وغلبته امرأة !
(1)
آلت الخلافة إلى أبى العباس السفاح ، وكانت ظروفًا قاسية جدًا وشاركته " أم سلمة " -زوجته - تلك الظروف القاسية فلم تسقط الخلافة إلى أبى العباس سهلة أو عن أبيه الخليفة السابق ، بل وصلت إليه على أنهار من الدماء من أحباب وأعداء .. لم يحصل على الخلافة الا بعد جهد وتعب وحروب .. حتى قتل الاحباب والاعداء
وتمخضت البلاد عن تغييرات كبيرة كان نتيجة ذلك تولى العباسيين الحكم ، وكان أولهُم الخليفةُ العباسى الأول أبو العباس السفاح -زوج ام سلمة -، الذى عُرف بحزمه وعزمه ، وكثرة بطشه وسفحه لدماء أعدائه حتى دانت له البلاد والعباد.
وكان أبو العباس من الخلفاء القلائل الذين اكتفوا بزوجة واحدة ، فقد اكتفى بـ" أم سلمة " عن العالمين وشغلته السياسة بأفراحها وأتراحها فلم يلتفت إلى عالم المرأة بما فيه ،
إلا فى شخص " أم سلمة ". - الخليفة مشغول بالحروب , والقضاء على الاعداء , وارساء دعائم الحكم للدولة الجديدة .. فلم يلتفت الى عالم المرأة لانه رجل سياسي مشغول من ساسه لراسه !!!
(2)
فلما كان ذات يوم فى خلافته ، خلا به خالدُ بن صفوان فقال له : يا أمير المؤمنين ، إنى فكرت فى أمرك وسعة ملكك ،
وقد ملكت نفسك امرأةٌ واحدة ، فإن مرضتْ مَرِضْتَ ، وإن غابت غاب الأُنس عنك ، وحَرَمْت نفسَك التلذذَ بظريفات الجوارى والتمتع بما يشُتهى منهن ،
فان منهن يا أمير المؤمنين الطويلة الغيداء ،
وإن منهن البضة البيضاء ،
والدقيقة السمراء ،
والبربرية العجزاء ،
ولكل منهن فتنة ومذاق . - الرجال هم الرجال في كل عصر يزينون لبعضهم التعدد .. بل ويشبهون النساء بالطعام الشهي طيب المذاق , وقد سمعنا في زمننا من يشبه اختلاف النساء ومذاقهن بالمانجو والفراولة والاجاص ...الخ :27:
وجعل خالد يطنب فى الوصف وكان إطنابه يزيد الموضوع حلاوة وطلاوة .
اظن الراوي سال لعابه من طريقة الوصف الشيقة :35:
فلما فرغ من كلامه ، قال أبو العباس : ويحك يا خالد ! ما صكَّ مسامعى والله كلام أحسن مما سمعته منك ، فأعد على ّ كلامك ، فقد وقع منى موقعا . فأعاده عليه خالد أحسن مما ابتدأ .
لاحول ولا قوة الا بالله .. اذن وصل خالد الى مأربه , واقنع الخليفة بالفكرة وعششها في دماغه :unhappy:
ثم انصرف .
وبقى السفاح مفكرًا فيما سمع منه ، فدخلت عليه زوجته " أم سلمة "، فلما رأته مفكرا مغتما ..
نظرت إليه نظرة الخبير بما يملك ، - زوجته عاجناه وخابزاه , وفهمت من نظراته واسهامه ان ذهنه مشغول بامر جديد .. وقد تكون شكت بالامر او شعرت بغريزة الانثى لديها بما يفكر ويخطط ..
ثم قالت : إنى لأنكرك يا أمير المؤمنين ، فهل أمر تكرهه أو أتاك خبر فارتعتَ له ؟ قالت له انت النهار ده مش عاجبني ...
قال : لم يكن من ذلك شئ ،
قالت : فما قصتك ؟
فجعل ينزوى عنها ، فلم تزل به حتى أخبرها بحديث خالد ، - ماشاء الله عليها جرجرته في الحكي لما اعترف .. لاحظوا ان الكلام عن السفاح ذو الشكيمة واعلى مركز في الدولة وليس اي رجل !!
فقالت : فما قلت لابن الفاعلة ؟ << شتمت خالد من القهر
قال لها سبحان الله ! ينصحنى وتشتمينه ؟ - هذا جزاه يا ام سلمة ؟؟!!
وخَرجَتْ من عنده مغضبةٍ ، وأرسلت إلى خالد جماعة من الرجال الأقوياء وأمرتهم ألا يتركوا فيه عضوا صحيحاً ... - ارسلت مجموعة ابضايات ليضربوا خالد و يكسروا عظمه ولا يتركوا جزءا في جسده الا واتلفوه !
(3)
قال خالد يحكى ما حدث له : انصرفت إلى منـزلى وأنا على السرور بما رأيت من سرور أمير المؤمنين وإعجابه بما ألقيت إليه . - لانه ماهو داري وش راح يصير له المسكين ..:29:
ولم أشكَّ أن صلته ستأتينى . - يفكر في الحلاوة او المكافأة :35:
فلم ألبث حتى وصل إلىَّ أولئك الرجال وأنا قاعد على باب دارى، فلما رأيتهم قد أقبلوا نحوى ، أيقنت بالجائزة والصلة ، المسكين اكل المقلب .. :icon28:
حتى وقفوا وبيد كل واحد منهم هراوةٍ ، أهوى بها علىَّ فوثبتُ فدخلت منـزلى وأغلقتُ البابَ علىَّ واستترت . الحمد لله انه نفذ بجلده !!
ومكثتُ أيامًا على هذه الحال لا أخرج من منزلي ، لانه يعلم المكافأة التي تنتظره خخخخخ
ووقع فى خلدى أنى أُتيِتُ من قبل " أم سلمة " ، فهم -الفهيم - ان ام سلمة زوجة الخليفة هي وراء ما يحدث ..
وطلبنى السفاحُ طلبًا شديدًا ، ولم أشعرْ ذات يومٍ إلا بقومٍ هجموا علىَّ .
وقالوا : أجب أمير المؤمنين . الراجل صار كذا :icon810:
فأيقنت بالموت ، فركبتُ وليس على لحم ولا دم . - غرق في وسط هدومه من الخوف وحس بنشفان الدم في عروقه ..:eek:
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
فلما وصلت إلى الخليفة أَوْمَأَ إلىَّ بالجلوس ، ونظرت فإذا خلف ظهرى باب عليه ستور قد أرخيت ، وأحسستُ حركةً خلف الستور ، -رأى الستارة التي خلف المجلس تتحرك ..فبلع العافية وفهم ان زوجة الخليفة تراقبه من وراء حجاب وانها سوف تحاسبه حسابا عسيرا على كل لفظة يلفظها ..:29:
فقال : يا خالد ! لم أرك منذ ثلاث .
قلت : كنتُ عليلاً يا أمير المؤمنين .:44:
قال : ويحك، إنك وصفتَ لى فى آخر دخلة من أمر النساء والجوارى ما لم يخرق مسامعى قط كلام أحسن منه ، فأَََعِدْهُ علىَّ. - هنا قمة الاحراج :eek: .. فالخليفة يطلب منه اعادة ما وصف من محاسن النساء ..
قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، أعلمتُك أن العربَ أشتقَّت اسم الضُّرَّة من المضرِّ ، وأن أحدهم ما تزوج من النساء أكثر من واحدة إلا كان فى جهد ،
فقال : ويحك ! لم يكن هذا فى الحديث ؟ تعجب الخليفة !!
قلت : بلى والله يا أمير المؤمنين ، وأخبرتك أن الثلاث من النساء كأنهن القِدر يغلى . هههههههههه
قال أبو العباس :برئتُ من قرابتى من رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت سمعتُ هذا فى حديثك .
قال : وأخبرتُك أن الأربع من النساء شرٌ دائمٌ لصاحبهن ، يُشَيِّبْنَه ويُهرِمْنَه ويُسْقِمنه . لووووووووول
قال : ويلك ؟ ما سمعت هذا الكلام منك ولا من غيرك قبل هذا الوقت .
قال خالد : بلى والله ،
قال : ويلك ! وتكذِّبنى ؟
قال خالد: قلت هامسًا : وتريد أن تقتلنى يا أمير المؤمنين ؟
قال الخليفة : مُرَّ فى حديثك ،
قال : وأخبرتك أن أبكار الجوارى رجال ، ولكن لا خصى لهنَّ ، قال خالد : فسمعت الضحك من وراء الستر ،
فقلت : نعم
وأخبرتك أيضا أن بنى مخزوم ريحانة قريش ،
وعندك ريحانة من الرياحين ، - بدأ خالد يدهن السير ,, ويمتدح بني مخزوم ( اهل زوجته ) .. وانهم ريحانة قريش , وان ام سلمة هي ريحانة بني مخزوم ...<< عور قلبي الراجل ,, كل هذا خوف من زوجة الخليفة ؟؟!!
وأنت تطمح بعينك إلى حرائرِ النساء وغيرهن من الإماء. بيؤدب الخليفة ويعلمه السنع .. كيف تطمع وتتطلع الى حرائر النساء وانت لديك هذه الريحانة :mad:
قال خالد : فقيل لى من وراء الستر : صدقت والله يا عماه وبررت ، بهذا حدثت أمير المؤمنين ،
ولكنه بدل وغير ونطق عن لسانك . - السيدة الاولى في ذلك الوقت تكاد تتشقق من الوناسة :pinklove:
فقال أبو العباس : مالك قاتلك الله وأخزاك وفعل بك وفعل ! الخليفة الى هذه اللحظة مندهش مما يرى ويسمع ..:icon810:
(6)
رجع خالد إلى بيته وما صدق أنه نجا مما حدث معه .. شعر انه ولد من جديد وعادت اليه الحياة ..
يقول خالد : تركت الخليفة وخرجت من عنده ، وقد أيقنت بالحياة .
فما شعرتُ إلا برسلِ " أم سلمة " قد ساروا إلىَّ ومعهم عشرة آلاف درهم وتخت وبرذون وغلام . - مكافأة على حسن تصرفه ..
وشاعت هذه القصة فى مملكة أبى العباس السفاح ، فكانوا يعرفون أن أبا العباس غلب الجميع وغلبته امرأة. :2thmup: