فجع مراسل قناة العربية في جدة الزميل حسن الطالعي البارحة الأولى بفقد زوجته وأبنائه الثلاثة تركي، علي وفارس في حادث مروري وقع على طريق رجال ألمع ــ أبها جنوبي المملكة.
وعم الحزن المجتمع الإعلامي في المملكة، لما يحظى به الزميل حسن من محبة وتقدير في الوسطين الاجتماعي والإعلامي على امتداد الوطن.
وقال مدير عام قناة العربية عبد الرحمن الراشد أمس: «فجعنا جميعا والمصاب لحق الجميع ولا نملك إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون لأن هذا قضاء الله وقدره».
وتحدث الراشد متألما عن الطالعي: «جميعنا نواسيه ونحترم إيمان هذا الرجل، الذي أعتبره شخصيا أخا وأكثر من صديق، تعودنا أن يقف حسن معنا ويساندنا وهو شخصية محبوبة ونشيط في عمله».
ولاحظ الإعلاميون أن الزميل الطالعي بدا أكثر تماسكا وقوة وإيمانا، مسترجعين المواقف الإنسانية والشخصية معه إبان المحن والظروف التي مروا بها ووجدوه أكثر شخص قريب من زملائه في الأوقات الصعبة.
وهنا يبدي المدير الإقليمي لقناة العربية في المملكة خالد المطرفي اندهاشه من الروح التي تحدث بها الطالعي معه: «اتصلت وكلي خوف من أن يكون حسن أصيب بمكروه فمن يفقد أكثر من نصف أسرته ليس غريبا أن ينهار أو يختل، ولكنني وجدت الله حاضرا في قلب هذا الرجل، إيمان بالقضاء والقدر».
ويحكي المطرفي اللحظات الأولى من وصول خبر وفاة أسرة الطالعي: «نقلت لزملائي ما سمعت من حسن أنه صابر وراض بقضاء الله ودفنه لزوجته مع رضيعها فارس، وبكى كل من في المكتب، وجميعهم كانوا خائفين لأن زميلنا نعرف أنه متعلق بأسرته وأولاده».
يسمي المطرفي زميله الطالعي بالحليم «لأنه كان في أحلك الظروف وأصعب التغطيات الإخبارية حكيما وهادئا، وهو من القلائل الذين عرفتهم وزاملتهم في العمل الإعلامي يعملون بتحكم وسيطرة على أعصابهم، وهو شخص محبوب جدا بين زملائه في المكتب والوسط الإعلامي».
ومنذ أسبوعين والإعلاميون في جدة ينتظرون عودة الطالعي الذي فقد والده قبل أقل من ثلاثة أسابيع، إذ بقي في خميس مشيط، حيث مقر استقبال المعزين، ومنهم زميله مدير مكتب العربية في جدة خالد الفاضلي الذي وصف الطالعي بـ«المؤمن القوي».
وخاطب الفاضلي زميله حسن بالقول: «ثمة حوادث أكبر من المواساة.. أكبر من العزاء.. ثمة حزن لا يمكن وصفه إلا أنه اختبار من الله.. ثمة دموع أصغر من المصاب.. وثمة باب للدعاء مفتوح دوما.. اللهم ارحم أموات حسن الطالعي.. واكتب له العوض في البقية.. واجعل ملائكة الرحمة تسكن قلبه».
أما زميله سعود الخلف المعروف بمراسل الإنسانية اكتفى بالدعاء: «اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف على زميلنا حسن، ما أصاب الطالعي أوجع قلوبنا واللسان يعجز عن وصف الألم ولكن العزاء في أن أبا تركي تماسك وتقبل المصاب الجلل بإيمان واحتساب».
وبين الزميل هادي الفقيه الذي سبق وعمل مع الطالعي «هاتفته فوجدت رجلا مؤمنا، ما أصابه موجع ولكن الإيمان أكبر من المصائب، وحسن رجل قوي وسينهض من مصيبته، فكل محبيه يدعون لأسرته بالرحمة والمغفرة وله بالثبات والاحتساب».
ولاحول ولا قوة الا بالله