وصلتني رسالة إلكترونية
فتوقفت لقرائتها أولاً
ثم توقفت لأفكر فيما قرأت
واتخذت بعض القرارات
وما زلت أفكر وأفكر يما قرأت... وأتوقف
والأن أنقلها لكم
فتوقفوا دقائق لقرائتها
وربما تتوقفون للتفكير والتغيير بعدها
وعنوانها" وقفت عند بوابة الثلاثين"
رزقني الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح
وجعلنا مباركين أينما كنا
كنت لا أزال في العشرينيات من عمري حتى منّ الله بكرمه عليَّ وتفضّل بجوده، فأشرقت روحي بأنوار الهداية، وانشرح صدري بفسحة الإيمان.
كنت في بداية العشرينيات من عمري؛ شابةً فتيةً، ملأ حب الإسلام كل ذرة وعصب وخلية من دمي، كنت ألهح بالدعاء: ربِّ خذ من حياتي حتى ترضى، واجعل كل سكنة وكل حركة وكل لحظة طَرْفٍ فيك ولك!
مضت السنون وأنا أتقلب في الطاعات، وألِج أبواب الخيرات، أُسرع أحياناً وأفتر أخرى، حتى وصلت في خطى العمر إلى بوابة الثلاثين، فالتفت لأرى حصاد عشر سنوات من عمري.
قلّبتها كصفحات من كتاب مضت مشاعرها فلا تتذكرها إلا طيفاً، جلست أدوِّنها؛ فائدة لكل من يسلك الطريق، وعبرة من عمر مضى.
*الحماس وحده لا يكفي:
لم أكن أتخيل يوماً أن ذلك الحماس المشتعل في داخلي قد ينضب أو يخف. كنت أسمع مَنْ حولي يتكلم عن الفتور وضعف روح الإيمان وبرودة الدعوة؛ فأعزو ذلك لضعف في شخصياتهم أو لغَبَشٍ في تصوراتهم. كنت أعلم نظرياً أن «الإيمان يَخْلَق في جوف أحدكم كما يَخْلَق الثوب..»، لكني لم أكن أتصوره حقيقة على الواقع لقلب ملأ الإيمان جوانبه؛ فهو روحه وحياته!
ولكن كان..!
نعم! تعلمت الدرس الثقيل:
أن المشاعر وحدها لا تكفي للسفر الطويل ولثبات العمر، وأن تلك المشاعر - كما اشتعلت يوماً - سوف تخبو وتطفأ يوماً آخر.
تعلمت أن أمرين اثنين لا ثالث لهما هما صِماما الأمان لكل قلب مسافر: العلم والعبادة.
فأما الأول:
فهو قلب مخلص يطلب العلم ويتحرى الحق. فدون أن تملأ جراب السفر من علم غزير، ودون أن تنهل من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ومنهج السلــف الصالــح؛ فلا يمكن أبداً أن يكون سيرك صحيحاً. ستهتز عند أول فتنة، وستتعثر عند أول وارد شهوة، وستتردد عند إغراء التنازل وضغط الواقع. سيضعفك ندرة الرفيق وقلة المعاون ووحشة الطريق، دون علم يجعلك جبلاً راسياً أمام كل فتنة؛ فلا يمكنك أبداً الصمود، أو حتى مزاولة السفر؛ وتلك سُنَّةٌ من سنن البشر.
واما الثاني:
فهو لجوء الذليل إلى العزيز. فدون سجود المحاريب، وانطراح الخشية، والدخول بالكلية على باب الرحمن، لا يمكن أن يثبت قلب!
تعلمت أن أي اعتــذار عـــن عـــلاقة بينك وبين الله، أو تقصير في عباداتك الخفية مع الله بحجة الانشغال بالدعوة؛ هو محض تزيين النفس، وركون إلى الكسل. لم يكن هناك أكثر انشغالاً من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولا من أبي بكر وعمر من بعده، ومع ذلك يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «مضى عهـــد النوم يا خديجة!»، ويقول عمر - رضي الله عنه -: (إني إن نمت نهاري ضيعت رعيتي، وإن نمت ليلي ضيعت نفسي).
فكيف تظن أنك ستحفظ إيمانك دون لجوء إلى الله؟ كيف تُفتَح لك القلوب ويُكتب لك القبول دون استعانة بالله؟ كيف تظن الطريق سيكون دون عون وتسديد من الله؟ وكيف تتمنى كل ذلك وأنت لم تلج المسألة ليلاً ونهاراً؟
نعم! تعلمت الدرس الثقيل أن الحماس وحده لم يكن كافياً ليبني قلباً أو روحاً أو أمة، لكنها المعادلة الصعبة؛ من حرارة المشاعر وإخلاص العمل وصِدْق اللج إلى الله هي التي تكفل ثبات القلب وتذكي حلاوة الإيمان
منقوووووووووووووووووووووووووول

قالت الشمس وداعا @kalt_alshms_odaaaa
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
وجعلها بموازين حسناتك