
بسم الله الرحمن الرحيم
استغفر الله الذي لاإله إلا هو الحي القيوم وأتوب اليه
سمعنا هذه الجمله مرارا خاصه في مجتمعاتنا النسائيه ..((فلانه التي كانت تنصحني في النمص و العباءه والبنطلون والموسيقى وازعحتني به وفضحتني امام الجميع وهي تنصحني ..هاهي تفعله الان وهاهم بناتها يلبسون مثلما كنت البس بل واكثر مني ..سبحان الله ..
أتنه عن خلق وتأتي مثله ...عار عليك إذا فعلت عظيم ..
غاضبة منها ..لااحد يستطيع إخماد ثورتها ..فهي لاتلام تنصح ويفعل مثله واشد ..
ومن داخلها فرحة عليها ..وتشعر أنها انتقمت منها ..وشعرت أنها كانت على صح ..وأنه اثبات أنها لم تفعل خطأ..
بل بعد هذه المده هو اثبات لها على أن مافعلته ليس حراما ..ودليل ذلك ماتفعلته الناصحه الان ..او أن الناصحه كانت تغار منها لجمالها او كأن أحدا منع الناصحه من ذلك ابيها او زوجها وتفرغ الشحنات في النساء..
قد أبالغ في التحليل لكن والله هذا ماسمعته ..حقا..
انسانه مازالت تشتكي من نساء فعلن ماكانوا ينصحونها به ..
وقد تكونين انت احداهن ..
غالياتي ::
أولا::لماذا لانتقبل النصيحه ..لماذا نشعر انها تجريح ؟؟
لماذا لانشعر انها مرسله من الله لتنبيهنا ا من غفلتنا ..
لماذا لانشعر أنها اشاره بتبصرتنا بعيوبنا..
غاليتي ::
قد يأتي يوم لااحد ينصحك او ينبهك فأنت لست على خير .
حتى لو فعلت الناصحه ماكانت تنهاك منه ::قد تكون نيتها عند نصحك ليست سليمه لذلك عوقبت بأن تفعل نفس الذنب..لايعني ذلك ان الذنب أصبح حلالا عندما فعلته ..
لماذا لانفرح عندما ننبه وننصح ..هل تريدين ان تبقي طول حياتك وانت على عماك..هل تريدين ان تكوني ممن يستدرجون ..
افرحي بالنصيحه وتبرمجي عصبيا على انها من الله رساله لك ..لاعليك من الناصحه ولا من اسلوبها
ولاطريقتها ..مع انني هنا اقول لكل ناصحه انتبهي لاسلوبك فقد تنفرين من الدين الكثيرين ..
..
أخواتي لماذا عندما نرى من انتكست وعملت ماكانت تحذر منه ان ننبهها ونذكرها بأنها كانت تحذر منه
لاأحد كامل وابن آدم خطاء لكن خير الخطائين التوابين ..لماذا لانتكاتف؟؟
والدين الاسلامي هو (دين النصيحه )فلاتأخذنا العزه بالاثم ..والله إننا نفرح لمن يهدينا عيوبنا
رحم الله امرء أهدى إلي عيوبي..لاالومكن قد تغضبين ساعتها لكن تمهلي وفكري لماذا نصحت
ليس تجريحا لك وليس تقليلا من شأنك لكن قد تكون ممن أراد الله لهم الهدايه فلاترديها ..وانسي صاحبه النصيحه
وادعي لها بالثبات ..فإن كانت نيتها صادقه والاعمال بالنيات سيثبتها الله ان شاء الله وان كان نيتها دينا زائله ..ستراه ..
قد تتضايقن من حديثي ووالله لم اكتبه الا محبة لكن ..وخوفا عليكم ولنفرح بكل نصيحه ولنتبرمج ان هذه النصيحه تنبيه ورساله من الله لاعليك من الناصح ولا نيته ولاطريقته ولااسلوبه ولا ماذا سيحصل له بعدها ..
لاعليك مانهايتها ..والقلوب بين يدي الرحمن ..قد تعود لله وتثبت وتنتكسين ..
فلا تتشمت بها .
رسالتي لمن تنصح ولاتفعل ::
أما من كانت تأمر الناس بالمعروف وتنهى عن المنكر مظهرا وادعاء منها على انها متدينه ومن الداخل تفعل المحرمات اقول لك لاتنسي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :: (روى مسلم في صحيحه عن أسامة ابن زيد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى اللهعليه سلم يقول: { يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق اقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار على الرحى ؛ فيجتمع اليه أهل النار فيقولون : مالك يا فلان ؟ الم تكن تأمر الناس بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟ فيقول بلى كنت آمرالناس بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه}
.اللهم ثبتنا على دينك ..اللهم ثبتنا على دينك وأصلح نيتنا وخواتيم اعمالنا
اسباب الإنتكاس عن الإستقامة
الحمدالله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أسأل الله لنا ولكم الثبات على الدين إن من الأشياء التي تُؤدي إلى الإنتكاس وضعف التدين لدى البعض إنما يعود للأسباب يجب التنبيه لها والتيقظ حتى لا يقع المسلم في هزال التدين .
ولعل من الأسباب ما يلي :
1/ مخالطة بعض الفساق ومجالستهم ومجاملتهم فيما يصنعون فربما نجد شاباً مستقيماً وهو مع المتدينين ثم له مخالطات بين حين وآخر مع أولئك ولا يبالي بالمجالسة معهم على منكرهم فلا شك أن هذا يولد في النفس ضعف الوازع الديني ويترتب عليه حصول الرجعة إلى الماضي من الذنوب والمخالفات .
ومن الأسباب :
2/ الميل والتعصب إلى رأي معين أو مجموعة معينة يقول بقولهم ويأخذ بآرائهم حتى ولو كانت ضعيفة أو يحتمل فيها الخطأ فهذا يُوجد في نفس المتدين الإصطدام بالمخالف لأهداف مجموعته وهذا لا شك يعمل على تغيير نفسيته بأن يتأثر بالتردد مع النفس فينزع إلى الإعتزال ثم عدم الرغبة للطرفين ويُؤدي هذا بدوره إلى عدم الثقة في النفس ثم يحصل الإنتكاس .
فالصواب في هذا أن لا نتعصب للرجال و لا للأقوال وإنما تأخذ بالوسطية والإعتدال ونتجه بآرائنا إلى الدليل حتى ولو كان مع المخالف .
ومن الأسباب :
3/ عدم محاسبة النفس والنظر إلى القصور فهذا مدخل كبير إلى الرجوع عن الإستقامة فحينما نجد متديناً لا يحاسب نفسه ويفوت فرصة المعاتبة عن التقصير يقع في المتاهة ثم يخف جانب التدين لديه ويحصل بسبب ذلك الإنتكاس .
ومن الأسباب :
4/ عدم النظر إلى التدين الحقيقي من أول الأمر نجد البعض ضعيفاً في تدينه من الأصل فخالط أهل الإستقامة ومشى معهم وجالسهم ولكنه ينظر إلى طريقين فمستقيم ومعوج فيتعامل بالإستقامة في حال وتراه معوجا في حال الخلوة فهذا لا شك أنه سينتكس والله تعالى يقول (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً) (النساء:108 ومن الأسباب :
5/ ضعف الإخلاص وهذا لا شك يُؤدي إلى الفتور حيث ينبغي للمتدين أن يتعاهد إخلاصه لربه عز وجل لأن صدق الإخلاص من العوامل الرئيسية على الثبات فأي متدين تلمس منه الإنتكاس أو القصور فهذا يحتاج إلى مراجعة إخلاصه وتحريره من الهوى .
ومن الأسباب :
6/ ضعف رقة القلب إذا ينبغي أن يحرص المتدين على التفكر والتأمل في الملكوت الذي خلقه الله ووصنعه فيتدبر فالله تعالى يقول (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأجَلٍ مُسَمّىً أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (الزمر:5)
وقال الله تعالى (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ)(الحديد: من الآية16 فهذه بعض الأسباب التي تُؤدي إلى الإنتكاس والفتور وضعف التدين .
لذلك ينبغي للمسلم أن يحرص على مخالفة هواه والقيام بواجب رعاية النفس لأن الله تعالى يقول (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) الشمس آية (9, 10 ).
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( قل آمنت بالله ثم استقم )
أخي لا تيأس من رحمة الله عز وجل فإن العبد مهما قارف من الذنوب والخطايا ولجأ إلى الله عز وجل بتوبة صادقة نصوحة فإن الله كما وعد في كتابه يقبل توبته ويغفر ذنبه قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8))
وقال تعالى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)
وقال تعالى (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً (70) وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً (71)
والرسول صلى الله عليه وسلم يأخذ بنا إلى الأمل وعدم اليأس وها هو يقول ( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل ).
ويقول صلى الله عليه وسلم ( إن الله يقبل توبة العبد مالم يقرقر )).
والذنوب مهما كانت ولو بلغت عنان السماء وتاب الإنسان توبة نصوحا فإن الله يتوب عليه ويبدلها له حسنات .
وأنصحك أخي القارئ لهذا المقال أن تخرج من مأزق الضيق إلى سبيل الأمل والفلاح , وكن حذراً ثم تعجل بالتوبة إلى الله قبل فوات الأوان فستجد رباً غفوراً رحيماً