وصيه ثمينه لطالب العلم

ملتقى الإيمان

وصية ثمينة لطالب العلم
      ((( مأخذ العلم الأعظم؛))) 
 للشيخ صالح بن عبدالله العصيميَّ
-حفظه الله تعالى- :

" من أمعن النظر في أحوال المدركين المحققين من أهل العلم وجد أن ما يجري على ألسنتهم وسطرته أقلامهم من فتوح الله عز وجل عليهم، إنما استمطروه بإقبالهم على الله عز وجل .

ومن تأمل في حالهم مع ربهم؛ خضوعاً ومحبةً وإقبالاً وإخباتاً وانكسارًا، أدرك أن مأخذ العلم الأعظم هو : 

تعلق القلب بالله- سبحانه وتعالى-
 ونزع النفس من كل قوّة تعول عليها .

والمشغولون بقواهم النفسية من الفهم والحفظ؛ دون اللياذ بالله والإقبال عليه، لا يدركون مرادهم من العلم بالفهم والعمل، فيحجبون عن هذا لما تتضمنه قلوبهم من الالتفات إلى غير الله سبحانه وتعالى والانشغال به .

وكثيرًا ما يشتغل طالب العلم بمآخذ العلم الظاهرة؛ كحفظ المتون، والحضور على الأشياخ، ويغفل غفلة عظيمة عن إقبال قلبه على الله عز وجل، وتعلقه به، ورده الأمر كله إليه، تضرعاً ودعاءً وسؤالاً وذكراً .

فإن العلم رزق والأرزاق بيد الرزّاق سبحانه وتعالى .

فمن تضرع إليه وأقبل عليه وأحسن الصنيعة معه؛ فإن الله أكرم الأكرمين، وهو يفتح لعباده ويهبهم من القدر ما لا يكون عند نظرائهم؛ إجراء لرحمته سبحانه وتعالى عليهم .

فإيّاك يا طالب العلم والاغترار بجودة حفظك، أو قوة فهمك، أو كثرة إقبالك على الدروس وحضورك لها، أو معرفتك بالأشياخ فإن ذلك لا ينفعك إذا كان قلبك غافلاً عن الله سبحانه وتعالى .

واعلم أنه بقدر الإقبال وكثرة الأعمال وإحسان الصنيعة مع الله سبحانه وتعالى؛ فإن الله يعلمك ما لم تعلم، ويفتح لك من أبواب الفهم ما لا يكون لغيرك، وذلك محض رحمة الله سبحانه وتعالى التي تخوض فيها .

فاعرف السبيل إليه وتمسك به واسلكه " .
0
351

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️