وطنك ليسَ هنــا !! فارحل بسلام

الملتقى العام

وطنك ليسَ هنــا !! فارحل بسلام

وطنكَ الحقيقي ليسَ هنا .. فافهمْ إن كنتَ ذا فهمٍ .!
مهما ادعيتَ أنكَ مواطنٌ في هذا البلدِ أو ذاكَ ،
متجذرٌ في تربتهِ ، محبٌ له ، عاملٌ من أجله ، مضحٍ في سبيله !!
غير أن الحقيقةَ الضخمة تقولُ لك بملءِ الفم إن كنتَ تسمع وتعي :
وطنكَ أيها الحبيب ليس هنا .فارحل بسلام .. !
وطنكَ الحقيقي والأصلي ليسَ على هذه الأرض ..!
أنت على هذه الأرض أشبه ما تكونُ بضيفٍ مر بقومٍ ، فقالَ عندهم ( من القيلولة ) ساعة من نهار ، ثم ودعهم ومضى في طريق رحلته إلى وطنه الذي ينتظره ، وينتظره فيه أهله .!!


أو بعبارة أخرى ، وربما أوضح :
هذه الدنيا كلها ، بما فيها ومن فيها ، أشبه ما تكونُ بصالةِ مطارٍ كبيرٍ ، والناسُ يغادرونها بتتابعٍ على مدار الساعةِ ، في كل ساعة يخرج من هذه الصالة قومٌ ، ليمضوا إلى وطنهم الذي ينتظرهم !!
ثم يخرج الفوج الآخر ، وهكذا يتتابع الناسُ في الخروجِ من هذه الصالة ، فالجلوس في الصالة مجرد مرورٍ بها ، لا إقامة فيها .فافهم !!


فوطنك الحقيقي هو المكان الذي سوفَ تستقرُ فيها في خاتمة الرحلة .. إما جنة عرضها السماوات والأرض ( نسأل الله الكريم أن يجعلنا برحمته من أهلها )
وإما .... وإما النار .. وما أصعب النار ..!! ( نعوذ بالله أن نكون من أهلها )
فإن كنت عاقلا ، مكتمل العقل ( كما تدّعي وتزعم وتقسم على ذلك !! )
فاعرف كيف تعود إلى وطنك الحقيقي سالما معافى ، وزادك معك ..!!
قال تعالى :
) يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )(89) سورة الشعراء
فلا المالُ _ مهما تكدس بين يديك _ سيغني عنك شيئا عند الله ..!!
ولا البنونَ مهما كثروا من حولك سيغنون عنك شيئا ..!!
ولا الجاه والصولة والصولجان ، والهيل والهيلمان سينفعك منها شيء عند الله !!

ألم تسمع قول الله سبحانه لأبيك آدم عليه السلام يوم أخرجه من ذلك الوطن ، فقال له :
( وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}
لكم في هذه الأرض مستقر إلى حين ، ثم تعودون إلى دياركم العامرة بالأنوار .

بشرط .هذا الشرط هو : أن تستقيموا على منهج الله سبحانه .
فإن وفيتم بالشرط .. فأبشروا وبشروا ..!!
{قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى . فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (38) سورة البقرة

نسأل الله أن يرضى عنا وعنكم ، وأن يغفر لنا ولكم ، وأن يحسن خاتمنا وخاتمتكم
اللهم آمين ... اللهم آمين

منقول
0
306

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️