وفائك لن انساه.......

@
لم يرضى قلمي أن يكتب..‏
ورفض حرفي أن ينطق..‏
وأنا أعيش غربة الطريق وحيدة..‏
مشاعري المكبوتة..لا تجد مخرجا.. للتنفس..‏
نبض السعادة في قلبي المكسور ضعف..‏
والألم في النفس المقيدة توغل..‏
والجراح المتأوه أبت إلا النزيف..‏
@
فغدوت أبحث في يأس عن المرسى..‏
لأبقى معه..‏
وأرمي هموما أثقلت كاهلي في عباب بحره..‏
وأستنشق من نسيم هواه.. عبقا .. يريح فؤادا خالجته
الأنات..‏
فتعود في سكون بسمة الرضا للشفاه..
@
ومع تعب البحث..وعناء السفر الطويل..‏
كانت العزاء..في زمن الغربة..‏

روحي المرهقة عانقت سماء روحها..‏
وارتمت بأحضان بريق صفائها..‏
ذلك البريق..الذي يدعو إلى الأمان..‏
وتحطيم كل أسوار الغموض..والخوف من الغد
المجهول..‏

معها..أكون..لست سوى أنا!!‏
@
ولكن في يومي الغابر..‏
عندما جعلتني الحياة أمام امتحان صعب..‏
لتختبر فيني..قوتي..وصبري في المحن..‏
في تيار جارف ظالم..‏
كانت المنفذ الوحيد..‏
لإطلاق العنان لكل جوانحي ومشاعري الغاضبة..‏
فأنقض عليها كأسد لم يلاحق فريسته لأعوام..‏
فقسيت..وجافيت..‏
وأثقلت الحمل على أكتافها..‏
حتى أصبحت لا أدري إن كان الاعتذار..‏
سيمحى أثار غلطتي في ذلك اليوم الغابر..‏
@
بينما هي..‏
استمعت بصمت..‏
ويدها تشد على يدي..‏
وابتسامة حنان مرسومة في محياها..‏
ونبرة صداه لن أنساه..‏
قالت لي:‏
‏"ذكرى اللحظات الجميلة ستمحي كل أثر لهذا‏
‏ اليوم الغابر"‏
@
ثم مضينا.. نكمل المشوار برضا سويا..‏
وسنكتب في ذكرى الليالي..‏
أنها كانت..‏
لحظة وفاء..‏
لن يسرقها النسيان..وعمر الأيام..من ذاكرتي..‏
ستبقى نقشا محفورا..‏

فأقل الوفاء …أني وفائك لن أنساه..‏