن أستأذنته في ذلك ، مقابل أن أعتني بها .. والله
إني لا أدري أي خير صنعته في حياتي حتى يجازيني الله بكل
هذه النعم .. لا أدري ماذا فعلت كي يسمح لي الرجل بأن أنام
هنا و باعني سيارته القديمة بثمن قليل .. سبحان الله ، الله
كريم .. كريمٌ جداً .
سأله أبي بتعجب :
-تنام في الحديقة هنا ؟
قال :
-نعم .. لا فرق بين عربي و لا أعجمي إلا بالتقوى .. فلمَ ينام
الفقراء كل ليلة بالعراء و أنا أنال الراحة ما الفرق بيني و بينهم
.. الحمدلله عندنا خيرٌ كثير و ربي كريم .و استمر يحدّث أبي ..
و الله إني شعرتُ بأن هذا أصدق حديث سمعته ..
شعرتُ به يقوله من قلبه و كأنه يلقي محاضرة قصيرة أو يعظ أبي و نحن معه !
ما أروع كلامه و هو يتحدث عن الله و كرمه !
أقسم بالله أن ثيابه بالية شبه ممزقة ..و الفقر بادٍ بوضوح عليه ..
رجلٌ يبيت في العراء .. لا يقيه شيء من حر الصيف و لا يحفظه شيء من برد الشتاء ..
بعيدٌ عن اهله .. الله أعلم منذ متى لم يرهم !
لكن رضاه عظيم !راضٍ عن كل شيء !
والله أكثر ما أدهشني قوله : " الحمدلله عندنا خيرٌ كثير "
بالله عليكَ يا عبدالرب .. ماذا تملك ؟
ثوبٌ بالٍ .. و وجه نحت الزمن عليه خطوط التعب
و قلبٌ راضٍ !
يااااه .. والله إني لأغبطكَ يا عبدالرب على هذا القلب الذي تملك ..أوبعد فقرك الشديد ..
و تغرّبكَ الطويل ..
تقول : عندنا خيرٌ كثير .. !؟
إذا ما أقول أنا !؟
ما أقول أنا يا عبدالرب ما أقول !؟
/
عبدالرب هذا جعلني أتوقف لوقتٍ طويل مع نفسي ..
كم من مرة غضبت لأن أمي رفضت أن تشتري لي هذا الثوب ..
و كم من مرة اعترضت لان أبي رفض أن أشتري ذاكَ الـ آي بود ..
و كم من مرااات و مرااات ..
لكن عبدالرب و رغم أنه لا يملك شيئاً يقول و القناعة تملؤ قلبه :
( الحمدلله عندنا خيرٌ كثير ! )والله ياربي إني مقصرة في شكرك..
و إني مقصرة في ذكرك ..
و إني مقصرة في عبادتك ..
إن هذا لأمرٌ لا نرى مثله كل يوم !
ذاك موقف أسال دمعي
و غيّر في حياتي أمراً كبيراً
و هزّ نفسي ..
و حركَ بداخلي أشياء !،
حبيباتي في الله ..
فلنقف مع أنفسنا لـ لحظة ..
و لنتساءل ..
من منا هي مثل عبدالرب !؟
قولوا ماشاء الله عليه
.منقول

الـ غ ــزال @al_gh_zal
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

الدراهم مراهم
•
وحنا شغلنا الشاغل فلانة عندها وانا ماعندي ليه هو انا اقل منها ومن سوق لسوق الله يهدينا ويكون جمع الحسنات اكبر همنا يااااارب

سلمت أناملك.......نقل موفق..........
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك......
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك......


ام شهاب1
•
الحمدالله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه الواحد في نعم كثير لو عدها مااحصاها
بارك الله فيكى
بارك الله فيكى

جزاك الله خير ... أحس أن القصه جات في وقتها لأني متضاااااااايقه من موضوع وريحتيني كثير والله إن حن عايشين في نعمه وخير بس ابن آدم ما يملى عينه إلا التراب ...
الصفحة الأخيرة