وصفة ذهبية

الملتقى العام

زرت صديقاً لي لم أره منذ مدة، وأثناء حوارنا لاحظت أسلوبه في الحوار أصبح أكثر تميزاً عن ذي قبل فسألته عن سر ذلك فقال:

لاحظت قصوري في أسلوب التعامل، و نظراً لطبيعة عملي فإنني احتجت لتطوير قدراتي في الحوار مع الآخرين.

قرأت كتباً عديدة في الحوار، وظللت أعيد قراءاتنا ما بين الحين و الأخر،لأن مثل ذلك الكتب لا تؤتي ثمارها على أكمل وجه إن لم تراجع ما بين وقت و آخر يعرض الإنسان نفسه عليها و يعيد تقييم ملكاته من جديد.
كنت في بعض الأحيان أحمل مسجلاً صغيراً في جيبي و أحرص ألا يراه الآخرون ? لأن ذلك غير مقبول اجتماعياً ? وحين انفرادي بنفسي استمع لحواري مع الآخرين و ارقب :

? هل كنت ارفع صوتي بدون حاجة ؟
? هل كنت أكثر المقاطعة ؟
? هل ... هل ....؟

كنت في أحيان قليلة حينما يزورني احد الزملاء المقربين استأذنه في تصوير لقائنا (بكاميرا الفيديو) لأنني أريد أيضاً أن أرى كيف يراني الآخرون و ارقب :

? هل أتعالى بإشارة أو جلسة ؟
? هل تعابير وجهي مناسبة لطبيعة الحوار
? هل أنا عاطفي أو انفعالي ؟

كنت لا أرفض، بل أنشد التعليق على أسلوبي في الحوار من الأصدقاء و المقربين.
فعجبي من حاله و سألته :
هل مازلت تفعل كل هذا ؟
فأجاب بالنفي .
قلت : ولم ؟!!
قال: لا حاجة لي بأكثره فقد أصبح طبيعة لي و متعة أمارسها في حياتي اليومية.
و في رأيي أن العاقل من يراقب أيضاً غيره في كل حوار يشهده و إن لم يكن طرفاً فيه فيتقمص ايجابيات المحاورين و يتفحص سلبياتهم أن لا تكون عنده.





أ.د طارق بن علي الحبيب
4
952

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

دبدوبه بس طيوبه
دبدوبه بس طيوبه
يعطيك العافيه لجلبك
amalia4519
amalia4519
جميل تسلمين
hanadi2020
hanadi2020
رائع!


الف شكر