
نصر @nsr_1
محرر في عالم حواء
وصايا ذهبية قالها الشيخ صالح بن عواد المغامسي في ختام أحد دروسه
أنا أقول لنفسي ثم لكم ولأخواتي المؤمنات الذين يستمعونني إنه لا نعمة أعظم من الهداية ولا موقف أخوف من الوقوف بين يدي الرب تبارك وتعالى ولامنصرف أعظم من الإنصراف بين يدي الله فريق في الجنة وفريق في السعير ولا زحام أمتع من الزحام على أبواب الجنة ولا نعيم تقر به العين أعظم من نعيم الجنة ولا عطاء أعظم من رؤية وجه الله تبارك وتعالى وهذه كلها تتحقق إذا رحمك الله جل وعلا ويسر لك الأمر وتحقيق هذه الرحمة ربنا يقول {إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}وأعظم درجات الإحسان أن تعظم الله جل وعلا في قلبك تعظيما جليلا فلا تجعل مع الله ندا كائنا من كان ومعلوم أن مثلك لن يدعوا غير الله فيما نحسب لكن قد يتعلق قلبه بأحد تعلقا يوازي تعلقه بالله وأنا أقول مرارا إن العلماء يقولون:إن قلب المؤمن ينبغي أن يكون كالكعبة فالكعبة لا تعلق فيها صور ولا أزلام وكذلك قلب المؤمن ينبغي أن لا يكون فيه إلا الله أو ماكان داخلا في محبة الرب تبارك وتعالى وإن حفظ البصر من النظر إلى المحرمات من أعظم مايمكن أن تصرف به القلوب إلى طاعة الله لأن البصر إذا أدمن النظر عياذا بالله تعلق بالصور والوجوه التي يراها وقد يفتن بها إن كانت وجوه رجال أو وجوه نساء ومن التعلق حب الإنسان للشهرة والظهور ومن التعلق حب الإنسان للمال ومن التعلق حب الإنسان للانتقام ومن التعلق حب الإنسان للشهوات والسهر وما أشبه ذلك هذه كلها صوارف تصرف القلب عن الرب تبارك وتعالى ومما يثبت به قلبك على طريق الله ألا يكون في قلبك غل ولا حقد على مؤمن كائنا من كان{ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}ومن أخطأ من علماء الأمة غفر الله لنا ولهم فالتمس لهم العذر ولست ملزما بأخذ قوله يرد عليه القول ويبقى له إيمانه بربه تبارك وتعالى وأنت في طلب العلم لا تشتغل بالناس ولا تشتغل بقول فلان ولا جماعة فلان ولا حزب فلان{هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ}فنحن مسلمون فقط ولا نريد اسما زائدا على هذا الاسم بعد أن سمانا الله جل وعلا مسلمين ،وكفى به فخرا وقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على المهاجرين والأنصار لما قال أحدهم يا للمهاجرين وقال الآخر يا للإنصار قال عليه الصلاة والسلام (ابدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم) مع أن المهاجرين والأنصار اسمان قرآنيان قال الله{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ}كما أن من سلامة الصدر قال عليه الصلاة والسلام (ثلاث لايغل عليهن قلب مسلم وذكر منهن لزوم جماعة المسلمين والنصح لهم)فنحن في بلاد ولله الحمد آمنه مستقره مطمئنه مباركه والمنصف يعلم والله الذي لا إله إلا هو لا نعلم بلادا أكثر منها إيمانا وقد يوجد الإيمان في كل مكان وأنا أتكلم من حيث الجملة لا من حيث الأفراد فيها ولله الحمد يحكم الشرع وتعظم الحدود وفيها الحرمان ويأتيها المسلمون من كل مكان وبقاؤها مجتمعة الكلمة موحدة ءامنة مطمئنه فيه خير لكل مسلم ولا يريد هدم هذا الكيان وتوزيعه و تشتيته إلا شخص جاهل أو حاقد لا يعرف أين مصلحة المسلمين إن كان جاهلا أو حاقدا لا يريد للمسلمين مصلحة وليكن في قلبك الحب للحكام وللعلماء والدعاة والأمراء والجيران والأهل والوالدين كما كان نبينا صلى الله عليه وسلم في حياته مع أصحابه رضي الله عنهم {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}والكمال عزيز كما أنه ينبغي عليك أن تسعى أيها الأخ المبارك في تزكية نفسك اجعل لنفسك حظا من الليل تقوم فيه بين يدي ربك جل وعلا تتلوا القرآن وتسمعه وتقرأه وتسجد لله وتتوسل إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ليكن بينك وبين الله أعمال في السرائر لا يعلم عنها أحد كائنا من كان تجعلها ذخرا لك بين يدي رب العالمين جل جلاله الشباب الذين يحضرون الدرس وأكثرهم في مقتبل العمر نؤكد عليهم أكثر مما نؤكد على غيرهم ما أنتم فيه طلبه عم النبي صلى الله عليه وسلم أبو طالب فلم يناله وتمناه إبراهيم لأبيه فلم يناله وتمناه نوح لأحد أبنائه فلم يناله وكتبه الله جل وعلا لكم وقدم الله بكم من المدينة أو من غيرها إلى بيت من بيوت الله تطلبون العلم فلا تنشغل عن العلم بشيء آخر اسهر ليلك في تدوين المسائل وقراءة القرآن وحفظ المتون ولا تشغلها بزيد أفضل وزيد أقل وفلان أحبه وفلان ابغضه اشغل نفسك بطاعة الله أكثر من الاستغفار قال الله جل وعلا{لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}فأعظم مايجلب الرحمة كثرة استغفار الله ومن الرحمة أن توفق لطلب العلم والبلوغ فيه ونفع الناس بعد ذلك إذا مكنت منه. كذلك حريصا على بر والديك فلا ينال خير من عند الله بعد الصلاة والشهادتين بأعظم من بر الوالدين ولن يدرك عاق من الله جل وعلا خير لأنه فطرة من وصاك الله به فجعلته وراء ظهرك لن يمكن يعطيك الله خيرا أمامك والله جل وعلا يقول{وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}وقال{إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا}وإن برك بأمك أوبرك بأبيك خير لك من ألف محاضرة تحضرها لأن ذلك أمر أوجبه الله المهم منك أن تحتسب العمل عند الرب تبارك وتعالى أن تحتسب الصنيع عند الله جل وعلا مما يقربك من الله تبارك وتعالى زلفى كثرة ذكره جل وعلا "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان خفيفتان على اللسان " ومن أعظم مايحبه الرب تبارك وتعالى هذا وجملة أيها الأخ المبارك يعينك على السير إلى طريق الله لا تشمت بأحد كائنا من كان فإن القلوب بين يدي الله يقلبها كيف يشاء اسأل الله الثبات على الهدايه (يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) وانظر رحمة الله عليك كم في هذه اللحظة من هو واقف أمام الشاشات أو مع ساحات الإنترنت يفعل من المعاصي مالله به عليم هل تعتقد أن الله الحكم العدل يساوي بينهم وبين من ترك كل شيء وقدم إلى بيت من بيوته يلتمس علما وأجرا من الله وفضلا من الرحمة المهم الصبر .... الصبر .... الصبر حتى تبلغ الجنة وطريق الجنة عال صعب يحتاج إلى جهد يحتاج تواصي بالحق يحتاج إلى صبر يحتاج إلى سلامة صدر لا تتكلم في أحد أحسن الظن بالمسلمين وانشغل بذنوبك عن ذنوب الناس حتى تلقى الله جل وعلا وقد غفر ذنبك وقبل توبتك ورد عليك أمرك وأعانك وأدخلك جنته
3
608
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

برالأمان
•
جزاك الله خير وجعله في موازيين حسناتك

برالأمان :
جزاك الله خير وجعله في موازيين حسناتكجزاك الله خير وجعله في موازيين حسناتك
يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
جزاك الله خير الجزاء على النقل الطيب
جزاك الله خير الجزاء على النقل الطيب

الصفحة الأخيرة