قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن لكل عمل شره ولكل شرة فتره فمن كانت شرته الى سنتي فقد افلح ومن كانت فترته الى غير ذلك فقد هلك ) صحيح
وقال عليه السلام (إن لكل شي شره ولكل شرة فتره فإن كان صاحبها سدد وقارب فأرجوه وإن أشير إليه بالاصابع فلا تعدوه ) حديث حسن
معنى الفتور ؛ السكون بعد الحركة والانقطاع بعد الاستمرار ... والفتور يطلق في اللغة على : الكسل أو التراخي ، أو التباطؤ بعد النشاط والجد
أعراض الفتور : كثيرة كالاعراض عن القرآن ،إعراض عن قيام الليل بعد رمضان ، إعراض عن الذكر والاستغفار , والاقبال على المحرمات بكل انواعها
قبل الحديث عن التعامل مع الفتور نقول : أن الهدايه بيد الله وحده يهبها من شاء .. فماذا ياترى يريد الله منا حتى نكون اهلا لهدايته وتوفيقه ؟؟
قال تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) يريد منا اولا التصديق بموعوده تصديق جازما وعدم الشك فيه .. ولكنه جعل لكل شيء اجل مسمى
ثانيا : الصــدق مع الله وعدم التلون وقد قال تعالى (فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم ) وقال النبي عليه السلام (إن تصدق الله يصدقك)
والصدق مع الله في هذا أن تكون مخلصا في توبتك له .. راجع توبتك وتاكد انها لله ضع نصب عينيك انك تبت لوجه الله ولاجل ان يرضى عنك ويدخلك جنته
وفي كل مره تقوم فيها بعمل طاعه او تجتنب معصيه استحضر وردد بلسانك عبارة : انك تفعل ذلك لوجه الله وليغفر عنك وينجيك من النار ويدخلك جنته ..
كرر هذه العباره طوال يومك حتى تعتادها .. وتستقر في قلبك وتتمكن من عقلك وتصبح هاجسا لك .. وغاية وأملا
اذا فعلت ذلك فبإذن الله لن يعاودك الحنين الى معاصيك وستتمكن من ضبط نفسك والصبر على الطاعه وعن المعصيه حتى في أحد حالات الفتور
اذن هذه القاعده الاولى التي عليك تحقيقها : الصدق مع الله .. الاخلاص لله .. تصحيح النيه وجعلها خالصة لله .. واعلم انك ان تصدق الله يصدقك
ان من اسباب الانتكاس عدم صدق النيه .. فلربما تاب لاجل موقف مؤثر اوموت حبيب , ومع مرور الايام يزول هذا الاثر تدريجيا فينقلب التائب على عقبيه
ومن اسباب الانتكاس كون العبد لايعي أنه خلق لسلوك طريق الهدايه وانه لايملك الخيار بسلوكه او عدم سلوكه بل هو ملزم به مجبر عليه معاقب ان تركه
فلا يظن ان سلوكه هذا الطريق تفضلا منه وكرما , فيدعه متى شاء.. بل هو من يؤدي وظيفته التي ماخلق الا لأجلها (وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون)
وهذه القاعده الثانيه : ان تعي جيدا انك بلزوم طريق الاستقامه تحقق الغايه من خلقك .. فما خلقتك الا لتعبد الله وتطيعه وتوحده لا لشئ آخر .. تابع
فإن استقر ذلك بقلبك فلن تهتم بما فاتك من حظوظ الدنيا وشهواتها .. وتكالب اهلها عليها وتقبل على شأنك وانت مطمئن قانع مغتبط بما انت فيه
والرضى بما انت عليه والقناعة بأنك تسير بالطريق الصحيح تساعدك على الثبات وعدم التذبذب وهذا من اسباب نجاح التوبه واستمرارها
اسعى الان لتحقيق القاعده الاولى والثانيه علما وعملا ولاتنس طلب العون من الله ردد دائما يارب اعني , وتحلى بالصبــر (إن الله يحب الصابرين)
قال تعالى (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)وقال (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) وقال (واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثما اهتدى)
قد لاتوجد وصفه سحريه للقضاء على الفتور , ولكن ماسنحاول فعله هو كبح جماح النفس وضبطها والزامها الصراط المستقيم في نشاطها وفتورها ....
قال تعالى (ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه) قس هذه الايه على نفسك ,
هل إذا أصابك خير ولذة وراحه واصلت طاعة ربك: وإن أصابتك شده وسآمه نكصت على عقبيك ! إكمل اذن الآيه (خسر الدنيا والآخره ذلك هو الخسران المبين)
من الناس من جعل طاعته لربه مرتهنه بما يجده من اللذه والحلاوه , فإن فقد اللذة بطاعة الله تركها وذهب يبحث عن اللذة باي موطن يظنها فيه ولربما قادته نفسه الباحثه عن اللذة الى المحرمات فوقع فيها ولم يبالي . فمثل هذا عبد شهواته ونزواته , اما عباد الله الصادقين فهم الذين يستجيبون لربهم في المنشط والمكره والعسر واليسر والسراء والضراء .
هل الفتور ابتلاء للعبد ؟ ام ان الفتور عقاب على الذنوب ؟؟ .. أم .. أم ..؟ المهم هو ان تصبر وتحتسب وتذكر قول الله (انا وجدناه صابرا نعم العبد)
وهذا يقودنا الى القاعده الثالثه : إرضى بما قسم الله لك نعم إرض بما قسم الله لك ..لاتجزع, وان كان الرضى من اعمال القلوب فانه يمكن تحقيقه بكثرة الحمد ..فإذا جثم الفتور على صدرك فأكثر من حمد الله قل رب احمدك في النشاط والفتور والشده والرخاء والضيق والسعه ,أكثر من حمد الله بكل دقيقه وثانيه ..فالرضى بقدر الله باب عظيم للثبات والطمأنينه
إسئل نفسك .. مايحملها على الانتكاس ان شعرت بالفتور ؟؟ هل السبب فقد المتعه بالطاعات فانت تريد تعويض هذه المتعه من اي مكان ولو كان محرما ؟؟
إن كان ذلك هو السبب فأنت لم تصدق مع الله في توبتك , ولعلك لاتدري بعد لما تبت .. ومن ماذا تبت ...وليس لك غايه من التوبه هل السبب شعورك باليأس والقنوط من تكرر هجمات الفتور ففقدت الثقه ببلوغك الهدايه؟؟ أنت إذا لم تصدق ربك (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)
وهذا يعود بنا الى البدايه ( القاعده الاولى ) فإعلم انك إن لم تصدق بوعد الله وتصدق مع الله فإنك لن تحقق أي شي , و لن تصل إلى أي شي .
هل قرأت التاريخ .. هل طالعت السير ؟؟ أتذكر مالقي بلال بن رباح وخباب وياسر وسميه وضعفاء المسلمين انذاك .. أتذكر مالقي احمد بن حنبل وابن خيرون
اتذكر أبي بكر النابلسي كيف ضرب وعذب .. ثم امروا يهوديا فسلخ جلده من مفرق رأسه حتى بلغ الصدر , وابي بكر يذكر الله ويصبر فرحمه السلاخ فقتله
وابن البردون .. ومحمد بن الحبلي ..كيف صلب في الشمس وعلق حتى مات , والتاريخ زاخر بقصص المعذبين في سبيل الله .. الذين ثبتوا ومابدلوا وماغيروا
فسل نفسك : لما جزعت فلم تقدر أن تصبر ؟؟ لما بدلت و غيرت ؟؟ بما تريد رضوان الله وبما تريد جنته ؟؟ اي عذاب نزل بك فحملك على نقض التوبه ؟؟
هذا حال من لم يصدق إذا شعر بمتعة الطاعه مضى قدما حتى اذا شعر بالفتور بحث عن المتعه برجوعه الى المحرمات فإن شعر بالضنك منها عاود التوبه وهكذا
لا يعرف لتوبته غايه و لايسعى لأن يحقق من وراءها هدفا .. وهذا يقودنا الى القاعده الرابعه ((إجعل لك هدفا من التوبه واسعى لتحقيقه))
القاعده الرابعه

وان كانت هدفك صدقا رضا ربك وجنته .. فلاشك ان تثبت على الاستقامه في فتورك ونشاطك وصحة قلبك وسقمه حتى تتنزل عليك الملائكه بالروح والريحان
أعد محاسبة نفسك وانظر في مقاصدك وجدد نيتك .. اكثر من تذكير نفسك بهذا الهدف في كل حين .. ارفع صوتك بتذكره .. حتى يعيه فؤادك .. وتنشده روحك
ملاحظه : لايعني ثباتك على الاستقامه حال الفتور ان تكلف نفسك شططا .. انما سدد وقارب .. وراعي اقبال نفسك وادبارها .. وسنفصل في ذلك ان شاء الله
قد تقول : لماذا الترديد باللسان ؟ وأقول : بسبب غفلة القلوب , ولو كانت القلوب حيه عامرة بالذكرى لما احتجنا الى التذكير باعمار اللسان
قال صلى الله عليه وسلم ( لقلب ابن آدم أسرع تقلباً من القدر إذا استجمعت غلياناً ) وفي رواية ( أشد تقلباً من القدر إذا اجتمعت غلياناً )
ولذلك كان اكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : (( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ))
القاعده الخامسه : ثباتك لــك , واستسلامك عليـــك ..
عندما يتمكن منك الفتور , وتقرر انك لن تصبر بعد ..ولن تجاهد نفسك ,بل ستخلي بينها وبين الشهوات وتتوسع في المباحات وتقبل على ماكان من المكروهات
وتنتهك حرمة المحرمات بحجة انك تشعر بالفتور ..الحقيقه انك ان فعلت فلن تضر الانفسك ..والاوزار لن يحملها الاظهرك .. ولن تسود بالسيئات الاصحيفتك
أما ربك سبحانه .. فهو .. (غني حميد) , ( غني عن العالمين) , لاينقص ملكه باستسلامك ولن يزيد بثباتك وقد قال : (ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه)
فاعزم على ان تنتصر على نفسك .. وكن الغالب لها لا المغلوب منها , قرر ان تكون الرابح لا الخاسر ... ولسوف تنسيك حلاوة الانتصار مرارة الفتور
اكتب هذه في قلبك .. ورددها بلسانك .. وليعيها عقلك .... (((( صبرك لك .. وانحرافك عليك ))))))
القاعده السادسه : إتق المحارم تكن أعبد الناس ....
عندما يهجم الفتور يشعر التائب أنه يتنفس من ثقب إبره ولايكاد ينتفع بموعظه أوتطيب له عباده , مما قد تسلل الى قلبه من الضيق بعد السعه والمراره بعد الحلاوه والوحشة بعد الأنس وهذه الحال بالكاد ينجو منها أحد ... لكن هل الفتور حجه للمرء لينقض توبته ويرتد على أعقابه ؟؟
يعني إن وقف بين يدي ربه تعالى فسأله : عبدي ماحملك على معصيتي ..هل يصلح ان يحتج العبد بشعوره بالملل والفتور كسبب لاقدامه على معصية ربه ؟؟
ألم يجد في كل زوايا الحياة منافذ من الطاعات أو المباحات, ما يشغل بها وقته وينفس بها عن نفسه ؟؟ لما عدل عنها واختار الوقع بالذنوب والسيئات ؟
تخيل انك احضرت الى منزلك خادما , فأصبح الخادم ذات يوما مريضا لايقدر على شيء , فسئم فتناول اثاث بيتك فحطمه وزجاجك فأتلفه .. فسألته عن السبب؟؟
فقال انه مريض البدن وشعر بالسآمه فأراد أن يروح عن نفسه .. ! أليس عذره قبيحا .. أن يسخطك ويتجرأ عليك , ويتجاوز الحدود , بدعوى شعوره بالملل ؟
أنما نحن عبيد الله أوجدنا من العدم وفضلنا بالاسلام على كل الامم .. نعمه علينا لاتنقضي ابد وأياديه لاتحصى عددا , نعصيه فيحلم ونستغفره فيغفر
يبسط يديه ليتوب مسيئنا , يحرسنا بعينه التي لاتنام ويكلأنا بالليل وبالنهار .. لايليق بنا والله ان نعصيه لابدعوى الفتور .. ولاغير الفتور
فكلما شعرت بالفتور .. ردد بصوت مسموع حديث نبيك : إتق المحارم تكن اعبد الناس وتيقن ان وقوعك بالمحرمات لن يحل لك المشكلة بل سيزيد الامر سوءا
ابن القيم يقول : تخلل الفترات للسالكين أمر لابد منه فمن كانت فترته لمقاربه وتسديد ولم تخرجه من فرض أوتدخله الى محرم رجي ان يعود خيرا مما كان
وأقسم بالله ان من جاهد نفسه وصبر , وصدق مع الله فسيهديه الله .. اليس الله يقول (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) (ومن أصدق من الله حديثا)
وحتى نجمل ماسبق من القواعد : 1)تذكر دائما انك تعمل لاجل الله ورضى الله
القاعده الثانيه : ) تذكر دائما انك خلقت للعبادة الله وانك تقوم بماخلقت لاجله
القاعده الثالثه : 3)تذكر ان تحمد الله دائما على كل حال بالفتور او المنشط
القاعده الرابعه : 4)تذكر ان هدفك من التوبه رضى الله وجنته في دار الخلود
القاعده الخامسه : 5)تذكر ان ثباتك خير لك بالدنيا والآخره وانتكاستك شر عليك في الدنيا والآخره
القاعده السادسه : 6)تذكر انك ان اتقيت المحارم تكن اعبد الناس وحسبك بهذا شرفا
القاعده السابعه والاخيره : إستعن بالله ولاتعجــز
قد يتطلب الأمر منك سنوات من الصبر والجهاد لكن يكفيك نبل غايتك وسمو همتك .. وان الله لايضيع أجر من أحسن عملا ووالله ان اهل الايمان اهل الايمان في جهادهم وصبرهم خير من اهل الغفلة في معاصيهم وفجورهم وتفصيل ذلك يطول وليس يخفى على ذو لب , وصدق تعالى (أم نجعل المتقين كالفجار)
وكلما اذنبت جدد التوبه وكلما أخطئت أعد المحاوله واعلم ان تجارتك لن تبور , وسعيك متقبل مشكور , وعملك بإذن الله مبرور مادامت غايتك رضى الله
وفي الحديث المشهور : إن عبداً أصاب ذنباً فقال : يارب إني أذنبت ذنباً فاغفره لي . فقال ربه: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له
ثم مكث ماشاء الله , ثم أصاب ذنباً آخر ,فقال: يارب إني أذنبت ذنباً آخر فاغفره لي : قال ربه : علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له ثم أصاب ذنباً آخر فقال: يارب إني أذنبت ذنباً آخر فاغفره لي قال ربه : علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به , غفرت لعبدي فليعمل مايشاء)
فلا تيـــــــــأس من رحمة الله .. ولاتيأس من اصلاح نفسك واصلاح قلبك ..... واستعن بالله .. ولاتعجز
لامزيد من القواعد لكن تــأمل ماذكرنا منها , وإعمــل بها , وكــررها , وتذكر الحجر الصلب الذي حفرته قطرات الماء الرقيقه بتكرار سقوطها عليه ..
الا المجد المثابر , فيتميز بذلك التائب الصادق من المتلون المهزوم , فإن صح ذلك فإن الصبر والاستعانه هما عدتك وعتادك في مواجهته والانتصار عليه
وتذكــر قول ربك (( (انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ))
ومن الجيد أن تطلع على هذا البحث للشيخ محمد المنجد حفظه الله : http://www.islamdoor.com/k/291.htm
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم )
ثالثا : التعامل مع الفتور : الحقيقه أن أفضل وسيلة للتعامل مع الفتور هي :-----(( تقبـــــــــــله ))
أجل تقبل انه سيمر عليك ايام تصاب فيها بالفتور وتعجز عن العمل , هيء نفسك لذلك , مرنها حتى لاتجزع لهجمته , وينتابك اليأس والاحباط فيسهل على الشيطان اغوائك وإعتراض طريق سيرك الى ربك فتعود من حيث بدأت
قد يجثم الفتور على صدرك وينغص حياتك اذا كنت مغتما منه متفاجئا بقدومه غير مستعدا ,, إما ان كنت متأهبا له متوقعا لمجيئه , فسيسهل عليك تقبله
قد يستغرق الفتور من يومين الى 20 يوما احيانا ..يتجدد بعدها ايمانك وتنتعش همتك ويرتفع عند الله أجرك بإذن الله إذ أتثبت صدقك في توبتك وجديتك
إن ثاني أفضل وسيله للتعامل مع الفتور هي (((تجــــاهله )) غير جدول عباداتك فحسب واستحدث عبادات اخرى تناسب وضعك الحالي
والمعنى : انه في غير ايام الفتور تعلو الهمه وينشط البدن وتحلو العباده , فيطول القيام وتكثر قراءة القران .. ونحواً من ذلك ,
اما في ايام الفتور فعلى النقيض تماما , تتضاءل الهمه ويكسل البدن ولاتصفو العباده ...لكن لاتجلس فارغا ..فالنفس ان لم تشغلها بطاعه شغلتك بمعصيه
والحل أن تلجأ الى عبادات اخرى لاتتطلب منك همة لتؤديها .. واذا أديتها ترتفع همتك وينشرح صدرك ويندحر الفتور .. مثال : جرب أن تحمل قطعة خبز وماء أوماتشاء , وتضعها في ايدي جامعي النفايات الذين يعملون تحت اشعة الشمس الحارقه .. وراقب تاثير هذا على قلبك
بيوت الله ماأجملها وماأجمل خدمتها .. هل فكرت ان تشتري كتبا تدعو الى الخير وتبلغ الناس سبيل الرشاد ثم تضعها حيث ينتفع منها العابدون .. ؟
إذهب الى أماكن تجمع الوافدين واحمل معك كتبا بلغات مختلفه لتفقه المسلمين منهم وتدعوا غير المسلمين .. ماأعظم هذا المشروع عند الله
ومن يرغب بالخير ستفتح له الابواب ,فكر وستجد .. وأعلم إن عدم استسلامك للفتور وخنوعك لوطأته , سيرفع همتك ويعجل بشفاء قلبك بإذن الله
3-إن ثالث افضل وسيله للتعامل مع الفتور هو (((أن تسدد وتقارب ))) وكلنا يعرف حديث امنا زينب رضي الله عنها حين جعلت حبلا بين ساريتين فاذا فترت
تعلقت به , فقال حبيبنا صلى الله عليه وسلم (حلوه ليصل أحدكم نشاطه فاذا فتر فليقعد) فراعِ اقبال نفسك وادبارها , وتوسط دون افراط اوتفريط
فإن فترت مثلا عن القيام فجد لك عباده أخرى كما أسلفنا ولو أن تقرأ كتابا في السير او تحضر وعظا أوماتميل اليه نفسك من ابواب الخيرات
اخيرا لمواجهة الفتور عليك بـ 4) التحلي بالصبر , ولاتسارع بالانفلات كما لوكنت تنتقم لنفسك أومن نفسك , إهدأ , إرضى , واكثر من حمد الله
إذاً : خير مايعالج به الفتور هو تجاهله وتقبله والتسديد والمقاربه والصبر ولاننسى الاستعانه بالله وما مر بنا من القواعد فتذكرها حال الفتور خير
رابعـــــا : محاذير اثناء الفتور : 1)أمسك عليك لسانك ووالله لايستقيم ايمانك حتى يستقيم قلبك ولايستقيم قلبك حتى يستقيم لسانك , فاحفظه وراقبه
ولايتعلق الامر بحفظه عن اللغو والمحرمات , ولكن احفظه حتى عن المباحات التي لاحاجة لها , وتذكر ان كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب
ان أفلحت بحفظ لسانك يوشك أن تصل الى مرادك بإذن الله .. وسينصلح كل أمرك فجاهد هذا الثعبان ولاتيأس وان تطلب منك ذلك وقتا طويلا
2- من المحاذير اثناء الفتور :إياك ونافخ الكير .. اي الرفقه الفاسده وإنت بحال الفتور على اضعف مايكون إيمانيا ودينيا فسرعان ماتقع وتخسر كثيرا
من المحاذير أثناء الفتور : الانترنت والبقاء لساعات طويله عليه .. فسينتقل بك من هنا الى هناك حتى تزل القدم , فاذا دخلته فحدد ماتريد ثم غادره
وهناك محاذير اخرى انت تعلمها , وكل واحد منا يعلم نقاط ضعفه ومتى يسقط والصادق حقا لن يدع شيئا يقف في طريق سيره الى رضى ربه وجنته ,
إن لم تصدق مع الله فلن تحقق شيء ولن تصل ربما الى اي شيء الا أن يجتبيك الله تعالى ففضل ربنا عظيم وواسع
اذا تنكبت الطريق فستخسر كل شيء , وإذا ثبت فستربح كل شيء
ليس كل مايلمع ذهبا .. الشهوات تبدو من بعيد شهوات , لكن حين يقع العبد فيها لن تعود عليه الا بالضيق والضنك والنكد .. ومن جرب عَلِم
لايضرك انك بالطريق وحدك .... ولاتغتر بكثرة الهالكين....
لاخيـــــــــــر في لذة من بعدها النـــار
ماقيمة ان تلهو وتلعب ,, إذا كنت تروح في سخط الله وتغدو في مقته
ليكن ذكر الموت منك على بال .. لاتنسى هذا الغائب الذي لن تعلم ابدا متى يفاجئك
ضحكات أهل المعاصي والفجور ليست دليل سعادتهم ومن جاورهم يعرف على اي حال يصبحون ويمسون .. كما انهم ليسوا اهلا لتقتدي بهم وتتابعهم
يقول الشاعر : صبروا قليلا فاستراحو دائما .. ياعزة التوفيق للانسانِ
ان اعيتك الخطى بحثا عن رفقة صالحه فلم تجد , ففي مجالس العلم وسماع مواعظ العلماء والدعاة , وقراءة كتبهم وسيرهم , مافيه بلاغ وكفايه لمن صدق
كثيرا مايذكرنا ربنا فيقول (ولكن أكثر الناس لايعلمون) (أكثر الناس لايؤمنون) (أكثر الناس لايشكرون) فكن من الفئه القليله التي تعلم وتؤمن وتشكر
تقول إحداهن : ابتليت بمعصيه أورثتني هما وضيقا ,فكنت كلما تبت منها لا ألبث ان أعود , فتفكرت في أمري ونظرت في نظر الله الي وحلمه علي وراجعت نفسي وجددت نيتي في التوبه بعدما شعرت بكرمه ولؤمي , وهذه المره حياء من الله وتألما مني اني أعصيه بنعمه وهو يراني ,
فلاوالله ماعدت اليها بعد ولاشعرت بحنين اليها قط .وتنبهت بعد ذلك اني انما تركت المعصيه لما لحقني منها من ضنك وضيق فإذا استروحت نفسي عدت اليها وان توبتي غير نصوح ,فلما اصلحت نيتي أخرجها الله من قلبي وابدلني خيرا فتحولت من حب النظر للحرام الى حب النظر لكتاب الله وكتب التوحيد والاسلام وهكذا كل من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه . .فإن لم تجد العوض فإتهم توبتك ..وهكذا كل من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه . .فإن لم تجد العوض فإتهم توبتك ..
قال صلى الله عليه وسلم (إن السعيد لمن جنب الفتن ولمن أبتلي فصبر فواها) يقول الشيخ محمد حسان : ابتعد عن أماكن الفتن ولاتقف في وجهها وتظن ان هذه هي الشجاعه والثبات وانك بلغت من الايمان مبلغا عظيما بحيث انك تستطيع ان تواجه هذه الشبهات وتلك الشهوات .. لا .. فلقد حث نبينا نبينا صلى الله عليه وسلم على اعتزال مواطن الفتن والفرار منها , فصمام الأمان وطوق النجاه بعد الاعتصام بالله واللجوء إليه هو اجتناب الفتن .
شعرت بالفتور يوما .. فحدثتني نفسي ببعض مامضى من سقطاتها , فمازالت بي تلح علي, حتى قلت : يانفس والله إنك عندي لأذل وأقل ,وأهون وأخزى ,وأحقر وأصغر من أن أرضيك بسخط الله , واطيعك بمعصية الله , واقدم مرادك على مراد الله , فابقي معي على ذلك أوغادريني , فألجمتها والله فسكنت
محال ان تجتمع في قلبك حلاوة الايمان مع حلاوة الذنوب والآثام , ومحال أن يسكن قلبك حب طاعة الله وهو يحمل حب معصيته .. فماذا ستخرج ؟؟
لن تنجح في إخراج الشهوات من قلبك الا اذا اخرجتها لله واستعنت على اخراجها بالله , عند ذلك سيفتح الله عليك من ابواب العلم والفهم .. حتى ترضى
إذا شعرت بحدة الفتور , فابدا بالسيطره على تفكيرك .. هناك علاقة وثيقه بين التفكير والقلب ,فاذا أحكمت السيطره على تفكيرك انقادت لك جوارحك :
فإذا استسلمت للتفكير بشهوات الماضي تفاعلت الجوارح شوقا , فتلح الأذن لتسمع وتلح العين لتنظر وتلح اليد .. والفرج ..فتنهار والكثرة تغلب الشجاعه فإن احكمت قبضتك على تفكيرك وقلبك انقادت وخضعت لك كل الجوارح , وتذكر (ان في الجسد مضغه اذا صلحت صلح الجسد كله وان فسدت فسد الجسد كله )
كل ماعليك ان تجعل تفكيرك ايجابيا لاسلبيا ,, ليعود عليك بالخير لا بالشر ,, لاتوجه تفكيرك نحو ماضيك المظلم ,,, ووجهه نحو حاضرك المشرق المشرف
اذهب الى المسجد وطيبه لتسعد المصلين ..,, يوجد اضاءه معطله أحضر من يصلحها .. ضع هناك علبة مناديل .. وبعد صلاة العصر اجعله وقت اتباع الجنائز
اذا رغبت بالبقاء بالبيت انشغل بما هو خير ..الان الانترنت فتح لك افاق الدعوه ..خذ كتابا كصحيح ابن ماجه واحمد او اوغيره وانقل منه وبلغ ولو آيه
لاتقل لن يقرأ لي احد . انما نكتب لنؤجر , ولننتفع نحن اولاً ونتذكر , والله يبارك بسعي من يشاء , متى يشاء وكيف يشاء
المقصود ان تملأ وقتك بالطاعه لينشغل قلبك عن التفكير بالمعصيه .. أما قال الله تعالى (وإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب) ..
لاتلتفت الى الوراء .. لاتنظر الى الخلف .. امض قدما , لاتنقلب على عقبيك , الماضي صفحه طويت لاتجددها.. لاتتابع نفسك حتى لاتهوي بك في واد سحيق
اعلم ان الفتور وضع مؤقت لن يدوم , فاذا أثبت صدق توبتك واخلاصك , فإنك ستنتقل الى منازل عاليه في علاقتك مع الله , بإذن الله , وثقه بموعوده
((((( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ))))
منقول