1-تناول بضع تمرات في الصباح
فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول : " من تصبح كل يوم بسبع تمرات عجوة ، لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر ويقول أيضا : " يا عائشة ، بيت لا تمر فيه جياع أهله ، يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله ، أو جاع أهله ، قالها مرتين أو ثلاثا " .
وتقول عائشة رضي الله عنها لابن أختها عروة : والله يا بن أخي إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ، ثلاثة أهلة في شهرين ، وما أوقدت في أبيات رسول الله عليه السلام نار . فقالت : يا خالة ، ما كان يعيشكم ؟ قالت : الأسودان: التمر والماء ، إلا أنه قد كان لرسول الله عليه الصلاة والسلام جيران من الأنصار كانت لهم " منائح " وكانوا يمنحون رسول الله عليه السلام من ألبانهم فيسقينا " .
فإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام وأزواجه يعشن الشهر والشهرين على التمر والماء ، وإذا كان المسلمون الأوائل قد فتحوا ربع المسكون من الأرض في ثلث قرن ، وإدارة التموين في جيوشهم لا تقدم لهم في كثير من الأحيان سوى جراب من التمر وقليل من الماء ، وإذا كان الله تعالى قد خص مريم بطعام واحد وهي في فترة المخاض :
( وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ) مريم 25
فلا بد أن يكون في التمر من الخير الكثير . وإني لأعجب إذ أرى أناسا يشكون من الإمساك ، والتمر في متناول أيديهم ، فبلادنا بلاد التمر . فإن كنت تشكو من الإمساك فتناول بضع تمرات في الصباح . ولا غرابة أن نجد دعايات المجلات الطبية الأمريكية تدعو إلى تناول تمور كاليفورنيا للتخلص من الإمساك الذي يشكو منه 18 % من الناس في أمريكا .
ومن المدهش أن تضع المصانع الأمريكية التمور في زجاجات صغيرة كزجاجات الأدوية ، وتوصف تلك التمور علاجا للإمساك . والتمور غنية بالألياف ، فالمئة جرام من التمر ( وهي تعادل 10 – 21 حبة من التمر) تحتوي على 8.5غ من الألياف . المنظمات الصحية العالمية الآن تدعو إلى الإكثار من الألياف ، لا للتخلص من الإمساك فحسب بل لما تقدمه الألياف من فوائد أخرى .
والتمر غذاء مناسب جدا للمصابين بارتفاع ضغط الدم ، فهو فقير بالصوديوم وغني بالبوتاسيوم . والأبحاث العلمية الحديثة تدعو المصابين بارتفاع ضغط الدم غلى تناول غذاء فقير بملح الطعام ( وهو كلوريد الصوديوم ) وغني بالبوتاسيوم . كما أن التمر غني بمعدن هام آخر هو المغنيزيوم . فنقص المغنيزيوم مشكل تصيب عددا ملحوظا من الذين يتناولون حبوب الديجوكسين أو المدارت البولية والمصابين بهبوط ( قصور ) القلب .
والتمر أيضا غني بالحديد ، فتناول مئة جرام منه يعطي سدس حاجة الجسم اليومية من الحديد . وأكثر الناس حاجة للحديد هم النساء في سن الطمث ، والحوامل ، واليفع ، والمصابون بفقر الدم بنقص الحديد لأسباب أخرى .
وقد صدق من قال : إن في التمر منجما من المعادن .
فاجعل التمر غذاء متوفرا في بيتك ، ففي الصباح يمكنك تناول بضع تمرات وخاصة إن كنت لا تتناول طعام الإفطار، فتذهب إلى عملك ، ولديك طاقة كافية من الحريرات . وليحذر المصابون بمرض السكر من الإفراط في التمر .
واجعل التمر بديلا عن الحلويات ، فتناول حبة أو حبتين منه بعد الغذاء بدلا من قطعة شوكولاتة أو قطعة من الحلويات وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال :
" بيت لا تمر فيه جياع أهله "
الدكتور حسان شمسي باشا
سنتابع وصايا الطبيب باذن الله.
سيدة الوسط @syd_alost
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
لم يستحوذ على اهتمام الناس في السنين الأخيرة نبات طبي مثلما فعلت الحبة السوداء . وكان من الناس من اعتقد أن الحبة السوداء شفاء لكل داء ، ومنهم من أنكر فوائدها كلية ، وآخرون أيقنوا أن في الحبة السوداء شفاء لبعض الأمراض . صحيح أن رسول الله عليه السلام قال في حديث رواه البخاري : " في الحبة السوداء شفاء من كل داء " إلا أن هذا – كما قال ابن حجر وغيره من العلماء – من العام الذي يراد به الخاص . ومثال ذلك قوله تعالى عن ريح عاد : ( تدمر كل شيء بأمر ربها ) فهي تدمر البشر والمساكن ولا تدمر الجبال ولا الأنهار ولا الشمس أو القمر
وللأسف الشديد انتشرت بين الناس وصفات زيت الحبة السوداء فما تركت مرضا إلا وجدت له في الحبة السوداء شفاء !! واستغل الأمر بعض التجار ممن أخذ يبيع زجاجات زيت الحبة السوداء بأسعار باهظة ، ويجني الأرباح ، غير مبال بما قد يصيب المريض من ضرر .
والحقيقة أن هناك عددا من الدراسات العلمية التي نشرت حديثا ( خلال السنتين الماضيتين ) عن الحبة السوداء .
ولكن معظم تلك الدراسات كانت دراسات بدائية أجريت على الفئران وكانت نتائجها مشجعة ، ولكن يقتضي الأمر إجراء المزيد من الدراسات لتوثيق النتائج واستخلاص التوصيات .
وكان من تلك الدراسات تجربة أجريت على الفئران ، وأشارت إلى فائدة الحبة السوداء في تخفيف أعراض الحساسية عند الفئران . وقد نشرت هذه الدراسة في إحدى أشهر المجلات العالمية Annals of Allergy عام 1993 .
وكانت هناك دراسة أخرى نشرتها مجلة " International Journal of Pharmacology " عام 1993 وأشارت إلى قدرة خلاصة الحبة السوداء على خفض سكر الدم عند الأرانب .
ونشرت أكثر من دراسة علمية في مجلات معترف بها عالميا حول فائدة خلاصة الحبة السوداء في قتل عدد من الجراثيم في أطباق المختبر ، أو في حيوانات التجربة .
وهناك ما يشير إلى أن للحبة السوداء خصائص مضادة للسرطان ، ومقوية للجهاز المناعي الذي يدافع عن الجسم ضد الجراثيم والفيروسات وغيرها .
ومنها دراسة الدكتور أحمد القاضي ، والدكتور أسامة قنديل في الولايات المتحدة ، والتي أظهرت أن تناول جرام واحد من الحبة السوداء مرتين يوميا قد ينشط الجهاز المناعي . ولكن الدراسة كانت على عدد قليل من الناس .
ومن أهم الدراسات التي أجريت حتى الآن دراسة أجرتها البحاثة ريما أنس مصطفى الزرقا في جامعة كينغ في لندن ، ونالت بهذا البحث شهادة الماجستير . وقد أجريت تلك التجارب على الحبة السوداء تحت إشراف أساتذة بريطانيين وفي مخابر جامعة لندن .
وقد أثبتت تلك الدراسة وجود خواص مضادة للجراثيم في زيت الحبة السوداء الطيار على عدد من الجراثيم . كما أجريت دراسات لمعرفة الخواص المضادة للالتهاب ( Anti Inflammatory ) في المادة الفعالة في الحبة السوداء والتي تدعى الثيموكينون .
وقد قدمت حديثا رسالة جامعية عالية في موضوع الحبة السوداء في جامعة الرياض . وكانت نتائجها إيجابية ، ونحن بانتظار المزيد من الدراسات .
أما من يدعي على صفحات الجرائد أن ليس في الحبة السوداء أية فائدة ، فهذا محض وهراء ولا يستند إلى أي دليل .
واكتشف العلماء أن الحبة السوداء تحتوي على نوعين من الزيت ، الأول زيت ثابت وقد لا يكون له تأثير يذكر ، والثاني زيت طيار يعزى إليه التأثير الدوائي للحبة السوداء .
يقول الدكتور جابر سالم – أستاذ ورئيس قسم العقاقير الطبية بكلية الصيدلة في جامعة الملك سعود بالرياض - :
" إن زيت الحبة السوداء الموجود بالأسواق السعودية ليس له قيمة علاجية تذكر " . وقال : " إن التجار والمصنعين لهذا الزيت يقومون بتحميص الحبة السوداء ، ثم يكبسون البذور ، فيحصلون على الزيت الثابت ، ونسبة بسيطة جدا من الزيت الطيار ، وذلك لأن الزيت الطيار يتبخر عند تحميص البذور " .
وينصح الدكتور جابر بعدم استخدام الزيت الثابت ، واستعمال الحبة السوداء كما هي ، حيث يمكن سحقها واستعمالها فورا بعد السحق مباشرة . وينصح كذلك بعدم سحقها وتركها ، لأن الزيت الطيار – وهو المادة الفعالة – يتطاير بعض السحق . ويمكن استخدام مسحوق الحبة السوداء مع العسل ، واستعمالها في حينه ، أو تسف مع الماء أو الحليب . وهذا هو الاستعمال الأمثل للحبة السوداء .
وأبسط طريقة لتناول الحبة السوداء تكون بوضع ملعقة من الحبة السوداء على صحن يحتوي على اللبن ( الزبادي ) ويغمر بزيت الزيتون . فذلك من أنفع أطباق الفطور في الصباح أو العشاء .
فعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى تقمح كفا من شونيز ويشرب عليه ماء وعسلا .
وتقمح أي : استف ، والشونيز : هو الحبة السوداء .
وأما مقدار الحبة السوداء ، فليس هناك دليل علمي كاف يشير إلى ذلك ، إلا أن الدراسة التي أجريت في أمريكا وأشارت إلى فائدة الحبة السوداء في تنشيط الجهاز المناعي ، استخدمت جراما واحدا من الحبة السوداء مرتين كل يوم.
والحقيقة نحن بحاجة ماسة إلى إجراء المزيد من الدراسات العلمية على الحبة السوداء لمعرفة خصائصها وتأثيراتها . وحتى ذلك الحين تظل الحبة السوداء غذاء مفيدا استعمله الناس لآلاف السنين .
وللأسف الشديد انتشرت بين الناس وصفات زيت الحبة السوداء فما تركت مرضا إلا وجدت له في الحبة السوداء شفاء !! واستغل الأمر بعض التجار ممن أخذ يبيع زجاجات زيت الحبة السوداء بأسعار باهظة ، ويجني الأرباح ، غير مبال بما قد يصيب المريض من ضرر .
والحقيقة أن هناك عددا من الدراسات العلمية التي نشرت حديثا ( خلال السنتين الماضيتين ) عن الحبة السوداء .
ولكن معظم تلك الدراسات كانت دراسات بدائية أجريت على الفئران وكانت نتائجها مشجعة ، ولكن يقتضي الأمر إجراء المزيد من الدراسات لتوثيق النتائج واستخلاص التوصيات .
وكان من تلك الدراسات تجربة أجريت على الفئران ، وأشارت إلى فائدة الحبة السوداء في تخفيف أعراض الحساسية عند الفئران . وقد نشرت هذه الدراسة في إحدى أشهر المجلات العالمية Annals of Allergy عام 1993 .
وكانت هناك دراسة أخرى نشرتها مجلة " International Journal of Pharmacology " عام 1993 وأشارت إلى قدرة خلاصة الحبة السوداء على خفض سكر الدم عند الأرانب .
ونشرت أكثر من دراسة علمية في مجلات معترف بها عالميا حول فائدة خلاصة الحبة السوداء في قتل عدد من الجراثيم في أطباق المختبر ، أو في حيوانات التجربة .
وهناك ما يشير إلى أن للحبة السوداء خصائص مضادة للسرطان ، ومقوية للجهاز المناعي الذي يدافع عن الجسم ضد الجراثيم والفيروسات وغيرها .
ومنها دراسة الدكتور أحمد القاضي ، والدكتور أسامة قنديل في الولايات المتحدة ، والتي أظهرت أن تناول جرام واحد من الحبة السوداء مرتين يوميا قد ينشط الجهاز المناعي . ولكن الدراسة كانت على عدد قليل من الناس .
ومن أهم الدراسات التي أجريت حتى الآن دراسة أجرتها البحاثة ريما أنس مصطفى الزرقا في جامعة كينغ في لندن ، ونالت بهذا البحث شهادة الماجستير . وقد أجريت تلك التجارب على الحبة السوداء تحت إشراف أساتذة بريطانيين وفي مخابر جامعة لندن .
وقد أثبتت تلك الدراسة وجود خواص مضادة للجراثيم في زيت الحبة السوداء الطيار على عدد من الجراثيم . كما أجريت دراسات لمعرفة الخواص المضادة للالتهاب ( Anti Inflammatory ) في المادة الفعالة في الحبة السوداء والتي تدعى الثيموكينون .
وقد قدمت حديثا رسالة جامعية عالية في موضوع الحبة السوداء في جامعة الرياض . وكانت نتائجها إيجابية ، ونحن بانتظار المزيد من الدراسات .
أما من يدعي على صفحات الجرائد أن ليس في الحبة السوداء أية فائدة ، فهذا محض وهراء ولا يستند إلى أي دليل .
واكتشف العلماء أن الحبة السوداء تحتوي على نوعين من الزيت ، الأول زيت ثابت وقد لا يكون له تأثير يذكر ، والثاني زيت طيار يعزى إليه التأثير الدوائي للحبة السوداء .
يقول الدكتور جابر سالم – أستاذ ورئيس قسم العقاقير الطبية بكلية الصيدلة في جامعة الملك سعود بالرياض - :
" إن زيت الحبة السوداء الموجود بالأسواق السعودية ليس له قيمة علاجية تذكر " . وقال : " إن التجار والمصنعين لهذا الزيت يقومون بتحميص الحبة السوداء ، ثم يكبسون البذور ، فيحصلون على الزيت الثابت ، ونسبة بسيطة جدا من الزيت الطيار ، وذلك لأن الزيت الطيار يتبخر عند تحميص البذور " .
وينصح الدكتور جابر بعدم استخدام الزيت الثابت ، واستعمال الحبة السوداء كما هي ، حيث يمكن سحقها واستعمالها فورا بعد السحق مباشرة . وينصح كذلك بعدم سحقها وتركها ، لأن الزيت الطيار – وهو المادة الفعالة – يتطاير بعض السحق . ويمكن استخدام مسحوق الحبة السوداء مع العسل ، واستعمالها في حينه ، أو تسف مع الماء أو الحليب . وهذا هو الاستعمال الأمثل للحبة السوداء .
وأبسط طريقة لتناول الحبة السوداء تكون بوضع ملعقة من الحبة السوداء على صحن يحتوي على اللبن ( الزبادي ) ويغمر بزيت الزيتون . فذلك من أنفع أطباق الفطور في الصباح أو العشاء .
فعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى تقمح كفا من شونيز ويشرب عليه ماء وعسلا .
وتقمح أي : استف ، والشونيز : هو الحبة السوداء .
وأما مقدار الحبة السوداء ، فليس هناك دليل علمي كاف يشير إلى ذلك ، إلا أن الدراسة التي أجريت في أمريكا وأشارت إلى فائدة الحبة السوداء في تنشيط الجهاز المناعي ، استخدمت جراما واحدا من الحبة السوداء مرتين كل يوم.
والحقيقة نحن بحاجة ماسة إلى إجراء المزيد من الدراسات العلمية على الحبة السوداء لمعرفة خصائصها وتأثيراتها . وحتى ذلك الحين تظل الحبة السوداء غذاء مفيدا استعمله الناس لآلاف السنين .
أقسم الله تعالى في قرآنه العظيم بالزيتون فقال : ( والتين والزيتون . وطور سينين ) التين 1 – 2
وأوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم باستعمال زيت الزيتون فقال : " كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة " .
دهش الباحثون حديثا حينما اكتشفوا أن سكان جزيرة كريت في البحر المتوسط هم أقل الناس إصابة بأمراض القلب والسرطان في العالم أجمع . ودهشوا أكثر حينما عرفوا أن أهالي جزيرة كريت يستهلكون زيت الزيتون أكثر من أي شعب آخر ، فحوالي 33 % من السعرات الحرارية التي يتناولونها يوميا تأتي من زيت الزيتون . فما علاقة زيت الزيتون بذلك ؟ وهل للطب الحديث رأي في هذه العلاقة ؟ وما تأثيراته على القلب والكولسترول ؟
ماذا يقول أطباء الغرب عن زيت الزيتون ؟
يقول الدكتور " ويليام كاستللي " مدير دراسة فارمنجهام الشهيرة : " إن هناك زيتا واحدا يتمتع بأطول سجل من سلامة الاستعمال في التاريخ هو زيت الزيتون . فلقد تناول زيت الزيتون أجيال وأجيال ، وامتاز هؤلاء بصحة الأبدان وندرة جلطة القلب عندهم . وهذا السجل الحافل بمآثر زيت الزيتون يجعلنا نطمئن لاستعماله ، ونقبل عليه بشغف كبير " .
ويقول الدكتور " أهرنس " من جامعة كوفلر بنيويورك : " إننا ندرك تماما أن استعمال سكان حوض البحر المتوسط لزيت الزيتون كمصدر أساسي للدهون في الغذاء هو السبب وراء ندرة مرض شرايين القلب التاجية عندهم " .
وينبه الدكتور كاستللي إلى فوائد استعمال زيت الزيتون في حوض البحر المتوسط فيقول : " رغم أن الناس في حوض البحر المتوسط يتناولون بعض الدهون المشبعة ( السيئة ) المتوافرة في لحم الخروف والقشدة والسمن والجبن ، إلا أنهم يستعملون زيت الزيتون بشكل رئيسي في طهي الطعام . وهذا ما يجعل أمراض شرايين القلب التاجية قليلة الحدوث عندهم " . ويقول أيضا : " إن أفضل طريقة لطهي الطعام وتحضير المأكولات هي باستعمال زيت الزيتون بشكل أساسي ، واستعمال كميات قليلة من زيت الذرة أو دوار القمر ( دوار الشمس ) . فالجسم لا يحتاج إلا إلى كميات قليلة من النوعين الأخيرين " . ويمتاز زيت الزيتون بغناه بالدهون اللامشبعة .
أما الدكتور تريفيسان من جامعة نيويورك فقد لخص فوائد زيت الزيتون في بحث نشر في مجلة ( جاما ) عام 1990 فقال : " لقد أكدت الدراسات الحديثة التأثيرات المفيدة لزيت الزيتون في أمراض شرايين القلب ، ورغم أن البحث قد تركز أساسا على دهون الدم ، إلا أن عددا من الدراسات العلمية قد أشارت إلى فوائد زيت الزيتون عند مرضى السكري والمصابين بارتفاع ضغط الدم " .
الأبحاث العلمية الحديثة :
حتى عام 1986 كانت الكتب الطبية تقول بأن زيت الزيتون لا يؤثر على كولسترول الدم ، فلا يزيده ولا ينقصه . ولكن الأبحاث العلمية الحديثة جدا قد أظهرت أن زيت الزيتون ينقص مستوى كولسترول الدم . وليس هذا فحسب بل إنه لا ينقص من مستوى الكولسترول المفيد في الدم . ومن الثابت علميا أنه كلما ارتفع مستوى هذا النوع من الكولسترول ، قلت نسبة الإصابة بجلطة القلب .
وقد أظهرت دراسة نشرت عام 1990 في مجلة جاما الأمريكية الشهيرة أن مستوى ضغط الدم ، وسكر الدم ، والكولسترول كان أقل عند الذين كانوا يكثرون من تناول زيت الزيتون . وقد أجريت تلك الدراسة على أكثر من مئة ألف شخص .
زيت الزيتون وارتفاع ضغط الدم :
أجرى الدكتور " ويليامز " من جامعة ستانفورد الأمريكية دراسة على 76 شخصا غير مصاب بأية أمراض قلبية لمعرفة تأثير زيت الزيتون على ضغط الدم . فوجد الباحثون أن ضغط الدم قد انخفض بشكل واضح عند الذين تناولوا زيت الزيتون في غذائهم اليومي . وكان انخفاض ضغط الدم أشد وضوحا عند الذين تناولوا 40 جراما من زيت الزيتون يوميا .
زيت الزيتون ومرض السكر :
ينجم مرض السكر عن نقص أو غياب في إفراز الأنسولين من البنكرياس ، مما يؤدي إلى زيادة مستوى السكر في الدم وقد أوصى الاتحاد الأمريكي لمرضى السكر ، المصابين بمرض السكر بتناول حمية تعطى فيه الدهون بنسبة 30 % من الحريرات على ألا تتجاوز نسبة الدهون المشبعة ( كالدهون الحيوانية ) عن 10 % . وأن تكون باقي الدهون على شكل زيت زيتون وزيت ذرة ، أو زيت دوار الشمس .
فوائد أخرى لزيت الزيتون :
ذكرت دائرة المعارف الصيدلانية الشهيرة " مارتندل " أن زيت الزيتون مادة ذات فعل ملين لطيف ، ويعمل كمضاد للإمساك . كما أن زيت الزيتون يلطف السطوح الملتهبة في الجلد ، ويستعمل في تطرية القشور الجلدية الناجمة عن الأكزيما وداء الصدف .
ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ائتدموا بالزيت .. وادهنوا به " ( صحيح الجامع الصغير 18 )
وقد وصف الله تعالى هذه الشجرة بأنها مباركة ، فقال :
( يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية ) النور : 35
فالشجرة مباركة .. والزيت مبارك .. وهنيئا لمن نال من تلك البركات .
وأوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم باستعمال زيت الزيتون فقال : " كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة " .
دهش الباحثون حديثا حينما اكتشفوا أن سكان جزيرة كريت في البحر المتوسط هم أقل الناس إصابة بأمراض القلب والسرطان في العالم أجمع . ودهشوا أكثر حينما عرفوا أن أهالي جزيرة كريت يستهلكون زيت الزيتون أكثر من أي شعب آخر ، فحوالي 33 % من السعرات الحرارية التي يتناولونها يوميا تأتي من زيت الزيتون . فما علاقة زيت الزيتون بذلك ؟ وهل للطب الحديث رأي في هذه العلاقة ؟ وما تأثيراته على القلب والكولسترول ؟
ماذا يقول أطباء الغرب عن زيت الزيتون ؟
يقول الدكتور " ويليام كاستللي " مدير دراسة فارمنجهام الشهيرة : " إن هناك زيتا واحدا يتمتع بأطول سجل من سلامة الاستعمال في التاريخ هو زيت الزيتون . فلقد تناول زيت الزيتون أجيال وأجيال ، وامتاز هؤلاء بصحة الأبدان وندرة جلطة القلب عندهم . وهذا السجل الحافل بمآثر زيت الزيتون يجعلنا نطمئن لاستعماله ، ونقبل عليه بشغف كبير " .
ويقول الدكتور " أهرنس " من جامعة كوفلر بنيويورك : " إننا ندرك تماما أن استعمال سكان حوض البحر المتوسط لزيت الزيتون كمصدر أساسي للدهون في الغذاء هو السبب وراء ندرة مرض شرايين القلب التاجية عندهم " .
وينبه الدكتور كاستللي إلى فوائد استعمال زيت الزيتون في حوض البحر المتوسط فيقول : " رغم أن الناس في حوض البحر المتوسط يتناولون بعض الدهون المشبعة ( السيئة ) المتوافرة في لحم الخروف والقشدة والسمن والجبن ، إلا أنهم يستعملون زيت الزيتون بشكل رئيسي في طهي الطعام . وهذا ما يجعل أمراض شرايين القلب التاجية قليلة الحدوث عندهم " . ويقول أيضا : " إن أفضل طريقة لطهي الطعام وتحضير المأكولات هي باستعمال زيت الزيتون بشكل أساسي ، واستعمال كميات قليلة من زيت الذرة أو دوار القمر ( دوار الشمس ) . فالجسم لا يحتاج إلا إلى كميات قليلة من النوعين الأخيرين " . ويمتاز زيت الزيتون بغناه بالدهون اللامشبعة .
أما الدكتور تريفيسان من جامعة نيويورك فقد لخص فوائد زيت الزيتون في بحث نشر في مجلة ( جاما ) عام 1990 فقال : " لقد أكدت الدراسات الحديثة التأثيرات المفيدة لزيت الزيتون في أمراض شرايين القلب ، ورغم أن البحث قد تركز أساسا على دهون الدم ، إلا أن عددا من الدراسات العلمية قد أشارت إلى فوائد زيت الزيتون عند مرضى السكري والمصابين بارتفاع ضغط الدم " .
الأبحاث العلمية الحديثة :
حتى عام 1986 كانت الكتب الطبية تقول بأن زيت الزيتون لا يؤثر على كولسترول الدم ، فلا يزيده ولا ينقصه . ولكن الأبحاث العلمية الحديثة جدا قد أظهرت أن زيت الزيتون ينقص مستوى كولسترول الدم . وليس هذا فحسب بل إنه لا ينقص من مستوى الكولسترول المفيد في الدم . ومن الثابت علميا أنه كلما ارتفع مستوى هذا النوع من الكولسترول ، قلت نسبة الإصابة بجلطة القلب .
وقد أظهرت دراسة نشرت عام 1990 في مجلة جاما الأمريكية الشهيرة أن مستوى ضغط الدم ، وسكر الدم ، والكولسترول كان أقل عند الذين كانوا يكثرون من تناول زيت الزيتون . وقد أجريت تلك الدراسة على أكثر من مئة ألف شخص .
زيت الزيتون وارتفاع ضغط الدم :
أجرى الدكتور " ويليامز " من جامعة ستانفورد الأمريكية دراسة على 76 شخصا غير مصاب بأية أمراض قلبية لمعرفة تأثير زيت الزيتون على ضغط الدم . فوجد الباحثون أن ضغط الدم قد انخفض بشكل واضح عند الذين تناولوا زيت الزيتون في غذائهم اليومي . وكان انخفاض ضغط الدم أشد وضوحا عند الذين تناولوا 40 جراما من زيت الزيتون يوميا .
زيت الزيتون ومرض السكر :
ينجم مرض السكر عن نقص أو غياب في إفراز الأنسولين من البنكرياس ، مما يؤدي إلى زيادة مستوى السكر في الدم وقد أوصى الاتحاد الأمريكي لمرضى السكر ، المصابين بمرض السكر بتناول حمية تعطى فيه الدهون بنسبة 30 % من الحريرات على ألا تتجاوز نسبة الدهون المشبعة ( كالدهون الحيوانية ) عن 10 % . وأن تكون باقي الدهون على شكل زيت زيتون وزيت ذرة ، أو زيت دوار الشمس .
فوائد أخرى لزيت الزيتون :
ذكرت دائرة المعارف الصيدلانية الشهيرة " مارتندل " أن زيت الزيتون مادة ذات فعل ملين لطيف ، ويعمل كمضاد للإمساك . كما أن زيت الزيتون يلطف السطوح الملتهبة في الجلد ، ويستعمل في تطرية القشور الجلدية الناجمة عن الأكزيما وداء الصدف .
ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ائتدموا بالزيت .. وادهنوا به " ( صحيح الجامع الصغير 18 )
وقد وصف الله تعالى هذه الشجرة بأنها مباركة ، فقال :
( يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية ) النور : 35
فالشجرة مباركة .. والزيت مبارك .. وهنيئا لمن نال من تلك البركات .
وردت كلمة اللبن في القرآن الكريم في قوله تعالى :
( وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين ) النحل آية 66
وقال تعالى في وصف الجنة :
( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ... ) ( محمد آية 15 )
وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل اللبن ( الحليب ) على غيره من الطعام فقال :
" من أطعمه الله طعاما ، فليقل اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا منه ، ومن سقاه الله لبنا فليقل : اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه ، فإنه ليس شيء يجزىء من الطعام والشراب غير اللبن " ( رواه أحمد وأبو داود )
واللبن في اللغة هو ( سائل أبيض يكون في إناث الآدميين والحيوان ) وهو ما يطلق عليه الناس اسم ( الحليب ) . ولكن هذه التسمية تطلق في العديد من البلدان على ( اللبن الخاثر) . أو ( اللبن الرائب ) أو ( اللبن الزبادي ) ، تمييزا له عن الحليب .
وتخـتلف تسميات اللبن الرائب من بلد إلى آخر ، فهو يعرف في مصر والسودان باسم
( اللبن الزبادي ) ، في حين يعرف في المملكة العربية السعودية وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين باسم ( اللبن ) . وفي الهند باسم ( الداهي ) وفي اللغة التركية باسم (يوغورت)، ومنها دخلت اللغة الإنجليزية ( Yogurt ) واللغات الأوروبية الأخرى كالفرنسية والإيطالية واليونانية وغيرها .
أين اكتشف اللبن الرائب ؟
تقول دائرة معارف ( Everyman ) : " إن اللبن الرائب قد اكتشف صدفة من قبل البدو والعرب حينما كانوا يحملون الحليب في أوعية مصنوعة من معدة الغنم . فقد تخمر هذا الحليب بفعل جرثومة اللبن الموجودة في معدة الغنم ، وساعدت على هذا التخمر حرارة الصحراء . واستخدم اللبن الرائب لأول مرة في التاريخ في شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام. ومن هناك انتشر إلى جميع أنحاء العالم .
وقد انتقل اللبن الرائب إلى الغرب أثناء الحروب الصليبية ، وظلت طريقة تركيب اللبن سرا لا تعرفه إلا قصور الملوك في أوروبا . ويقال بأن ( فرانسوا الأول ) ملك فرنسا كان يعطى اللبن الرائب كغذاء حينما أصيب بالتهاب الأمعاء ، إلى أن شفي تماما من هذا المرض . وبعدها انتقلت صناعة اللبن إلى بيوت الناس في أوروبا " .
وقد دخل اللبن الطب الشعبي الحديث في القرن التاسع عشر حينما أعلن الدكتور
( ميتشنكوف ) الذي كان يعمل في معهد باستور - أن تناول اللبن يطهر الأمعاء من الجراثيم ، وأن اللبن علاج للشيخوخة وتدهور حالة الجسم .
ويقول كتاب Food & Nutrition طبعة 1992 م أن استهلاك اللبن الرائب في بريطانيا قد تضاعف 4 مرات ما بين عام 1970 م وعام 1980 م وأن الإنجليز يستهلكون مائة ألف طن من اللبن في العام الواحد .
كيف يتشكل اللبن الرائب ؟
اللبن هو عبارة عن حليب تخمر بواسطة إحدى الجراثيم المفيدة والتي تسمى ( العصية اللبنية البلغارية ) . وتقوم هذه الجراثيم بتخثير الحليب وتحويل سكر اللاكتوز في الحليب إلى حمض اللبن ، إذا ما توفرت لها الشروط المناسبة من حرارة ورطوبة وغذاء .
ويصنع اللبن بإضافة ملعقة من لبن جاهز ، وتسخين الحليب إلى درجة حرارة 43ْ م ثم يحفظ في مكان دافئ بدرجة 37ْ - 44ْ لمدة 6 - 8 ساعات .
ماذا تقول الأبحاث العلمية الحديثة عن اللبن ؟
استعمل سكان حوض البحر المتوسط اللبن الرائب لقرون عديدة في معالجة الإسهالات واضطراب الأمعاء . وقد تمكن الباحثون حديثا في أمريكا من عز سبعة مضادات حيوية من اللبن الرائب . وبعض هذه المضادات أقوى من التتراسيكلين .
وأظهرت الدراسات الحديثة أن اللبن الرائب يفيد في القضاء على الجراثيم المسببة للتسمم الغذائي . وأهمها السالمونيلا والجراثيم العنقودية .
ودلت دراسات أخرى من أمريكا وإيطاليا أن بإمكان اللبن الرائب منع حدوث الدزنتاريا ( الزحار ) . ومن العادات المتبعة في مستشفيات وسط أوروبا إعطاء اللبن للأطفال المصابين بالإسهالات .
ويقول الدكتور ( شاهاني ) من جامعة نبراسكا في الولايات المتحدة - وهو أحد أكثر الباحثين خبرة في العالم بالحليب ومشتقاته - : " إن اللبن الرائب يفيد في منع حدوث الإسهالات والدزنتاريا أكثر منه في علاجها " . ولا يقوم اللبن بفعل مضاد للجراثيم فحسب ، بل إن الأبحاث الحديثة من الولايات المتحدة تؤكد أن اللبن يقوي الوظيفة المناعية لخلايا الجسم .
اللبن الرائب والسرطان :
هناك دلائل علمية تشير إلى أن اللبن الرائب قد يفيد في الوقاية من سرطان القولون . فقد لاحظ الباحثون في بوسطن أن اللبن يمكن أن يثبط الإنزيمات التي تحول المواد الكيميائية غير الضارة في الأمعاء إلى مواد مسببة للسرطان .
وقد نشر الدكتور ( لي ) من فرنسا دراسة لاحظ فيها أن أكثر النساء تناولا للبن كن أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي من غيرهن .
اللبن كغذاء :
جاء في كتاب Food & Nutrition طبعة 1992 م أن اللبن مفيد :
1. كغذاء للذين يعملون على إنقاص وزنهم ، فإن الـ 100 غرام من اللبن الرائب تعطي
25 سعرا حراريا فقط .
2. يفيد في طعام الرضع حين البدء بإدخال الأطعمة إلى غذاء الرضيع بدلا من الحليب .
3. يستعمل عند الناقهين من الأمراض .
4. يستعمل كحلوى بعد الطعام وذلك بإضافة الفواكه كالفراولة والموز إلى اللبن الرائب.
واللبن غذاء سهل الهضم ، فقد نشرة مجلة اللانست الطبية تقول : " في حين يهضم 33% من الحليب بعد ساعة واحدة من تناوله ، فإن 91 % من اللبن يهضم في الوقت نفسه ، كما أن بإمكان معظم المصابين بعدم تحمل سكر اللاكتوز ( وهم الذين يشكون من غازات شديدة وإسهالات بعد تناول الحليب ) أن يتناولوا اللبن بدون انزعاج .
اللبن الرائب والشيخوخة :
أعلن العالم ( ميتشنكوف ) أن الذين يعيشون فوق المائة عام هم من آكلي اللبن الزبادي لأنها تحتوي على بكتيريا تصل إلى الأمعاء ، وتكون بيئة تمنع دخول الجراثيم غير المرغوب فيها . وقد أطلق عليه في البلقان اسم ( غذاء العمر الطويل ) لاحتوائه على مواد بروتينية ذات قيمة حيوية عالية ، وعلى أغلب المواد المعدنية اللازمة للجسم .
واللبن هو من أهم مواد التغذية عند الأتراك ، ولا تكاد تخلو منه مائدة في أي وجبة من وجبات الطعام . وربما كان ذلك سبب احتفاظ الأتراك بقوتهم ونشاطهم في سن متأخرة . فعدد الذين يتجاوزون المائة عام أكثر من عشرة في المليون ، بينما لا يعمر إلى تسعة في كل مليون أمريكي .
ويفيد اللبن المسنين الذين يعانون من ضعف في العظام ، وسقوط الأسنان ، فهو من أفضل العلاجات في مثل تلك الحالات . واللبن الرائب (الزبادي) يعتبر غذاء سهل الهضم ، يوفر على الناقهين عملية الهضم الطويلة مع الغذاء العادي . وتستعمل النساء اللبن الرائب في العناية ببشرتها وجلدها .
وهكذا يظل اللبن الرائب ( الزبادي ) الغذاء المتكامل للكبار والصغار ، والطعام البسيط الرخيص الذي يتربع على عرش الغذاء حين المرض ، وحين تعاف النفس الأنواع الدسمة من الطعام ، وكأنه عجلة النجاة التي يقدمها الله تعالى لهذا المريض .
( وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين ) النحل آية 66
وقال تعالى في وصف الجنة :
( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ... ) ( محمد آية 15 )
وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل اللبن ( الحليب ) على غيره من الطعام فقال :
" من أطعمه الله طعاما ، فليقل اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا منه ، ومن سقاه الله لبنا فليقل : اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه ، فإنه ليس شيء يجزىء من الطعام والشراب غير اللبن " ( رواه أحمد وأبو داود )
واللبن في اللغة هو ( سائل أبيض يكون في إناث الآدميين والحيوان ) وهو ما يطلق عليه الناس اسم ( الحليب ) . ولكن هذه التسمية تطلق في العديد من البلدان على ( اللبن الخاثر) . أو ( اللبن الرائب ) أو ( اللبن الزبادي ) ، تمييزا له عن الحليب .
وتخـتلف تسميات اللبن الرائب من بلد إلى آخر ، فهو يعرف في مصر والسودان باسم
( اللبن الزبادي ) ، في حين يعرف في المملكة العربية السعودية وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين باسم ( اللبن ) . وفي الهند باسم ( الداهي ) وفي اللغة التركية باسم (يوغورت)، ومنها دخلت اللغة الإنجليزية ( Yogurt ) واللغات الأوروبية الأخرى كالفرنسية والإيطالية واليونانية وغيرها .
أين اكتشف اللبن الرائب ؟
تقول دائرة معارف ( Everyman ) : " إن اللبن الرائب قد اكتشف صدفة من قبل البدو والعرب حينما كانوا يحملون الحليب في أوعية مصنوعة من معدة الغنم . فقد تخمر هذا الحليب بفعل جرثومة اللبن الموجودة في معدة الغنم ، وساعدت على هذا التخمر حرارة الصحراء . واستخدم اللبن الرائب لأول مرة في التاريخ في شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام. ومن هناك انتشر إلى جميع أنحاء العالم .
وقد انتقل اللبن الرائب إلى الغرب أثناء الحروب الصليبية ، وظلت طريقة تركيب اللبن سرا لا تعرفه إلا قصور الملوك في أوروبا . ويقال بأن ( فرانسوا الأول ) ملك فرنسا كان يعطى اللبن الرائب كغذاء حينما أصيب بالتهاب الأمعاء ، إلى أن شفي تماما من هذا المرض . وبعدها انتقلت صناعة اللبن إلى بيوت الناس في أوروبا " .
وقد دخل اللبن الطب الشعبي الحديث في القرن التاسع عشر حينما أعلن الدكتور
( ميتشنكوف ) الذي كان يعمل في معهد باستور - أن تناول اللبن يطهر الأمعاء من الجراثيم ، وأن اللبن علاج للشيخوخة وتدهور حالة الجسم .
ويقول كتاب Food & Nutrition طبعة 1992 م أن استهلاك اللبن الرائب في بريطانيا قد تضاعف 4 مرات ما بين عام 1970 م وعام 1980 م وأن الإنجليز يستهلكون مائة ألف طن من اللبن في العام الواحد .
كيف يتشكل اللبن الرائب ؟
اللبن هو عبارة عن حليب تخمر بواسطة إحدى الجراثيم المفيدة والتي تسمى ( العصية اللبنية البلغارية ) . وتقوم هذه الجراثيم بتخثير الحليب وتحويل سكر اللاكتوز في الحليب إلى حمض اللبن ، إذا ما توفرت لها الشروط المناسبة من حرارة ورطوبة وغذاء .
ويصنع اللبن بإضافة ملعقة من لبن جاهز ، وتسخين الحليب إلى درجة حرارة 43ْ م ثم يحفظ في مكان دافئ بدرجة 37ْ - 44ْ لمدة 6 - 8 ساعات .
ماذا تقول الأبحاث العلمية الحديثة عن اللبن ؟
استعمل سكان حوض البحر المتوسط اللبن الرائب لقرون عديدة في معالجة الإسهالات واضطراب الأمعاء . وقد تمكن الباحثون حديثا في أمريكا من عز سبعة مضادات حيوية من اللبن الرائب . وبعض هذه المضادات أقوى من التتراسيكلين .
وأظهرت الدراسات الحديثة أن اللبن الرائب يفيد في القضاء على الجراثيم المسببة للتسمم الغذائي . وأهمها السالمونيلا والجراثيم العنقودية .
ودلت دراسات أخرى من أمريكا وإيطاليا أن بإمكان اللبن الرائب منع حدوث الدزنتاريا ( الزحار ) . ومن العادات المتبعة في مستشفيات وسط أوروبا إعطاء اللبن للأطفال المصابين بالإسهالات .
ويقول الدكتور ( شاهاني ) من جامعة نبراسكا في الولايات المتحدة - وهو أحد أكثر الباحثين خبرة في العالم بالحليب ومشتقاته - : " إن اللبن الرائب يفيد في منع حدوث الإسهالات والدزنتاريا أكثر منه في علاجها " . ولا يقوم اللبن بفعل مضاد للجراثيم فحسب ، بل إن الأبحاث الحديثة من الولايات المتحدة تؤكد أن اللبن يقوي الوظيفة المناعية لخلايا الجسم .
اللبن الرائب والسرطان :
هناك دلائل علمية تشير إلى أن اللبن الرائب قد يفيد في الوقاية من سرطان القولون . فقد لاحظ الباحثون في بوسطن أن اللبن يمكن أن يثبط الإنزيمات التي تحول المواد الكيميائية غير الضارة في الأمعاء إلى مواد مسببة للسرطان .
وقد نشر الدكتور ( لي ) من فرنسا دراسة لاحظ فيها أن أكثر النساء تناولا للبن كن أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي من غيرهن .
اللبن كغذاء :
جاء في كتاب Food & Nutrition طبعة 1992 م أن اللبن مفيد :
1. كغذاء للذين يعملون على إنقاص وزنهم ، فإن الـ 100 غرام من اللبن الرائب تعطي
25 سعرا حراريا فقط .
2. يفيد في طعام الرضع حين البدء بإدخال الأطعمة إلى غذاء الرضيع بدلا من الحليب .
3. يستعمل عند الناقهين من الأمراض .
4. يستعمل كحلوى بعد الطعام وذلك بإضافة الفواكه كالفراولة والموز إلى اللبن الرائب.
واللبن غذاء سهل الهضم ، فقد نشرة مجلة اللانست الطبية تقول : " في حين يهضم 33% من الحليب بعد ساعة واحدة من تناوله ، فإن 91 % من اللبن يهضم في الوقت نفسه ، كما أن بإمكان معظم المصابين بعدم تحمل سكر اللاكتوز ( وهم الذين يشكون من غازات شديدة وإسهالات بعد تناول الحليب ) أن يتناولوا اللبن بدون انزعاج .
اللبن الرائب والشيخوخة :
أعلن العالم ( ميتشنكوف ) أن الذين يعيشون فوق المائة عام هم من آكلي اللبن الزبادي لأنها تحتوي على بكتيريا تصل إلى الأمعاء ، وتكون بيئة تمنع دخول الجراثيم غير المرغوب فيها . وقد أطلق عليه في البلقان اسم ( غذاء العمر الطويل ) لاحتوائه على مواد بروتينية ذات قيمة حيوية عالية ، وعلى أغلب المواد المعدنية اللازمة للجسم .
واللبن هو من أهم مواد التغذية عند الأتراك ، ولا تكاد تخلو منه مائدة في أي وجبة من وجبات الطعام . وربما كان ذلك سبب احتفاظ الأتراك بقوتهم ونشاطهم في سن متأخرة . فعدد الذين يتجاوزون المائة عام أكثر من عشرة في المليون ، بينما لا يعمر إلى تسعة في كل مليون أمريكي .
ويفيد اللبن المسنين الذين يعانون من ضعف في العظام ، وسقوط الأسنان ، فهو من أفضل العلاجات في مثل تلك الحالات . واللبن الرائب (الزبادي) يعتبر غذاء سهل الهضم ، يوفر على الناقهين عملية الهضم الطويلة مع الغذاء العادي . وتستعمل النساء اللبن الرائب في العناية ببشرتها وجلدها .
وهكذا يظل اللبن الرائب ( الزبادي ) الغذاء المتكامل للكبار والصغار ، والطعام البسيط الرخيص الذي يتربع على عرش الغذاء حين المرض ، وحين تعاف النفس الأنواع الدسمة من الطعام ، وكأنه عجلة النجاة التي يقدمها الله تعالى لهذا المريض .
الصفحة الأخيرة
ولعل أروع ما جاء في وصفه قوله تعالى :
( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون . ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ) النحل 68 – 69
وقد جاء في كتاب " الطب من الكتاب والسنة " لموفق الدين البغدادي : " وقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يشرب كل يوم قد عسل ممزوج بالماء على الريق ، وهذه حكمة عجيبة في حفظ الصحة " .
وقال عليه الصلاة والسلام : " عليكم بالشفاءين : العسل والقرآن " .
ومن الاعتقادات الشائعة بين الناس أن مربي النحل يعمرون ويحيون حياة صحية مديدة أكثر من غيرهم .
ويذكر المؤرخون أن " فيثاغورث " صاحب نظرية فيثاغورث الشهيرة ، قد عاش أكثر من تسعين عاما ، وكان طعامه يتألف من " الخبز والعسل " . وأن أبولونيوس عاش أكثر من مئة عام ، وكان غذاؤه الخبز والعسل .
ولا عجب إذا عرفنا أن أبا الطب " أبو قراط " الذي عمر أكثر من 108 سنوات كان يأكل العسل يوميا . وكان العسل الطبيعي من الأشياء المحببة للشاعر الإغريقي " أناكريون " الذي عاش أكثر من 115 عاما .
وفي حفل عشاء للاحتفال بعيد الميلاد المئوي ليوليوس روميليوس ، سأله يوليوس قيصر عن سبب قوة صحته العقلية والجسمية حتى تلك السن المتأخرة ، فأجاب " العسل من الداخل والزيت من الخارج " .
ومن الصعب جدا إثبات القول الشائع : " إن العسل يطيل العمر " ، فيقول الدكتور كروفت في كتابه Honey & Health : " لو أردنا أن نقوم بتجارب على البشر لنجيب على هذا السؤال لاحتاج الأمر إلى أجيال عديدة ، حتى نتأكد من صحة البحث علميا ، وهذا أمر مستحيل " .
ولكن .. كانت هناك دراسات علمية عديدة أجريت على العسل خلال السنوات القليلة الماضية ، فكانت هناك دراسة في المجلة الطبية البريطانية " B.M.J " أدى فيه إعطاء العسل للأطفال المصابين بالإسهالات إلى سرعة شفاء هؤلاء الأطفال. وكانت هناك دراسة في مجلة الجراحة البريطانية عام 1988 م حول استعمال العسل في الجروح والقروح الملتهبة التي لم تستجب للمضادات الحيوية ، فكان له العسل شفاء خالصا .
كما نشرت المجلة الأسترالية الطبية ( Aust - N - Z - J - Obstet – Gynecol ) في شهر نوفبمبر 1992دراسة قام فيها باحثون أستراليون ، استعملوا فيها العسل في علاج 15 مريضة ، تفتحت الجروح عندهن بعد إجراء العملية القيصرية . ويقول هؤلاء الباحثون : " إن وضع العسل على الجروح المتفتحة كان فعالا وغير مكلف ، كما ألغى الحاجة إلى إعادة خياطة هذه الجروح وتعريض المريض لعملية جراحية أخرى " .
ونشرت مجلة Surgery عام 1993 دراسة قام بها الدكتور Efen عالج فيها عشرين مريضا مصابا بنوع من الغرغرينا تسمى " Fournier's Gangrene " بالعسل موضعيا على الغرغرينا إضافة إلى استعمال المضادات الحيوية عن طريق الفم .
وعولجت مجموعة مماثلة بالطرق التقليدية . فوجد الباحثون أن وضع العسل على الغرغرينا قد أعطى تفوقا واضحا على العلاج التقليدي ، وكانت استجابة المرضى أكثر عند من وضع عليه العسل .
كما نشرت مجلة اللانست البريطانية الشهيرة عام 1993 مقالا ذكرت فيه فوائد العسل في علاج الجروح والقروح ، وفي الحفاظ على قطع الجلد المزروعة عند المرضى .
وظهر حديثا عام 1992 في مجلة Infection الأمريكية الشهيرة بحث حول تأثير العسل على الجراثيم المسببة للالتهابات في جروح العمليات . وتبين أن العسل الطبيعي غير المصنع قد استطاع في أطباق المختبر ، تثبيط نمو معظم الجراثيم والفطور المسبب لالتهابات تلك الجروح ، باستثناء جرثوم يدى العصيات الزرق Pseudomonas وآخر يدعى Clostridium . وقورن في التجربة نفسها تأثير العسل بتأثير محلول سكري مركز ، له نفس الخواص الفيزيائية للعسل ، فتبين أن المحلول السكري لم يستطع تثبيط أي من الجراثيم أو الفطور .
واستنتج الباحثون أن العسل يعتبر علاجا مثاليا في تضميد الجروح المتقيحة بعد العمليات الجراحية .
وكانت هناك دراسة أخرى ظهرت في المجلة الاسكندنافية للأمراض الهضمية ، أجرى فيه الباحثون دراسة على الفئران حول تأثير العسل في وقاية المعدة من حدوث التهاب فيها نتيجة التخريش المستمر للكحول . وكانت نتائج الدراسة إيجابية جدا ، واقترح الباحثون إجراء دراسات مماثلة على الإنسان .
كما قام الباحثون بإجراء دراسة أخرى حول تأثير العسل الطبيعي على جرثوم Helicobacter Pylori الذي يسبب التهابا في المعدة . فتبين أن إعطاء محلول من العسل بتركيز 20 % قد استطاع تثبيط ذاك الجرثوم في أطباق المختبر .
ومن نيوزيلاندة ، خرجت حديثا دراسة لمعرفة أفضل أنواع العسل النيوزيلاندي غير المبستر في تأثيره على الجراثيم . وكان أفضلها نوع يدعى Manuka Honey . ولا شك أن أفضل أنواع العسل هو العسل الطبيعي غير المصنع ، إلا أن العسل التجاري المنتج من دولة واحدة وخاصة عسل الأكاسيا يظل غذاء نافعا بإذن الله تعالى .
وهكذا تتوالى الدراسات العلمية من أماكن مختلفة من العالم تثبت بعضا من فوائد العسل التي اكتشفت حتى الآن .
ويقول البروفسور كروفت في كتابه Honey & Health " إن تناول العسل الصافي يمكن في أحسن الأحوال أن يقوم بعمل رائع جدا ، ولو افترضنا أنه لا يفيد ، فإنه قطعا لا يضر . وليس هناك من أنواع الطعام إلا النــزر القليل جدا من تنطبق عليه هذه الأوصاف .
من شاء التوسع في فوائد العسل فلينظر كتابنا " معجزة الاستشفاء بالعسل . حقائق وبراهين " وهو من إصدار مكتبة السوادي بجدة ودار القلم بدمشق .