(وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)
(حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) قالها إبراهيمُ عليه الصلاة والسلام حين أُلقي في النار،
فجَعَلَ اللهُ النارَ برداً وسلاماً عليه،
(قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدَاً وَسَلَامَاً عَلَى إِبْرَاهِيمَ)
فلا يمكن لشيء أن ينفع أو يضر إلا بإذن الله تعالى
فالله هو الذي جعل النار محرقة فهي لا تحرق بذاتها
فإذا أراد لها أن تكون برداً وسلاماً صارت كذلك
قال ابن عباس: (لو لم يتبع بردها سلاماً لمات إبراهيم من شدَّة بردها).
فالله الذي جعل النار برداً سلاماً هو الذي يجعل المِحَن مِنَحاً وعطايا
ويجعل الفقرَ والحاجةَ سعةً وغنى
ويجعل الهمومَ والأحزانَ أفراحاً ومسرَّات
ويجعل المنعَ عطاءً ورحمةً
وهذا كلُّه لمن توكَّل على الله تعالى وأيقن به وأحسن الظن بالله سبحانه
(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانَاً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).
فماذا كان جزاؤهم:
(فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ).
لقد انتصروا عندما أيقنوا أنَّ الله معهم فتوكلوا عليه، وعلموا أنَّ النصر من عند الله،
(فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى).
قال تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ، إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ)،
فمن يتوكل على الله يكفيه ما أهمه،
فالله بالغ أمره.
فما قدَّر الله كان،
وما لم يشأ لم يكن،
فالتوكُّل عليه هو توكُّل على القويِّ القادر الفعَّال لما يريد.
ومتى كان العَبْدُ حَسَنَ الظنِّ بالله،
حَسَنَ الرجاءِ له،
صادقَ التوكُّلِ عليه :
فإن اللهَ لا يخيب أمله فيه،
فإنه سبحانه لا يخيب أمل آمل،
ولا يضيع عمل عامل.
وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.
yasmona @yasmona
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
حسبي الله ونعم الوكيل..