RedRoses

RedRoses @redroses

عضوة فعالة

(وظيفه شاغره ) محمد حسان جزاه الله خير

ملتقى الإيمان

وظيفة شاغرة
إن الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، إنه من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.



{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }
آل عمران102

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } النساء1.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً {70 } يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }



أما بعد :

فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي نبينا محمد r ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .

ثم أما بعد ..

فحياكم الله جميعا أيها الأخوة الأخيار وأيتها الأخوات الفاضلات ، وطبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلا ، وأسأل الله الكريم – جل وعلا – الذي جمعنا في هذا البيت الطيب المبارك على طاعته ، أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفي r في جنته ودار مقامته ، إنه ولي ذلك ومولاه ..




أحبتي في الله وظيفة شاغرة ..

هذا هو عنوان لقائنا مع حضراتكم ، في هذا اليوم الكريم المبارك ، وكعادتي حتى لا ينسحب بساط الوقت من تحت أقدامنا ، فسوف ينتظم حديثي مع حضراتكم في هذا الموضوع الخطير في العناصر المحددة التالية :

أولاً : أشرف وظيفة .

ثانيا : سمات المنهج .

ثالثاً : من سيتقدم اليوم بأوراقه لشغل هذه الوظيفة الغالية ؟ .



فأعيروني القلوب والأسماع والله أسأل أن يشرفنا وإياكم بالانتساب إلى هذه الوظيفة ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .

أولاً : أشرف وظيفة :

في الوقت الذي يتنافس فيه كثير من المسلمين عامة ومن شبابنا خاصة للبحث عن وظيفة، تبقى هذه الوظيفة تحتاج إلى الصادقين المخلصين الذين يحرصون على شرف الانتساب إليها إنها أشرف وظيفة على وجه الأرض ولم لا ؟ وهي وظيفة الأنبياء والمرسلين ، إنها وظيفة الدعوة إلى الله رب العالمين من أشرف من الدعاة ومن أفضل على ظهر الأرض ممن يبلغون عن الله ، قال تعالى : {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } .

من أحسن منه ومن أشرف منه ومن أكرم عند الله منه وهو السائر على درب الأنبياء والمرسلين ، ومع شرف هذه الوظيفة تخلى عنها الكثير من المسلمين والمسلمات ، فأنا أدين ربي – جل وعلا – بأن الدعوة العامة واجبة الآن على كل مسلم ومسلمة ، كل بحسب قدرته واستطاعته وإن كنت أرى أن الدعوى المتخصصة لها أهلها من العلماء العاملين والدعاة الربانيين وطلبة العلم الصادقين المخلصين ، فإنه لا ينفي أبداً أن يتحرك الآن لهذه الوظيفة الغالية كل مسلم ومسلمة ، فنحن لا نريد أن تتحول الأمة كلها إلى دعاة على المنابر في المساجد ، وإنما نريد أن تتحول الأمة كلها إلى دعاة على منبر الإسلام الكبير العظيم كل في موقع إنتاجه وموطن عطائه ، فما منا من أحد إلا وقد شهد للإسلام بلسانه مع إن أعظم خدمة نقدمها اليوم للإسلام هي أن نشهد له شهادة عملية خُلقية على أرض الواقع بعد ما شهدنا جميعا شهادة قولية بألستنا ، إذ إن الفعل إن خالف القول بذَر بذور النفاق في القلوب كما قال ربنا سبحانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ{2} كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} وقد دلت الأدلة من القرآن والسنة على وجوب الدعوة إلى الله – جل وعلا – قال تعالى : {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ } .



خيرية الأمة ليست ذاتية ولا عرقية ولا عصبية ولكنها خيرية مستمدة من الرسالة العظيمة والأمانة الثقيلة التي شرفت الأمة بحملها إلى الناس في الأرض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، فلقد اصطفى الله من الخلق الأنبياء ، واصطفى من الأنبياء الرسل وشرفهم بالبلاغ عنه والدعوة إليه – جل وعلا – ثم مَن على أمة الحبيب المحبوب – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فجعل الرسالة والأمانة في أمته فورثها علماء أمته من بعده r أقصد الدعوة المتخصصة ، ولا أقصد الدعوة العامة ، فهي فرض عين على كل مسلم كما بينت كل بحسب قدرته واستطاعته ، أما الدعوة المتخصصة فلها أهلها كما بينت .



لكنني أود أن أحث كل مسلم ومسلمة بالمساهمة بقدر ما يملك لشغل هذه الوظيفة الشاغرة التي تحتاج الآن إلى عدد المسلمين على وجه الأرض ليتحرك كل أحد بما يملك ، إن لم يستطع بلسانه فبلسان غيره من أهل العلم الصادقين والدعاة الربانيين ، وبجزء من ماله يخصصه لدين الله ، أو بالمشاركة الوجدانية والبدنية والقلبية والقولية في العمل لدين الله – تبارك وتعالى – ولو بتكثير سواد المسلمين في الخطب والمحاضرات العامة ، لأن تكثيرك لسواد المسلمين في مثل هذه اللقاءات شهادة عملية منك لدين الله – تبارك وتعالى – تفريغك لولد من أولادك ليحفظ القرآن الكريم أو ليحفظ كتاباً من كتب العلم أو متن من متون الفقه ، دليل عملي على ذلك وحبك لهذا الدين وهكذا .

ولم أر في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام


تدبروا الآية أيها الأفاضل ، الله يأمر نبيه بأن يبلغ { قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً}

أي حماية ووقاية وملجأ إلا أن أبلغ دين الله ورسالة الله – عز وجل – فالعمل بدين الله والبلاغ عن الله والدعوة إلى الله ليست نافلة ولا تطوعا ولا اختيارا بل إنه الواجب الذي لا مفر من أدائه فالله – جل وعلا – من ورائه .


قال ربنا – جل وعلا : {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } . قال رسول الله r : (( بلغوا عني ولو آية )) .

ألم أقل لك : إنك مقصر ؟! أنت مقصر في البلاغ عن الله في الدعوى إلى الله .

((بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علىّّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ))(1) .

اللهم لا تحرمنا من هذا الدعاء ، رسول الله يدعوا لك أيها المبلغ عن الله ورسوله بنضارة الوجه ونور الوجه :

(( نضرّ الله امراً سمع منا حديثا فبلغه كما سمعه فرب مبلَّغ أوعى من سامع )) (2).
الله أكبر ، الله أكبر ، بشريط يا أخي بشريط واحد ضعه في سيارة ،
لك أجر هذا الداعي، ولك أجر من يهتدي بفضل الله بسماع هذا الشريط
فكر في أن تضع مع أوراقك شريطاً لداعية من الدعاة أو لعالم من العلماء ، وقدم هذا الشريط هدية للسائق ، بلغ بأي صورة من الصور ، المهم أن يحرق الواقع قلبك ، وألا تنظر إلى المنكرات وتمضي وتهز كتفيك ، وكأن الأمر لا يعنيك .

لا ، فنحن جميعا نركب سفينة واحدة ، لا تتصور أنك ستنجو بصلاحك و تقواك وسيهلك المفسدون فحسب ، بل إن هلك الطالحون ، هلك معهم الصالحون وإن غرق المفسدون غرق معهم الطيبون لماذا ؟ لأنهم أصيبوا بالسلبية القاتلة فينظر أحدهم إلى هذا الكفر الذي ساد الأرض وإلى المنكرات التي انتشرت ويهز كتفيه ويمضي وكأن الأمر لا يعنيه .

قال رسول الله r كما في صحيح البخاري وغيره من حديث النعمان بن بشير : (( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها ، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا الماء مروا على من فوقهم فقالوا : لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقا حتى لا نؤذي من فوقنا )) قال رسول الله : ((لو تركوهم وما أرادوا لهلكوا جميعا )) .

فلاحظ أن النبي r لم يكرر لفظ الهلاك : (( لهلكوا جميعا ولو أخذوا على أيديهم لنجوا ونجوا جميعا )) (1) .

قد يستدل كثير من المسلمين على سلبيتهم بآية من كتاب الله فيقول : قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } ولقد خشى الصديق أبو بكر – رضي الله عنه – هذه السلبية القاتلة من خلال الفهم المغلوط لهذه الآية الكريمة ، فارتقى الصديق المنبر فحمد الله وأثنى عليه فقال : أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها في غير موضعها وإني سمعت رسول الله r يقول : (( إن الناس إذا رأوا المنكر ولم يغيروه يوشك الله أن يغمهم بعقاب منه )) ().



والحديث رواه أحمد وأبو داود والترمذي بسند صحيح بشواهده : أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها في غير موضعها وإني سمعت رسول الله r يقول : ((إن الناس إذا رأوا المنكر ولم يغيروه يوشك الله أن يغمهم بعقاب منه )) .

فغير المنكر يا أخي بغير منكر ومر بالمعروف بمعروف ، فما كان الرفق في شيء إلا زانه ، وما نزع الرفق من شيء إلا شانه ، والشدة تلإفسد ولا تصلح ، والعنف يهدم دائما ولا يبني ومن أروع ما قال إمامنا ابن القيم – لله دره : إن النبي r قد شرع لأمته إيجاب إنكار المنكر ليحصل من المعروف ما يحبه الله ورسوله .. فإن كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر من المنكر ، فهو أمر بمنكر وسعي في معصية الله ورسوله ، ولقد كان النبي r هذا الكلام لابن القيم : وقد كان النبي r يرى في مكة أكبر المنكرات ولا يستطيع تغييرها .

أنت لا تضمن أبدا على أي حال سيختم لك ، قلبك بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء ووالله لو تخلى الله عنا بستره طرفة عين لافتضحنا في الدنيا قبل الآخرة ولا تنس قول ربك: {َذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ}.

هذا هو رسول الله ، لا نعدد هذه المناهج من أجل الاستمتاع السالب ولا للثقافة الذهنية الباردة الباهتة ، بل ليحول كل سائر على هذا الدرب المنير هذا المنهج الرباني والنبوي إلى واقع عملي وإلى منهج حياة .

هذا وما كان من توفيق فمن الله ، وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان ، والله ورسوله منه براء ، وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه وأعوذ بالله أن أكون جسرا تعبرون عليه إلى الجنة ، ويلقى به في جهنم
.
مختصر الخطبه اذا اعجبك الموضوع فلا تقولى لى شكرا انما ادعو لى بهذا الدعاء
**اللهم وفر حظي من خير تنزله او احسان تفضله او بر تنشره او رزق تبسطه او ذنب تغفره او خطا تستره بالهي يا من بيده ناصيتي ياعليم بضري ومسكنتي ياخبير بفقري وفاقتي يارب...اسالك بحقك وقدسك واعظم صفاتك واسمائك ان تجعل اوقاتي بالليل والنهار معمورة بذكرك وموصوله بخدمتك واعمالي عندك مقبوله ودعوتى مستجابه امين يارب السموات والارض ** ولاتنسى ان الملك سيقول ولك مثله
6
489

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

زهرة البيبون
زهرة البيبون
جزى الله شيخنا الجليل كل خير
وجزاك الله خيراً على هذا النقل الرائع
اللهم إجعلنا من الدعاة الصالحين لنصرة الاسلام
زهرة البيبون
زهرة البيبون
جزى الله شيخنا الجليل كل خير
وجزاك الله خيراً على هذا النقل الرائع
اللهم إجعلنا من الدعاة الصالحين لنصرة الاسلام
سحر-26
سحر-26
جزي الله كل خير ربنا يعيننا علي نصره دينه
ونكون اسلام يمشي علي الارض
خولة-تونس
خولة-تونس
جزى الله شيخنا الجليل كل خير وجزاك الله خيراً على هذا النقل الرائع اللهم إجعلنا من الدعاة الصالحين لنصرة الاسلام
جزى الله شيخنا الجليل كل خير وجزاك الله خيراً على هذا النقل الرائع اللهم إجعلنا من الدعاة...
RedRoses
RedRoses
ء