وفاة عضوة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بالأمس تصفحت مواضيع ومشاركات لعضوات متوفيات نسأل الله لهن الرحمة والمغفرة، منهن لم تتجاوز سن العشرين حتى، ومنهن أمهات تركن وراءهن أطفال وغادروا عن الحياة، منهن متوفيات منذ ١٥ سنة، ولازالت مواضيعهن ومشاركاتهن موجودة، وتقرأ وتتداول وتنشر..
أختي في الله..ما تكتبينه هنا في المنتدى، سيقف يوم القيامة أمامك، إما معك أو ضدك، وسيكون إما من الأعمال الصالحة الجارية، أو من الذنوب الجارية، تذكري قوله تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)..
السب، الشتم، تأليف القصص الكذبية، القذف، جرح المشاعر، سوء الخلق ... إلخ


كله في صحيفتك، يوم لا ينفع مال ولا بنون، وفي كتاب لا يغادر كبيرة ولا صغيرة إلا احصاها، قال ﷺ: (إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ)
وينبعُ الخير الكثير في حسن استعمال هذه المواقع لكي يكون للمسلم رصيدًا وافرًا من الحسنات الجارية، تنفعه في دنياه وفي آخرته. إن الحسنات الجارية هي التي يستمر ثوابها بعد وفاة الإنسان، ويجنى ثمارها بعد انقطاع عمله، قال ﷺ: «إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ: صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ، وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ، وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ» . وعلى النقيض من الحسنات الجارية؛ توجد الأخطار الكامنة في مسألة السيئات الجارية في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها... لأنَّ من السيئات ما إذا مات صاحبها فإنها تتوقف بموته، ولا يمتد أثر تلك السيئات إلى غير صاحبها، ولكنْ من السيئات ما تستمر ولا تتوقف بموت صاحبها، بل تستمر وتجري عليه! وفي ذلك يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله: "طوبى لمن إذا مات ماتت معه ذنوبه، والويل الطويل لمن يموت وتبقى ذنوبه مائة سنة ومائتي سنة أو أكثر يُعذَّب بها في قبره ويُسئل عنها إلى آخر انقراضها"
إن من الناس من يموت ولا يكون له أي أثار من أعمال صالحة، بل تطول صحيفة حسناته بموته، أو من الناس من يوفق فيكون له أثار من أعمال صالحة.. هو من عدد الأموات، لكن ثوابها وأجرها يجري له من صدقة جارية أنفذها في حياته، أو علم ينتفع بها بقيت أثاره بعد مماته، أو دعاء ولد صالح.