يقول جاسم المطوع :
كنا في مجلس رجالي ،وكان الحديث عن كيفية حماية ابنائنا مستقبلاً من الانحراف والسلوك السيء، وبدأ كل واحد منا يبث همومه ويبين مخاوفه من المستقبل القادم والتحديات الاجتماعية المستقبلية والتي فُقدت فيها الثقة والأمان ، سواء كانت متمثلة في وسائل الإعلام والاتصال ، أم المؤسسات التربوية .
ثم دار الحديث حول أزمة ضياع الوقت عند الأبناء ،وأن أبناءنا من الولادة وحتى سن الزواج يكونون قد شاهدوا عشرة آلاف ساعة من التلفزيون ، وهي كفيلة بأن تجعله قاضياً أو طبيباً أو عالماً ، ولكنها كغثاء السيل .
ثم دار الحديث حول معاناة أخرى وأخرى ، وكل هذه المخاوف تدور حول كيفية المحافظة على أبنائنا وجعلهم صالحين غير متأثرين بالفساد من حولهم .
يقول الأستاذ المطوع :
أردت أن ألفت النظر بالإظافة إلى توفير الوالدين من الأمن للابن وتعريفه بصحبة صالحة والتميز في تربيته والتي تعتبر عوامل مساعدة للحفاظ على الأبناء، وأما العامل الرئيسي والذي أراه يتقدم كل هذه الوسائل .
ما أخبرنا به الصحابي الجليل " عبدالله بن مسعود رضي الله عنه " عندما كان يصلي من الليل ، وابنه الصغير نائم ، فنظر إليه قائلاً : من أجلك يا بني ! ويتلو وهو يبكي قوله تعالى " وكان أبوهما صالحاً " .
نعم إن هذه وصفة سحرية لصلاح أبنائنا ، فإذا كان الوالد قدوة وصالحاً وعلاقته بالله قوية ، حفظ الله له أبناءه ، وأبناء أبناء أبنائه من الفتن والانحراف وإن تفنن أهل الفساد بإغواء وإغراء أبنائنا ، فهذه وصفة سحرية ومعادلة ربانية ، كما جاء في بعض التفاسير .
ويتابع المطوع ويقول :
أني كنت مرة مع صديق عزيز علىّ ذو منصب رفيع ، ويعمل في عدة لجان حكومية ، ومع ذلك فإنه يقتطع من وقته يومياً ساعات للعمل الخيري ، فقلت له يوماً : لماذا لا تركز نشاطك في عملك الحكومي وأنت ذو منصب رفيع ، فنظر إلىّ وقال : أريد أن أبوح لك بسر في نفسي : إن لدي أكثر من ستة أولاد وأكثرهم ذكور ، وأخاف عليهم من الانحراف ، وأنا مقصر في تربيتهم ، ولكني رأيت من نعم الله علىّ أني كلما أعطيت ربي من وقتي أكثر ، كلما صلح أبنائي ، وقد تعرفت على أبنائه بعد ذلك وصدق " ابن مسعود" عندما قال : من أجلك يا بني ..
سبحان الله .. كيف الإنسان عندما يجعل وقته كله لله سواء في الطاعات أو في العمل الخيري ..أو أي شيء يبتغي فيه الأجر من الله .. كيف يحفظ الله أبنائه حتى بعد مماته
منقول ..
الخنســـاء @alkhnsaaa_1
عضوة نشيطة
هذا الموضوع مغلق.
الصفحة الأخيرة
جزاك الله أخيتي بنت الجزيرة على هذا الإختيار الرائع ..
أدعو الله أن تكون في موازين حسناتك ...