بسم الله الرحمن الرحيم ...
هناك المئات من أنواع الأغذية التي تفعل العجائب للسمنة، وتقوم على قاعدة التلاعب في نسبة المواد الغذائية الرئيسية الثلاث وهي البروتين، والكربوهيدرات (النشويات والسكريات)، والدهون، بحيث يتم زيادة واحدة أو اثنتين منها على حساب الثالثة إما بالتجنب التام أو بتناول القليل فقط من هذه المادة الغذائية.
الغذاء الخالي أو قليل الدهن:
يعتمد هذا الريجيم على أساس أن كل غرام من الدهن يعطي 9 سعرات حرارية مقابل أربعة سعرات حرارية من النشويات والبروتينات، وبالتالي فإن عدم تناول الدهون أو الإقلال منها سوف يسمح للشخص بأكل كمية أكبر من الطعام، فيشبع تماما، وفي نفس الوقت يخسر كمية من الدهون لأن الجسم يلجأ للدهن المختزن فيه لاستخدامه كمصدر للطاقة بعد التوقف عن الحصول عليه من الغذاء.
تعتبر هذه الفرضية خاطئة ولا يجوز أبدا إلغاء الدهون كليا من الغذاء حيث يؤدي ذلك إلى آثار سلبية تعود بالدرجة الأولى إلى حاجة الجسم الماسة للأحماض الدهنية الأساسية المسماة أوميغا-3، والتي تنظم الكثير من وظائف الجسم الحيوية بما فيها المحافظة على نعومة البشرة وقوة الشعر. ومن الآثار السلبية الأخرى لهذا النوع من البرامج الغذائية جفاف الجلد والشعر، الإمساك، تصلب المفاصل، سرعة العصبية، وضعف التركيز الذهني.
الغذاء الغني بالدهن:
أصحاب هذا النظام يشرحون فعالية الغذاء الغني بالدهن بالقول أن هذا الغذاء، والذي عادة ما يخلو بمادة من النشويات أو قد يحتوي على القليل منها، يؤدي إلى قيام الجسم، وبسبب نقص الجلوكوز، باستخدام الدهون كمصدر للطاقة لأن الأنسولين غير موجود بكميات كافية لمنع تعبئة الدهون من أماكن خزنها وتجهيزها للاستخدام، وبالتالي يستخدم الجسم الدهن كمصدر للطاقة من خلال تحويله إلى أجسام كيتونية، ولهذا يسمى هذا النظام بالغذاء الكيتوني.
وحسب رأي منتجي الغذاء، فإن الجسم سيستخدم الأجسام الكيتونية كمصدر للطاقة، أما الفائض منها فيتم التخلص منه بسهولة من خلال البول.
وعندما تنقص كمية النشويات في الجسم، يلجأ هذا الجسم إلى توفير الأجسام الكيتونية، ولكن ذلك يتم بعد نفاد مخزون العضلات من الجليكوجين وبعد تكسير بروتين الجسم لاستخدام الأحماض الأمينية في توفير الجلوكوز. ومع أن الدماغ والقلب والكبد تستطيع استخدام الأجسام الكيتونية كمصدر للطاقة، إلا أن تراكم هذه الأجسام الكيتونية يؤدي إلى خلل فسيولوجي كبير في وظيفة الكليتين وفي نسبة الدهون (الكولسترول) في الدم.
إن أي نقص في الوزن يحدث بسبب خسارة الجسم للماء والبروتين مع بعض الدهون. ويناقش أصحاب هذا النظام نظرية تقول أن الغذاء الغني بالدهون يمنح شعورا سريعا بالشبع يدوم مدة طويلة، لأن هضمه يحتاج لوقت طويل، وبالتالي يقلل الفرد من أكله. والحقيقة أنه إذا عاينا النظرية من وجهة نظر أخرى، وجدنا أن هذا التبرير يخلو من الصحة لأن كل غرام من الدهون يحتوي على أكثر من ضعف السعرات الحرارية الموجودة في النشويات والبروتينات، وبالتالي فإن عدد السعرات الحرارية في هذا الغذاء يكون كبيرا رغم نقص كميته.
الغذاء الخالي (أو القليل) في الكربوهيدرات:
يكون هذا الغذاء عادة غنيا بالدهون والبروتين معا، وبالتالي يعطي شعورا بالشبع المبكر. ولا يأكل الإنسان كثيرا عندما يتبع هذا النوع من الأنظمة الغذائية، لكن السعرات الكثيرة الموجودة في الدهون تعوض ما لم يتم أكله.
وعلى المصابين بالسكري وداء النقرس تفادي هذا النوع من الأنظمة وكذلك لا ينصح به للمرأة الحامل.
الغذاء الخالي (أو القليل) من البروتينات:
البروتين غذاء أساسي للجسم لأنه مادة البناء الأساسية فيه، وبالتالي فإن أي نقص في البروتين سيكون على حساب العضلات والماء إلى جانب الدهن في نفس الوقت. وإن زيادة طرح مادة النيتروجين (الناجمة عن تكسير روابط البروتين) في الجسم يؤدي إلى إرهاق الكليتين، حيث أن هذا النيتروجين يتحول إلى أمونيا، وهي مادة سامة للجسم إذ يتم تحويلها إلى مادة اليوريا أولا، وهي سامة أيضا ولكن بدرجة أقل من الأمونيا، ويتم تحويلها إلى البول، من خلال تخفيف مادة اليوريا بواسطة الماء، الذي يتم التخلص منه.
وفي الواقع فإن زيادة أو فرط تناول البروتين على حساب النشويات يؤدي أيضا إلى نفس نتائج نقص البروتين، لكن الفرق هو أن زيادة تناول البروتين في الغذاء تؤدي إلى قيام الكبد بتحويل ما يفيض عن حاجة الجسم من البروتين إلى دهون من خلال نزع النيتروجين من الحامض الأميني إلى دهن، وبالطبع يزداد تركيز النيتروجين في هذه الحالة، ويضطر الجسم للتخلص منه بنفس الطريقة التي يتخلص بها من النيتروجين الزائد نتيجة قيام الجسم بتكسير بروتين العضلات لتوفير مادة الجلوكوز الضرورية للجهاز العصبي، حيث أن الجسم يستطيع تحويل الحامض الأميني إلى جلوكوز وإلى دهون. فإذا كانت هناك حاجة شديدة للطاقة فإن الكبد يحوّل الحامض الأميني المتوفر إلى جلوكوز. وإذا لم تكن هناك حاجة إلى الطاقة (جلوكوز) يحول الحامض الأميني إلى دهون. وفي كلا الحالتين يزيد النيتروجين في الجسم وبالتالي تتأثر الصحة بشكل سلبي -- (د. أحمد شيشاني - البوابة).

فلوووووونه @floooooonh
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

الصفحة الأخيرة
ما قصرتي
جزاك الله خير