
عندما يستحيلُ الدمعُ ثلوجًا
كالقهر يثقلُ أحداقنا
عندما تفقدُ الأشياءُ معانيها
وتزلزلُ أشواقنا
ونرى صمتَ أقدارنا
يتمزقُ بين إجابةِ ألفِ سؤال
ونلوذ بوحدتنا
ونصاحبُ شيئًا يضمّ بقايا الخيال
عندما تتساوى لدينا
لا
ونعم
ويخيّرنا المستحيل
لا ليس من الأسطورة ِ
أن أختارَك أنت معى فى الرحيل
أن أسألَ عنك
فلى ما بين يديك بلادٌ تعرفنى
لى بين ضلوعك وعدٌ
أخشى إن غبتَ ألاّ يصادفنى
لى بين دمائك عشقٌ
موصولٌ فى ذرات دمى
لى من أيامك أيامٌ
ستخلدها كفُ الألمِ
والآن
وأنا
أغيبُ
أغيبُ فى الساحات والأزمان
عن الأشكال والأوْجُه
عن الطرقات والنسمات والألوان
وعن دقات إحساسي
وعن أوطان أنفاسي
وعن خطوات أيام
طوتها أذرعُ الأحزان
وعن ضحكات أحلام
عرفتُ بحضنها الإيمان
وعن مقلٍ
تفيض بدفء من كانوا
ومن ظلّوا
على عهدٍ بما قدْ كانْ
وماقد يحتوى الآتى
وحين تذوب آهاتى
وتجهلنى خطوطُ الوجه فى هربٍ إلى ذاتى
وأذهلُ عن بدآياتى
وحتى عن نهاياتى
أعود إليك
محملةً بأثقال الهوى والصبر
أضم برآءتى الثكلى
وأعرفُ أنّنى ما كنتُ عائدة
سوى بندائِك الحانى
وشوقٍ كم تردد فى حنايا الصدر
**
إلى وطني الغالي
إلى أرق كلمة وأغلي حروف
إلى بلدي ...
مصر
هنا أنت كطائر مهيض الجناح .. استنزفت قواه الجراح .. فظل يحلم بالطيران .. إلى ربى الأوطان !!
حزينة أنت في شدوك إلى حد الذوبان !!
تنفس الشدو الباكي حرفك وزفر الأنين .. وفي الشهيق والزفير تنبض المعاني بنبضات القلب المضنى
والروح التي تضج بالغربة والجوانح التي تطوي على الألم !
ماأجملك ياحنين ! مسماك يقطر في كل حرف ! حنيناً عذباً صافياً من منبع روحك الشاعرة المرهفة !!
عسى أن يكون قريباً يوم تبرأ الجراح .. وتعانق الطيور المهاجرة أوطانها
أبدعت حنين !!