بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما احوجنا هذه الايام لقصص الاعتبار والاتعاظ
وما احوجنا للتذكير في ظل تزاحم مشاغل الحياه واحداثها ومستجداتها
وكفانا بالموت واعظا
فماذا عسانا أعددنا للقائه؟؟؟
اليكم هذه القصه التي تحمل بين طياتها من العبر والمواعظ ماهو كفيل بشحذ الهمه لاعداد زاد سفر بعيد وشاق
يقول الشيخ في نص رسالته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على قضاءه وقدره
إنا لله وإنا إليه راجعون وإنا لفراقك يا أم معاذ لمحزونون
في فجر الاثنين 22 رمضان 1432 هـ انتقلت إلى رحمة الله أختي هيلة بنت عبدالعزيز الخضيري زوجة الشيخ القاضي الفاضل : أيمن بن عبدالله العسكر .
ولأن في موتها عبرة أردت أن أبثها لكم موعظة وذكرى للمؤمنين ،،،
فهي تصغرني ب تسع سنوات تقريبا وقدر لي أن أكون ولياً لها في بعض مراحل حياتها
فقد حجت فريضتها معي ،، وكنت أشرفت على زواجها بالكامل ،، ذلك أن والدي رحمه الله أصيب بمرض أقعده عن إدارة شؤون البيت ،، فكان ذلك من مسؤوليتي لأنني كنت أسكن معهم في البيت ،،
ولن أحدثكم من تاريخ حياتها لأقول إنها كانت امرأة متدينة بسيطة سمحة هينة لينة فذاك تاريخ انطوى وانقضى ،،
لكن سأحدثكم عن قصة وفاتها رحمها الله
****
يظهر والله أعلم أن مرضها بدأ في رمضان العام الماضي ،،
لكن في شهر محرم بدأت الأسرة تلحظ التغيرات السلوكية في حياتها
فأصبحت تنام أكثر من المعتاد بقليل
وأصبحت تزورنا باستمرار على غير عادتها حيث كانت حريصة على بيتها حتى ولو كانت كل أخواتي مجتمعات ،،
بدأ يظهر على سلوكها رحمة غير عادية بجميع أفراد العائلة
بعد مضي شهرين على هذه التصرفات غير الطبيعية بدأ الجميع يتساءل ما الذي طرأ في حياتها ،،
هل هي حامل
هل لديها مشكلة اجتماعية
هل وهل ..
اجتمعت أنا وأخي علي ( وهو أصغر مني وأكبر منها) ..
وتناقشنا في أمرها
وبعد عدة خيارات رأينا من المصلحة أن يقوم أخي علي بمصارحتها ..
قام بزيارتها في منزلها ،، وجلس معها
فنفت نفيا قاطعا أن لديها أي مشكلة
وحينما أصر عليها ،، بدأت تلمح أنها بعافية وأن زوجها مريض !! وأن هذا الوضع أثر على نفسيتها !!
انطلت هذه الحيلة علي وعلى أخي
وبعد مرور شهر كامل
قررنا مع زيادة تدهور وضعها أن نناقش الأمر مع زوجها
ناديته للبيت
جلست أنا وأخي معه
حدثناه بما نلاحظ دون أن نخبره بحيلتها التي قالتها ..
تنهد كثيرا
وقال كنت من بعد الحج ألحظ هذا التغير وأريد مصارحتكم ثم أقول لعلي أعالج الأمر بنفسي
تناقشنا حاولي ساعتين كاملتين
وقلنا لعله أمر نفسي
فلتذهب للعيادة النفسية
ولم يكن زوجها يحبذا هذا الموضوع لحاجة في نفسه
استشار عددا من الأطباء
وكان مما أشار عليه بعضهم بعد سماعه لعدد من الأعراض
أن يجرى لها أشعة لفحص الرأس
تحايل عليها زوجها وذهب لمستشفى الحبيب
أجرى الاشعة ،، وخرجت النتيجة ،، وأعادوا الأشعة مرة أخرى ،، وكانت النتيجة المذهلة
ورم سرطاني كبير في منطقة حساسة جدا جدا من الرأس
طلبوا منه الذهاب فورا لأحد المستشفيات الحكومية
أخذها للبيت
وذهب فورا لمستشفى الشميسي وأكدوا صحة المعلومة
وذهب لمدينة الملك فهد الطبية وأكدوا صحة الخبر وحاجتها العاجلة لدخول غرفة العمليات صباح السبت
كان الخبر ثقيلا عليه
حضر إلينا في مساء ذلك اليوم الأربعاء ( قبل حفل الجمعية للمدارس النسائية بأسبوع) وتناقشنا طويلا معها في الموضوع وأخبرنا أن بامكانه نقلها للعلاج في أي مكان في العالم
بعد استخارة واستشارة طلب مني ومن أخي أن نذهب إليها لاعطائها الخبر بشكل تدريجي
ورم صغير حميد في الرأس
بعد معرفتها بقدومنا للبيت رفضت أن تفتح لنا الباب إلا بشرط ألا نناقشها في الأمر
فقلنا لها ما هو !!!!
فقلت: أنا فحصت في المستشفى وأنا مصابة بورم ولا أقبل أن يتحدث أحد في الأمر فلن أذهب للمستشفى ،، فدخلنا على شرطها ،، جلسنا قليلا ثم ذهبنا
أخبرنا إخوتي وأخواتي وتتابعنا عليها لإقناعها فلم تسمح لأحد أن يناقشها
أخبر هو والدته لمناقشتها فقد كانت تحبها فلم تتقبل منها
أخبرنا نحن والدتنا لعلها أن تقنعها فرفضت رفضا قاطعا
وكان جوابها عجيبا
لا أريد الأطباء أن يتعرضونني
أنا متوكلة على ربي سألجأ إليه فإن أراد لي بقية من العمر فسيزول المرض وإن أخذ روحي فلعله خير لي
وصمدت في وجهنا جميعا
واستمرت ترقي نفسها وتشرب ماء زمزم وما ورد في السنة من أدوية ،،
في 20 رجب طلبت من زوجها أن تذهب للبيت الحرام فتسأل الله عفوه وعافيته ،،
ذهبت
وكانت طوال الفترة تذهب الى الحرم من بعد العشاء الى الفجر
تصلي ،، تطوف ،، تدعو
زرنا جميعا مكة فكانت حريصة على عدم مقابلتنا
تتظاهر بأن لديها ضيوف من أقارب زوجها
وكان الهدف ألا يحدثها أحد بالعلاج وقد بدأت عليها آثار التعب
في 10 شعبان أجرت والدتي عملية جراحية في ظهرها
فكانت تتصل بأمي كل ليلة وهي أمام الكعبة فتدعو وتطلب من أمي وهي في الرياض أن تؤمن عبر الجوال قرابة الربع ساعة يوميا
يشتد الألم مع دخول رمضان
ينصحها زوجها بعدم الصيام
فتصر على الصيام
وتذهب للصلاة
في منتصف رمضان اتصلت بكل واحد منا ومن أعمامي جميعا فتتحدث مع كل واحد ثم تدعو له
قال لها زوجها : تريدين العيد في الرياض أو مكة
قالت : انا سأموت فدعني أموت في البلد الحرام
يوم الجمعة 19 رمضان اتصلت بأخي محمد وكان في مكة وقد طلب منها أن يزورها قبل فرفضت وطلبت أن تزوره هي
زارته قبل الافطار فرأى المرض قد هدها وأنهكها فأشار عليه بالفطر فرفضت وهو يرأها تتألم
ذهب هو لصلاة التراويح في الحرم وذهبت هي للمسجد المجاور
صلت الفريضة وقالت إني أشعر بالتعب
فبقيت مضجعة لم تستطع صلاة التراويح
فور انتهاء الامام من الصلاة خرجت مسرعة وقالت أحس بصداع شديد
ركبت في سيارة عائلة غير معروفة طلبت منهم السرعة بالذهاب بها للبيت لأنها متعبة جدا ولا تستطيع انتظار السائق فركبت معها ابنة أخي
اتصلت بزوجها
حضر مسرعا
جلست تلك الليلة تتألم وتصبر وتصر على عدم الذهاب للمستشفى وتؤكد على زوجها
صامت يوم 20 رمضان بكل صعوبة
ذهبت على قدميها للمسجد المجاور فصلت القيام ليلة الحادي والعشرين مع والد زوجها وكان محبا جدا لها
صامت يوم 21 رمضان بصعوبة بالغة وزوجها يلح عليه بالفطر فترفض
في العصر أصيبت بإعياء شديد
أفطرت مع أذان المغرب بقطرات ماء يضعها زوجها في فمها بكل صعوبة وهي مضجعة
صلت صلاة المغرب
وقد بدأت بنشاط جديد
سجدت بين يدي ربها
حينما نهضت قال زوجها ماذا تفعلين ؟؟
قالت أشكر ربي أن وفقني لصيام 21 يوم
ثم طلبت أن تغتسل بنفسها
فقالت لها والدة زوجها أنت متعبة ويكفيك الطهارة في مكانك..
فألحت بالاغتسال
فطلبت منها أن تدخل معها دورة المياه
فرفضت رفضا قاطعا
اغتسلت بنفسها
ولبست لباس جديدا .......... تستعد به لمقابلة ربها
بدأ الاعياء والتعب يشتد .. وهي سكرات الموت
كلما أفاقت قالت : أريد أن أصوم غدا
في الساعة 12 ليلا أحضر زوجها ممرضة ومغذي
تحسنت حالتها
ثم اشتدت سكرات الموت
وهي تؤكد ألا تنقل للمستشفى ،، وأن يكون موتها بين أبنائها
وأبنائها يرقبونها من بعيد
قبيل الفجر
وفي شدة الاغماء
قرر زوجها نقلها للمستشفى
حضر الاسعاف
ونقلت للمستشفى بسرعة
أذان الفجر لليوم 22 رمضان
وصلوا للمستشفى
اجتماع 8 أطباء عليها
بدأ طبيب الانعاش يضع يده على صدرها لاجراء الانعاش القلبي
60 ثانية مرت
التفت الطبيب لزوجها يأمره بالخروج ويرقبه من بعيد
فيرفض زوجها
فيعلم الطبيب أن زوجها قد امتلئ سكينة وطمأنينة ورضا بقضاء الله وقدره
فيخبره الخبر بكل لطف
فيخر ساجد لله شاكرا
أن رأها تموت أحسن ميتة يتمناها الصالحون
صائمة قائمة راضية متوكلة
في بلد حرام وشهر عظيم
اتصل بنا
غادرنا الرياض بالطائرة 8 صباحا
غسلناها بعد العصر
فكانت على مرأى حسن يحبه المؤمنون
صلينا عليها مغرب ليلة 23 رمضان وقد كان الحرم مملوء بالمصلين المعتكفين والمعتمرين وفي ليلة يرجى أن تكون ليلة القدر
دفناها في المقبرة وأنزلتها بنفسي للقبر فكانت خفيفة المحمل رحمها الله
ذهبت برفقة أخي علي لسكنها فأخذنا أطفالها الأربعة
سلطانة 14 سنة ، سندس 10 سنوات، معاذ 8 سنوات ، عبدالله 4 سنوات
رجعوا معي أيتام بلا أم إلى الرياض ،،
في العزاء
قابلت السائق الخاص بأسرتها فقال : اتصلت بي يوم الخميس وقالت خذ من 500 ريال من فلان واشتر بها أغراضا وأذهب بها لبيت فلان (أسرة فقيرة)
اتصلت يوم الثلاثاء امرأة تشادية نعرفها جيدا تسأل عن أخبارها فقالت لها أختي إنها توفيت أمس فبكت كثيرا
وعندما حضرت للعزاء قالت إنها اتصلت بي يوم السبت (قبل وفاتها بيوم) وقالت إذا كنت تعرفين نساء من الأفريقيات اللاتي يعملن في البيوت ولديهن أطفال فاطلبي منهن أن يرجعن لأطفالهن وأنا أعطيهن مكافاة وليبقين مع أطفالهن
قال زوجها قبل وفاتها بأيام أخذت كل ما تملكه فتصدقت به ووزعته على الفقراء
اتصلت بأختي في بداية رمضان وقالت لها قولي لابراهيم يحضر خادمة عاجلة لأمي على حسابي
قال زوجها : اتصل بي خلق كثير ممن أعرف ولا أعرف متأثرين بوافتها وعجيب صنيعها
أقسم لي والد زوجها : أنه بكى لفراقها أشد مما بكى على والدته يقول لشدة احسانها بي وبوالدة زوجها ،،،
__
رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته
هذه مواقف مختصرة كتيتها على عجل فيها عبرة لي ولكم ،،
ولا تنسوها من دعواتكم
أخوكم : ابراهيم الخضيري
27 رمضان 1432 هـ
رحم الله ام معاذ رحمة واسعه واسكنها فسيح جناته والهم ذويها الصبر والسلوان
اللهم احسن خاتمتنا وخواتم المسلمين
منقول
رحمها الله وجعل منزلها بعليين حقا مع نهاية الحياة تخرج النفس منفردة لايرافقها الا الأعمال الصالحة اللهم اقبضنا على عمل صالح ترضاه عنا واغفر لوالدي ووالديكم وموتى المسلمين
امال امة @amal_am_2
عضوة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الله يرحمها ويسكنها فسيح جناته صدق القصه مؤثره الله يلهم اهلها وزوجها بالصبر والسلوان
رحم الله ام معاذ ووالدّي رحمة واسعه واسكنها فسيح جناته والهم ذويها الصبر والسلوان
اللهم احسن خاتمتنا وخواتم المسلمين
اللهم احسن خاتمتنا وخواتم المسلمين
الصفحة الأخيرة
الله يحسن خاتمتنا جميعا